مجمع نيقية الثاني:
أنعقد هذا المجمع والذي يدعونه المجمع المسكوني السابع سنة 787م في نيقية، ورأسه طاراسيوس أسقف القسطنطينية Patriarch Tarasius، وحضره نحو 350 أسقفًا منهم 136 رئيس دير برتبة ارشميندريت بالإضافة إلى سبعة عشر أسقفًا من محاربي الأيقونات والذين أعلنوا توبتهم في المجمع فقُبِلت توبتهم. أما البابا الروماني ادريانوس الأول رقم (95) [772-795] فلم يحضر لكنه أرسل نائبين عنه هما بطرس متقدم كهنة روما وبطرس رئيس دير القديسة سابا بروما...
جلسات المجمع:
في بداية الجلسة الأولى قدم طاراسيوس خطابًا قصيرًا. ثم قُرأ كتاب الإمبراطور قسطنطين السادس للمجمع وجاء فيها أن بولس بطريرك القسطنطينية السابق قبل موته ترك كرسي البطريركية واختار الحياة النسكية وعندما سُئل عن السبب قال "أخشى إذا دهمني الموت وأنا لا أزال أسقف هذه المدينة الملكية المؤسًّسة من الله أن أحمل معي لعنة الكنيسة الجامعة كلها، ويُقذَف بي إلى الظلمة الخارجية المُعدَّة لإبليس وملائكته لأنهم يقولون أن مجمعًا عقد هنا (في القسطنطينية) ضد الأيقونات والصور التي تكرمها الكنيسة الجامعة " (72) وعندما تم اختيار طاراسيوس رفض في البداية لأجل هذا السبب وطلب عقد مجمع مسكوني لتوحيد الشرق مع الغرب، وفي هذه الجلسة تقدم الأساقفة محاربي الأيقونات بتوبتهم، فتقدمهم باسيليوس قائلًا "فأنا باسيليوس أسقف مدينة أنقيرة إذ أطلب الانضمام إلى الكنيسة الجامعة والإتحاد مع ادريانوس بابا روما القديمة والجزيل قداستها وطاراسيوس البطريرك الجزيل الغبطة... أقدم هذا الاعتراف الخطي بإيماني... (وبعد أن قدم اعترافه قال) ليُبسل (ليحرم) شاتموا المسيحيين محطموا الأيقونات... ليُبسل الذين لا يكرمون الأيقونات المقدسة الشريفة... ليُبسل الذين يدعون الأيقونات المقدسة أصنامًا... ليُبسل الذين يرفضون بازدراء تعاليم الآباء القديسين وتقليد الكنيسة الجامعة محتجين بآراء أريوس ونسطوريوس وأفتيشيوس وديسقورس (يقصد البابا ديسقورس بطل الإيمان الأرثوذكسي).. ليبسل الذين يقولون أن صنع الصور اختراع شيطاني وليس من تقاليد آبائنا القديسين " (73)
وقدم ثيودوسيوس أسقف ميره اعترافًا قائلًا:
"ثيودوسيوس المسيحي الحقير إلى المجمع المسكوني المقدس: أنى اعترف بأني أقبل وأكرم في الدرجة الأولى الصورة الطاهرة لربنا يسوع المسيح إلهنا الحقيقي، والصورة المقدسة للتي ولدته... وصور الرسل القديسين الكلي المديح والأنبياء والشهداء والآباء ساكني القفر... لا أكرمها كآلهة بل أطلب من القديسين الذين تمثلهم الأيقونات أن يتشفعوا لي أمام الله... أنني قد خطئت أمام السماء وقدامكم... اقبلوني كما قبل الله محب الخلاعة والزانية واللص. فتشوا عنى كما فتش المسيح عن الخروف الضال وحمله على منكبيه... ليكن كل من لا يُكرّم الصور المقدسة مُبسلًا (محرومًا)، وليُبسل الذين يجدفون ضد الصور الموقرة وكل من يتجاسر على التهجم والتجديف على الأيقونات المُكرَّمة ويقول عنها أنها أصنام... " (74)
وفي الجلسة الثانية تُلِيت رسالة البابا ادريانوس للإمبراطور الذي صرَّح بأنه نائب الرسولين بطرس وبولس وفي ختام الرسالة يقول " أنه يترامى هو وأخوته الأساقفة على أقدام القيصرين ويتضرع إليهما ويقسم عليهما أن يرجعا السجود للأيقونات المقدسة إلى الكنيسة " (75). أما الجزء الخاص بعتاب البابا للإمبراطور لأنه دعي بطريرك القسطنطينية بالبطريرك المسكوني فلم تُقرأ في المجمع.
وفي الجلسة الثالثة قُرئت رسالة طاراسيوس إلى البطاركة وأجوبتهم عنها، وفي الجلسة الرابعة تم تلاوة بعض أقوال الآباء مثل القديس غريغوريوس النيسيسي والبابا أثناسيوس الرسولي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتم إلغاء قوانين مجمع سنة 754م، وفي الجلسة السادسة قُرأ قرار مجمع سنة 754م الملغى وتم الرد عليه، وفي الجلسة السابعة كُتِب اعتراف الإيمان ووجوب تقبيل الأيقونات وتقديم التكريم لها والسجود الإكرامي، وحِم المجمع البطاركة انسطاسيوس وقسطنطين ونيكيطا ومحاربي الأيقونات، وحرم البابا الروماني أنوريوس، والتأكيد على حفظ قانون الإيمان النيقاوي بدون زيادة ولا نقصان، وكل من يتجرأ ويفعل هذا إن كان من الإكليروس يقطع وإن كان من الشعب يُحرَم.
_____
(72) المرجع السابق ص776.
(73)المرجع السابق ص779، 780.
(74) المرجع السابق ص781.
(75) تاريخ الانشقاق ج1 ص349.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/council-nicaea-ii-sessions.html
تقصير الرابط:
tak.la/wqnyx8b