مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

76- المونوثيليتية ورفضها في مجمع القسطنطينية الثالث

 

 

المونوثيليتيه:

أراد الإمبراطور هرقل أن يجمع شمل الكنيسة الجامعة التي إنشقت بسبب مجمع خلقيدونية والقول بالطبيعتين، فتفاوض مع بعض الأساقفة الشرقيين الذين لم يقبلوا مجمع خلقيدونية فاقترحوا عليه استنباط عقيدة متوسطة بين عقيدتي الطبيعة والطبيعتين وهي عقيدة المشيئة الواحدة والفعل الواحد للسيد المسيح، ووافقهم على هذا سرجيوس بطريرك القسطنطينية الذي يقال عنه أنه هو الذي استنبط هذه العقيدة كما وافق عليها معظم أساقفة اليونان فأصدر هرقل دستور إيمانه سنة 638م عن المونوثيليتيهMonotheletism " المشيئة الواحدة " وعقد سرجيوس مجمعًا في القسطنطينية وقَبِل هذه العقيدة وفي نفس السنة مات، ووافق خلفاؤه بيرس وبولس الثاني وبطرس وتوما وتاودورس على المونوثيليتيه. كما قبلها أنوريوس بابا روما رقم (70) [625-638]، وعيَّن هرقل المقوقس بطريركًا وواليًا على مصر لكي يفرض هذه العقيدة على الشعب القبطي فيقول موسهيم " فكورش الذي رفعه الملك من إبرشيه " فاسس " إلى إبرشية الإسكندرية عقد مجمعًا أثبت في بنده السابع التعليم بمشيئة واحدة الذي رغب الملك في أن يجريه " ⁽⁵⁸⁾

St-Takla.org Image: Pope Agatho the Roman (678-681) - Menologion of Basil II, 10th century manuscript, Vatican Library. صورة في موقع الأنبا تكلا: البابا أغاثو الروماني (678-681) - من مخطوط كتاب خدمات الإمبراطور باسيليوس الثاني، القرن العاشر، مكتبة الفاتيكان.

ولكن الأقباط الذين ضاقوا بكل حل بيزنطي رفضوا هذه العقيدة وتحملوا الاضطهادات بشجاعة وثبات، وأيضًا كان هناك راهبًا فلسطينيًا يدعى صفرونيوس (سيم فيما بعد أسقفًا لبيت المقدس) حضر المجمع الذي عقده كورش في الإسكندرية سنة 633 م. فاحتج على عقيدة المشيئة الواحدة وأخذ يهاجمها وعندما صار بطريركًا لأورشليم سنة 634 م. عقد مجمعًا وحرم المعتقدين بالمونوثيليتيه.

رفض المونوثيليتيه:

بعد موت البابا اونوريوس الذي قبل المونوثيليتية رفض خلفاؤه سفرينس ويوحنا الرابع وثيودورس الأول هذه العقيدة، وعندما جاء البابا مرتينوس الأول رقم (74) [649-653] عقد مجمعًا سنة 649 م. من 105 أسقفًا حرم فيه عقيدة المشيئة الواحدة ومخترعها، وأرسل أعمال المجمع للإمبراطور قسطانس الثاني (642-668) وطلب منه خلع بولس الثاني بطريرك القسطنطينية، فغضب القيصر وطلب من أوليمبيوس والي رابينَّا إلقاء القبض على البابا مرتينوس ولكن اوليمبيوس الوالي رفض أوامر القيصر، وبعد وفاة الوالي سنة 653 م. كرَّر القيصر الأمر لخليفته " ثاوذورس كاليبوس " فأطاع ثاوذورس وألقى القبض على البابا وسجنه وإذ لم يعدل عن رأيه قيده بالسلاسل وأرسله للقيصر في القسطنطينية فحكموا عليه بالنفي ومات في منفاه سنة 655 م. بعد أن كابد الكثير من المتاعب.

وعندما تولى البابا اغاثون رقم (79) [678-681] كرسي روما أرسل إليه القيصر قسطنطين اللحياني (ابن هرقل) يخبره عن عزمه لعقد مجمع لمناقشة الأمور الإيمانية وطلب منه إرسال مندوبين عنه، وعندما وصلت رسالة القيصر للبابا أغاثون عقد مجمعًا سنة 679م حضره 125 أسقفًا أيدوا المجمع الذي عقده

البابا مرتينوس رقم (74) سنة 649 وحرم فيه المونوثيليتيه ومخترعها. ثم أختار البابا أغاثون كاهنين هما ثاوذورس وجاورجيوس مع الشماس يوحنا وأرسلهم نوابًا عنه لحضور مجمع القسطنطينية الثالث.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(58) موسيهيم كتاب (2) قرن (7) قسم (2) فصل (5).

عقد مجمع القسطنطينية الثالث سنة 680 م.

يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ كتب أ. حلمي القمص يعقوب

مجمع القسطنطينية الثالث 680

---