St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

312- عقيدة المطهر ضد الكفارة والفداء

 

[1] عقيدة المطهر ضد الكفارة والفداء:

يقول الأخوة الكاثوليك أن الإنسان يُكفّر عن نتائج خطاياه من خلال عذابات نيران المطهر، فرَّد عليم قداسة البابا شنودة الثالث قائلًا "الكفارة هي عمل السيد المسيح وحده. وهو وحده الذي وفي كل مطالب العدل الإلهي. ولو كان الإنسان يستطيع أن يكفر عن خطاياه أو يوفي مطالب العدل الإلهي ما كان هناك ضرورة أن الابن يخلى ذاته ويأخذ شكل العبد، ويتجسد ويُصلَب ويتألم ويموت..!! أساس عقيدة الكفارة والفداء أن الإنسان عاجز كل العجز عن إيفاء مطالب العدل الإلهي.. مهما فعل ومهما عوقب ومهما نال من عذاب. {يسوع المسيح البار هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم} (1يو2: 1، 2)، {.. وأرسل ابنه كفارة عن خطايانا} (1يو4: 10) {متبرّرين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه..} (رؤ3: 24، 25)..، "لك ينبغي التسبيح يا الله. معاصينا أنت تكفر عنها" (مز65: 1، 3).

نعم أنت وليس نحن. لأن الجزاء غير المحدود للخطايا لا يستطع مطلقًا أن يوفيه الإنسان المحدود.. {كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه آثم جميعنا} (اش53: 6) لاحظ عبارة {إثم جميعنا} فما دام قد حَمِل آثام الكل، فما معنى العقوبة في المطهر؟ أليس هو الذي حمل العقوبة، كل العقوبة عنا. ودفع الثمن كل الثمن عنا " وهو مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا} (اش53: 5) نحن عاجزون عاجزون عاجزون عن إيفاء العدل الإلهي، وسنظل عاجزين إلى أبد الآبدين" (351)

وعلَّق الأب مكسيموس كابس على رد قداسة البابا شنودة فقال "العجيب في البابا شنودة أنه يتخذ لنفسه مبدأ خاطئًا ويعتبره مُسلَم به ويبنى عليه نظريته، ولا يعلم أن المبنى على الباطل هو باطل.. نقول أن للخطية شقان هما الذنب ونتائج الذنب. أما عن الذنب فنحن متفقون مع قداسة البابا شنودة أن الذي يكفر عن الذنب هو السيد المسيح وكما يقول أيضًا أن التكفير يلزم أن يكون بالدم.. وأما عن نتائج الذنب فنقول أن السيد المسيح لم يكفّر عن نتائج الذنب، ولكن كل واحد عليه أن يتحمل نتيجة خطيئته.. وأبرز دليل على ذلك هو أن نتائج خطية أبونا آدم لم يكفّر عنها السيد المسيح، فالموت هو نتيجة الخطيئة ما زال يعمل فينا حتى اليوم، والألم والمرض وغير ذلك مما يصيب الإنسان نتيجة الخطيئة الأصلية التي كفَّر عنها السيد المسيح مازالت تعمل في العالم وتزداد يومًا بعد يوم، وكون الإنسان يأكل خبزه بعرق جبينه أي بالكد والجهد والشقاء مازال باقيًا حتى اليوم، والجهل والفقر والحاجة إلى كل شيء ما زالت مسلوبة حتى الآن. فهل يمكن لقداسة البابا أن يقول لي إن كان السيد المسيح كفَّر عن القصاصات فلماذا نتائجها باقية إلى الآن..؟ إن كان السيد المسيح كفَّر عن نتائج الذنب أي رفع الذنب والقصاصات المفروضة على الذنب فلماذا لم يرفع الموت والجهاد..؟ وربما يعترض قداسة البابا شنودة قائلًا في هذه الحالة تكون كفارة السيد المسيح ناقصة فنجيبه حقًا أنها من هذه الوجهة ناقصة، وهذا ما يقوله بولس الرسول {أنى أفرح الآن في الآلام من أجلكم وأُتِم ما ينقص من شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده} (كو 1: 24).. ولابد أن نفهم أن قضية الفداء هي مشاركة بين الإنسان والسيد المسيح لأنه أخذ صورة الإنسان ليشارك الإنسان ويمثله في الفداء، فلا يصح أن يتخلى الإنسان عمن يمثله ويتركه بدون مشاركة.. أن التواكل وعدم تحمل الإنسان مسئولية ونتائج عمله هو ضد العدل الإلهي " (352)

كما قال أيضًا "ما يؤمن به الكاثوليك ولا يؤمن به قداسة البابا شنودة أنه يخلط بين الكفارة عن الذنب الذي يطلق عليه خطيئة، وبين الكفارة عن نتائج الذنب، وقد قلت في كتابي هذا أن السيد المسيح كفَّر عن الذنب وفتح لنا باب السماء الذي كان مغلقًا في وجوهنا ولم يكن لأي إنسان مهما كان أن يفتحه.. ولكن السيد المسيح لم يكفَّر عن نتائج الخطيئة. فنتيجة الخطيئة هي الموت والألم والشقاء في هذه الدنيا ومازالت باقية حتى بعد تكفير السيد المسيح عن خطايانا.. وأني أسأل قداسته إن كان تم التكفير عن هذه فلماذا يموت البشر؟ ولماذا تحبل وتلد النساء بالأحزان والأوجاع..؟

St-Takla.org Image: Dante gazes at purgatory (shown as a mountain) in this 16th century painting by Agnolo Bronzino, 1530 صورة في موقع الأنبا تكلا: دانتي أليجيري ينظر إلى المطهر على شكل جبل، الفنان أجنولو برونزينو، 1530

St-Takla.org Image: Dante gazes at purgatory (shown as a mountain) in this 16th century painting by Agnolo Bronzino, 1530

صورة في موقع الأنبا تكلا: دانتي أليجيري ينظر إلى المطهر على شكل جبل، الفنان أجنولو برونزينو، 1530

ولو قلنا أن السيد المسيح كفَّر عن الذنب ونتائج الذنب فلماذا يخطأ البشر؟ ولماذا نصنع صلوات ونقوم بأصوام حتى نتطهر من الخطيئة؟ أن قداسة البابا شنودة يقول أن الصلوات والأصوام هي لكي تحثنا على الندامة والتوبة وأقول له أن الرهبان القديسين الذين لم يرتكبوا خطايا جسيمة كانت كل أيامهم صلوات وأصوام، وكان يمكنهم بدون صلاة أو أصوام أن يحافظوا على أنفسهم من الخطيئة التي تهلكهم في نار جهنم. وكل الآيات التي أوردها قداسته في هذا الباب نعلمها جيدًا ونعمل بها لأن الكتاب دائمًا يذكر الخطيئة على أنها الذنب وليس نتائج الذنب " (353)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

توضيح:

أ- لو أن السيد المسيح كفَّر عن الذنب فقط ولم يكفر عن نتائج الذنب فإن ذبيحة الصليب تعتبر ناقصة وغير كاملة، وحتى لو وافق الأخوة الكاثوليك على ذلك فنحن لا نوافق عليه لأن السيد المسيح قال على الصليب "قَدْ أُكْمِلَ" أي أكمل الفداء بالكامل، وخلصنا ليس إلى حد معين بل إلى التمام. أما قول معلمنا بولس الرسول "وأُكمِل نقائص شدائد المسيح في جسمي" (كو1: 24) فأستسمح القارئ في الإجابة عليها في النقطة الخامسة.

أ‌- ما معنى "أجرة الخطية هي موت" (رو6: 3)؟ معناها أن عقاب الخطية هو الموت الروحي والأدبي والجسدي، ولذلك مات المسيح عنا ووفىَ عقوبة الخطيئة وخلصنا من الموت الروحي والأدبي ونزع عنا شوكة الموت الجسدي (رو3: 24، 25 - 1يو2:2، 4: 10) فالموت الجسدي فقد قوته فلم يعد الشيطان يحمل روح الإنسان إلى سجن الجحيم إنما تحملها الملائكة إلى الفردوس، وإن كان الله أبقى لنا صورة الموت الجسدي فقط دون قوته فلكي يذكّرنا دائما بالخطية الأولى، ولكيما نشعر ونحس بقيمة الفداء، ولكيما نسعى لخلاص أنفسنا، ولهذا سيظل الموت الجسدي ساريًا على الإنسان حتى اكتمال الأزمنة ومجيء السيد المسيح في مجده ومجد أبيه، فآخر عدو يبطل هو الموت.. تصوَّر يا صديقي لو لم يكن هناك انتقال أين كانت تذهب الأعداد الغفيرة من البشر وكيف كان يحتمل عالمنا هذا كل الأجيال السابقة خلال ألفى عام والأجيال القادمة حتى المجيء الثاني؟!

وهكذا الولادة بالوجع تُذكّر المرأة بالخطيئة الأولى، وأكل الخبز بعرق الجبين يذكر الرجل أيضًا .. أنها مجرد علامات للذكرى.

ح- الجهاد والعمل والألم والمرض.. كل هذه الأمور وإن كانت من نتائج الخطيئة وهي باقية للآن للتميّيز بين الصالح والطالح، فهي أمور مؤقتة لخير الإنسان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. ولكيما يتذكَّى الإنسان بواسطتها أمام الله، وإلغاء مثل هذه الأمور يعنى انتهاء الحياة الأرضية وبداية الحياة الأخروية في الملكوت، وهذه لم تحن بعد.

د- يقول الأنبا اسطفانوس الثاني "أن لفظ {تُطهِر} لا تعنى به الكنيسة الكاثوليكية أي تكمله لعمل الفداء والخلاص الذي أتمَّه المسيح مرة واحدة، وهو الفداء الشامل الكامل، وليست صلواتها إلاَّ توسلًا يمكن أن تنال من لدن الله مسح لكل آثار الخطايا ونتائجها بحيث تتجدد النفس تمامًا على صورة الله ومثاله في مجد شركة القديسين" (354) فهوذا بطريرك الأقباط الكاثوليك يعلن أن الفداء كامل ولا يحتاج أي تكمله، فالذبيحة كاملة تغفر الخطية وآثارها ونتائجها.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(352) إيماننا القويم ج2 لماذا نؤمن بالمطهر؟ ص46-50.

(353) المرجع السابق ص84، 85.

(354) مجلة الصلاح -عدد ابريل سنة 1991م.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/purgatory-atonement.html

تقصير الرابط:
tak.la/j97hgng