س بدون: هل السيد المسيح رفض أن يعطي الفريسيين آية من السماء (مر 8: 12) أم أنه أعطاهم آية يونان (مت 12: 39)؟
ج: سبق الإجابة على هذا التساؤل، فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد ج 4 س342. ونضيف قولنا بأنه أمر في غاية العجب أن الفريسيين يطلبون آية من السماء متجاهلين مئات المعجزات التي صنعها السيد المسيح أمام أعينهم، ولم يتلفتوا إلى تحقق نبوات إشعياء النبي: " أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا" (إش 9: 1 - 2) وكان من علامات العصر المسيائي تفتيح أعين العميان، تلك المعجزات التي صنعها السيد المسيح بكثرة: " هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ. حِينَئِذٍ تَتَفَقَّعُ عُيُونُ الْعُمْيِ وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ" (أش 35: 4 - 6).. ظلوا يطلبون آية بعد أن أعطاهم الله نفسه آية: " يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ" (أش 7: 14).
ويقول "الأنبا غريغوريوس" أسقف عام الدراسات القبطية والبحث العلمي: " قد سبق له أن صنع عددًا كبيرًا من الآيات، فشفى المرضى وأقام الموتى، وأتى من الأعمال الخارقة للطبيعة ما لا يستطيع أن يأتيه بشر، ولا يستطيع أن يأتيه إلاَّ الله وحده. ولكنهم لحقدهم وسواد قلوبهم تجاهلوا هذه الآيات وطلبوا آية جديدة لكي يوقعوه في فخاخهم، فإن رفض اتهموه بالعجز، وإن صنع لهم آية نسبوها إلى تحالفه مع الشيطان. ولذلك فأنه - وقد تألم من خبثهم ومن الشر المسيطر عليهم - تنهد من أعماق روحه وقال لهم: "لِمَاذَا يَطْلُبُ هذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَنْ يُعْطَى هذَا الْجِيلُ آيَةً".." (369).
_____
(369) في الكتاب المقدَّس "الجزء الثالث" في تفسير إنجيلي متى ومرقس ص 250.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/515b.html
تقصير الرابط:
tak.la/hh7cg59