1- قبول ثيؤدورس أسقف موبسويستية (المصيصة) والذي يعتبر أصل البدعة النسطورية، ورغم أنه مات في ضلاله فإن مجمع خلقيدونية اعتبره أرثوذكسيًا مستقيم الإيمان.
2- قبول ثيؤدوريتس أسقف كورش الذي هاجم مجمع أفسس المسكوني، وطعن في قداسة البابا كيرلس عمود الدين، ورد على الحرومات الاثني عشر التي وضعها البابا كيرلس وختم كل رد بحرم، ودافع عن أراء ثيؤدورس أسقف المصيصة، ورغم أن عدَّة مجامع حكمت عليه وعزلته من قبل فإن مجمع خلقيدونية قبلِه.
3- قبول إيباس أسقف الرها النسطوري الذي كتب رسالة طويلة إلى مارس الفارسي وهاجم كتابات البابا كيرلس عمود الدين، وكان قد حُرِم من مجمع أنطاكية المكاني وأيضًا من مجمع أفسس المسكوني، ومع هذا فإن مجمع خلقيدونية قَبِله.
فأقتنع الإمبراطور جوستنيانوس برأي ثيؤدورس أسقف قيصرية، وأصدر منشورًا سنة 544 م. حرم فيه مؤلفات الأشخاص الثلاثة وسُمى هذا المنشور بالفصول الثلاثة، وحمل عدد كبير من الأساقفة على التوقيع عليه، وفي سنة 546م عقد الإمبراطور مجمعًا برئاسة البطريرك ميناس حيث ثبَّت الحكم على تلك الفصول، ولكن أساقفة الغرب مع البابا ويجيليوس رقم (59) (46) [537-555] رفضوا منشور الإمبراطور، وكتب بونديانوس أسقف قرطاجنة للإمبراطور يخبره بأنه لا يجوز حرم شخص بعد موته.
ولكن البابا ويجيليوس رفع للإمبراطور كتابًا حكم فيه على الفصول الثلاثة عُرف باسم "جود يكاتم" ثم عقد البابا ويجيليوس مجمعًا في روما ليحصل على موافقة الأساقفة على حرم الفصول الثلاثة، ولكن أساقفة أفريقيا وايليرية ولماطة واثنان من شمامسة البابا الأمناء رفضوا هذا بل وقطعوا الشركة مع البابا، ثم عقدوا مجمعًا وحكموا على البابا ويجيليوس بالحرم وحدَّدوا له وقتًا للتوبة فغير البابا رأيه، وأصدر منشورًا يحكم على كتابات ثيؤدورس وثيؤدوريتس ورسالة ايباس، ولكنة ترك الحكم على أشخاصهم لله لأن مجمع خلقيدونية قد قَبِلهم.
ثم استدعى الإمبراطور جوستنيانوس البابا الروماني ويجيليوس إلى القسطنطينية، وعند رحيله بالسفينة من نهر تيبر وإذ لم يوافقه شعب روما على سفره أخذ يرميه بالحجارة قائلًا "فليرافقك صيتك الرديء..! فليرافقك الموت..! لقد صنعت شرورًا في رومية فتلاقيك الشرور حيث تذهب".. وصل البابا إلى القسطنطينية فوجد الإمبراطور قد استدعى أساقفة أفريقيا فحضروا مع رئيسهم "ريبارتس" أسقف قرطاجنة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وعُقِد مجمعًا سنة 551 م. وعُرضت الفصول الثلاثة ولكن أساقفة أفريقيا رفضوا الحكم عليها فعاقبهم الإمبراطور بالخلع والنفي، وأعقب هذا حدوث قلاقل في أفريقيا فلجأ الإمبراطور للقوة العسكرية للسيطرة على الأمور.
وعاد الإمبراطور وأصدر أمرًا ثانيًا ضد الفصول الثلاثة وطلب من الأساقفة التوقيع عليه فرفض البابا ويجيليوس ولكن بسبب خوفه من الإمبراطور ورعبه من الموت هرب إلى الكنيسة ليحتمي بها وربط نفسه بعمود المائدة، ومع هذا فإن الجنود اقتحموا الكنيسة وسحبوا البابا فسقطت المائدة، وعندما حصل على الأمان على حياته هرب إلى خلقيدونية وأراد أن يحرم القيصر ولكنه تراجع وعاد إلى القسطنطينية ولكي يحسم الإمبراطور الأمر أمر بعقد مجمع سنة 553، وشجعه على هذا وجود بابا روما في القسطنطينية بالإضافة إلى المكاتبات التي دارت بين أفتيشيوس بطريرك القسطنطينية والبابا ويجيليوس وموافقة البابا على حرم الفصول الثلاثة.
_____
(46) ترقيم الباباوات مأخوذ من كتاب دليل الأماكن المقدسة في روما وإيطاليا لجورج حليم كيرلس سنة 1999م علمًا بأنه كان في فترات كثيرة أكثر من بابا على كرسي روما في آن واحد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/council-constantinople-ii-introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/bx6pv2r