س485: هل كتاب "أعمال مرقس" هو إنجيل مرقس؟ وما هيَ قصة كتاب "أعمال مرقس"؟ ومتى كُتب؟ وبأي لغة كُتب؟
ج: كتاب "أعمال مرقس" ليس هو إنجيل مرقس، إنما كتاب يحكي قصة مرقس الرسول وكرازته في الإسكندرية، واستشهاده فيها. ووُجِدت مخطوطات هذا الكتاب باللغات اليونانية والقبطية واللاتينية والأثيوبية والعربية، ويرجع تاريخه إلى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس (راجع مارمرقس كاروز الديار المصرية - إصدار مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي ص 14). ويمثل كتاب "أعمال مرقس" قصة كرازة مرقس الرسول في مصر حتى استشهاده، والنص اليوناني لهذا الكتاب كامل ويوجد منه مخطوط يرجع للقرن الحادي عشر، موجود في باريس، ومخطوط آخر في الفاتيكان باللغة اليونانية أيضًا يرجع للقرن الحادي عشر أو الثاني عشر.
والنصف الأول من كتاب أعمال مرقس (ف 1 - 5) يتحدث عن تأسيس مرقس الرسول لكنيسة الإسكندرية، والنصف الثاني (ف 6 - 10) يتحدث عن استشهاد القديس مرقس الرسول... في القسم الأول (ف 1 - 5) يتحدث عن مجيء مرقس الرسول إلى مصر بناءً على القرعة التي ألقاها الرسل فيما بينهم ليحددوا كرازة كلٍ منهم (1/1)، فذهب مرقس الرسول إلى سرينيكا (قيرين أو سيرين) شرق بنتابوليس (الخمس مدن) فبشر فيها وأجرى معجزات شفاء وإخراج شياطين، وعمَّد الكثيرين منهم (2/1)، وبينما هو يكرز هناك أبصر رؤية ليذهب إلى الإسكندرية (2/2) فأبحر في اليوم التالي شرقًا قاصدًا الإسكندرية، وعندما وصل المدينة انقطعت سيور حذائه، فذهب للإسكافي ليُصلِح الحذاء (3/ 1-4)، واخترق المخراز يد الإسكافي فصرخ يااللَّـه الواحد (3/5) وشفى مرقس الرسول يد أنيانوس بمعجزة (3/8) فدعا الإسكافي القديس مرقس إلى بيته (3/9 - 4/2) وكرز مرقس لهذه الأسرة بالمسيح يسوع (4/3 - 7) فآمن أنيانوس وأسرته، ثم آمن بعض الجيران (4/10 - 11)، وبدأت الكرازة تنتشر مما أثار حقد الوثنيين ودبروا خطة للفتق بمرقس (5/1)، فسام القديس مرقس أنيانوس أسقفًا، مع ثلاثة كهنة، وهم ميلايوس وسابينوس وكردونوس (وقد صار كردونوس البطريرك الرابع (98 - 108م) واستشهد في عصر تراجان في 21 بؤونه). كما سام القديس مرقس سبع شمامسة، وترك الإسكندرية عائدًا إلى المدن الخمس الغربية (5/2).
وفي القسم الثاني من "أعمال مرقس" يصف عودة مرقس الرسول للإسكندرية بعد أن أمضى عامين في بنتابوليس، فوجد الكرازة قد انتشرت والخدمة اتسعت والإيمان قد ازدهر، وبنوا كنيسة لهم في منطقة بوكاليا (دار البقر) بالقرب من البحر (5/3-4). وعندما سمع الوثنيون بعودة مرقس الرسول للإسكندرية ثاروا ثورة هوجاء (6/1-2)، وفي يوم احتفال الوثنيين بعيد الإله سيرابيس (7/1) هاجوا وهجموا على الكنيسة في ليلة عيد القيامة، فقبضوا على القديس مرقس وسحلوه في شوارع الإسكندرية حتى تخضبت الأرض بدمائـه الطاهرة (7/2-4)، ثم ألقوه في الحبس وهو ما زال على قيد الحياة ولا يكف عن الصلاة وشكر الله (8/1) فحدثت زلزلة وظهر له ملاك الرب قائلًا: "يا مرقس يا خادم الرب، وأول القديسين في مصر، أنظر أسمك الذي قد كُتب في سفر الحياة الأبدية (8/3) ثم ظهر له السيد المسيح داعيًا إياه "الإنجيلي المختار" (8/6). وفي الصباح عاد الغوغاء وسحلوا مرقس الرسول ثانية في شوارع المدينة حتى أسلَّم الروح (9 / 1-3)، وحاولوا حرق جسده، فحدثت عاصفة ممطرة وأطفأت الأمطار الغزيرة نار الأثمة وألقت الرعب في قلوبهم فهربوا (9/ 4-6)، فحضر جماعة المؤمنين وحملوا الجسد إلى الكنيسة بإكرام عظيم ووضعوه في تابوت وضعوه في مقبرة محفورة في الصخر في الاتجاه الشرقي بالكنيسة (10/1). وقد أتم القديس مرقس جهاده ونال أكليل الشهادة يوم 30 برموده (26 أبريل) سنة 68م، وهو عيد تذكار استشهاد مرقس الرسول في الكنيسة القبطية (راجع ستيفين ديفيز - ترجمة د. مجدي جرجس - بابوات مصر (1) البابوية القبطية المبكرة ص 47 - 51).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/485.html
تقصير الرابط:
tak.la/wwc5229