St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

370- ألا يخلُص الإنسان بدون الإيمان والمعمودية؟

 

س 4: ألا يخلُص الإنسان بدون الإيمان والمعمودية؟

رغم أن الفكر الكاثوليكي يحاول التشبث بضرورة الإيمان والمعمودية للخلاص - خجلًا من الآيات الصريحة والواضحة والقاطعة الدالة على هذا - إلاَّ أنه يفشل في هذا لأنه يعلن مرارًا وتكرارًا أن الإنسان الوثني بدون إيمانه بالرب يسوع يمكنه أن يخلص ما دامت إرادته صالحة، ونأخذ مثالًا على هذا الفكر مما كتبه الأب فاضل سيداروس اليسوعي بشأن مصير غير المُعمَّدين غير المنتمين للكنيسة، حيث يبدأ الأب فاضل مقاله بأن هناك ثمة تناقض ظاهري بين بعض أقوال الكتاب التي تفصح عن قصد الله في خلاص الجميع - بغض النظر عن الإيمان والمعمودية - وبين أقوال أخرى تشترط ضرورة الإيمان والمعمودية للخلاص فيقول:

"مما لا شك فيه أن قصد الله في خلاص البشر بأجمعهم لمن بديهيات العهد الجديد... وعلى نقيض ذلك ثمة نصوص كتابية توحي بضرورة الإيمان لنيل الخلاص (مر16:16).. وتوحي نصوص كتابية أخرى بضرورة الاعتماد (المعمودية) أيضًا لنيل الخلاص (يو3: 5).. فنحن في حيرة... من جهة ثمة تناقض ظاهري بين قصد الله الخلاصي الشامل لجميع البشر وبين حصر الخلاص فيمن يعتمدون... فكيف يمكننا الخروج من هذين المأزقين؟ " (571)

ثم يقترح الأب فاضل حلًا للخروج من هذا المأزق بقوله أن الإيمان والمعمودية ضروريان لخلاص الذين يعلمون، وأمام أقوال السيد المسيح القاطعة بضرورة الإيمان والمعمودية يقول الأب فاضل القصد من أن كلام السيد المسيح الحث على الإيمان والمعمودية، لكن بدونهما لا يهلك الإنسان فيقول: "أن واجب الإيمان والاعتماد (المعمودية) والانتماء إلى الكنيسة خاص بمن وصلتهم البشارة، ورفضوها، وهذا ما يقره المجمع الفاتيكاني الثاني بكل وضوح " لا يستطيع أن يخلص أولئك الذين يعلمون أن الكنيسة الكاثوليكية قد أسَّسها الله بواسطة المسيح كضرورة، وبالرغم من ذلك يرفضون دخولها أو البقاء فيها" (الدستور العقائدي في الكنيسة رقم 14) فعدم الخلاص مرتبط بـ"الرفض" مع "العلم" بحقيقة المسيح وكنيسته والسؤال المُلح هو أن ما يقرب من ثلاثة أرباع البشرية لم تصلهم البشارة، فهل هم يُهلِكون؟ وهل يًهلكهم الله..؟ أن كلام يسوع على ضرورة الإيمان به والاعتماد (المعمودية) صيغة أدبية لا تقصد الحكم بالدينونة الفعلية، بقدر ما هي تشجيع على الإيمان والاعتماد (المعمودية)، وتحذير لمن لا يؤمن ولا يعتمد... أن كلامه من باب الحث والتحذير، لا الحكم والقضاء، لأنه يريد خلاص البشر بأجمعهم " (572)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Baptismal font - Saint Mary Church, Haddington Road, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 5, 2017 صورة في موقع الأنبا تكلا: جرن المعمودية - من صور كنيسة السيدة مريم العذراء، شارع هادينجتون، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 5 مايو 2017

St-Takla.org Image: Baptismal font - Saint Mary Church, Haddington Road, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 5, 2017

صورة في موقع الأنبا تكلا: جرن المعمودية - من صور كنيسة السيدة مريم العذراء، شارع هادينجتون، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 5 مايو 2017

توضيح:

لا يوجد لا تناقض حقيقي ولا ظاهري في أقوال الكتاب المقدس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولا ثمة مشكلة ولا حيرة، لأن الأمر ببساطة شديدة أن الله أحبنا رغم آثامنا وشرورنا، وبيَّن محبته لنا إذ ونحن خطاة مات المسيح لأجلنا لكيما يخلص الجميع، وكرز الرسل الأطهار في كل الأقطار ببشرى الخلاص للجميع بدم الحمل وليس على الإنسان إلاَّ قبول النجاة والخلاص والحياة عن طريق الفادي والمخلص الوحيد، فهوذا يوحنا الحبيب يخبرنا " من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يو5: 12) فكيف ينادى المجمع الفاتيكاني بأن الإنسان يمكنه نوال الحياة بدون ابن الله؟! وهوذا السابق الصابغ يشهد بالحق " الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الآب" (يو3: 36) فكيف يُطمِئن المجمع الفاتيكاني من لا يؤمن بابن الله بأنه سينال رضى الآب ويدخل الملكوت مادامت إرادته صالحة؟! ألا يسمعون قول الرب يسوع الذي يرن في الآذان " الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد أنتقل من الموت إلى الحياة" (يو5: 24)؟!

وأيضًا لا يمكننا قبول الرأي القائل بأن أقوال الرب يسوع بشأن ضرورة الإيمان والمعمودية أنها مجرد صيغة أدبية القصد منها الحث والتحذير ولكن بدونهما يستطيع غير المؤمن أن يخلُص، فإن كان الرب يقول لنا صراحة " الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية" (يو6: 47)، "مَنْ آمن وأعتمد خلص. ومَنْ لم يؤمن يُدَنْ" (مر16:16) فهل يقول أحد: حاشا يا رب أن يكون هذا لأن من لا يؤمن وأعماله حسنة لا يمكنك أن تدينه؟!، وعندما يقول "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5) هل يقول أحد: الحق الحق أقول لك يا رب أن من لا يعتمد سيدخل الملكوت لأنك إله رحيم ورؤوف؟!

لقد "كنا بالطبيعة أبناء الغضب" (أف2: 3) لماذا؟ لأننا بالطبيعة ورثنا الخطية الجديًّة وقد فسدت طبيعتنا البشرية، وكل ما يصدر من الفاسد هو فساد، وصلاة الخاطئ هي مكرهة للرب لأنه يستحيل أن يلتقي الخاطئ بالله القدوس بدون دم الفادي، ولا يمكن أن يترآى الإنسان المُدنَّس بالخطية أمام الله لأن "عيناك أطهر من أن تنظرا الشر" (حب1: 13) ولكي تتصوَّر يا صديقي وضع الإنسان غير المؤمن عليك بالعودة إلى أقوال الكتاب المقدس عن الظلمة التي عاش فيها الأمم قبل معرفتهم بالنور الحقيقي " أنتم الأمم... كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيّين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا إله في العالم. ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلًا بعيدين صرتم قربيين بدم المسيح لأنه هو سلامنا.." (أف2: 11-22).

ثم بدأ الأب الفاضل يطرح الطرق الأخرى التي تُخلِص الإنسان بعيدًا عن الإيمان والمعمودية فيقول:

"خلاص الإنسان بحسب شريعته أو ضميره وبحسب محبته: رغم وجود تصريحات ليسوع قد يخال للبعض أنها للدينونة، غير أن الوحي الإلهي يقر بأن المقصود بالإيمان -لغير المؤمنين بيسوع المسيح- هو شريعتهم أو ضميرهم، وقد تنبَّه بولس إلى ذلك عندما كتب "العاملون بالشريعة (الموسوية) هم الذين ينالون البر. الوثنيون الذين بلا شريعة إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة كانوا شريعة لأنفسهم، مع أنهم بلا شريعة، فيدلون على أنَّ ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم وتشهد لهم ضمائرهم وأفكارهم. فهي تارة تشكوهم وتارة تدافع عنهم" (رو2: 13-16) فكلام بولس واضح وضوحًا لا يحتمل الدينونة لمن يعمل بموجب شريعته - إن كانت له شريعة - أو بموجب ضميره وفطرته... ويمكن تسمية هذا " المستوى الطبيعي " غير أن هناك " المستوى الفائق -الطبيعة " الخاص بالمعمَّدين، فالروح لا يعمل فيهم فحسب، بل يسكن فيهم أيضًا فيصبحون هيكله. فما يميّز المعمَّدين من غير المعمَّدين هو سكنى الروح فيهم، إذا اعتبرنا أنه يعمل في الجميع بدون استثناء، ولاسيما في ضميرهم وفطرتهم، في قلبهم وعقلهم، أو من خلال شريعتهم... فعندما سُئل يسوع "مَن يقدر أن يخلص؟ أجاب بوضوح أن ما يُعجِز الإنسان لا يُعجِز الله القادر على كل شيء (مر10: 27) القادر على خلاص جميع البشر حتى أن لم يؤمنوا بابنه يسوع المسيح ولم يعتمدوا باسمه ولم ينتموا إلى الكنيسة" (573)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

توضيح:

شرائع الوثنيين شرائع فاسدة، وعبادتهم عبادة دنسة، وفي معابدهم تمارس الرذيلة إذ تزني كاهنات الأوثان مع مقدمي العبادة كنوع من طقوسهم الوثنية لكيما يرضوا آلهتهم الشيطانية، كما كان يحدث في هيكل ديانا (أرطاميس) بأفسس... فهل يقبل الله القدوس هؤلاء الزناة ويحاسبهم بحسب شرائعهم الفاسدة؟! وأيضًا كثيرون لهم شرائعهم التي تحص على القتل وسفك الدماء باسم الدين، وتبيح لهم السرقة والسلب باسم المغانم، وتسمح لهم بالزنا باسم المتعة وتشجعهم على الكذب للهروب وقت الخطر، فهل هؤلاء أيضًا يحاسبهم الله بحسب شريعتهم هذه فنجد سكان الملكوت من القتلة والزناة واللصوص والكذابين... إلخ... فأين يذهب القديسين الأبرار الأطهار؟!

ثم إن قولك يا سيدي بأن " القادر على خلاص جميع البشر حتى أن لم يؤمنوا بابنه يسوع المسيح ولم يعتمدوا باسمه ولم ينتموا إلى كنيسته "لن تجد آية واحدة في الكتاب المقدس تسند هذا القول بينما تجد عشرات الآيات التي تشجب هذا الفكر... أن المجمع الفاتيكاني الثاني نجح في إراحة ضمائر غير المؤمنين، ولكنه فشل في جذب أحد منهم للمخلص لأن في عرفه لم تعد هناك ضرورة للمخلص، فالحل موجود في لاهوت التحرر الكاثوليكي الذي ينادى بخلاص الوثنيين واليهود والوجوديّين وغيرهم.

ثم يعود الأب فاضل ويحاول إظهار أهمية الإيمان والمعمودية، وكأنه يقف في مفارق طرق تنتابه الحيرة ولا يدرى أي طريق يسلك؟! فيقول "أن خلاص غير المؤمنين غير المعمَّدين غير المنتمين إلى الكنيسة لا يعنى على الإطلاق عدم ضرورة الإيمان بالمسيح والمعمودية والانتماء إلى الكنيسة. فوصية يسوع واضحة ولا تقبل أي تنصل عن المسئولية "اذهبوا... وعمدوهم.." (مت28: 19-مر16: 5 - أع1: 8).. فمن الخطأ إذًا طرح سؤال عن ضرورة الإيمان والمعمودية والانتماء إلى الكنيسة بعبارة {ما هي منفعتها ما دام الجميع يخلصون؟}.. فالمعمودية امتياز لعلاقة مميزة مع الله، وحق في الانتماء إلى شعب الله المخلَّص، فشتان بين هذه النظرة الإيجابية إلى المعمودية، ونظرة الفاترين الذين يتساءلون: لماذا المعمودية إن كان الجميع يخلصون..؟ أن الكنيسة "آية" لخلاص العالم أجمع، فإن كان الله قد خلَّصها فلكي تشترك معه في خلاص المسيح نفسه للعالم... أن الكنيسة ضرورية لخلاص العالم. بهذا المعنى يمكن القول " لا خلاص في خارج الكنيسة " لا بمعنى أنه لا خلاص للذين لا ينتمون إلى الكنيسة. بل الخلاص يصل إلى جميع البشر من الله عن طريق الكنيسة كمجرى وقناة للخلاص... فإن كان غير المؤمنين وغير المعمَّدين يخلُصون فلان الكنيسة " آية " لهذا الخلاص أي عربون له وباكورة لهم " (574)

توضيح: من يطلع على الأقوال السابقة يلمس حيرة الكاتب، فهو يريد أن يتمسك بأقوال السيد المسيح الواضحة والصريحة وفي نفس الوقت لا يريد أن يرفض أقوال المجمع الفاتيكاني الثاني، والكاتب يريد أن يجزم بضرورة الإيمان والمعمودية والانتماء للكنيسة لخلاص الإنسان ولا يريد أن يرفض قرارات المجمع المعصوم من الخطأ التي تنص على خلاص الإنسان بدون كل هذا، والكاتب يريد أن يصرخ من عمق قلبه " لا خلاص خارج الكنيسة " وإن من لا تكون الكنيسة أمه لا يمكن أن يكون الله أباه وفي ذات الوقت لا يريد أن يكذَب المجمع الكاثوليكي المقدس الذي يعلن بأن غير المؤمنين يمكنهم أن يخلصوا خارج الكنيسة وبدون المسيح.

وكأنني أتصوَّر الكاتب مثل المعلم الذي وقف يسدى النصح لتلميذه لكيما يكد ويجد ويجتهد في تحصيل دروسه فيكون النجاح حليفهُ والتفوق نصيبه. ثم يعقب نصيحته هذه بخبر يشبه القنبلة إذ يقول له: ولو أنني يا ابني أنني متأكد تمامًا بأن محبة السيد وزير التربية والتعليم لكم بلا حدود، فكلكم أولاده، ولن يسمح قط برسوب أحد منكم... فلتثق يا ابني أن جميعكم ستجوزون الامتحان بتفوق وتدخلون كليات القمة، وعمومًا لا تنسَ أن تذاكر وتسهر وتتعب وتجد وتجاهد... تُرى هل هذا التلميذ النجيب يصدق مثل هذه الأقوال؟! وهل يثق في معلمه هذا، ويوليه الثقة والطاعة والاحترام؟! ولو حدث هذا ومني الطالب بالرسوب عن جدارة ألا يكون معلمه مسئولًا عن رسوبه هذا وضياع العام منه؟ فما بالك لو ضاع العمر كله وفقد الإنسان الملكوت ووقف منذهلًا أمام بوابات جهنم هل يتبرَّر مثل هذا المعلم أمام الله؟!

وأخيرًا يذكر الأب فاضل ثلاثة مواقف للمسيحيين إزاء قضية خلاص غير المؤمنين فيقول "وخلاصة لحديثنا عن مصير غير المعمَّدين نورد ثلاثة مواقف ظاهرة في الكنيسة إزاء هذا الموضوع، فهناك فئة تدين من هم في خارج الكنيسة ولا يعتمدون ولا يؤمنون بيسوع المسيح، فتجعلهم يستوجبون النار. أن هذا الموقف لمخطئ كل الخطأ، وهو منافٍ تمامًا لقصد الله الخلاصي الشامل البشر بأجمعهم، ولمعاملة يسوع مع الخطاة وبحثه عنهم... ثم أن روح الإدانة هذه لمنافية تمامًا للمحبة الأخوية، فمن الأسلم ترك الدينونة لرحمة الله المُحِبَّة المخلّصة، خاصة وقول يسوع صريح "لا تدينوا لئلا تدانوا، فكما تدينون تدانون" (مت7: 1-5) وإن هؤلاء سيفاجأون يوم الدينونة عندما يرون ابن الإنسان يدين البشر لا بحسب انتمائهم الديني، بل بحسب أعمال المحبة أساسًا...

وهناك فئة تتساهل في الإيمان والمعمودية والانتماء إلى الكنيسة، فلا تجد لها ضرورة بما أن الجميع سيخلصون أن هذا الموقف أيضًا لمخطئ كل الخطأ لأنه نابع من روح نفعيَّة لا تؤمن إلاَّ بما هو نفعي ومفيد، ملموس ومحسوس، من روح مسيحية فاترة فقدت معنى الرسالة.

وهناك الموقف السليم وهو يتحاشى الموقفين المتطرفين السابقين، آخذًا بمحمل الجد قصد الله في خلاص جميع البشر، وفي الآن نفسه ضرورة الإيمان بيسوع المسيح والمعمودية والانتماء إلى الكنيسة (كامتياز وكرسالة) تاركًا لرحمة الله مصير غير المعمَّدين... هذا هو  كما يخال لنا- الموقف السليم تجاه قضية بل وسرّ خلاص البشر من مؤمنين بيسوع المسيح وغير مؤمنين به، من معمَّدين باسم الآب والابن والروح وغير معمَّدين من منتمين إلى الكنيسة وغير منتمين إليها " (575)

توضيح: الأب الفاضل فاضل يُخَطِئ الذين يحكمون على الوثنيين وعبَّدة النار والوجوديّين، فهل معنى هذا أن الأنبياء الذين أعلنوا حكم الله بهلاك الأمم كانوا مخطئين؟! وما رأيك عندما أوصي الرب نبيه حزقيال " أن لم تتكلم لتحذر الشرير من طريقه فذلك الشرير يموت بذنبه. أما دمهُ فمن يدك أطلبه" (حز33: 8)؟! وهل وصايا الرب يسوع بضرورة الإيمان والمعمودية والتناول لا لزوم لها لأن الجميع سيخلصون؟ وكيف تفسر موقف الكنيسة الكاثوليكية المتشدّدة خلال مئات السنين مع البروتستانت ما دام الجميع سيخلصون..؟!

كما أن قول الرب يسوع "لا تدينوا لكي لا تدانوا" ينسحب على الأخطاء الشخصية فقط، فليس لنا أن ندين الخطاة ونُشهر بهم، ولكن إن لم يحذرهم الرعاة فالله يطلب دمهم من هؤلاء الرعاة... إن مقاومة الهراطقة وفضح الأفكار الخاطئة الهدامة التي تقود للهلاك هو عمل عظيم لا يدخل في دائرة الإدانة... ما أجمل قول مخلصنا الصالح لملاك كنيسة أفسس " عندك هذا أنك تبغض أعمال النقولاوّيين التي ابغضها أنا أيضًا" (رؤ2: 6).

ورد في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني "ونعتقد أن الديانة الحقيقية الوحيدة تقوم في الكنيسة الكاثوليكية الرسولية التي عهد إليها السيد المسيح بمهمة نشرها بين الأمم عندما قال لرسله "اذهبوا الآن وتلمذوا كل الأمم معمدين إياهم.." (مت28: 9) " (576).. " والكنيسة الكاثوليكية وفقًا لإرادة المسيح هي معلمة الحقيقة " (577)

فإن كان ذات المجمع الفاتيكاني الثاني يحصر الديانة الحقيقية في الكنيسة الكاثوليكية، فمعني هذا أنه يعترف أن الديانات الأخرى باطلة، فكيف يخلص من يؤمن بديانة باطلة؟!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(571) سرا المعمودية والتثبيت ص75-76.

(572) المرجع السابق ص77، 78.

(573) سرَّا المعمودية والتثبيت ص78-80.

(574) المرجع السابق ص82-85.

(575) المرجع السابق ص85-86.

(576) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني - بيان في الحرية الدينية رقم (1) ص221.

(577) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني - التعاليم العامة حول الحرية الدينية رقم (14) ص231.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/non-believers-salvation-faith.html

تقصير الرابط:
tak.la/3cfz22t