St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

602- كيف قَبِل السيد المسيح دعوة الفريسي في يوم سبت، كما أنه كان يعلم أنه يراقبونه وقد دبَّروا له حضور المستسق (لو 14: 1-6)؟ وهل قول السيد المسيح: "مَتَى دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي الْمَوْضِعِ الأَخِيرِ" (لو 14: 10) مُقتبس من أقوال الحاخام اليهودي "عقيبا"؟

 

س602: كيف قَبِل السيد المسيح دعوة الفريسي في يوم سبت، كما أنه كان يعلم أنه يراقبونه وقد دبَّروا له حضور المستسق (لو 14: 1-6)؟ وهل قول السيد المسيح: "مَتَى دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي الْمَوْضِعِ الأَخِيرِ" (لو 14: 10) مُقتبس من أقوال الحاخام اليهودي "عقيبا"؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- كيف قَبِل السيد المسيح دعوة الفريسي في يوم سبت، كما أنه كان يعلم أنه يراقبونه وقد دبَّروا له حضور المستسق (لو 14: 6)..؟ دعى أحد رؤساء الفريسيين السيد المسيح ليأكل خبزًا في بيته، أي أنه أولم له وليمة، فهل كان هذا الرجل مُخلصًا في دعوته، ودعوته نابعة من حب وتقدير لشخص الرب يسوع، أم أنه قصد أن يسعى نحو الشهرة عندما يستضيف مُعلِّم الأجيال صانع المعجزات..؟ الاحتمال الغالب أن هذا الفريسي وهو رئيس من رؤساء الفريسيين قد دعى يسوع المسيح ليُراقبه، أي ليرصد له أي خطأ سواء في التعليم أو في التصرف. إذًا لماذا استجاب السيد المسيح لدعوة هذا الرجل وهو عالِم بكل شيء، بالأفكار والنوايا؟ ذلك لأنه جاء ليبحث عن الخروف الضال، ولهذا لم يذكر الإنجيل عنه قط أنه رفض أي دعوة وُجِهت إليه من أي إنسان مهما كانت نواياه وتوجهاته وخطاياه وحياته. قَبِل أن يدخل بيت سمعان الفريسي (لو 7: 36-50) بل أنه طلب أن يدخل بيت زكا العشار: "يَا زَكَّا أَسْرِعْ وَانْزِلْ لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ" (لو 19: 5)، وبنفس المنطق قَبِلَ يسوع دعوة هذا الرئيس كمحاولة إنقاذ لهذا الرجل مع المجتمعين في بيته ولهم ذات أفكاره، ودائمًا كان الرب يسوع يدين التوجهات الخاطئة للفريسيين والناموسيين، لا يُجامل إنسان قط على حساب الحق، ولكن في نفس الوقت أحب الخطاة وسعى نحو خلاصهم كراعٍ صالح ترك التسعة والتسعين وسعى نحو الخروف الضال، وكأب حقيقي قَبِلَ الابن الضال فور عودته. الرب يسوع يعلم أن هذا الرجل مريض فذهب إليه ليصحح أفكاره المريضة ويعيده إلى جادة الصواب، حتى وإن كان بعلمه السابق يعلم أن شخص ما يقسي قلبه ويرفضه فإنه لا يحجب نعمته عنه.

وقد قَبِلَ السيد المسيح الوليمة في يوم سبت، وكان اليهود يعدون كافة الأطعمة مع غروب شمس الجمعة قبل أن يبدأ السبت، وكان لهم طرقهم البدائية في حفظ الأطعمة، فيبدو وكأنه طعام طازج لأنهم في السبت لا يشعلون نارًا، وهم بذلك يحفظون السبت، فالسيد المسيح عندما قَبِلَ هذه الدعوة لم يكسر وصية السبت.

وقد يتساءل البعض: كيف دخل هذا الإنسان المريض إلى بيت الفريسي..؟ ربما كان هذا الرجل المريض بداء الاستسقاء تتبع خطوات يسوع وتقصى خط سيره حتى أنه علم أنه مدعو في بيت الفريسي فأسرع إلى ذلك المكان دون أن توجه له دعوة من صاحب البيت سعيًا وراء الشفاء، ولا سيما أنهم في مثل هذه الولائم كانوا يتركون باب البيت مفتوحًا على مصراعيه. أما الفريسيون الأردياء فقد استغلوا هذا الحدث لخدمة أغراضهم السيئة في إدانة يسوع إذا شفى هذا الرجل المريض يوم سبت، وربما الفريسيون أنفسهم هم الذين دبَّروا حضور هذا الرجل في هذا الوقت ليروا إن كان سيشفيه يوم السبت أم لا..؟ يقول أحد الفضلاء: "وهكذا ثبَّت الفريسيون أنظارهم عليه، يراقبونه، شأن الوحش البري، وهو يراقب فريسته. فإذا لم يقم بشفاء المريض، ظهر وكأنه عاجز عن شفائه، فتسقط هيبته أمام الناس. وحتى ولو كانت له المقدرة، وامتنع عن القيام بالمعجزة، فإنه سوف يظهر بمظهر الخائف من هذه الجماعة الدينية، فيدخل الشك في قلوب الشعب في مقدرته وسلطانه" (317).

ولم يتراجع السيد المسيح عن قراره في شفاء الرجل، بالرغم من أن هذا المريض لم يطلب ويتوسل من أجل شفائه، وقبل أن يشرع السيد المسيح في شفائه أراد أن يثير مكامن الشفقة في نفوس الحاضرين ويحنن القلوب لكي تحنو على هذا المريض الذي تشوهت صورته، ولكن القلوب التي تقست فقد سمعت سؤال السيد المسيح: "هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السَّبْتِ؟" (لو 14: 3) ولاذوا بالصمت الرهيب، لأنهم لو وافقوه الرأي أنه يحل الإبراء في السبت فلن يتبقى لهم سبب للاحتجاج عليه، وأيضًا لأتهمهم الشعب بالتهاون في حفظ وصية السبت. ولو عارضوه الرأي لظهروا أمام الشعب أنهم قساة القلوب بلا حنو ولا شفقة، ولذلك صمتوا ولم يجيبوا. لقد قصد السيد المسيح بسؤاله " هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السَّبْتِ؟" أن ينقل الموضوع من حيز الشريعة إلى حيز الضمير، وكان السيد المسيح أوضح لهم قصر شريعة السبت عندما: "قَالَ لَهُمُ السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ" (مر 2: 27)، ومع هذا فأنهم صمتوا ففشلوا في امتحان الضمير مثلما رسبوا من قبل في فهم الشريعة، ومما هو جدير بالملاحظة أنه ليست هذه هيَ المرة الأولى التي يسألهم فيها، فعند شفاء الرجل ذو اليد اليابسة سألهم: "هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ. تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ قَتْلٌ. فَسَكَتُوا" (مر 3: 4). والأمر المؤسف لم يجيبوا لا في المرة الأولى ولا في الثانية، ولكن من المشرّف أن السيد المسيح قد أنعم بالشفاء على المريض الأول وأيضًا المريض الثاني، وكذلك مرضى آخرين في السبوت مثل حماة سمعان (لو 4: 38) وصاحب اليد اليابسة (لو 6: 8-10) والمرأة المنحنية (لو 13: 14) وهذا الرجل المستسق (لو 14: 1-4)، وفي كلتا حالتي شفاء المرأة المنحنية والمستسقي استخدم السيد المسيح مَثَل الثور والحمار، في المرة الأولى قال لرئيس المجمع " يَا مُرَائِي أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ" (لو 13: 15) وفي المرة الثانية قال: "مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشُلُهُ حَالًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ" (لو 14: 5) وأيضًا في السبت أبرأ الرجل الذي عليه روح نجس في كفرناحوم (مر 1: 23-26) وكذلك ذكر القديس متى حادثة قطف السنابل يوم السبت (مت 12: 1-8) وذكر القديس يوحنا شفاء مريض بيت حسدا في يوم سبت (يو 5: 9) وشفاء المولود أعمى (يو 9: 14)، وهذه مجرد نماذج لحالات عديدة من المرضى الذين أنعم عليهم السيد المسيح بالشفاء في السبوت.

St-Takla.org Image: Healing on the Sabbath: Jesus heals a man with dropsy while eating dinner at a Pharisee's house on the Sabbath; outside, an ox is removed from a pit: (Luke 14) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: الشفاء في السبت: شفى الرب يسوع رجلا مصابا بالاستسقاء أثناء تناول العشاء في بيت الفريسي يوم السبت؛ ويرى في الخلفية عملية إزالة ثور من حفرة: (لوقا 14) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

St-Takla.org Image: Healing on the Sabbath: Jesus heals a man with dropsy while eating dinner at a Pharisee's house on the Sabbath; outside, an ox is removed from a pit: (Luke 14) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشفاء في السبت: شفى الرب يسوع رجلا مصابا بالاستسقاء أثناء تناول العشاء في بيت الفريسي يوم السبت؛ ويرى في الخلفية عملية إزالة ثور من حفرة: (لوقا 14) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

ويقول "الأنبا غريغوريوس" أسقف عام الدراسات القبطية والبحث العلمي: "وقد كان أولئك الفريسيون لا يفتأون يحاولون بغير كلل وبكل ما في طاقتهم من جهد أن يستدرجوا مُخلصنا إلى الفخاخ التي ينصبونها له، عساهم أن يمسكوا عليه خطأ في تطبيق الشريعة اليهودية أو مخالفة لأحكامها يستوجب الحكم عليه بالموت، ليتخلصوا منه ومن تأثيره العظيم العجيب في الشعب الذي كانوا يحتكرون لأنفسهم الرئاسة، والتسلط عليه. بيد أن مُخلصنا قَبِل دعوة ذلك الرجل على الرغم من علمه بريائه في ظاهره بتكريمه، وعلى الرغم من إدراكه كل الإدراك لخبيئة نفسه ونفوس كل شيعته... فالتفت إلى علماء الشريعة والفريسيين الموجودين في الحقل وخاطبهم قائلًا: "أيحل الإبراء في السبت أم لا يحل؟ ". وقد خافوا أن يجيبوه عن تساؤله لأنهم كانوا يعرفون قوة حجته ويخافون من أن يفحمهم فيهزمهم أمام الحاضرين. كما أنهم كانوا لا يريدون أن يُحرجهم هو، وإنما أن يحرجوه هم. ومن ثم صمتوا، فأمسك مُخلصنا الرجل المريض وأبرأه وصرفه" (318).

والأمر العجيب أن هؤلاء المحتجين لم يلفت نظرهم عظمة المعجزة، فالمستسقي إنسان منتفخ من جراء تخزين المياه في أنسجة الجسم، والقديس لوقا كطبيب ماهر شخَّص المرض تشخيصًا علميًا، وفي لحظة أعاد السيد المسيح هذا الرجل إلى وضعه الطبيعي، فأين اختفت تلك المياه التي خزنها هذا الجسد المنتفخ؟!! هذا لم يشغل ذهن المحتجين، ولكن كل ما يشغلهم هو الشفاء في يوم سبت!!

ويقول "القديس كيرلس الكبير": "والكتاب يقول أنهم "سكتوا" لكن لماذا صمتَ أيها الناموس؟ اذكر شيئًا من الأسفار يبين أن ناموس موسى يلوم فعل الخير في السبت؟! برهن لنا أن الناموس يريدنا من أجل راحة أجسادنا أن نكون قساة القلب وغير رحومين أي أنه يمنع الشفقة وذلك من أجل إكرام السبت؟ إن هذا الأمر لا يمكنك أن تبرهن عليه من أي جزء من الناموس. ولأنهم كانوا صامتين بدافع من الخبث، فالمسيح يدحض وقاحتهم التي لا تهدأ بواسطة الحجج المقنعة التي يستعملها، فيقول: "مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشُلُهُ حَالًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ" (لو 14: 5). لو أن الناموس يمنع إظهار الرحمة في السبوت، فلماذا تشفقون أنتم على ذلك الحيوان الذي سقط في بئر؟ إذًا لا تزعج ذاتك بخصوص ما يتعرض له ابنك من خطر في يوم السبت وانتهر حركة العاطفة الطبيعية التي تحرضك على الإحساس بالحب الأبوي! وسلم ابنك بفرح إلى القبر لكي ما تكرّم مُعطي الناموس إذ تعلّم أنه قاسي وغير رحوم. ليكن صديقك في خطر، ولكن لا تعطه أدنى انتباه من الآن. ولا حتى أيضًا لو بكى طفلك طالبًا المعونة، بل قل له: "مت فهذه إرادة الناموس". لماذا إذًا تصمت أيها الناموسي؟ هذا اعتراف منك أنه ليس لك شيء تقوله... فالمسيح لم يعطِ انتباهًا لحسد اليهود وغيرتهم، بل هو أنقذ المريض المصاب بالاستسقاء وشفاه من مرضه المستعصي" (319).

← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.

 

2- هل قول السيد المسيح: "مَتَى دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي الْمَوْضِعِ الأَخِيرِ" (لو 14: 10) مقتبس من أقوال الحاخام اليهودي "عقيبا"..؟ كان الفريسيون يشعرون أنهم يمثلون الشريعة، وأي مجد يلحق بهم يعود للشريعة، ولذلك سعوا نحو المتكئات الأولى، وعشقوا التحيات والتكريم في الأسواق والساحات العامة، وإذ بالسيد المسيح يوجه الأنظار إلى المتكأ الأخير، موضحًا أنه أفضل للإنسان أن يأتي صاحب الحقل ويدعوه للجلوس في مكان أفضل، من أن تجلس في المتكأ الأول ثم يأتي شخص أهم منه، ولا سيما أن الناس المهمين يأتون في الدقائق الأخيرة قبل بدء الاحتفال، فيطلب منك صاحب الحقل التخلي عن مكانك له، فتقع في إحراج شديد. أليس فخر لك أن يُقال لك ارتفع إلى هنا، من أن يُقال لك أترك مكانك وعد أدراجك للخلف؟!! ومما لا شك فيه أن السيد المسيح لم يقتبس من "عقيبا" قوله عن المتكأ الأخير لعدة أسباب، منها:

أ– السيد المسيح هو أقنوم الكلمة إله الكل ليس في حاجة على الإطلاق للاقتباس من أي شخص كان، إذ هو رب الكلام، والعقل الأعظم خالق جميع العقول، جميع الكائنات العاقلة من ملائكة وبشر. فقط اقتبس السيد المسيح من أقوال اللَّه على لسان الأنبياء، لأنه هو صاحب هذه الأقوال.

ب– السيد المسيح تجسَّد قبل أن يولد الحاخام "عقيبا" فقد وُلِدَ يسوع نحو سنة 4 ق.م، وعاش بالجسد على أرضنا نحو ثلاثة وثلاثين سنة وثلث أي إلى نحو 29م، بينما وُلِدَ الحاخام "عقيبا بن يوسف" نحو سنة 40م وعاش حتى سنة 137م، ويعتبر "عقيبا" هو راعي ثورة اليهود التي قادها "باركوكبا" ضد الرومان خلال الفترة (132-135م) فاعتقله الرومان، وفي سنة 137م حكموا عليه بالإعدام، وسلخوا جلده ودفنوه في طبرية، فهو لم يرى المسيح، وبالتالي فإن السيد المسيح لم يقتبس شيئًا من أقواله. وكان "عقيبا" صاحب مدرسة تدعو للتساهل مقابل تمسك وتدقيق "شماي"، فبينما كان شماي يقصر الطلاق بسبب علة الزنا فقط، فإن عقيبا أفتى بأن الإنسان الذي يرى امرأة أجمل من زوجته، يمكنه أن يُطلّق زوجته ويتزوج بالمرأة الأجمل، مُعتمدًا في ذلك على قول الناموس أن من مبررات الطلاق: "إن لم تجد نعمة عي عينيه" بينما الآية واضحة أن السبب عيب في الزوجة، وليست وجود امرأة أخرى أجمل منها: "إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ" (تث 24: 1).

جـ- أوصى "عقيبا" بأنه أفضل للضيف أن يتخذ مكانًا أقل من المستوى المُخصص له بمقعدين أو ثلاثة قائلًا: "أفضل أن يقول لك الناس اصعد اصعد، بدلًا من أن يقولوا لك انزل انزل". أما السيد المسيح فأوصى باتخاذ المتكأ الأخير، ليس كنوع من المظهرية، إنما من أجل اقتناء فضيلة الاتضاع، فكل من يضع نفسه يرتفع، وفي المقعد الأخير سيلتقي الإنسان بذاك الذي أخلى ذاته وأخفى مجده متخذًا شكل العبد: "فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ وَلأُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ" (إش 57: 15) (راجع مت 11: 29، يع 1: 9، 1 بط 5: 6).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(317) أورده الدكتور عزت زكي - تفسير بشارة لوقا لكتَّاب مشهورين، ص175.

(318) الإنجيل حسب القديس لوقا - ترجمة لجنة قداسة البابا كيرلس السادس، ص347، 348.

(319) ترجمة دكتور نصحي عبد الشهيد - تفسير إنجيل لوقا، ص490، 491.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/602.html

تقصير الرابط:
tak.la/72j8hhh