س601: عندما سأل واحد السيد المسيح: "أَقَلِيلٌ هُمُ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ" (لو 13: 23) لماذا لم يجبه عما إذا كان الذين يخلصون قليلين أم كثيرين؟ وهل "الْبَابِ الضَّيِّقِ" (لو 13: 24) يتنافى مع قول السيد المسيح: "لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" (مت 11: 30)؟ وهل عندما قال السيد المسيح: "هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَدًا وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ" (لو 13: 32) نطق بهذه الكلمات يوم الأربعاء السابق للصلب؟ وكيف يشتم يسوع المسيح "هيرودس الملك" ويصفه بالثعلب (لو 13: 32)؟
ج: 1- عندما سأل واحد السيد المسيح: "أَقَلِيلٌ هُمُ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ" (لو 13: 23) لماذا لم يجبه عما إذا كان الذين يخلصون قليلين أم كثيرين..؟ السيد المسيح أقنوم الحكمة، يعرف عدد الذين يخلصون تمامًا... ولكن هذه الإجابة لن تكن مُجدية للسائل، فماذا يستفيد من علمه بعدد الذين يخلصون سواء كانوا قليلين أو كثيرين؟ كان ينبغي أن يكون السؤال: يا رب ماذا أفعل لكي أخلص؟ مثلما سأل فيما بعد شاول الطرسوسي على أبواب دمشق: "يَارَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ" (أع 9: 6). ولهذا لم يجبه السيد المسيح بالإيجاب أي أن الذين يخلصون قليلون، ولا بالسلب أي أنهم كثيرون. بل وجَّه نظر السائل والمستمعين أيضًا إلى ما ينبغي أن يفعله الإنسان، وهو أن يجتهد ليدخل من الباب الضيق، فأوضح السيد المسيح للسائل وللمستمعين أن دخول الملكوت يحتاج إلى جهاد عنيف وسلوك جاد في الطريق الكرب، والدخول من الباب الضيق، لأنه: "مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُم الَّذِين يَجِدُونَهُ" (مت 7: 14). وهذا الجهاد يستغرق مشوار الحياة بالكامل، فلا يمكن للإنسان وهو يعيش في الجسد أن يستريح من جهاده مدّعيًا أنه ضمن الملكوت في جيبه، الملكوت يحتاج إلى جهاد وصراع للنفس الأخير، فمن لا يسير للأمام لا بد أنه يتقهقر للخلف، ويقول "البابا غريغوريوس الكبير": "إذ أراد الحديث عن الدخول من الباب الضيق بدأ يقول: "اجْتَهِدُوا" لأنه ما لم يجاهد الذهن برجولة لا تنهزم أمواج العالم، هذه التي تسحب النفس إلى الأعماق" (309).
ويقول "القديس باسيليوس الكبير": "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق... الطريق المستقيم ضيق، أي انحراف عنه مملوء بالمخاطر سواء على اليمين أو اليسار، أنه كجسر، من يزل عنه من أي جانب منه يسقط في النهر" (310).
ومن يدخل من الباب الضيق ويسلك في الطريق الكرب عليه أن يحترز حتى يكمل جهاده بسلام، وأن يكون يقظًا على الدوام، لأن البعض في اليوم الأخير يواجهون مصيرهم التعث، فيقولون للملك: "أَكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا" أي أننا نعرفك فيسمعون صوت الديان: "لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ تَبَاعَدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الظُّلْمِ" (لو 13: 27). ويقول "دكتور وليم باركلي": "فمن له المدينة المسيحية قد لا يكون مسيحيًا حقيقيًا. نعم ربما يكون متمتعًا بمزايا مسيحية، وعائشًا في القلعة المسيحية التي بناها قبله الآخرون، ولكن هذا ليس سببًا للقناعة والاكتفاء، إذ يواجهنا دائمًا السؤال المُقحِم المفحم... ماذا عملت لتحافظ على ميراثك الروحي؟ وبماذا عملت لتزيد وتنمو؟ أنه لا يمكن أن تعيش بصلاح مستعار، بل يجب أن تجاهد ليكون لنا الصلاح الخاص المختار" (311).
وعن الطريق الرحب والباب الضيق يقول "القديس كيرلس الكبير": "وما الذي ينبغي أن نفهمه عن رحابة الطريق؟ أنه يعني ميلًا مفرطًا للشهوة الجسدية، يعني حياة دنيئة ومحبة للذة، وتلذذًا بالولائم الفخمة المترفة، والمدح الصاخب والعربدة، وانعطافًا غير مكبوح إلى كل ما يدينه الناموس وإلى ما هو غير مُرضٍ للَّه. أنه يعني ذهنًا صليب الرقبة لا ينحني لنير الناموس، حياة ملعونة ومتراخية في كل فجور، وطاردة للناموس الإلهي من ذاتها وغير مكترثة تمامًا للوصايا المقدَّسة. أنه يعني الغنى والرذائل التي تنبع منه، الازدراء والكبرياء والتخيل الباطل للشهوات الزائلة، وعلى الذين يريدون الدخول من الباب الضيق لكي يكونوا مع المسيح، وأن يفرحوا معيدين معه، أن يبتعدوا عن كل هذه الأمور" (312).
2- هل " الْبَابِ الضَّيِّقِ" (لو 13: 24) يتنافى مع قول السيد المسيح: "لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" (مت 11: 30)..؟ سبق الإجابة على هذا التساؤل، فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد - جـ 4 س290، ونضيف هنا قول "القديس يوحنا الذهبي الفم": "ماذا إذًا يعني قول ربنا في موضع آخر: "نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" (مت 11: 30)؟ بالحقيقة لا يوجد تناقض بين النصين، واحد يتحدث عن طبيعة التجارب (كباب ضيق)، والآخر يتحدث عن مشاعر الذين يقبلونها. مما يسبب متاعب لطبيعتنا يمكن أن يُحسب سهلًا إذا قبلناه بطيب خاطر. بجانب هذا فإن طريق الخلاص ضيق في مدخله، ولكن إذ تدخله تجد مكانًا متسعًا (راحة) على عكس الطريق المؤدي للهلاك" (313).
3- هل عندما قال السيد المسيح: "هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَدًا وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ" (لو 13: 32) نطق بهذه الكلمات يوم الأربعاء السابق للصليب..؟ لا، لأن السيد المسيح لم يُصلب بعد أن نطق بهذه العبارة بيومين، أي أنه لم يقل هذه العبارة يوم الأربعاء السابق لجمعة الصلبوت، بل أنه جاء إلى أورشليم بعد فترة لا تقل عن أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. والقصد من قوله " وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ"، وهو قول مألوف بين اليهود، أي فترة محددة عبّر عنها بيومين، وتشير إلى تلك الساعة التي حدَّدها بنفسه ليسلم ذاته فيها للموت. وفي عبارة " وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ" إشارة خفية لأهمية اليوم الثالث، وهو اليوم الذي قام في الرب يسوع من الأموات، وسبق الوحي الإلهي وقال على فم هوشع النبي: "يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ" (هو 6: 2) وبهذه العبارة قد أوضح السيد المسيح أن مدة بقائه في مملكة هيرودس بالجليل أوشكت على الانتهاء، فهيَ مجرد يومين بالمعنى المجازي: "يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ الْيَوْمَ وَغَدًا وَمَا يَلِيهِ لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجًا عَنْ أُورُشَلِيمَ" (لو 13: 33) حيث أنه في أورشليم مجمع السنهدريم الذي يحكم على الأنبياء. ومن الواضح أنه ليس المقصود بقوله " الْيَوْمَ وَغَدًا وَمَا يَلِيهِ" ثلاثة أو أربعة أيام، إنما إشارة إلى زمن محدد قصير.
وقول السيد المسيح هنا " أُكَمَّلُ" أي أسلم ذاتي للموت بكامل إرادتي ومشيئتي الخاصة، فإنني سوف أُرفع على الصليب بإرادتي من أجل خلاص جنس البشر، وكلمة " يَنْبَغِي" لا تعني أنه أمر مفروض عليّ، وإنما تعني أنه أمر ضروري ولازم وحتمي قد قبله بإرادته ومشيئته لأنه يريد أن يخلص الجنس البشري من قبضة عدو الخير، ولذلك سار بقدميه إلى أورشليم مدينة موته وقيامته.
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
4- كيف يشتم السيد المسيح "هيرودس الملك" ويصفه بالثعلب (لو 13: 32)..؟ لم يشتم السيد المسيح أحدًا، ولا حتى الذين شتموه: "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ" (1 بط 2: 23). أنه بصفته العالِم بكل شيء وكاشف الأسرار وفاحص القلوب والكُلى فإنه شخَّص حالة هيرودس أنتيباس ملك الجليل ابن الملك هيرودس الكبير الذي ارتكب مذبحة أطفال بيت لحم يهوذا، وكان هيرودس أنتيباس مراوغًا وماكرًا ومخادعًا أغرى هيروديا زوجة أخيه فيلبس أن تهجر زوجها وتعيش معه، ولأن يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء بكَّته على فعلته الشنعاء هذه ذبحه هيرودس بتحريض من هيروديا. وإذ أراد الفريسيون أن يرهبوا السيد المسيح صوَّروا له هيرودس على أنه أسد سيفترسه: "قَائِلِينَ لَهُ اخْرُجْ وَاذْهَبْ مِنْ ههُنَا لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ" (لو 13: 31). أما السيد المسيح فقد أوضح لهم أنه مجرد ثعلب يلتهم ما تبقى من فريسة الأسد الذي هو إبليس: "لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1 بط 5: 8) وبلا شك أن كل من إبليس وهيرودس داخل دائرة الضبط الإلهي. ويقول "متى هنري": "وإذ يصفه بالثعلب فإنما يصف حقيقة طبيعته، لأنه كان ماكرًا كالثعلب المشهور بدهائه وغدره وشره. وعلى الرغم من أن هذه السمات مقيتة بشعة إلاَّ أنه كان من اللائق أن يصفه بها، ذلك لأن المسيح كان نبيًا، وكان للأنبياء حرية في تقريع الملوك والعظماء ولذلك كان له الحق في أن يدعو هذا الملك المتغطرس بصفته التي اشتهر بها: "امْضُوا وَقُولُوا لِهذَا الثَّعْلَبِ" إني لا أخافه. أنا أعرف أنني لا بد وأن أموت، بل وينبغي أن أموت قريبًا، لأنني أتوقع هذا في "اليوم الثالث" أي قريبًا جدًا ستأتي ساعتي. فإذا ما قتلني هيرودس فلن يكون ذلك مدعاة لدهشتي. قولوا له إني لا أخشاه، لأنني حين أمت سأحقّق هدفي، وأكون قد أكملت عملي... وسوف " أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَدًا" بالرغم من كل تهديداته... أنني أعلم أن هيرودس لا يستطيع أن يضرني بشيء، ليس فقط لأن ساعتي لم تأتِ بعد، بل أيضًا لأن المكان المعيَّن لموتي هو أورشليم، وهيَ لا تدخل في نطاق سلطانه... " لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجًا عَنْ أُورُشَلِيمَ". وحيث أنه لم يتعهد أحد بمحاكمة الأنبياء سوى السنهدريم العظيم الذي كان يجتمع دائمًا في أورشليم، ولذلك فإذا حُكِم على نبي فلا بد وأن يكون ذلك في أورشليم" (314).
ويقول "القس سمعان كلهون": "لا توجد كلمة تصف بالضبط طبيعة هيرودس أنتيباس أكثر من "ثعلب" فقد كان واليًا على الجليل وبيريه منذ ثلاثين سنة. تصرَّف أثناءها مع اليهود والرومان بالغش والحيلة، وربما يقول واحد أن هذه الكلمة إهانة لهيرودس، والمسيح لم يهن أحدًا من الرؤساء بكلامه، فنجيب أن المسيح قصد بقوله هذا له أن يذكره بحقيقة طبيعته وأنه لا يخاف من غشه وحيله، ولا يستحق إنسان توبيخًا عنيفًا أكثر من هذا الملك الذي كان قد لطخ يديه منذ سنة بدم يوحنا المعمدان" (315).
وأيضًا هذا القول: "وَقُولُوا لِهذَا الثَّعْلَبِ" موجه أيضًا للفريسيين الخبثاء الذي شابهوا هيرودس في خبثه ومكره، فهيرودس لم يكن ينوي قتل السيد المسيح، فيكفيه عقدة الذنب التي يعاني منها من جراء ذبحه ليوحنا المعمدان، حتى أن بيلاطس عندما أرسل إليه يسوع ليحاكمه ويحكم عليه، لم يجرؤ على الحكم عليه بل أعاده إلى بيلاطس حاملًا صك براءته. أما الفريسيين الخبثاء فقد صوّروا للسيد المسيح أن هيرودس يسعى نحو قتله، ويقول "القديس كيرلس الكبير": "اصغوا باهتمام إلى قوة التعبير، لأنه يبدو أن الكلمات المستخدمة كانت موجهة لشخص هيرودس لكنها بالحري تشير أيضًا إلى دهاء الفريسيين. وهو يقارن الإنسان بثعلب، لأنه من الثابت أنه حيوان ماكر جدًا، وإن كان لي أن أقول، فهو خبيث تمامًا كما كان الفريسيون... لكن ماذا أوصاهم أن يقولوا (لهيرودس)؟ "هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ، وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَدًا، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ". أنتم ترون أنه يعلن قصده في أن يعمل ما يعرف أنه سيُحزن معشر الفريسيين... أنه يعلن قصده في عمل ما يبغضونه ويقول أنه: "سينتهر الأرواح النجسة ويخلص المرضى من أتعابهم وأنه سيُكمل، والتي تعني أنه بمشيئته سوف يحتمل الآلام على الصليب لأجل خلاص العالم...
لكن الفريسيين تخيلوا أن سلطان هيرودس سيرعبه، وسوف يخضعه للمخاوف رغم أنه رب القوات الذي يُولِد فينا شجاعة روحية بكلماته التي تقول: "وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا" (مت 10: 28). وأوضح أنه لا يضع اعتبارًا لعنف الناس بقوله: "بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ الْيَوْمَ وَغَدًا وَمَا يَلِيهِ". وبقوله " يَنْبَغِي " فإنه لا يعني أنها ضرورة حتمية قد وُضِعت عليه، بل بالحري تعني أنه بسلطان مشيئته الخاصة، وبحرية وبدون تعرُّض للخطر فإنه سيمضي إلى حيث أراد أن يمضي ويجتاز اليهودية دون أن يقاومه أحد أو يتآمر ضده، إلى أن يقبل نهايته بإرادته الخاصة بالموت على الصليب الثمين" (316).
_____
(309) أورده القمص تادرس يعقوب - الإنجيل بحسب لوقا، ص346.
(310) المرجع السابق، ص346.
(311) ترجمة القس مكرم نجيب - تفسير العهد الجديد - إنجيل لوقا، ص239.
(312) ترجمة الدكتور نصحي عبد الشهيد - تفسير إنجيل لوقا، ص476.
(313) أورده القمص تادرس يعقوب - الإنجيل بحسب لوقا، ص347.
(314) التفسير الكامل للكتاب المقدَّس جـ 1 العهد الجديد - الأناجيل الأربعة، ص483.
(315) إتفاق البشيرين، ص377.
(316) ترجمة دكتور نصحي عبد الشهيد - تفسير إنجيل لوقا، ص482.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/601.html
تقصير الرابط:
tak.la/kjc8tz9