ظن الأخوة الكاثوليك في كنيسة روما حتى القرن الثاني عشر أن سرّى المعمودية والميرون سرًا واحدًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فيتمم الكهنة سر المعمودية، ويقوم الأساقفة بتثبيت هذه المعمودية التي تمت بيد القسوس، ولذلك دعوه بسر التثبيت. وأكثر من هذا أن هذا السر أُهمل في الغرب لمئات السنين، فيقول الأب فاضل سيداروس اليسوعي: "أما في الغرب فقد كلَّف الأساقفة قساوستهم منح السر تكليفًا جزئيًا فكان القساوسة يُعمِدون، وكان الأساقفة يحفظون لأنفسهم ختم المعمودية أي تثبيت المعمودية، ومن هنا (جاءت) تسمية السر "سر التثبيت".. وفي القرن الثاني عشر حيث أصبح التمييز واضحًا بين سر المعمودية وسر التثبيت، لم يعد مدلول " التثبيت " تثبيت " معمودية " القساوسة عن طريق الأساقفة - كما كان الأمر في البداية - بل تثبيت " المعمدين " أنفسهم عن يد الأساقفة... إلاَّ أن الكنيسة الغربية في نهاية القرون الوسطى وحتى القرن السابع عشر أهملت هذا السر بسبب غياب الأساقفة... وأما المجمع التريدانتيني ): 1545-1563م) Trente فقد أكد أنه سر يتميز عن المعمودية... وفي القرن التاسع عشر أُعيدت إلى هذا السر قيمته (وهذا يؤكد أن هذا السر كان تائهًا في الغرب). وأما المجمع الفاتيكاني الثاني (1962- 1965م) فقد أبرز قيمة هذا السر... وقد أعاد المجمع إمكانية تكليف الأساقفة قساوستهم منح السر. وفي سياق المجمع أوضح البابا بولس السادس في سنة 1971م أن "مادة" السر هي المسحة بالزيت ولا وضع اليدين (وإن استخدام الطقس كلتا الإشارتين) تقربًا منه إلى الشرقيين في روح مسكونية واضحة" (406)
وبينما تتمم الكنيسة اللاتينية سر الميرون بمسح الجبهة فقط، فإن الروم والسريان الكاثوليك يختلفون معهم في هذا فجاء في قرارات المجمع اللبناني " أن الدهن (سر الميرون) يجب أن يتم في الجبهة لا غير كما في طقس الكنيسة اللاتينية أما في طقس الروم والسريان فإنه يتم في الجبهة والعينين والمنخرين والأذنين والقدمين" (407)
_____
(406) سرّا المعمودية والتثبيت ص131-134.
(407) مختصر اللاهوت الأدبي ص417.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/sacraments-oil-missing.html
تقصير الرابط:
tak.la/drhaa4f