الفصل الثامن والعشرين: مذهب يسوع وحده
في القرن الثالث الميلادي أنكر الأسقف سابليوس الأقانيم الثلاثة، وقال أن الله مجرد أقنوم واحد، وليس الأقانيم الثلاثة سوى ثلاثة تسميات مختلفة، فعندما خلق الله الإنسان ورعاه في العهد القديم سُمي بالله الآب، وعندما تجسد في العهد الجديد دُعي بالله الإبن، وعندما حلَّ على التلاميذ الأطهار على شكل ألسنة نار سُمي الله الروح القدس، وتناقش القس بطرس (فيما بعد البابا بطرس خاتم الشهداء) مع سابليوس، وأوضح له خطأ عقيدته هذه، وبسط له الأدلة الكثيرة الحاسمة والقاطعة التي تحدثنا عن الأقانيم الثلاثة، أو أقنوم واحد بعينه، أو أقنومين من خلال الكتاب المقدَّس كله، ولكن سابليوس أصرَّ على هرطقته فحكمت عليه الكنيسة بالحرم عن طريق مجمع عُقد بمدينة الإسكندرية. ثم أيد هذا الحكم المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية.
وفي القرن التاسع عشر أنكر "سويدنبرج" الأقانيم الثلاثة كما قال سابليوس من قبل مع إختلاف طفيف بينهما، إذ قال "سويدنبرج" أن الله هو يسوع وحده، ومارس سويدنبرج مع أتباعه المعمودية باسم يسوع فقط، وقال سويدنبرج أن لاهوت يسوع المُتحد بناسوته هو ما سُمي بالإبن، ولاهوت يسوع الصادر عنه هو ما دُعي بالروح القدس، ورسموا أتباع مذهب يسوع وحده شكلًا هندسيًا مكون من 16 خانة، كل خانتين متقابلتين، ووضعوا في كل الخانات الثمانية الأولى صفات الله، وفي الخانات الثمانية الثانية ما يقابل هذه الصفات في الرب يسوع، فوضعوا ثمان صفات مشتركة بين الله ويسوع وهي:
1- الله الخالق
2- الله الفادي والمخلص.
3- الله الراعي.
4- الله الملك.
5- الله " أنا هو ".
6- الله " الأول والأخر ".
7- الله الصخرة.
8- الله الآتي.
(راجع كتابنا أسئلة حول التثليث ص 125، 126).
وفي القرن العشرين ظهر مذهب يسوع وحده في أمريكا، ونما هذا الفكر حتى إعتنقه عدد من الكنائس الإنجيلية في الخارج، وفي سنة 1960م ظهرت هذه البدعة في كنيسة الإيمان الرسولي بالأقصر، وذلك بعدما إلتقت " مس تور اجنزر " مع القس بشري سدرة وأقنعته بأنه لا يوجد ثلاثة أقانيم، إنما هي مجرد ظهورات للآب، وذهب المهندس " مخلص " إبن القس بشرى سدره إلى أمريكا حيث درس تعاليم هذه الشيعة، وعاد يحمل نفس أفكار أبيه، فإضطر المجلس الملي الإنجيلي إلى تكوين لجنة لدراسة هذه الأفكار الغريبة على مصرنا، ومات القس بشرى، ورفض إبنه المهندس القس مخلص التنازل عن أفكاره، وأصرَّ على إنكار عقيدة الثالوث القدوس، فتم تجريده من لقب " قس إنجيلي " وشُطب إسمه من سجلات الطائفة الإنجيلية يوم 24/9/1993م، وكتب الراحل القس بطرس لبيب الرئيس العام لكنائس الله الخمسينية ضد هذه البدعة يقول " بدعة أصحاب الحدث الجديد قد أُثيرت حولها ضجة حقَّقت فيها لجان رسمية وأدانتها " (210).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
من هذه المعتقدات ما يلي:
1- لا يوجد إلاَّ إله واحد أزلي أبدي سرمدي، وإن لا إله سواه، وإن هذا الإله دُعي مرات بالآب، ومرات بالإبن، ومرات غيرها بالروح القدس (بنود الإيمان الخاصة بكنيسة يسوع وحده مادة 2).
2- الآب (اللاهوت نفسه) أبونا لأنه خالقنا ويحبنا، الآب يحل ويعمل في المسيح والله في المسيح الصالح (مادة 3).
3- المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص لا الآب ولا الروح القدس، والمسيح هو الوحيد الديان، والمسيح هو الوحيد الذي يشفع لدى نفسه، ليس لدى الآب أو الروح القدس، لأن هذه ظهورات وقد إنتهت (المذاهب المنحرفة جـ 1 ص 72).
4- يتهمون المسيحيين بأنهم يعبدون ثلاث أشخاص منفصلين أي ثلاثة آلهة، وليس إله واحد مثلث الأقانيم.
5- يعتبرون التكلم بألسنة عمل ضروري لنوال الخلاص.
_____
(210) رأفت زكي – المذاهب المنحرفة جـ 1 ص 68.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/jesus-only.html
تقصير الرابط:
tak.la/qtpn79g