St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

287- هل تحذير السيد المسيح لبطرس ومطالبته بتثبيت أخوته بعد رجوعه يعنى رئاسته؟

 

س7: هل تحذير السيد المسيح لبطرس ومطالبته بتثبيت أخوته بعد رجوعه يعنى رئاسته؟

يقول الأخوة الكاثوليك أن "قول الرب لبطرس {سمعان سمعان هوذا الشيطان سأل أن يغربلكم مثل الحنطة. لكنى صليتُ من أجلك لكي لا ينقص إيمانك وأنت متى رجعتَ فثبت إخوتك} (لو22: 31، 32) لم يقل المسيح لئلا يفنى إيمانك" (76) دليل على رئاسة بطرس المسئول عن أخوته.

وعندما عاد

السيد المسيح من صلاته وجه كلامه إلى بطرس بالذات "يا سمعان أنت نائم... أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة" (مر14: 37).. لماذا؟ لأن بطرس هو الرئيس المسئول عن إخوته.

والسيد المسيح كان يعلَمُ أن جميع التلاميذ سينكرونه ولكنه طلب خصيصًا من أجل بطرس... لماذا؟ لأنه رئيس الكنيسة.

 ويقول الأخوة الكاثوليك أيضًا أن السيد المسيح صلى من أجل بطرس حتى لا ينقص إيمانه، وليس لكي لا يفنى إيمانه. فمثلًا عندما نقول "لئلا ينقص كيس نقودك" فمعناه أنه لا ينقص شيئًا ولا حتى القليل منه. أما عندما نقول " لئلا يفي كيس نقودك " فمعناه أن الكيس ينقص كثيرًا ولكنه لا يفرغ، ومن الطبيعي أن صلاة المسيح قوية قادرة أن تحفظ إيمان بطرس حتى لا ينقص شيئًا. كما يقولون بأن فناء إيمان بطرس ضد علْم الله السابق لأنه كيف يختار السيد المسيح بطرس وهو يعرف بسابق علمه أن إيمانه معرض للفناء، فيقول الأب بولس نصير "كما أنه ليس بخافٍ على أحد بأن السيد المسيح كان عالمًا جيد العلم بما سيأتيه بطرس من الإنكار. فكون السيد المسيح يُقيم بطرس صائدًا للناس رغم علمه بنكرانه بالمستقبل له فهذا دليل على أن هذا النكران المستقبل لا يزعزع وظيفته هذه. وأن أي شك أو ظن من هذا القبيل هو شك في علم السيد المسيح أو صدق أقواله الأمر الذي يلحق به تعالى إهانة وأي إهانة " (77)

كما يقولون بأن نكران بطرس

للسيد المسيح لم يزعزع إيمانه شيئًا، لأن هناك فارق بين الإيمان في حد ذاته وبين المجاهرة بالإيمان. فقد يكون الشخص مؤمنًا إيمانًا كاملًا لا يشوبه أدنى ريب في حقيقة ما بينما لا يمكنه المجاهرة بهذه الحقيقة خوفًا من الطوارئ، وأن باقي الرسل لم ينكروا

السيد المسيح بلسانهم لكنهم أنكروه بهروبهم. بينما بطرس تميَّز عنهم بأنه تبع سيده إلى دار الولاية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

توضيح:

St-Takla.org Image: Jesus Christ relief - Saint Andrew Church, Pearse Station, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April 30, 2017 صورة في موقع الأنبا تكلا: نحت نافر يصور وجه السيد المسيح - من صور كنيسة القديس أندراوس، محطة بيرس، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 إبريل 2017

St-Takla.org Image: Jesus Christ relief - Saint Andrew Church, Pearse Station, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April 30, 2017

صورة في موقع الأنبا تكلا: نحت نافر يصور وجه السيد المسيح - من صور كنيسة القديس أندراوس، محطة بيرس، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 إبريل 2017

السيد المسيح لم يعاتب بطرس بالذات "يا سمعان أنت نائم. أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة" (مر14: 37) لأنه رئيس التلاميذ بل لأنه كان على أبواب تجربة قاسية تحتاج إلى صلوات عميقة، ومع أن السيد المسيح أنذره مع إخوته أكثر من مرة وأوصاهم بالسهر إلاَّ أنهم استسلموا للحزن والنوم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولولا صلاة الرب يسوع من أجله ونظرته الحانية له ساعة سقوطه لهلك بطرس وفنى إيمانه.

والقول بأن

السيد المسيح كان يعلَمُ بأن جميع تلاميذه سينكرونه ولكنه طلب من أجل بطرس بالذات لأنه رئيس

الكنيسة... فهل معنى هذا أن

السيد المسيح يهتم ببطرس ولا يهتم ببقية التلاميذ؟ كلا، فالسيد المسيح الذي صلى من أجل بطرس " طلبت من أجلك" (لو22: 32) صلى أيضًا من أجل جميع التلاميذ "من أجلهم أنا أسال... أيها الأب القدوس احفظهم في اسمك... لست أسال أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير" (يو17: 9-15).

يقول كيرلس مقار البطريرك الكاثوليكي الأول بعد عودته إلى كنيسته الأرثوذكسية:

"انظر (أيها الأخ الكاثوليكي) بأي شيء يحتج لاهوتيوك المتأخرون قائلين: أن الشيطان رام أن يغربل كل الرسل مثل القمح لكن الرب ترك باقي الرسل وصلى لأجل بطرس وحده كيلا ينقص إيمانه، وأعطى وظيفة التعليم المعصوم لبطرس وحده، وله وضع وظيفة تثبيت أخوته باقي التلاميذ... أنا لا أقدر أن اكتفى بالعجب من ذهول هؤلاء الأناس الذين يغمضون الطرف عما هو واضح في الأناجيل (صلاة السيد المسيح من أجل التلاميذ) حتى يتشبثوا ببعض كلمات غامضة لا تبلغ إلى المعنى ولا المفهومية... ما أحذقهم في الاختراع بقولهم أن الرب أهمل باقي الرسل تاركًا إياهم هدفًا لهجمات الشيطان لكي يُعدَّ بطرس وحده بالتعليم المعصوم من الغلط ويعطيه وظيفة تثبيت أخوته في تعليم الإيمان. ولكنهم لم يروا ما يفلق العين في إنجيل القديس يوحنا حيث نجد في أربعة إصحاحات مطوَّلة خطاب السيد عن البارقليط وصلاته الرسمية عن كل الرسل... ولكن لاهوتييك بالرغم من كل صراحتها (الصلاة) لم يلتفتوا إليها، ولم يفهموها بالرغم من كل وضوحها. فإن لهم عيني نسناس يرقمون بهما فائدة الصلاة هذه لبطرس وحده... أنه (السيد المسيح) يضعه (يضع بطرس) قليلًا تحت زملائه بإنكاره وشكَّه في إيمانه، يضعه وحده بالأحرى دون الآخرين " (78)

وخطاب

السيد المسيح لبطرس "سمعان سمعان هوذا

الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة.." (لو22: 31، 32) لم يكن خطاب تعيّين لبطرس ليتولى رئاسة

الكنيسة إنما كان خطاب تنبيه وتحذير لذاك الرجل المزمع أن يسقط في خطايا الإنكار والشتم والسب... أنه أشبه بتحذير الله لقايين في العهد القديم " لماذا اغتظت؟ ولماذا سقط وجهك؟ أن أحسنت أفلا رفع؟ وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها" (تك4: 6، 7) ... لقد كان بطرس محتاجًا لهذا الإنذار بسبب حماسه واندفاعه واعتقاده بأنه أفضل من إخوته، وأكثرهم شجاعة وشهامة، وأقواهم ثباتًا وإيمانًا، فهو وضع نفسه في مستوى أعلى من إخوته قائلًا لمخلصنا الصالح " وإن شكَّ فيك الجميع فأنا لا أشك أبدًا" (مت26: 33)، ولا يشَتَم أحد من هذا الخطاب أي رائحة لرئاسة بطرس، حتى إن

السيد المسيح عندما قال له متى رجعت ثبت إخوتك لم يقل مثلًا " إخوتك الأصاغر".. إنما كان يقصد ثبت إخوتك من خلال خبرتك التي اختبرتها في فاعلية التوبة، فالتوبة هي التي ترد الشيء إلى أصله وهي التي تنجى الإنسان لئلا يفنى إيمانه.

لقد تعرض بطرس للهلاك وقال أحد الأخوة الكاثوليك " لو مات بطرس عندما جحد سيده لأهلكه في جهنم" (79) ومن الطبيعي أن الهلاك = فناء الإيمان لذلك قال له

السيد المسيح " لئلا يفنى إيمانك"، وفي ترجمة الأخوة الكاثوليك للعهد الجديد نجد النص كالآتي:

"سمعان سمعان هوذا الشيطان قد طلبكم ليغربلكم كما تُغربل الحنطة. ولكني دعوت لك ألاَّ تفقد إيمانك وأنت ثبت أخوتك متى رجعت " (80) ومن الطبيعي أن فقدان الشيء لا يعنى نقصانه بل ضياعه كلية أي فناءه.

أما تمثيل الإيمان بكيس النقود والربط بين قوة صلاة المسيح التي تؤدى إلى عدم نقصان إيمان بطرس وليس إلى عدم فنائه فإننا نقول أن الإيمان ليس ككيس النقود... لماذا؟ لأن كيس النقود يمثل عدد من القطع النقدية، وكل قطعة قائمة بذاتها ولها قيمتها، فلو أن هناك كيسًا به عشرة آلاف جنيهًا ونقص منهم تسعة آلاف جنيهًا فإن الألف العاشرة تظل صالحة للصرف، لكن ماذا تنتظر يا صديقي من إنسان فقد إيمان وأنكر إلهه؟‍! وهل مع الإنكار يستطيع الإنسان أن يجد مسلكًا للملكوت أو مأوى صالح في الأبدية؟!

وقد أورد الأب مكسيموس كابس لفظة "يفنى" أكثر من مرة فكانت شهادة قوية، وشهد شاهد من أهلها فيقول "السيد المسيح صلى من أجله حتى لا يفنى إيمانه ومتى ما رجع أي متى ما فهم خطأه من الإنكار فليثبت أخوته... وقد خصَّه بالصلاة من أجله بنوع خاص حتى لا يفنى إيمانه أو ينقص عندما قال له {سمعان سمعان... لكنى صليت من أجلك لئلا يفنى إيمانك}.. " (81) أليس القانون الإلهي واضح تمامًا " من أنكرني قدام الناس يُنكر قدام ملائكة الله" (لو12: 9).. ألاَّ يساوى الإنكار فناء الإيمان؟

والقول بأن فناء إيمان بطرس ضد علم الله السابق لأنه كيف يختار السيد المسيح بطرس وهو يعرف بسابق علمه أن إيمانه معرض للفناء؟ فنقول وما رأيك في اختيار يهوذا... كيف يختاره الله ويعلم أنه سيكون سارقًا " لأنه كان سارقًا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه" (يو12: 6)؟ وكيف يختاره وهو شيطان "أليس أنى أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان" (يو6: 70، 71) وكيف يختاره وهو يعلَمُ أنه سيخونه ويسلمه وبعد ذلك سيشنق نفسه ويفنى إيمانه ويهلك؟! هل اختيار يهوذا ضد علم الله السابق؟ كلا... يوم اختاره كان مستحقًا أن يكون تلميذًا للسيد المسيح ثم بعد ذلك انحرف للهاوية، ورغم أن الله أعطاه الفرصة كاملة للتوبة فلم يتب .

وأخيرًا القول بأن نكران بطرس لم يزعزع إيمانه لأن الإيمان شيء والمجاهرة بالإيمان شيء آخر، فمن المسلَّم به أن سبب عدم المجاهرة بالإيمان الخوف، والإنسان الذي يخاف هو إنسان بلا إيمان لذلك فالخائفون لا يدخلون الملكوت (رؤ21: 8). ثم أن الذي فعله بطرس ليس مجرد عدم مجاهرة بالإيمان بل هو إنكار لأنه سُئِل فخافَ وكذبَ وأنكرَ وشتمَ وسبَ. أما بقية التلاميذ فلا يُحسَب هروبهم إنكار... لماذا؟ لأن رغبة

السيد المسيح أن ينطلقوا ولا يموت أحد منهم الآن لذلك اشترط على الجند لكي يسلم لهم نفسه أن يطلقوا تلاميذه "فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون" (يو18: 8).. حقًا لو انطلق بطرس معهم لكان في وضع أفضل ولنجا من السقوط.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(76) مرشد الأرثوذكس الكاثوليكي ص13.

(77) الرئاسة البابوية ص33.

(78) الوضع الإلهي في تأسيس الكنيسة ص74-78.

(79) احتقار أباطيل العالم ص71.

(80) العهد الجديد طبعة دار الشرق ببيروت سنة 1991م ص270.

(81) إيماننا القويم ج1 ص78، 49.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/peter-warning.html

تقصير الرابط:
tak.la/mdr5bfj