الفصل الخامس: أطفال الرب
صدر في شهر فبراير 1995 كتابًا بعنوان "الشذوذ الجنسي والانحراف في الكنيسة" وقد نسب التصرفات الشاذة التي تقوم بها جماعة أطفال الرب إلى الكنيسة ككل، ولاشك أن الذي يعبر عن الكنيسة هو الإنجيل دستور المسيحية، وليس أي تصرف شاذ صادر من جماعة منحرفة. إنما الكتاب أراد أن يسئ عن عمد إلى كنيسة المسيح الطاهرة التي بلا عيب ويُشوّه صورتها، وهذا بلا شك عمل من أعمال الشيطان، ولذلك نجد لزامًا علينا توضيح الحقيقية التي طمسها الكاتب لحاجة في نفس يعقوب، وأيضًا كشف هذه الجماعة الشيطانية لأننا لا نجهل أفكاره.
وهذه الجماعة تعتبر ثمرة من الثمار المرَّة جدًا للجماعات البروتستانتية المنشقة، ويقرُّ بذلك الأستاذ رأفت زكي قائلًا " جذور هذه البدعة نبتت في المسيحية الإنجيلية... وهي صورة تبرز كيف أن الحركات الدينية غير الملتزمة بالنظم الكنسية يمكن بسهولة أن تنحرف عن الإيمان والمعتقدات القويمة خصوصًا الشباب المراهق والذي في رحلة الشك في كل فكر " (53).
وفي عرضنا السريع لهذا المذهب المنحرف نتعرض للنقاط الآتية:
أولا: جماعة أطفال الرب.
ثانيًا: الانحرافات المرَّة لقائد الجماعة دافيد برج.
ثالثًا: عقائد جماعة أطفال الرب.
أسَّس هذه الجماعة " دافيد براندت برج " DAVID BRANDT BERG الذي وُلِد سنة 1919م من والدين مبشرين، فالأب " براندت برج " كان يعمل راعيًا ومدرسًا في كلية مسيحية إنجيلية، والأم " فرجينيا " كانت تعمل بالإذاعة، وعندما وصل " دافيد " لسن الشباب تزوج وعمل في الستينات راعيًا في كنيسة الإتحاد، ولكن ما لبث أن نشب خلاف حاد بينه وبين القائمين على الكنيسة، فترك كنيسة الإتحاد واستقطب حوله مجموعة من شباب الهيبز المشوش عقليًا، والذين في بحثهم عن الحرية يحطمون كل القيم الإنسانية، فاحتضنهم ومنحهم الأمن العاطفي، وأسمى حركته هذه باسم " ثورة المسيح للعصر الحديث " وكوَّن من هؤلاء الشباب مجموعة دعاها باسم " مراهقون للمسيح " كأنه أراد أن ينسب كل تصرفاته الشاذة للسيد المسيح، فقال عن ثورته أنها ثورة المسيح، ودعى شباب الهيبز المراهقون للمسيح، وأطفال الخطية أطفال للمسيح، وهذا الخط كان واضحًا تمامًا في كتاباته كما سنرى بعد قليل.
وانتقل " دافيد " إلى " هانجلتون بيتش " وقد جذب حوله المتمردين على النظام والتقليدات المعمول بها في الجماعات البروتستانتية، وفي سنة 1969م استطاع أن يقنع مائة وخمسين شخصًا من المشوشين عقليًا بأن الله أعلمه عن طريق النبوءة بأن زلزالًا عظيمًا سيضرب القارة الأمريكية، ويلقي بولاية كاليفورنيا في مياه المحيط، ولذلك عليهم أن يسرعوا بالخروج إلى الأريزونا كما فعل موسى النبي في القديم عندما قاد شعب الله إلى صحراء سيناء قاصدًا أرض الميعاد، وفعلًا خرج مع جماعته يتجولون لعدة شهور وهم يشهدون لإيمانهم الجديد، وقد دعاهم " دافيد " لتغيير أسمائهم واتخاذ أسماء جديدة من الكتاب المقدس، كما دعى هو نفسه باسم " موسى دافيد " أو " مو " وهو اختصار اسم موسى، وقسم الجماعة إلى اثني عشر قسمًا، ودعى كل قسم باسم سبط من أسباط إسرائيل الاثني عشر.
وفي سنة 1970م التقى " فريد جوردن " الذي كان يُقدم برامج كرازية بالتليفزيون بهذه الجماعة، فاحتضنهم وآواهم في مزرعته بتكساس والتي تبلغ مساحتها أربعمائة فدان، وفي مقابل ذلك كان يستخدمهم كمادة إذاعية لبرامجه الكرازية، ولم يمضِ أكثر من عام إلاَّ واضطر " فريد جوردن " إلى طردهم من مزرعته بسبب ما أثاروه من مشاكل وأعمال شغب فانتقلوا إلى مكان آخر، وحيثما ذهبوا كانت رائحة شرورهم تفوح، فيتركونه إلى مكان آخر، فانتشروا في سويسرا، وأوربا، وأمريكا اللاتينية، والهند، واليابان، والصين، وأستراليا، وتايلاند، وهونج كونج، ويدَّعي " أطفال الرب " أن عددهم وصل إلى مليونين وإن لهم ثمانية آلاف مبشر يعملون في ثمانين دولة من أنحاء العالم.
وعندما يرغب شخص في الانضمام إليهم فأنه يلتزم بتوقيع تعهد على نفسه ينص على الآتي " أتعهد بأن أتنازل عن كل ممتلكاتي ودخلي، وأن أسمح لكم بأن تفتحوا خطاباتي. كما أتعهد بأن أطيع الأوامر والقادة " (54) ثم يذهب العضو الجديد في مستعمرة الرضَّع أو الطفولة BABES COLONY فيجرون له عملية غسيل مخ. وفي بداية الحركة كان على العضو أن يقضي يوميًا ثمان ساعات في قراءة الإنجيل واستظهار بعض أجزاء منه، وهذا يمثل البدايات الحسنة الجذابة، ولكن بعد ذلك أهملوا هذه الدراسات وركزوا على خطابات دافيد المملوءة بالأفكار الشريرة والفساد كله والتجاديف، حتى أن أحد أتباع الحركة يقول " إن عملية المواجهة مع يسوع لم تعد هي الشيء الكبير، فإن مفتاح النجاح في جماعة أطفال الرب هو كيف يعمل الفرد في انسجام في هذه الجماعة التي كونها موسى دافيد شاهدًا له وللجماعة رابحًا دخلًا أكبر وتلاميذ أكثر للملك دافيد " (55) كما أنهم في خلال فترة الإعداد هذه يُعوّدون العضو على الطاعة العمياء للرعاة والقادة بدون تفكير.
وبعد فترة الإعداد يُنقل العضو إلى المستعمرة التي يحددونها له وبعض هذه المستعمرات محاطة بلافتات مكتوب عليها "ممنوح الدخول وانتهاك حرمة المكان" (56) حيث يعيش كل اثني عشر في جماعة، ولا يُسمح للعضو بأي أجازة يقضيها خارج المستعمرة لئلا يعود إلى نفسه ويكتشف مدى الضلال الذي وصل إليه، وأيضًا لا يسمحون للعضو بالاختلاء بنفسه لئلا يجربه الشيطان، ويقوم الأعضاء ببيع المطبوعات في الشوارع ويعتبر هذا عملهم الأساسي، فالذين يبيعون المعدَّل العادي من المطبوعات يسمونهم " SHINERS " أي الذين يضيئون. أما الذين يفشلون في الوصول إلى هذا المعدل فإنهم يدعونهم " SHAMERS " أي الخجلون، وهؤلاء عليهم أن يقوموا بأعمال إضافية مثل غسيل الأطباق وتنظيف دورات المياه، وفي حالة استمرارهم في الفشل عليهم أن ينزلوا في المدينة ليعملوا ويأتوا بالمال الكافي لإعالتهم، وعلاوة على تنازل الأعضاء عن كل ممتلكاتهم فإن دافيد كان يُحرّضهم دائمًا على جلب الأموال من ذويهم، وعندما حكم بضلال العالم كله كان يسمح لهم بالسرقات من المحلات التجارية ليجدوا ما يأكلونه.
وبعد أن اتسعت الحركة وأصبح يتبعها مستعمرات كثيرة تم تعيين مجلس وزراء، ورئيسًا لهذا المجلس، بالإضافة إلى الأساقفة، وقسم "دافيد" العالم إلى اثني عشر قسمًا، ولكل قسم رئيس يشرف على المستعمرات الواقعة في قطاعه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
بلغت تجاوزات وانحرافات وتجديفات " دافيد برج " حدًا لا يطاق، حتى ثارت ضدهم مجتمعات وحكومات الدول المختلفة، ومن أمثلة هذه الانحرافات ما يلي:
برج المحتج الثائر - برج المُستبد المتكبر - برج ونبوءاته الفاشلة - برج والشذوذ الجنسي - برج والسحر والشعوذة - برج والعقاب الإلهي
كان برج محتجًا ثائرًا ضد السلطة والنظام، ففي بداية حياته جذب إليه بعض نوعيات من الشباب، وكانوا يقومون بتصرفات تتسم بالتحدي، فمثلًا يدخلون إلى أي اجتماع بروتستانتي وعددهم نحو الثلاثين، ويُصرّون على الجلوس أرضًا أمام المنبر، ويدعو دافيد أتباعه إلى الخروج عما هو مألوف ومُتبَّع، فيقول لهم " لا يمكنك أن تتبع كلا من النظام (الحياة المعتادة) والثورة (الحياة مع دافيد).. قوى التفاعل وقوى التغيرُّ... من المحال إتباع ذلك، قال يسوع أما أنك تكره الواحد وتحب الآخر، وتتمسك بواحد وتحتقر الآخر... لا يوجد أي شيء يبقى مُعلَّقًا بين السماء وجهنم، لا توجد حالة وسيطة بين مرحلتين " (57).
وكان " دافيد " يُحرّض كل شخص من أتباعه على الثورة ضد النظام الذي اعتاد عليه، فيقول " حطم. أهدم، وإلقِ بعيدًا بالعقائد والترتيبات العتيقة البالية " (58) وأدعى النبوءة وأنه نبي يُوحي له الله، بل أنه خاتم النبيين، وأنه قائد الثورة وصاحب دين جديد، فيقول " نحن مسيحيون ثوريون رُحَّل، نهيم على وجوهنا، نتجاهل جيلًا عجوزًا لا تستجاب له طلبة من رواد الكنائس، ونبشر بدين مستحدث لأجيال جديدة " (59) وفي شهر أغسطس 1968م أعلن " دافيد برج " الحرب ضد النظام التربوي ونظام الكنيسة والنظام الأبوي، وقام بإذاعة هذا الإعلان عبر شاشات التليفزيون، وأيضًا قام بنشره في صحيفة " هانجلتون بيتش " Hunlington وأوضح " جاك سبارك " شخصية برج الثائرة فقال أنه " قاد ثورة عملاقة، نقلها من مزاج شخصي، في موجة غضب ضد السلطة، وفي حركة شبه عالمية ذات أبعاد كثيرة " (60).
حاول " دافيد برج " فرض سيطرته إلى أبعد حد ممكن على أتباعه، فأقنعهم بأنه على اتصال دائم بالله مثلما كان موسى كليم الله في القديم، ولذلك فأي احتجاج على آرائه أو اعتراض على تصريحاته عواقبه وخيمة، وحتى لو كان الاعتراض في السر فإنه يعتبر خطية مميتة لا مغفرة لها، فيقول " الآن سأخبركم شيئًا صادقًا أن الله لن يبارككم لو ساوركم الشك في رسائلي، أو إن بعض المشاغبين وصانعي المتاعب أثاروا الشك في كتاباتي. أنا أعرف إن الله لن يبارككم، ولا يوجد طريق وسط سوى الطاعة الكاملة " وكان دافيد يحاول أن يجعل من نفسه أسطورة، ولذلك نادرًا ما كان يلتقي بأتباعه وجهًا لوجه. إنما كان يتصل بهم عن طريق الرسائل التي يكتبها لهم، والوزراء يقدمون له التقارير التفصيلية عن نشاط الجماعة وامتدادها.
إدعى "دافيد برج" أنه النبي المُرسل من الله والذي يتحدث الله معه دائمًا وهو خاتم النبيين، وبلا شك أنه إنسان كاذب، وتنبأ في إحدى رسائله أن المذنَّب سيرتطم بالأرض ويحطم أمريكا، وتنبأ بأن الشيوعية ستسود أوروبا وتقع أمريكا في أيدي الشيوعيين، وتنبأ أن زلزالًا سيضرب أمريكا ويلقي بولاية كاليفورنيا في مياه المحيط، وتنبأ أن المجيء الثاني للمسيح سيكون عام 1993م بعد أن تكون جماعة أطفال الرب قد كرزت العالم كله، وتنبأ أن حربًا نوويًا ستضرب الولايات المتحدة وبريطانيا، وجميع نبؤاته باءت بالفشل، ولم تتحقق نبوءة واحدة.
يعتبر "برج" إنسانًا غير سوي على الإطلاق، فقد تعدى على ابنته " دبورة " وهي في سن السابعة من عمرها، وكرَّر فعلته الشنعاء وهي في الثانية عشر من عمرها، وبعد أن توَّجها سنة 1972م ملكة ومنحها لقب " ملكة مملكة الله الجديدة " تسلل ذات ليلة إلى غرفة نومها وهي نائمة، وحاول الاعتداء عليها، ولكنها ردته وصدته وواقفته، فغضب عليها واستبعدها من مركزها حتى صارت مُهمَّشة وحُرمت من كل حقوقها، فكتبت تقول " إني أكره أبي، لقد دمر كل شيء عزيز في حياتي " وحاولت الانتحار، فانسلت من وسط الجماعة حيث أمضت أربعة أيام بأحد الفنادق، فعاد إليها التفكير الهادي، وعادت إلى الجماعة من أجل أطفالها، ومما زاد حجم المأساة موت شقيقها الأصغر " هارون " عقب سقوطه من أحد جبال سويسرا وهو يحاول أن يتسلقه، وقد اعتقدت دبورة بأن الحادث حادث انتحار وليس مجرد سقوط.
وعندما فضحت " دبورة " أباها الشرير، أراد قتلها مع زوجها، فأمر امرأة جلادة أن تتعدى عليهما بالضربات واللكمات القاسية، أو أن تقتلهما، أو على الأقل تُحرّض عليهما أحد الأشخاص المجانين الهائجين لينتقم منهما، وكتب " برج " يقول " أقتلهم، نعم أقتلهم، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل، وأنا أتمنى إن كان في استطاعتهم الوقوف مع الحق ليموتوا. بل يجب أن يموتوا. دعنا نأمل أن يذهبوا إلى السماء وليس الجحيم " (61).
وبعد أن نجحت الابنة وزوجها في الهروب من تحت يديه بعد معاناة شديدة نشرت كتابًا سنة 1984م فضحت فيه هذه الحركة الشيطانية، وصرَّحت بأن أباها قد أجاز كل أنواع الزنا والفسق واللواط بين الرجال والسحاق بين النساء، وممارسة الجنس مع الأطفال، والزنا بالمحارم، فهم يعيشون في هذه المستعمرات مثل الحيوانات، كل إنسان يعيش مع من يروق له. أما مراسم الزواج والحياة الأسرية المستقرة فهي في نظرهم أمور بالية ترجع إلى العصر الحجري أو البابلي.
ورغم أن " برج " كان متزوجًا من " جان " فإنه ارتبط مع " مريا " التي كانت تعمل سكرتيرة لكنيسة تكسون، وعاش معها كخليلة منذ عام 1970م دون أن يهجر زوجته " جان "، وقال أن زوجته " جان " تمثل الكنيسة العتيقة. أما السكرتيرة " ماريا " فإنها تمثل الكنيسة الجديدة، وإن الله يترك الكنيسة القديمة لأنها تمثل عائقًا في امتداد ملكوته. ثم تزوج " برج " بإنسانة أخرى تدعى " مرثا " وعاش مع مرثا ومريم ممثلًا نفسه بالمسيح الذي كان يدخل بيت لعازر وأختيه مرثا ومريم، وبلغت به الصفاقة لكيما يبرّر نفسه أن يتهم السيد المسيح بأنه كان على علاقة جسدية مع مرثا ومريم... يا لصفاقة الشيطان!!!
ودعا " برج " للبغاء والشذوذ الجنسي، حتى أنه دعي الآباء للنوم عرايا مع أطفالهم حتى يستكشف كل منهما جسد الجنس الآخر، ولصفاقته فقد كان يحتج بقول الإنجيل عن الكنيسة الأولى " وكان عندهم كل شيء مشتركًا " (أع 2: 44) وقال إن كل شيء كان مشتركًا بينهم حتى النساء... أنه يذكّرنا ببدعة النيقولاويين التي أبغضها الله، فقد أباح نيقولاوس المبتدع للآخرين الاتصال بزوجته جسديًا كنوع من الحب الأخوي، ففرزته الكنيسة وحرمته.
وكتب " برج " في خطابه رقم 258 يقول " متع نفسك... وجنسيًا، وما أعطاك الله لكي تستمتع بالحياة دون خوف. تحرر من هذه الخيالات العتيقة الحمقاء... والتي مازالت تعمل بواسطة بعض الكنائس والآباء، دع نفسك تندفع بعنف إلى صدر وحضن الله، دع الله يعمل نفس الشيء لك في هزة نشوة جماع جنسي روحي حتى تتحرَّر تمامًا من الخيالات العتيقة... عبّر له عن ذلك بعنف وقوة. هللويا قد تحررت، منحني السيد المسيح الانطلاق والتحرر آمين. حاول ذلك معها أو معه إنك ستتمتع بذلك وأشكر الله كثيرًا على نعمة الشبك هذه. إنها ثورة من أجل المسيح، لقوة يسوع من أجل الطاقة الجنسية والاستمتاع للشعوب، قوة الله – قوة الجنس. هل تريد أن تصبح هذه القوة الخارقة من نصيبك آمين، لتكن أو تكوني، ثائرًا شابقًا جنسيًا من أجل يسوع " (62).
ووصلت فلسفة "برج" الشيطانية إلى استخدام الجنس في الكرازة باسم يسوع حسب الظاهر، والحقيقة أن الهدف هو ضم أعضاء جدد لجماعته، حتى لو اصطادهم عن طريق الجنس، فدعى النساء أتباعه إلى القيام بدور " السمكات المغازلات " فالسمكة المغازلة ترتدي ملابس مثيرة لتصطاد الرجال وتسقط معهم، فكتب يقول لولائك النسوة " لا يوجد أي سبب يجعلكن لا تعرضن البركات التي منحا لكنَّ الرب. إلبسن فساتين قصيرة ذات فتحات كبيرة من الصدر... إظهرن للناس ما عندكم. أنه الطعم. إنني أريد أن الناس يقعون في حبكنَّ فيدخلن الجماعة... إن الفكرة هي أنه في ليلة واحدة تستطيعي أن تظهري أنك عبدة للحب، كيف أنك حلوة ومتواضعة وغير أنانية. دعيهم يفهمون في البداية سبب حبك لهم. أنك مستعدة أن تعطيهم كل شيء وهذا السبب هو لأن الله يحبهم كثيرًا، ويتوقع منهم أن يعطوه كل شيء مقابل أنكِ أعطيتهم كل شيء " (63).
ونشر " برج " مجموعة نصائح قبيحة لسمكاته المغازلات تحت عنوان " السمكة الصغيرة المغازلة " بلغت 101 نصيحة منها على سبيل المثال:
" نصيحة رقم 10 – إذا حدث أن سقطوا في حبكِ أولًا، قبل أن يجدوا الرب فإن هذا هو الطعم لتصطادينهم، تملَّقيهم وعليكِ أن تخلصي الحب لهم من كل قلبكِ ومن كل روحكِ وجاركِ مثل نفسك...
نصيحة رقم 11 – ساعدها يا يسوع لتكن لها الإرادة القوية في أن تصير طرف الشص الذي يخترق قلبه... مزقيه بالروح، يا رب أصلبه على هذا الصليب يا يسوع... في اسم يسوع اجعلها لا تهرب.
نصيحة رقم 19 – هل أحببتيه هذه الليلة كما تحبين نفسك؟ هل تعلقتِ به وتريدين الاحتفاظ به؟ حاولي أن تمسكي به. هل أفلت منك؟ يا رب كن رحيمًا وأرجعه لها مرة أخرى.
نصيحة رقم 84 – أنك مثل السمكة الصغيرة الفاتنة. ثبتي عينيك فيه، وامنحيه فمك الدقيق الرائع، وتأرجحي بعد أن تلقي زعانفك الجميلة حوله، وحركي ذيلك الصغير بين رجليه.
نصيحة رقم 100 – هل يساعدنا الله جميعًا صائدات صغيرات ليسوع، لكي ننقذ الأرواح الضالة بواسطة شبكتنا، آمين ليبارككِ الرب ويجعل منكِ سمكة صائدة مغازلة من أجل يسوع... " (64).
وفي تقرير سنة 1979م عرض "برج" نتائج مغامرات سمكاته المغازلة فقال " إن سمكاتنا المغازلات، مازلنَّ يزددن في العدد والانتشار، لقد باركهنَّ الله، وقدمنَّ الشهادة لأكثر من ربع مليون مهتد جديد، وأحبوا أكثر من 25000 انضم للرب منهم رسميًا أكثر من 19000 شخص للنظام، بجانب 35000 صديق جديد يمارسون معهم الأنشطة الجنسية " (65) وبلغت الصفاقة ببرج أنه دعي الرجال أتباعه إلى تقديم زوجاتهم كسمكات مغازلات صائدات من أجل يسوع أما الأطفال الذين يولدون نتيجة هذا الشر العظيم فإن " برج " يدعوهم باسم " أطفال يسوع ".
وخشية من القوانين الرسمية ترك " برج " الولايات المتحدة وذهب إلى جزيرة تنريف Tenerife في الشمال الغربي من ساحل أفريقيا، والتي يقصدها الأغنياء ليعيشوا في إباحية مطلقة، واصطحب معه " ماريا " وبعض النسوة من أتباعه من السمكات المغازلات، لكيما يكسب أعضاء جدد، وفي هذه الجزيرة غيرَّ اسم جماعته من " أطفال الرب " إلى " عائلة المحبة "، وحتى هذه الجزيرة المملوءة بالفجور لم تحتمل فجور " برج " الذي فاق كل فجور، فأرادت السلطات الرسمية القبض عليه وتقديمه للقضاء، ولكنه فرَّ هاربًا تاركًا سمكاته المغازلات يواجهنَّ عواقب انحلالهنَّ وفجورهنَّ.
ادعى برج أنه على علاقة جنسية مع شيطانة أسمها " آلاهات " كما أنشغل بقراءة الكف والتنجيم، وكان يشرح باستفاضة في رسائله علاقاته الجنسية مع "آلاهات" فكتب يقول " لم أكن أعرف حتى الآن هذه (الإلهة) التي أجريت معها ممارسات جنسية وهي في الروح... وفي كل مرة أمارس الحب مع أية امرأة تتغير فجأة حيث تتحول إلى تلك (الإلهيات) الغريبة الجميلة، وفي الحال أُغمَر في جماع جنسي بقوة روحية عظيمة جدًا بينما في الوقت ذاته أتنبأ بقوة ببعض اللغات الأجنبية " (66).
وإدعى " برج " في إحدى رسائله بأنه قد مات وخرجت روحه منه، ولكنه التقى مع روح إنسان كان صديقًا لأمه، فناشده أن يرجع إلى جسده، ففعل هكذا، وكأن سلطان الموت والحياة في يده.
وادعى " برج " أن له مستشارين روحيّين من العالم الآخر مثل روح راسبوتين الأباحي، وروح جان دارك، وأوليفر كروموبيل، ومارين التي كانت تعمل في السحر، ووليم جاننج بريان، ومارتن لوثر. وأما مستشاره الرئيسي فهو إبراهيم ملك الغجر الذي مات منذ نحو ألف عام، وادعى برج أن روح إبراهيم هذا هي التي تساعده في التكلم بألسنة، وكتب عن خبرته الشيطانية هذه فقال " كنت نائمًا بين مرثا ومريم نصلي بحرارة كبيت ملتهب بالنيران، وفجأة دون أن أدري حدث أن تكلمت بالألسنة، وكان هذا بالتأكيد روح إبراهيم الذي كان يتكلم وهو يصلي من خلالي في الروح، وظللت ثلاثة أيام لا أستطيع التحدث بالإنجليزية، وظللت سنين تلو سنين أنتظر عطية الروح، لأن هذا كان قمة الابتهاج ليّ، أن تتكلم لغة دون أن تتعلمها، هذا تأكيد معجزي رائع لك على نحو بيّن، وإن كان الرب لم يمنحني إياها لسنين عديدة، ولكني توسلت له، استجديته، تذللت له، سقطتُ على وجهي أمامه، عملت كل شيء في وسعي، وأخيرًا وبعد جهاد بدأ يعطيني هذه الموهبة المسموعة بوضوح عندما لم أكن أتوقع إطلاقًا حدوثها، كان ذلك ذات يوم كنت نائمًا عاريًا بين إمرأتين عاريتين على ذات السرير، في الطرف الخلفي للمخيم عندما استقبلت عطية الروح للتحدث بألسنة " (67).
و"دافيد جاكس" الذي كان أسقفًا في هذه الجماعة وعاد إلى رشده كتب في إحدى المجلات سنة 1977م شارحًا أسباب هجره لهذه الجماعة فقال " إنني مقتنع أنه في الأيام الأولى قَبِل معظم الأعضاء يسوع كمخلصهم الشخصي عندما دخلوا الجماعة، ولكن الآن فإن أطفال الرب ابتدأوا ينحرفون. لقد ابتدأ دافيد برج أكثر فأكثر يميل إلى الإباحية وتحضير الأرواح والتنجيم، إذ أنه جعل مثل هذه القاذورات تحل محل الإيمان المسيحي " (68).
ونتيجة حياة الفساد التي عاشها برج تسلَّطت عليه الشياطين حتى قضَّت مضجعه، ففي سنة 1980م كتب يقول " إن الشيطان يرعبني أثناء الليل، أصير من حالة سيئة إلى حالة أسوأ، في بعض الأحيان أرتعد وأقوم فزعًا من نومي، أهب مجنونًا وقد انتابني شعور بالخبل، إنني أفزع بصورة مخيفة وتصيبني حالة بارانويا Paranoia ويعتريني جنون الارتياب فيمن حولي ولا يبدو أي بصيص للخلاص. كم صليتُ وتضرعتُ وصرخت إلى الرب، أناضل وكأني في حرب في موقعة، أحاول أن أسكر لأنسى مخاوفي، دون جدوى، يا إلهي كم من الرعب والكوابيس والأحلام المرعبة أعاني منها " (69).. إنها النهاية الطبيعية... لقد التصق برج بالشيطان حتى بدأ يعيش حياة الجحيم وهو مازال على الأرض...
ولم يكن هذا كل شيء بل قد ثار عليه المجتمع الإنساني أيضًا، فكوَّن أباء الأعضاء المغرَّر بهم هيئة تسعى لخلاصهم دعوها باسم " هيئة التحرر والخلاص من أطفال الرب " ولكن برج الذي فيه روح إبليس لم يكف عن كبريائه فكوَّن هيئة مضادة دعاها باسم " لنساعد وندعم موقف أطفال الرب ".
وعندما هاجمت الشرطة الأرجنتينية بيوت أطفال الرب اكتشفت الفظائع التي ترتكب باسم الحرية من انحرافات وشذوذ جنسي، ورقصات العري لأطفال دون العاشرة، وعلاقات شاذة مع الأطفال مما يعرضهم للخبل والجنون، ومطبوعات توحي بممارسة الجنس بين الكبار والصغار... إلخ. وتعقبت السلطات الفيدرالية بأمريكا برج بسبب تهربه من الضرائب، وكانت الطامة الكبرى على هذه الجماعة الشريرة عندما أعلنت السماء غضبها، وقد تمثل هذا الغضب الإلهي على الخطية في مرض الإيدز الذي ينتقل نتيجة هذه الممارسات الجنسية الخاطئة، والأمر المدهش أنه ولا الإيدز الذي يسلم الإنسان للموت سريعًا قوي على هذه الجماعة لتتوب مما هي فيه، فالشيطان المعاند المتكبر لا يخضع أبدًا تحت يد الله القوية، فراح ينطق على فم برج بأن أي مرض سري يلحق بإحدى السمكات المغازلات أو بأحد الأعضاء فهو من قبيل احتمال المصاعب من أجل يسوع.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
من معتقدات هذه الجماعة المنحرفة ما يلي:
1- ينكرون الثالوث القدوس، ويطلقون على الروح القدس " ملكة الحب المقدَّس " ويرسمونه في شكل امرأة عارية، ويعتبرون أن المسيح مخلوق.
2- أنهم الأتباع الحقيقيون والأمناء الوحيدون للرب في هذا العالم، وهم الوحيدون الذين سينجون من دينونة هذا العالم، وسيحكمون الأرض بمفردهم (المُلك الألفي).
3- يُعتبر " موسى دافيد " هو نبي الله في هذه الأيام، بل أنه خاتم الأنبياء.
4- بعد أن كان الإنجيل محور اهتمامهم، أصبح اهتمامهم الأول بقائدهم " موسى دافيد " ورسائله.
5- كل النظام العالمي بما فيه من حكومات ومدارس وعائلات هو موحى به من الشيطان.
6- يمكن للأعضاء الاتصال بالأرواح والتي يسميها دافيد برج بـ"ساحرات الله".
7- الولايات المتحدة الأمريكية هي تمثل مدينة بابل الشريرة التي ستزول من الوجود كما تنبأ سفر الرؤيا بهذا.
8- لا يوجد عمل خطأ في حد ذاته، فكل شيء يتوقف على طريقة القيام به، فالعمل بالروح هو صواب مهما كان والعمل بالجسد خطأ.
9- تدعو الجماعة أتباعها للانغماس في الجنس، فكتب " دافيد برج " قائد الجماعة يقول "إن لنا إلهًا محبًا للجنس وديانته تدعو للجنس وقائد محب للجنس أيضًا. وأتباع محبين للجنس جدًا. لذلك فإنك إن كنت لا تحب الجنس فإن عليك الخروج من تبعيتنا " (70). كما أنه يجدف على الله قائلًا " إن الله أعظم قواد، كيف يكون هذا، أنه يروج لقضية واسعة الانتشار. أنه يستخدم كنيسته في كل الأوقات ليربح النفوس ويكسب القلوب له، ليجذبهم ويستحوذ عليهم " (71) وأتهم " برج " السيدة العذراء القديسة الطاهرة مريم بأنها ولدت المسيح نتيجة اتصال سري سماوي.
10- يعتقدون أن معركة هرمجدون ستحدث عندما تغزو روسيا إسرائيل، وتتدخل أمريكا لإنقاذ إسرائيل، فتهزم روسيا كل من أمريكا وإسرائيل، وتقوم حكومة شيوعية تستمر سبع سنوات من 1886 – 1993م حيث يأتي المسيح ثانية في تلك السنة، ويكون أطفال الرب قد كرزوا للعالم أجمع بمساعدة الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي (راجع جوش مكدويل ودون ستيوارت – ضلالات الأزمنة الأخيرة ص 84).
_____
(53) المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 136، 137.
(54) جوش مكدويل، ودون استيوارت – ضلالات الأزمنة الأخير ص 79.
(55) المرجع السابق ص 81.
(56) جوش مكدويل، ودون استيوارت – ضلالات الأزمنة الأخير ص 79.
(57) المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 138.
(58) المرجع السابق ص 137.
(59) المرجع السابق ص 138.
(60) المرجع السابق ص 138.
(61) رأفت ذكي – المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 141.
(62) رأفت ذكي – المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 146، 147.
(63) جوش مكدويل ودون ستيوارت – ضلالات الأزمنة الأخيرة ص 82، 83.
(64) رأفت زكي – المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 149.
(65) المرجع السابق ص 150.
(66) رأفت زكي – المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 145.
(67) رأفت زكي – المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 143.
(68) جوش مكدويل ودون ستيوارت – ضلالات الأزمنة الأخيرة ص 83.
(69) رأفت زكي – المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 162.
(70) جوش مكدويل ودون ستيوارت – ضلالات الأزمنة الأخيرة ص 82.
(71) رأفت زكي – المذاهب المنحرفة جـ 2 ص 150.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/children-of-god.html
Connection failed: SQLSTATE[08004] [1040] Too many connections