الفصل السابع والثلاثين: العرافة
جاء في دائرة المعارف الكتابية " العرافة هي محاولة استطلاع المستقبل ومعرفة الغيب بوسائل متنوعة بعيدًا عن إعلان الله " (267) وجاء في دائرة معارف القرن العشرين جـ 8 " العرافة أو الكهانة هي استخدام الشياطين في معرفة الأمور المجهولة، وكانت هذه الصناعة معروفة عند العرب، فكان إذا وقع لأحدهم أمر يريد معرفة داخليته أو مستقبله منه ذهب إلى أحد الكهان أو العرافين فأخبره بما يهمه، وكان لكل كاهن أو عراف منهم صاحب من هؤلاء الشياطين يحضر إليه فيخبره بما يريد " (268).
وارتبطت العرافة كثيرًا بعبادة الأصنام، فجاء في دائرة معارف إنجلترا مجلد 4 تحت مادة الشياطين Devils " كانت الشياطين هم الوسطاء بين البشر والأصنام التي يعبدها الوثنيون، فكانوا ينقلون –عن طريق العرافين والكهان– رغبات البشر إلى هذه الأصنام، كما كانوا ينقلون أوامر هذه الأخيرة إلى المتعبدين لها من البشر " (269).
وقد شاعت العرافة منذ القديم في بلاد الشرق حتى أن الناس بل الملوك كانوا يتصرفون بناء على ما يقوله العرافون أو العرافات، وبذلك صار لهؤلاء العرافين المقدرة في التحكم في مصائر الشعوب، وقد حذر الله شعبه منذ القديم من العرافة فقال " متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم. لا يوجد منك... من يعرف عرافة... لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب... وبسبب هذه الأرجاس الرب إلهك طاردهم من أمامك " (تث 18: 9 – 12) وقال الله على فم أشعياء النبي " هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن. أنا الرب صانع كل شيء ناشر السموات وحدي باسط الأرض. مَن معي. مبطّل آيات المخادعين ومحمّق العرافين " (أش 44: 25، 26) وكان كلام الرب لأرميا النبي " فقال الرب لي بالكذب تنبأ الأنبياء باسمي. لم أرسلهم ولا أمرتهم ولا كلمتهم. رؤيا كاذبة وعرافة وباطل ومكر قلوبهم هم يتنبأون لكم " (أر 10: 14) كما قال الرب أيضًا على لسان أرميا " فلا تسمعوا أنتم لأنبيائكم وعرَّافيكم وحالميكم وعائفيكم وسحرتكم " (أر 27: 9) وجاء في سفر زكريا " لأن الترافيم قد تكلموا بالباطل والعرافون رأوا الكذب وأخبروا بأحلام كذب " (زك 10: 2) فالروح الشرير هو الذي يخبر العرَّاف بما لا يعلم، ولذلك عندما أخرج بولس الرسول روح العرافة من جارية فيلبي فقدت المعرفة " فضجر بولس والتفت إلى الروح وقال أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها. فخرج في تلك الساعة. فلما رأى مواليها أنه قد خرج رجاء مكسبهم... " (أع 16: 18، 19).
فالعرافة هي محاولة معرفة الغيب، والحقيقة أن الشيطان يعرف الماضي والحاضر فقط، ولكن ما يُعتبَر حاضر في مكان يُعتبَر مستقلًا في مكان آخر، فمثلًا لو أن لك صديق في أمريكا كتب لك خطابًا فإن الشيطان يعرف هذا ويعرف ما بداخل الخطاب بينما أنت لا تعلم شيء، فالعرَّاف يمكنه أن يخبرك بأنه في الطريق إليك خطاب من صديقك فلان وبه معلومات كذا وكذا. وإن كان الآن أمام ثورة الاتصالات أصبح العالم كله مثل قرية صغيرة. أما بالنسبة للمستقبل الذي لم يحدث بعد فهو في علم الله وحده، والشيطان لا يعلم عنه شيئًا، وإن كان يحاول عن طريق الفراسة وخبرة آلاف السنين أن يتوقع سير الأمور، ويتكهن بالمستقبل، وفي هذا قد يصيب وقد يخيب.
وقد يتجه الإنسان للعرَّافين للحصول على معلومة معينة، مثل الإنسان الذي يبحث عن شيء فُقد منه أو سُرق منه ولا يعرف السارق، وقد يرشده الشيطان إلى شخص برئ مما يتسبب في مشكلة جديدة، وتتفاقم الأمور أكثر فأكثر، حتى إن نتيجتها تكون أسوأ بكثير من الخسارة الناجمة عن الشيء المفقود.
هزّ السهام - استشارة الترافيم - نحر الذبائح - التنجيم - ضرب المندل - قراءة الطالع
حيث يُكتب على كل سهم اسم، وتعاد السهام إلى الجعبة وتهز جيدًا، ثم يُسحَب أحدها، فالاسم المدون على السهم المسحوب يُعتبر هو الإختيار الأفضل، وقد يختارون ثلاثة أسهم يكتبون على الأول " أمرني الرب " وعلى الثاني " نهاني الرب " ويتركون الثالث بلا كتابة، ثم يضعونها في خريطة ويسحبون منها واحدًا، فإن خرج السهم المكتوب عليه " أمرني الرب " يتمّمون العمل، وإذا خرج السهم " نهاني الرب " يحجمون عن العمل، وإذا خرج السهم الثالث يعيدون الكَرة، وقد يطلقون السهام أو العصي في الهواء، ومن كيفية واتجاه ومكان سقوطها يحددون الأمور المختلطة عليهم (راجع دائرة المعارف الكتابية جـ 5 ص 242).
وقال الكتاب عن نبوخذ نصر " لأن ملك بابل قد وقف على أم الطريق على رأس الطريقين ليعرف عرافة. صقل السهام سأل بالترافيم نظر إلى الكبد. عن يمينه كانت العرافة على أورشليم لوضع المجانق لفتح الفم في القتل ولرفع الصوت بالهتاف لوضع المجانق على الأبواب لإقامة مترسة لبناء برج. وتكون مثل عرافة كاذبة " (حز 21: 21 – 23) فعندما وصل نبوخذ نصر إلى مُفترق طريقين هزَّ السهام ليعرف إلى أي طريق يتجه؟ هل للجنوب نحو أورشليم أم للشمال نحو بني عمون، وأحيانًا كان القائد يكتب أسماء المدن على السهام، ويضع هذه السهام في الجعبة ويرجُّها فأول سهم يسقط يُحدّد المدينة التي سيهاجمها أولًا.
والترافيم هي التماثيل الصغيرة للأوثان وأصنام الآلهة الصغيرة التي كانت تُوضع في المنازل لاستشارتها، مثل الترافيم التي سرقتها راحيل ابنة لابان وزوجة يعقوب من أبيها " وكانت راحيل قد أخذت الأصنام ووضعتها في حداجة الجمل وجلست عليها " (تك 31: 34) وقال صموئيل النبي لشاول الملك " إن التمرُّد كخطية العرافة. والعناد كالوثن والترافيم " (1صم 15: 23).
والنظر بنظرات فاحصة في خطوط الكبد وتفسير هذه الخطوط.
وهي تتبع حركة النجوم والكواكب وتفسير حركاتها كمحاولة لمعرفة الأمور المستقبلية بالنسبة لبعض الأشخاص أو بعض الدول، وقد عُرف التنجيم منذ القديم لدى البابليين واليونانيين والرومان، وقد نهى الله عن التنجيم فقال عن بابل " قد ضعفتِ من كثرة مشورتكِ. ليقف قاسموا السماء الراصدون النجوم المعرّفون عند رؤوس الشهور ويخلصوك مما يأتي عليكِ " (أش 47: 13) ونشط التنجيم في العصور الوسطى، وخلط الناس بين التنجيم وعلم الفلك حتى منتصف القرن الثامن عشر، ثم تم الفصل بينهما، ونشط التنجيم أيضًا في القرن العشرين خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكان هتلر يلجأ إلى التنجيم كمحاولة للتنبؤ عما ستسفر عنه المعارك الحربية التي يخوض غمارها، وفي سنة 1972م كان يوجد نحو 170 جريدة ومجلة تقدم تنبؤات يومية للأشخاص عن طريق التنجيم.
وهو من ضمن محاولات العرافة لمعرفة بعض الأمور بالاستعانة بالشياطين، فيتمتم الذي يضرب المندل بالعزائم لمدة طويلة، وأحيانًا يكرر كلمة واحدة أو جملة واحدة قصيرة ألف مرة، وإذا لم يحضر الخادم (الشيطان) يشك الإنسان أنه قد أخطأ العد، فيعد ألف ثانية من جديد، وهلم جرا... وقد يقوم الشخص الذي يضرب المندل بالوضوء باللبن والجلوس القرفصاء وتحت قدميه رغيفي خبز، وهي محاولة شيطانية يقصد بها الشيطان إهانة نعمة الله الممنوحة لنا في صورة اللبن والخبز، وقد يضع الذي يضرب المندل زيتًا في طبق مسطح، ويجعل طفلًا ينظر في الطبق، وهو يتلو عزائمه، فإذا لاحظ الطفل خيالًا في الطبق يقرئه السلام فيجيبه الروح النجس، ويتم تبادل الحديث عن طريق هذا الطفل، ومن المعروف أن الشيطان كذاب وأبو الكذاب يُدعى، فقد يسأله الطفل عن مكان الكنز المخفي (اللقيَّة) فيخبره مثلًا أنه ملاصق للجدار البحري، فيظل الناس يحفرون حتى يسقط الجدار ويتهدم المنزل، ومع ذلك فإنهم يشكون أنهم لم يصلوا للعمق المطلوب، لأن ثقتهم في الشيطان فاقت ثقتهم في أنفسهم، وقد يملأ الذي يضرب المندل إناء (قلة فخارية) بالماء، ويحمله أحد الأشخاص على كفه وهو جالس القرفصاء، فإذا شعر أن الإناء يميل إلى إتجاه معين يظل يسير معه حتى يستقر الإنسان في مكان معين، فيظنون أن الكنز مخفي في هذا المكان فيظلوا يحفرون ويحفرون وغالبًا لا يجدون كنزًا ولا غيره، لأن الشيطان كذاب وأبو الكذاب يُدعى.
وإذا نجح الذي يضرب المندل في الاتصال بالروح النجس، فقد يسأله: هل فلان معمول له عمل؟ وأين هذا العمل؟ فربما يرشده الشيطان إلى مقبرة مغلقة فيذهبون إليها ويفتحونها، وربما يجدون ورقة عليها شخبطة وأشكال هندسية من مثلثات ومربعات، ولا يدرك الإنسان المسكين أن الشيطان هو الذي قد خبأ هذه الورقة في هذا المكان أثناء دفن أحد الموتى، فيثق في أقواله الكاذبة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ويدعي معظم القائمون بهذا العمل أنهم أناس أتقياء يصومون ويصلون ويستخدمون كلمات الإنجيل ولاسيما سفر المزامير، ويشترطون التواجد في مكان طاهر، ويستخدمون مواد طاهرة مثل الزعفران والعنبر والمسك وماء الورد والبخور، في محاولة للتنبؤ عن مستقبل الشخص، وقد يلجأ الإنسان إلى هذه الوسيلة كنوع من التسلية والتسامر.
ويدخل في إطار قراءة الطالع قراءة الكف، وقراءة الفنجان، ووشوشة الودع، وفتح أوراق الكوتشينة، وهذه الأمور غالبًا ما تعتمد على ذكاء الإنسان القائم بها، فيتفرس في الشخص الذي يريد معرفة حظه ومستقبله، ويحاول قراءته من الخارج ويعرف أعماقه، ثم يخبره بأمور عامة يمكن أن تحدث لأي إنسان، وذلك من خلال أسلوب عام يحمل أكثر من معنى، ولا يخلو هذا الأسلوب من الإيحاء لإمكانية التأثير على المستمع حتى يُصدق ما يقال له.
وبالإضافة إلى العرافة فإنه يوجد التنويم المغناطيسي، حيث يتعامل المنوّم المغناطيسي مع شخصًا وسيطًا ينظر في عينيه ويتمتم ببعض الجمل، فيظهر الوسيط وكأنه راح في النوم، ثم يسأل المنُوّم الوسيط عن بعض الأمور المجهولة فيجيب الروح الشرير على هذه التساؤلات، وأثناء الجلسة يلتزم الجميع بالهدوء التام والأنوار الخافتة، لأن أي حركة مفاجئة قد تؤذي الوسيط الخاضع تحت سيطرة الروح الشرير، وعندما يعطي المنوّم المغناطيسي بعض المعلومات لمن يريدها حول مشكلة معينة، يبدأ يساومه في حل هذه المشكلة.
وأيضًا وبالإضافة إلى العرافة، فإن هناك العيافة والتفاؤل وجاء تحذير الله لشعبه " لا تتفاءلوا ولا تَعيفوا " (لا 19: 26) وقال بلعام " أنه ليس عيافة على يعقوب ولا عرافة في إسرائيل " (عد 23: 23) وأمر الله شعبه " لا يوجد فيك... لا عائف ولا متفائل ولا ساحر " (تث 18: 10) وقد أوضح أشعياء النبي سبب رفض الله لشعبه " فإنك رفضت شعبك بيت يعقوب لأنهم امتلأوا من المشرق وهم عائفون كالفلسطينيين " (أش 2: 6) ووعد الله شعبه قائلًا " ويكون في ذلك اليوم يقول الرب... اقطع السحر من يدك ولا يكون لك عائفون " (مي 5: 10 – 12) والعيافة هي زجر الطير، فعاف الطير أي زجره، فالإنسان الذي يتشاءم من بعض الطيور مثل الغراب والبومة، متى وجد مثل هذه الطيور تقف على سطح منزله فإنه يزجرها لأنها نذير شئوم وخراب، بينما يتفاءل مثل هذا الإنسان عندما يسمع صوت اليمام، أو عندما يعبر عليه سرب من الحمام الأبيض فإنه يعتبره نذير خير.
وقد يتفاءل الإنسان بشخص معين أو شيء معين أو عند سماع كلام مريح، فقد تفاءل لابان بيعقوب وقال له " ليتني أجد نعمة في عينيك. قد تفاءلت فباركني الرب بسببك " (تك 30: 17) وقال المصري القائم على بيت يوسف لأخوة يوسف " لماذا جازيتم شرًا عوضًا عن خير. أليس هذا هو (الطاس الفضي) الذي يشرب سيدي فيه. وهو يتفاءل به " (تك 44: 4، 5) وقد يفرح الإنسان عندما يسمع كلام يريحه، فالمريض الذي يسمع إنسانًا يقول لآخر " سالمة إن شاء الله " أو " متشيلش هم " يفرح ويسر، والمتضايق الذي يسمع إنسانًا يقول لآخر " خير إن شاء الله " أو " ربنا عنده حلول وحلول " يتفاءل ويفرح، ولذلك قال المثل العامي " خذوا فالكم من أولادكم ".
ومن أمثلة التفاؤل في مجتمعنا المصري من يعلق حدوة حصان أو بعض سنابل القمح أو خمسة وخميسة على باب منزله، أو من يسر عندما يتحرك حجاب العين اليمنى (يرف) في حركة عفوية لا إرادية، وقد يختار البعض أسماء شاذة لأولادهم لكيما يعيشوا فيسمونهم مثلًا " الشحات " و" الغلبان " و" الديب " و" الضبع " و" كليب ".. إلخ وقد يتشاءم البعض من كسر المرآة أو سكب الملح على المائدة، وقد يتشاءم البعض من يوم الجمعة ويقولون أن به ساعة نحس، والبعض يتشاءم من يوم الأربعاء قائلين أن الله أغرق العالم بالطوفان يوم الأربعاء، وقد يتشاءم البعض من شهر معين في السنة إذا حمل لهم هذا الشهر أخبارًا سيئة أو حوادث مؤلمة وتكرر هذا في أكثر من عام، وقد يتشاءم البعض من رقم 13 معتبرين إياه أنه رقم شؤم ولا يدركون أن هذا الرقم يمثل السيد المسيح وسط تلاميذه الاثني عشر... اسألوا القربانة فتخبركم كم صليب نُقش عليها؟!
* وقد يمنع البعض دخول الزوج وهو حليق الذقن أو يحمل بعض الأشياء مثل اللحوم أو الذهب أو الباذنجان إلى حجرة زوجته التي وضعت طفلًا، وقد يتشاءم البعض من حركة العين اليسرى الغير إرادية، أو كسر كوب أو طبق أو لمبة كهربائية في حضور شخص غير مرغوب فيه إلى المنزل، ويعتبرون هذا نوع من الحسد، ويقولون " عين الحسود تفلق الحجر ". ومن أمثلة الخرافات المنتشرة في الريف المصري ما يلي:
- الشخص الخارج للسفر بعد خروجه من الباب يعود ويشرب ماء لضمان عودته سالمًا.
- تقديم اللبن للعروس على باب شقة العريس.
- الذي يقرص العريس في ركبته ليلة زفافه يلحق به.
- الفتاة التي تلحس ضفدعة تستطيع أن تزغرد.
- رش الملح في زفة العروس، أو في أسبوع المولود يمنع الحسد، وكذلك تعليق الخرز الملون في ملابس الطفل.
- المقص المفتوح يجلب النكد، وكنس البيت ليلًا يكنس الرزق من البيت. أما وضع المقص تحت المخدة فإنه يمنع الكوابيس.
- المرأة العاقر إذا تدحرجت من تل، أو استحمت وكسرت الزير فإنها تنجب.
- تحديق الفتاة في المرآة ليلًا يعطل زواجها.
- من يأكل سمكًا ويشرب لبنًا يوم الأربعاء يتعرض للجنون.
- القطة السوداء أو الكلب الأسود هو روح شرير، والتوائم لهم أرواح قطط تتركهم في نومهم وتتجول ليلًا في شكل قطط.
- الذي يموت بعده طفل صغير لا يُحاسب، ورش المياه خلف الميت يمنع موت آخر.
_____
(267) دائرة المعارف الكتابية جـ 5 ص 242.
(268) أورده أ. رشدي السيسي – مجلة الكرازة في 16/5/1975م ص 7.
(269) المرجع السابق ص 7.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/fortune-telling.html
تقصير الرابط:
tak.la/h29wg26