سادسًا: هل يجوز ارتباط طرف أرثوذكسي بطرف كاثوليكي؟
أصدر المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية في جلسة يوم 21/2/1979م القرار الآتي: "لا يجوز عقد الزواج إلاَّ بين أرثوذكسي وأرثوذكسية، متحدين في إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية" (487)
وكتب عاطف حلمي في مجلة روزاليوسف عدد 3689 في 22/2/1999م تحت عنوان "حرب الفتاوى بين الطوائف المسيحية: زواج الأرثوذكسي من كاثوليكية حرام!!"
يقول الأنبا مرقس... بالنسبة لرفض الكنيسة الأرثوذكسية تزويج بناتها من غير الأرثوذكس فإن هذا له أكثر من مبرر الأول: أنه طبقًا لقانون الأحوال الشخصية الحالي، فإن اختلاف الطائفة أو المذهب يؤدى إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في قضايا الطلاق... الثاني: أنه في حالة انضمام الفتاة إلى طائفة العريس منعًا لهذا الأمر، فإنها ينطبق عليها قرار الحرمان الصادر ضد هذه الطوائف ولا يحق لها ممارسة الأسرار الكنسية داخل الكنيسة الأرثوذكسية...
القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملي العام: لا بُد أن يكون الزوجان متحدي العقيدة حتى تنشأ أسرتهما في عقيدة واحدة، لأن كل عقيدة لها طقوسها ونظامها ومبادئها... بالنسبة للكاثوليك تعاد معموديتهم لأن هناك حرمانًا لهم منذ مجمع خلقيدونية عام 451 م... وهذا الحرمان معناه عدم صلاحية رجال الدين الكاثوليك في ممارسة أسرار الكنيسة ومنها المعمودية والزواج. ومن ثم تحرم الكنيسة الأرثوذكسية أي طرف يتزوج بالمراسم الدينية الإنجيلية أو الكاثوليكية، أو حتى الانضمام لإحدى هاتين الطائفتين...
القمص إلياس يوسف سكرتير بطريرك الأقباط الكاثوليك: طبقًا لنص الإنجيل وتراث الكنيسة فإن المعمودية تكون شرعية سواء كان الشخص الذي أجرى مراسم العماد محرومًا أو غير محروم لأنه لا يجرى مراسم العماد باسمه أو بصفته، ولكنها تتم باسم الثالوث القدوس كما قال السيد المسيح ذلك... أن جوهر الزواج قائم على رضى الطرفين وليس في الإكليل الذي يُقيمه الكاهن وعندما يتم الرضى فإن على الكاهن مباركة هذا الرضا...
الدكتور جرجس كامل المتخصص في دراسات آباء الكنيسة (يقول) القديس كبريانوس... له كتاب في هذا الأمر قال فيه "أن الانشقاق ليس هرطقة أو كفرًا وخروجًا عن الإيمان، لكنه خروج عن وحدة الصف المسيحي" وبهذا فإنه يمنع إعادة معمودية الطوائف التي انشقت عن بعضها البعض".. القديس البابا أثناسيوس الرسولي... في كتابه ضد الأريوسية (في المقالة الثانية نص رقم 42، 43).. أكد أن المعمودية الوحيدة المرفوضة كنسيًا والباطلة شرعًا هي معمودية الهراطقة الكفار لأنهم ينكرون الإيمان المسيحي، ويقصد بهؤلاء اتباع أريوس المنشق والكافر.."
تعليق:
نقول للأب إلياس يوسف أن جوهر الزواج المسيحي ليس مجرد الرضى بين طرفين فقط، ولكنه الرضى الذي يلحقه حلول الروح القدس من خلال صلوات الإكليل فيُوحّد بين الزوجين، وليس كل رضى على الأب الكاهن أن يباركه فإن لم يكن للطرفان العقيدة الواحدة الصحيحة فلا يحق للكاهن أن يبارك مثل هذا الزواج.
ونقول للدكتور جرجس كامل أن كبريانوس والبابا أثناسيوس عاشا في وقت كانت فيه الكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولم يعاصرا الانقسامات التي حدثت فيما بعد وأسبابها وما ترتب عليها... لكن هل تظن يا دكتور أن البابا أثناسيوس لو سمع الكاثوليك يتلون قانون الإيمان مغايرًا ومضافًا إليه "والابن" هل تظن انه كان يقف صامتًا؟! ولو سمع ما عرضنا له من آراء كاثوليكية وما سنعرض له تُرى هل كان يمنحهم البركة ويقول لهم أن العيب كل العيب في كنيستي الأرثوذكسية؟!!
_____
(487) القرارات المجمعية في عهد صاحب القداسة والغبطة البابا شنودة الثالث ص36.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/sacraments-marriage-orthodox.html
تقصير الرابط:
tak.la/m44k4mg