 |
عُقِد سنة 1245م في عهد البابا اينوشنسيوس الرابع رقم (179) [1243-1254] لمحاكمة الملك فريدريك.
أما قصة ذلك باختصار شديد فأن حروبًا نشبت بين فريدريك ملك جرمانيا وبين البابا غريغوريوس التاسع رقم (177) [1227-1241] ففي سنة 1237م حارب فريدريك مدينة ميلان وكسر جيش اللونكربرويين فعقد البابا معهم معاهدة رسمية وأعاد حرم فريدريك قائلًا بأن فريدريك ليس عدوًا للبابا والكنيسة فقط بل أنه عدو للدين المسيحي ككل، ورغم ذلك ظل فريدريك يحارب إيطاليا حتى استولى على مدن كثيرة وكاد يفتح روما، فدعا البابا غريغوريوس كرادلة فرنسا لعقد مجمع مسكوني يناقش المشكلة بينه وبين فريدريك ولكن أتباع فريدريك حطموا السفينة وأسَروا الكرادلة الفرنسيّين.
مات البابا غريغوريوس سنة 1241 م. ومما يذكر له أنه عيَّن كنراد المربُرجي رئيسًا لمحكمة ديوان التفتيش (الفحص المقدس) فاشتهر هذا الرجل بقسوته ضد كل إنسان يُتَهم بالهرطقة سواء كان مذنبًا أو بريئًا غنيًا أو فقيرًا، فيكويه بسيخ حديد مُحمىَ بالنار وعندما يلسعه الحديد يحكم عليه بأنه هرطوقيًا ويحكم بحرقه، وكان كنراد يتهم أي إنسان له أي علاقة بإنسان هرطوقي سواء تعامل معه أو تاجر معه أو سمع عظه له أو تحدث معه، وكانوا يستدعون الشخص المُتَهم ثلاث مرات فإن لم يحضر يقبضون عليه ويسلبون أمواله ويلقونه في سجن مظلم كريه للندامة فلا يجرؤ أحد أن يسأل عنه أو يشفع له، ثم يأتيه حارس السجن يسأله هل تريد أن تُسمع دعواك؟ ثم يخرجونه للمحاكمة فيسألونه: مَنْ أنت؟ وماذا تريد؟
ويظلوا يحتالون عليه إلى أن يمسكوا عليه ذنبًا يبنون عليه حكمهم، فإن لم يستطيعوا يتبعون أساليب التعذيب الجهنمية ومنها التعذيب بالحبل إذ يربطون يديه خلف ظهره ويعلقونه من يديه في الهواء عن طريق بكرة عالية فيتأرجح في الهواء ثم يرمونه فجأة فيصل إلى قرب الأرض ولكن لا يلمسها فتتفكك جميع مفاصله ويعيدون الكَرة مرة ومرات، فإن لم يعترف يسقونه الماء حتى ينتفخ. ثم يلجأون إلى العذاب بالنار حيث يرفع بواسطة آله ورجلاه متدليتان ويدهنونهما بالزيت ويشعلون النار تحته حتى تشتعل رجليه وهم ينصحونه قائلين: تب يا ابني. تب فإن الله يقبل التائبين... هذا ما كان يفعله الرهبان الدومينيكان وشعارهم أنه " خير أن يموت مائة بار صالح ظلمًا ويذهبون إلى السماء من أن يفلت هرطوقي واحد ويُسمّم نفوسًا كثيرة ويسحبها إلى الهلاك " (90)
وبعد موت البابا غريغوريوس التاسع تولى كلسينوس الرابع رقم (178) فمكث في الباباوية سبعة عشر يومًا ومات في 10 نوفمبر سنة 1241 م.، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فقام خلاف بين الكرادلة فظل الكرسي شاغرًا لمدة سنتين، ثم أستقر الرأي على انتخاب البابا اينوشنسيوس الرابع سنة 1243م فكتب إلى الفريدريك ملك جرمانيا في أمر الصلح وطلب شروطًا صعبة لم يقبلها الفريدريك، فذهب البابا إلى مدينة ليون التي تقع تحت الحماية الفرنسية وجمع مجمعًا كنسيًا سنة 1242م ودعى فيه فريدريك ليحاكمه، فأنكر فريدريك هذا الحق على الباباوات فحرمه البابا أمام المجمع ودعاه بأنه مُجدف ولص، وقام البابا بتقديم رشوة إلى بطرس وزير فريدريك ويناين كبير الوزراء للتآمر على الملك، ولكن فريدريك اكتشف المؤامرة فطرح بطرس في السجن فمات منتحرًا بسبب المشورة الباباوية. أما فريدريك فاضطهد الرهبان الدومينيكان في مملكته، وأمر بمحاكمة الإكليروس أمام المحاكم المدنية بدل المحاكم الكنسية.
_____
(90) انظر تاريخ بوسويت لكرمر مجلد (5) ص468-477، وموسهيم 3: 13: 502: 3: 5 - ورد في تاريخ الانشقاق ج2 ص258، 259.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/council-lyon-i-1245.html
تقصير الرابط:
tak.la/9js3asj
