St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول الصليب - أ. حلمي القمص يعقوب

83- هل قصة موت المسيح مقتبسة من الأساطير الوثنية؟

 

س67: هل قصة موت المسيح مقتبسة من الأساطير الوثنية؟

 وقال د. هاشم جوده مدرّس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين: إنه عثر على نسخة خطيّة لإبراهيم خليل أحمد (وهو قس إنجيلي سابق بِاسم إبراهيم خليل فيلبس، كان قد أعلن إسلامه سنة 1960م ووضع كتابًا بِاسم محمد في التوراة والإنجيل والقرآن، فطُبِع عدّة مرات مع تقديم من أئمة الإسلام) وجاء في هذه النسخة الخطية ما حواه الفكر المسيحي من أساطير الأولين، وقارن بين أقوال الصينيين عن بوذا، وأقوال الهنود عن كريشنا، وأقوال المسيحيين عن السيد المسيح، وقال مما قال أن الثلاثة دُعي كل منهم بابن اللَّه وأن كل منهم عمل عجائب وآيات، فأول أعجوبة صنعها كريشنا هي شفاء الأبرص، وأول أعجوبة صنعها يسوع هي شفاء الأبرص (مت 8: 1 ـ 4)، وكل منهم صلب بالصليب، وبعد صلب كل واحد منهم حدثت مصائب وشر عظيم، وقال كريشنا للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب: "اذهب أيها الصياد محفوفًا برحمتي إلى السماء مسكن الآلهة"، وقال يسوع لأحد اللصين الذين صُلبا معه: "الحَقّ أقولُ لكَ: إنك اليوم تكُون مَعي في الفِردوس" (لو 23: 43) وكل منهم قام من الأموات، وكل منهم سيعود للأرض ثانية، وكل منهم سيكون ديانًا، وكل منهم الألف والياء، وكل منهم حارب الأرواح الشريرة ونشر تعاليمه، وكل منهم تجلّى على جبل.. إلخ (راجع العقائد المسيحية بين القرآن والعقل ص 215 ـ 218).

 وذكر إبراهيـم خليل أحمـد نقلًا عـن السير أرثر فندلاي (في كتابه صخرة الحق ص 45) أسماء ستة عشر إلهًا مخلصًا قبل مجيء المسيح وهم:

1ـ أوزوريس سنة 1700 ق. م في مصر

2ـ بعل سنة 1200 ق. م في بابل

3ـ أتيس سنة 1170 ق. م في فرجيا

4ـ ثاموس سنة 1160 ق. م في طوريا

5ـ ديونسيوس سنة 1100 ق. م في اليونان

6ـ كريشنا سنة 1000 ق. م في الهند

7ـ هيوس سنة 843 ق. م في أوروبا

8 ـ أندرا سنة 725 ق. م في التبت

 

9ـ بالي سنة 725 ق. م في أسيا

10ـ أياو سنة 622 ق. م في نيبال

11ـ الستيس سنة 600 ق. م في فيريا

12ـ كويكس لكوت سنة 587 ق. م في المكسيك

13ـ وتيبا سنة 552 ق. م في ترفانسكور

14ـ برومثيوس سنة 547 ق. م في اليونان

15ـ كورنيوس سنة 506 ق. م في روما

16ـ مذرا سنة 400 ق. م في الفرس

 

 كما ذكر إبراهيم خليل أحمد نقلًا عن السير أرثر فندلاي (في كتاب صخرة الحق ص 76) أنه تم اكتشاف لوحة أثرية في بابل بها بعض الأحداث التي حدثت لبعل وتشابه أحداث الصلب، فقال: "أُخِذ بعل أسيرًا وهكذا المسيح، وحوكم بعل في قاعة المحكمة وهكذا عيسى في قاعة بيلاطس، وضُرب بعل وجُلد عيسى، وأُخِذ بعل إلى الجبل وأُخذ المسيح إلى الجمجمة، وأُطلق سراح مجرمان أخذهما معه بعل، وأطلق المسيح صراح بارباس وأخذ معه مجرمان، وبعد أخذ بعل تهدّمت المدينة، وبعد موت عيسى تحطّم الهيكل وخرج الموتى ودخلوا المدينة، وأُخِذت ملابس بعل، وهكذا المسيح اقتسم الجنود ملابسه، وذهب بعل إلى الجبل واختفى من الحياة وهكذا خرج عيسى من القبر وذهب إلى عالم الأرواح، وذهبت امرأة تبكي عند قبر بعل، وذهبت مريم المجدلية تبكي عند قبر عيسى، وعاد بعل إلى الحياة ثانية وهكذا ارتفع عيسى من القبر حيًّا" (محمد في التوراة والإنجيل والقرآن ص 101).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: أ ـ يا صاحب.. نظرة منك إلى الذين سجلوا لنا الأحداث عبر الأناجيل والرسائل، فهم ليسوا رجال تاريخ وفلسفات ودين مقارن، ولم يكونوا يومًا من التجار الذين يجوبون البحار ويطلعون على أسرار البلاد. بل هم من اليهود الموحدين باللَّه البسطاء الذين ليس لهم علم بأساطير الديانات الوثنية حتى ينسجوا على منوالها.

 

St-Takla.org Image: Wooden hand Cross, winning in Jesus صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب يد خشبي، الانتصار في المسيح

St-Takla.org Image: Wooden hand Cross, winning in Jesus

صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب يد خشبي، الانتصار في المسيح

ب ـ هب أن هؤلاء الوثنيين يعتقدون في وجود اللَّه بأي صورة كانت، وأنهم يصلون إليه ويقدمون له العبادات، وأنهم يصومون.. إلخ فهل نلغي نحن إيماننا باللَّه وعبادته وأصوامنا لأنهم يشاركونا في هذه العقائد؟!.. هب أنهم يؤمنون بفكرة التجسد والفداء هل نلغي التاريخ ونغير الحقائق ونقول أن للَّه لم يتجسد ولم يُصلَب لكيما لا نكون قد أخذنا منهم؟!.. أنه فكر سقيم.. أليس كذلك؟!

 

ج ـ أنا لم أطَلع على فلسفات وعبادات ما أورده السير أرثر فندلاي، ولكن الجواب يظهر من عنوانه، ولي هنا تعليقان:

 1ـ قال د. هاشم جوده أنه وجد في النسخة الخطيّة التي دونها إبراهيم خليل أحمد أوجه الشبه بين قول الصينيين في بوذا وقول الهنود في كريشنا وقول المسيحيين في المسيح، وأورد جدولًا شمل أكثر من أربع صفحات يحوي المقارنة بين بوذا وكريشنا والمسيح، وعندما عدت إلى كتاب إبراهيم خليل بعد طباعته لم أجد مثل هذه الأمور.. تُرى هل اكتشف إبراهيم زيف هذه الأمور فحذفها عند طبع كتابه؟!

 2ـ نقل د. هاشم جوده دون أن يفكر فيما ينقله، فقال أن أول معجزة صنعها المسيح هي شفاء الأبرص (مت 8: 1 ـ 4).. من أين أتى بهذه المعلومة الخاطئة، فمعلمنا متى البشير لم يذكر أن هذه المعجزة الأولى للسيد المسيح. إنما معلمنا يوحنـا الذي ذكر معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل وقال: "هذه بدَاية الآيات فَعَلها يسوع في قَانا الجليل، وأظهر مَجْدَه، فآمن به تلاميذُه" (يو 2: 11) ولا سيما أن هذه المعجزة معجزة خلقة. بل أقول أن د. هاشم بحسب عقيدته الإسلامية يعتقد أن أول معجزة للمسيح أنه تكلَّم في المهد، فكان يجب أن يسجّل اعتراضه على ما قاله آرثر ـ إن كان قال هكذا ـ وذلك ولو بين قوسين.

 كما إن إبراهيم خليل ادّعى أنه عقب موت المسيح تحطّم الهيكل.. من قال هذا؟ أليس هذا تزييف للحقائق؟.. الذي حدث عقب موت المسيح أن انشق حجاب الهيكل "وإذا حجاب الهَيكل قد أنشَقّ" (مت 27: 51) أما تحطيم الهيكل فقد حدث على يد تيطس الروماني سنة 70م، وإبراهيم هذا الذي كان قسًا إنجيليًا وأنكر مسيحه وطرح صليبه من المفروض أن يكون أول العارفين بهذا، وهو يدعي أنه كان أستاذًا في كلية اللاهوت الكندية بأسيوط.

 

د ـ هناك خلافات جوهرية بين عقيدتنا في المسيح وعقيدة أي شعب وثني في إلهه، فمثلًا:

أوزيريس - تامور - كريشنا - بوذا - بروميتيه - مثرا

 

 1ـ أوزيريس: حسده أخوه ست وقتله وقطَّع جسده إربًا، فجمعت زوجته إيزيس الأشلاء، واحتضنته فعادت له الحياة ثم مات ثانية، وحملت زوجته بحورس الذي لما كبر رفع الأمر لمحكمة العدل الإلهية التي عزلت ست من منصبه، ومنحت حورس العين الثالثة، فأخذ حورس يبحث عن جثة أبيه حتى وجدها ووضع عليها العين الثالثة فقام من الأموات ونزل إلى العالم السفلي ديّانًا للأرواح.. فأي تشابه بين هذا وبين عقيدة التجسد والفداء في المسيحية؟!

 2ـ تامور: يعتبره الوثنيون إله الزراعة والربيع فهو يحيا بظهور النباتات فتفرحنَ النساء بحياته ويستسلمن للأهواء الجنسية ويدخلن في الإباحية، ويعتبرن أن هذا خلاصًا من قانون الطهارة والعفّة، وعندما يموت تامور بذبول النباتات يبكين عليه النساء كثيرًا، ويدعي البعض أن تامور هذا تألم من أجل الناس، وأنه كان يُدعى المُخلّص والفادي والمصلوب، وكل هذه تلفيقات أُدخلت على القصة لحبكها وإيجاد أوجه التشابه بينها وبين قصة الفداء في المسيحية.

 3ـ كريشنا: هو إله الشر الذي ارتكب الآثام بطريقة فظيعة، ومع ذلك فهم يدعونه المُخلّص، لأن الخلاص في نظرهم هو الانغماس في النجاسة والدنس حتى يطفئوا نيـران الشهوة البهيمية، فما علاقة هذا بالمسيح الطاهر القدوس الذي بلا خطية وحده؟

 وتستكمل الخرافة فصولها بأنه حدث ذات مرة بينما كان كريشنا يسير في الغابة رماه أحد الصيادين عن طريق الخطأ بحصاه أو سهم فمات، وأضاف البعض من عندياته بأنه طُعن بالحربة وقال للصياد الذي طعنه: اذهب أيها الصياد محفوفًا برحمتي إلى السماء مسكن الآلهة، ويقارنون بين هذا وبين قول السيد المسيح للص اليمين: "الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس" وهنا خلط للحقائق، لأن هذا اللص لم يطعن السيد المسيح إنما تاب عن شروره وآمن بالإله المصلوب فاستحق أن يرث الملكوت. أما هذا الصياد الذي طعن كريشنا فلم يذكروا أنه تـاب عن خطاياه. كما أن كريشنا مات بسهم الصياد ولم يمت بالصليب.

 4ـ بوذا: لم يؤمن بفكرة الكفارة واعتقد أنه لا يوجد الكائن الذي يُخلّص أحدًا من خطاياه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إنما طريق الخلاص يبدأ بارتقاء الإنسان بنفسه فوق الأهواء والشهوات حتى يبلغ طور "النرفانا" أي التحرُّر الكامل من الشهوات، وجاءت كلماته الأخيرة تُعبّر عن فلسفته حيث قال: "كونوا لأنفسكم نورًا وملجأ حصينًا، ولا تلوذوا بغير أنفسكم"، وجاء في جريدة الأهرام بتاريخ 4 مايو 1971م "إن بوذا كان معلّمًا لا مُخلّصًا، وأنه لم يَعِد إنسانًا بمعونة، خلا المعونة التي يتلقاها هو من نفسه، وإن من أقواله المأثورة لأتباعه "واصلوا جهادكم حتى تبلغوا سبيل الخلاص"، وانتهت حياة بوذا في بلدة "بافا" على يد حداد يُدعى "تشوندا" قدّم له لحمًا مشويًّا مسمومًا أودى بحياته.. فأين وجه الشبه بين من مات مسمومًا وبين من مات مصلوبًا؟! وأصحاب النيات الخبيثة يقوِّلونه أقوالًا لم يقلها مثل ما نسبوه إليه قبل موته "دعوا الآثام التي ارتكبت في العالم تقع عليَّ، لكي يخلّص العالم من قصاصها".

 5ـ بروميتيه: الذي كان يقاوم الأرستقراطية في بلاد اليونان، وكان يحب الناس ويساعدهم فـي شئونهـم، فحقد عليه جوبتر رب الآلهة، وصلبه على جبال القوقاز، وأمر "فلكان" بتعذيبه، فعُذّب بغرس الحديد المحمي في جسمه. كما أثار عليه النسور لتمزق لحمه، ولكن هرقل تدخّل وأنقذ بروميتيه، وهنا نجد بروميتيه مغلوبًا على أمره بينما السيد المسيح قدّم نفسه للصليب بكامل إرادته، وبروميتيه لم يمت بينما مات المسيح وقام، وقال الملفقون أن بروميتيه: "جُرح بسبب ذنوب الناس وأنه سُحِق بسبب عصيانهم".

 6ـ مثرا: يقولون أنه خرج من صخرة وفي يديه مدية ومشعلًا، ودخل في حرب مع الشمس فقهرها وجعلها تتبعه. ثم حارب الثور الرهيب الذي يُعتبر أول مخلوق في الكون فقتله، وخلّص الناس من شر الثور، فصار دم الثور علامة لخلاص الناس، ولكن العقارب والحيّات والنمل هم من أعوان أهريمان إله الشر أضاعوا معالم الثور، ولهذا ترك مثرا الأرض وطار إلى السماء.. فأي علاقة بين هذه الخرافة وقصة الفداء في المسيحية؟! (راجع عوض سمعان ـ كفارة المسيح ص 210 ـ213).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/heathen-myths.html

تقصير الرابط:
tak.la/t59v6cb