 |
على كلٍ فإن الإمبراطور ليون قد انتقم لبروتيروس فقتل من أبناء الإسكندرية ثلاثين ألفًا، ولا سيما أن الملكانيّين أرسلوا يشتكون للإمبراطور ويصفون له ما حدث للبطريرك الملكاني بروتيروس ويطلبون الانتقام من البابا السكندري تيموثاوس الثاني. كما أن أسقف روما قام بالواجب فلم يكفَّ عن الكتابة إلى الإمبراطور ليون يمدح مجمع خلقيدونية ويذمَّ البابا تيموثاوس قائلًا عنه "وكذلك ينبغي عليك (أيها الإمبراطور العظيم) ألاَّ تُبقي في الكرسي الإسكندري ذاك المنافق المهرطق".. وكانت النتيجة الحكم الإمبراطوري بالنفي على البابا تيموثاوس إلى غاغرا محل نفى البابا ديسقورس، فساقه الوالي برًا إلى فلسطين ولبنان وبيروت وأسيا الصغرى، وكان كلما يمر بمدينة يخرجون لاستقباله وطلب بركته حتى وصل إلى منفاه، وبعد أربعة أعوام نُقِل البابا من غاغرا إلى تشيرسون " Cherson " في الكريميا " The Crimea".
أما في القسطنطينية عاصمة الإمبراطور فكان هناك أيضًا فريقان متصارعان، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. أحدهما أصحاب عقيدة الطبيعة الواحدة ومعظمهم من العمال والفلاحين وكان لهم ضواحي خاصة يقطنون فيها ويُدعَون " حزب الخُضر"، والفريق الآخر أصحاب عقيدة الطبيعتين وهم من الطبقات الأرستقراطية والمالكة وكانوا يُدعَون " حزب الزُرق"، وفي عصر الإمبراطور السابق مركيان ظهر حزب الزُرق على حزب الخُضر. أما في عصر الإمبراطور ليون فقد وجد حزب الخُضر متنفسًا له.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/30000-martyrs.html
تقصير الرابط:
tak.la/xj8g35s
