س51: هل قول الملاك عن السيد المسيح أنه "يملك على بيت يعقوب إلى الأبد" يتنافى مع صلبه وموته؟
قال عبد الرحمن سليم البغدادي: "ولا شك أن قول جبرائيل حق ووعد للَّه صادق. فلو قلنا أن المُهان المصلوب هو المسيح، للزم منه بطلان تلك البشارة الصادقة، وهو محال، فبالضرورة يثبت أن المُهان المصلوب ليس هو ذات المسيح... فالقول بأن المسيح هلك وما ملك، يقضي السخرية والكذب من الرسل" (الفارق بين الخالق والمخلوق. تحقيق د. أحمد حجازي ـ طبعة ثانية سنة 1987م ص 471)(384).
ج: أ ـ ليس المقصود أن يكون مُلك المسيح مُلك أرضي، ولكن المقصود هو مُلك المسيح الروحي على القلوب، وهذا ما تمَّمه السيد المسيح بالصليب إذ جذب إليه الملايين، وما زال يملك على القلوب من جيل إلى جيل.
ب ـ عندما سأل بيلاطس السيد المسيح: "أنت ملك اليهود؟ أجابه يسوع: أمن ذاتك تقول هذا، أم آخرون قالوا لك عنِّي؟ أجابه بيلاطس: أَلعلي أنا يهودي؟ أُمَّتُك ورؤساء الكهنة أسلموك إليَّ. ماذا فَعَلت؟ أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مَمْلَكتي من هذا العالم، لكان خُدَّامي يُجَاهِدون لكي لا أُسَلَّم إلى اليهـود. ولكن الآن ليسَت مَمْلَكتي من هنا. فقال له بيلاطس: أفأنت إذًا مَلِكٌ؟ أجاب يسوع: أنت تقول إني مَلِكٌ. لهذا قد وُلِدتُ أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشْهَد للحق.." (يو 18: 33 ـ 37) إذًا فالأمر واضح أن السيد المسيح ليس ملكًا مثل ملوك الرومان ولكنه ملك روحي، ومملكة المسيح ليست مملكة أرضية سياسية زائلة لكنها مملكة روحية تبقى إلى أبد الآباد.
ج ـ لماذا يأخذ الكاتب من الآية الواحدة ما يؤيد نظريته ويترك بقية الآية؟ أي لماذا تمسَّك بالمُلك الأبدي للسيد المسيح وأهمل ولادته من الآب، وما دام هو مولود من الآب إذًا فهو من نفس طبيعة الآب. أي أنه إله من إله، وهل للَّه مملكة أرضية أم أن ملكوته السماوي؟
_____
(384) أورده د. فريز صموئيل في كتابه من هو المصلوب؟ ص 99.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/jesus-king.html
تقصير الرابط:
tak.la/q453d8a