س469: هل حقيقة أن تنقيط وتشكيل القرآن تم منذ القرن الأول الهجري، بينما تشكيل العهد القديم تأخر ألفي عام إلى القرن السابع الميلادي، وتم اعتمادًا على الاجتهاد والظنون والأهواء الشخصية؟
يقول الناقد "أحمد سبيع" عن مخطوطات القرآن: "النقطة الثانية تنقيط وتشكيل المخطوطات... أن التشكيل والتنقيط وُضع فيها منذ القرن الأول الهجري. فلدينا مخطوطات من القرن الأول والثاني الهجري تحتوي على التنقيط والتشكيل. لكن بالنسبة للعهد القديم الذي يقدّسه اليهود والنصارى فهو مكتوب أصلًا باللغة العبرية وكان مكتوبًا في بدايته لنهايته بدون تشكيل، ثم أُدخل التشكيل على الحروف بعد القرن السابع الميلادي على يد جماعة الماسوريين لذلك دخل التشكيل على النص بعد موسى عليه السلام بأكثر من 2000 عام، ولم يكن النص محفوظًا شفاهية، فوضع التشكيل كان بناءً على فهم المُشكّل للكلمات لذلك لو رجعنا لمخطوطات قمران العبرية والتي تعود للفترة من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى الأول الميلادي سنجدها بدون تشكيل. فاختلاف الحركات في زمن متأخر جدًا عن النص نتج عنه أخطاء كبيرة، لأن إضافة الحركات كانت فقط بناءً على فهم المُشكّل للسياق أو بناءً على رغباته وأهوائه.
ثم أن تشكيل القرآن كان من خلال النص المحفوظ شفهيًا فالذي يشكّل حافظ للجملة بشكل متقن، وبناء عليه فأنه يضع التشكيل والتنقيط، لكن بالنسبة للعهد القديم فالنص غير محفوظ شفهيًا، وبالتالي فالتشكيل يعتمد على الاجتهاد والظنون والأهواء الشخصية للشخص الذي يقوم بهذا العمل".
ج: قول الناقد قد جانبه الصواب كثيرًا لأسباب عديدة، أذكر منها الآتي:
1- أن اللغة العبرية التي كُتب بها العهد القديم كانت كاملة منذ البداية وهيَ (22) حرفًا، حتى أن الكتب والجرائد في إسرائيل ما زالت تصدر حتى اليوم بهذه الحروف كما هيَ، بدون أية علامات تساعد المبتدئين وغير المتمكنين من اللغة للقراءة السهلة. وفي القرن الثالث قبل الميلاد وبناءً على أوامر بطليموس فلادلفيوس الذي أنشأ مكتبة الإسكندرية طلب من سبعين شيخًا من علماء اليهود، فجاءوا للإسكندرية وترجموا العهد القديم من اللغة العبرية للغة اليونانية، اللغة الأولى للعالم المتحضر كله، وهيَ الترجمة السبعينية التي انتشرت بين يهود الشتات وبين فلاسفة اليونان، وكانت لغة وصلت لحد النضوج والكمال لا تحتاج إلى تنقيط أو تشكيل، فصار العالم يملك أسفار العهد القديم باللغتين العبرية واليونانية، وكليهما كامل وناضج لا ينقصه شيء، وأخذت الكنيسة الترجمة السبعينية وأكملت عليها أسفار العهد الجديد. وكما أوضحنا من قبل أن ما فعله الماسوريون هو الاهتمام بالنطق السليم للكلمات وطريقة تلاوتها أثناء الخدمة. أما الحروف العربية التي كتب بها القرآن فلم تكن (28) حرفًا مثل الآن، إنما كانت فقط (15) حرفًا بدون تنقيط وهيَ:
1- أ.
2- ب وتقرأ (ب) أو (ت) أو (ث) أو (ن) أو (ي).
3- ح وتقرأ (ج) أو (ح) أو (خ).
4- د وتقرأ (د) أو (ذ).
5- ر وتقرأ (ر) أو (ز).
6- س وتقرأ (س) أو (ش).
7- ص وتقرأ (ص) أو (ض).
8- ط وتقرأ (ط) أو (ظ).
9- ع وتقرأ (ع) أو (غ).
10- ف وتقرأ (ف) أو (ق).
11- ك.
12- ل.
13- م.
14- هـ.
15- و.
ومن هنا جاءت الخلافات الشديدة في قراءة كلمات القرآن، ولذلك قيل أن القرآن نزل على سبعة أحرف أي يمكنك أن تقرأه بسبع طرق مختلفة.
2- عندما كُتب القرآن لم تكن اللغة العربية عرفت بعد حركات التشكيل مثل الفتحة، والكسرة، والضمة، والشدة، وأول من أخترع حركات التشكيل هو "أبي الأسود الدؤلي" قبل وفاته سنة 65هـ، ومن الطبيعي أن حركات التشكيل يمكن أن تقلب المعنى فبدلًا من "قُتِل" (مفعول به) لو قلت "قَتَل" لصار فاعلًا. والأمر العجيب أن أبي الأسود الدؤلي لم يضع حركات التشكيل بالصورة التي نعرفها الآن، ولكن إذ كانت كلمات القرآن بدون تنقيط حينذاك، فاستخدم هو التنقيط كعلامات للتشكيل. يقول "نولدكة": " شكل الحركات: تُرسم حركات الفتح والكسر والضم بواسطة النقط فتوضع نقطة فوق الساكن الذي عليه حرف المد، وتحته (توضع نقطة) في حالة الكسر، وفي وسط الساكن أو خلفه على اليسار في حالة الضم" (40).
ويقول الباحث الأمين "محمد المسّيح" عن حركات التشكيل: "وعندما تغيب هذه الحركات، يكون من الصعب تحديد القراءة الصحيحة في المخطوطة، فلو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر، بداية سورة الروم: "أَلمَ غُلِبَتِ الرُّوم" نجدها في المصاحف الأولى الخالية من التنقيط كلمة (علبت [بدون تنقيط]). فهل هيَ كقراءة الجمهور (غُلِبَتِ) أم كما في قراءة على ابن أبي طالب وآخرون (غَلَبَتِ) بفتح الغين، أي أن القراءة الأولى (غُلِبَتِ الرُّوم) أن الفرس غلبت الروم (تفسير القرطبي 18: 446). وأما القراءة حسب على بن أبي طالب فتفيد عكس معنى القراءة الأولى، أي أن الروم انتصرت على الفرس أو العرب (في معركة مؤنة). وتكمن الإشكالية هنا أن الروم بالفعل انهزمت أمام الفرس في مرحلة وانتصرت في مرحلة أخرى" (41).
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
3- عندما عرفت اللغة العربية مرحلة التنقيط، حدث خلط كبير بين ما هو تشكيل، وما هو تنقيط، فكليهما يستخدم النقاط، وكليهما يوضع فوق الحروف أو تحتها، ولكي يتم التمييز جعلوا ما يشير للتشكيل بنقاط حمراء، وما يشير للتنقيط بنقاط سوداء، ومن المعروف أن اللون الأحمر يبهت سريعًا، ففقدت بعض الكلمات حركات التشكيل وظل هذا اللغظ قائمًا حتى جاء "أحمد الفراهيدي" المتوفي سنة 170هـ فغير حركات التشكيل من نقاط إلى أشكال، ليكون هناك تمييزًا بين حركات التشكيل والتنقيط.
وفي لقاء الأخ رشيد مع الدكتور منذر يونس الأستاذ الجامعي المتخصص في علم اللسانيات واللغة العربية تحت عنوان سؤال جرئ "الحلقة الثانية"، يقول "الدكتور منذر يونس": "أن تاريخ اللغة العربية تاريخ غير معروف ومجهول، وأن اللغة العربية الفصحى ارتبطت بالقرآن... القرآن كما نعلم مرَّ بعدة مراحل وتطوُّرات، خصوصًا أنه لم يأتينا كما هو الآن بالشكل الحالي، حيث أن القرآن لم يكن مُنقَّط وعندما نحاول ترتيب النقاط في بعض الآيات قد تعطيك تفسيرات ومعاني أخرى غير ما نعرفه الآن، فالقرآن أُدخل عليه التنقيط والإعراب، وأدخلت عليه آيات وحذفت آيات ونسخت آيات كذلك كما أسلفنا سابقًا... أن القرآن أُعيدت صياغته بعد مائة أو مائتي سنة باللغة الفصحى وتم إدخال الإعراب حيث لم يكن موجودًا في لهجة قريش، وجاء في اللهجات الشرقية والتي تأثرت باللغة الأكادية الموجود فيها ظاهرة الإعراب، فتلاحظ تغيُّر قافية القرآن في بعض الآيات، فإذا طبقنا قواعد الإعراب في بعض الآيات القرآنية والتي تعتبر شاذة في القرآن، فتلاحظ أن بعضها منصوب وبعضها مرفوع كما في آية: "ما هذا بشرًا" (سورة يوسف 12: 31) أو "أن هذان لساحران" (سورة طه 20: 63) فهذه شاذة على قواعد الإعراب، ودليل أنه أُدخل على القرآن". وأعطى دكتور منذر يونس مثلًا لإعادة ترتيب النقاط في الآيات الست الأولى من سورة العاديات: " وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ" (العاديات 100: 1 - 6) وهيَ سورة مكية ولكن المفسرين أقحموا عليها جو الحرب، فقالوا عن "العاديات" أنها الخيل، و "ضبحًا" صوت الخيل، وقالوا "نقعًا" أي غبارًا بينما في الحقيقة تُقال على الملابس وضمير "به" في عبارة "فاثرن به نقعًا" تعود على من؟!!، وكلمة "لكنود" كلمة غريبة لا وجود لها، وبهذا نجد عدة مشاكل في النص، بينما لو أتبعنا وصية ابن العباس الذي قال "جردوا القرآن" أي أرفعوا عنه التنقيط، فأن كل المشاكل تختفي من النص إذا قرء: "فالغاديات صبحًا. والموريات قدحًا. فالمغيرات صبحًا. فانرن به نفعًا. فوسطن به جمعًا. أن الإنسان لربه لكبود "فالغاديات الفتيات اللاتي يسرن في الصباح، وتتمشى معها فانرن به نفعًا، فتغيير كلمة نقعًا إلى نفعًا فأعطت معنى رائع فالنور نافع للجميع، وتغيرت كلمة لكنود التي لا معنى لها إلى كلمة لكبود وهيَ كلمة عبرية تعني محترم، أي أن الإنسان يحترم ربه، وهيَ تتوافق مع بقية الآيات.
4- عندما كُتب القرآن لم تكن اللغة العربية عرفت الهمزة في لغة قريش التي كُتب بها القرآن، ثم دخلت في وقت لاحق مع تطوُّر اللغة العربية مما أثَّر في المعنى، فيقول "محمد المسّيح": "قبل الحديث عن التهميز في القرآن ينبغي الإشارة إلى أن أهل قريش كانوا يسهلون الهمزة، بمعنى أنه لم يكن همز في لغتهم (الحكم للداني 8). الهمزة ليس لها موضع في المخطوطات القديمة.. وكما أشرنا سابقًا، فأن المصاحف الأولى كانت عارية من التنقيط والتشكيل والتهميز" (42).
5- زيدت في اللغة العربية بعض الحروف التي لم تكن معروفة يوم كتابة القرآن مثل الألف اللينة والياء الممدودة. ويقول "ثيودور نولدكة": "لا يوجد اتفاق على المسائل المتعلقة بإدخال حروف المد... أما وضع علامات الهمزة والتشديد والروْم والإشمام فيُنسب إلى الخليل بن أحمد (ت 170/177).. ويروي أن الحسن البصري قال بجواز التشكيل، وأن ابن سيرين كان بحوزته مخطوط منقَّط ليحيي بن يعمر. إنما مالك (ت 179) فمنع وضع الإشارات على كافة المصاحف الأمهات... وسمح بها في المصاحف الصغار التي تخدم التدريس. والواقع أننا نجد نسخ القرآن الضخمة القديمة (المخطوط السمرقندي، ومخطوط الأوقاف 3733، والمخطوط القاهري الكبير... خالية من التشكيل. وفي النسخ الأخرى أُضيف التشكيل في وقت لاحق... اعتاد الكتَّاب على كتابة التشكيل بألوان أخرى تختلف عن لون الحرف المكتوب، وبينما كانت الحركات لتكتب بالخط الأحمر، كانت تكتب الهمزة بالأصفر والأخضر... وكانت الألوان الأخرى مثل الأزرق والبرتقالي وأيضًا الأصفر والأخضر تُستخدم لرسم الكتابات المختلفة، وهو الأجراء الذي أستنكره الداني، لكنه ساد في كثير من المخطوطات" (43).
6- نتيجة لهذه المشاكل اللغوية في مخطوطات القرآن انتشرت القراءات المختلفة، وقد أستمرت هذه المشكلة حتى بعد حادثة حرق المصاحف والاستقرار على استخدام مصحف واحد وهو مصحف عثمان، فظهرت سبع قراءات مختلفة: سنة 118هـ لابن عامر، وسنة 120هـ لابن كثير، وسنة 127هـ لعاصم، وسنة 145هـ أبو عمرو، وسنة 156هـ لحمزة، وسنة 169هـ لنافع، وسنة 189هـ للكساني. وبشأن القراءات السبع المختلفة لم يستقر المسلمون على رأي واحد بل أختلفوا اختلافًا كبيرًا، حتى أن الباحث "محمد المسّيح" يقول: "فقد قيل أن القرآن نزل على سبعة حروف، ولم يحدد علماء الإسلام بالتدقيق معنى ذلك، فلدينا ما يناهز الأربعين قولًا في معنى "سبعة حروف" من بين أشهرها.." (44).
وفي سنة 800هـ أعترف علماء المسلمين بثلاث قراءات أخرى قديمة ترجع إلى أبو جعفر سنة 130ه، والبزار سنة 229ه، والحضرمي سنة 205ه، فصارت القراءات عشر قراءات بدلًا من سبع قراءات. وفي القرن الثاني عشر الهجري أضافوا (4) قراءات أخرى دعوها القراءات الشاذة وهيَ قراءات قديمة للحسن البصري، والأعمش، وابن محض، واليزيدي، فوصلت القراءات أربعة عشرة قراءة. يقول الباحث "محمد المسّيح": "وفي نهاية القرن الرابع عشر الميلادي، أي حوالي سنة (800) هجرية وبعد انقضاء خمسة قرون على إقرار القراءات السبع لابن مجاهد، جرى نقاش وصراع بين علماء القرآن أشتمت فيه رائحة الخطر الشديد على "شرعية القرآن" الذي قد يصيب القرآن في مقتل، فأضافوا شرط "التواتر" لقبول صحة القراءة (إعجاز القراءات القرآنية للأشوح 84) مما اضطرهم لإضافة ثلاثة قراءات تدعيمًا لتواتر السبعة المشهورين (المرجع السابق ص 89).. وبعد القبول بالثلاث قراءات بعد السبعة، وضع ابن السبكي فتوى تفيد بأن ما وراء القراءات العشر هو شذوذ (نفس المرجع ص 100) قافلًا بذلك باب الاجتهاد في قراءة النص القرآني. وفي بداية القرن الثامن عشر الميلادي، أراد الإمام البنا الدمياطي أن يحسم أمر الشذوذ، فوثَّق أربع قراءات كانت تعتبر شاذة (إعجاز القراءات القرآنية للأشوح 100) وتسمى القراءات الأربع بعد العشرة... أعتبر علماء الإسلام أن كل القراءات ما بعد القراءات الأربع عشرة هيَ قراءات شاذة" (45). ثم وصلوا بالقراءات إلى (30) والآن (50) قراءة (راجع د. غالي - كارثة مخطوطات القرآن - الفيديو الثالث).
7- أورد دكتور غالي في الفيديو الثالث الخاص بكارثة مخطوطات القرآن نقلًا عن كتاب: Textuel Criticism and Qur'an manuscriat P 26 , 42 , 44.
أمثلة على تغيُّر النطق بسبب إضافة ألف المد في سورة إبراهيم:
أ - "وإذ قل ابرهم" (إبراهيم 14: 35) تغيَّرت إلى "وإذ قال إبراهيم".
ب - "فعبد الأصنم" (إبراهيم 14: 35) تغيَّرت إلى "فعبد الأصنام".
جـ - "ومن عصني" (إبراهيم 14: 36) تغيَّرت إلى "ومن عصاني".
د - "ليقيموا الصلاة فاجعل افاده وارزقهم الثمرات" (إبراهيم 14: 37) تغيّرت إلى "ليقموا الصلاة فاجعل أفئدة... وأزرقهم من الثمرات" وبالطبع كلمة أفادة غير أفئدة، وتمرات (البلح) غير الثمرات.
هـ - "وهب لي علا الكبر... أن ربي اسميع" (إبراهيم 14: 39) تغيَّرت إلى "وهب لي على الكبر... أن ربي لسميع".
وفي نفس الكتاب السابق ص 65، 66 أمثلة على حذف نبرات، مع أن النبرة تمثل حرف باء أو تاء أو ثاء أو نون أو ياء (وتجد صور الكتاب معروضة في الفيديو الثالث).
8- الآن يوجد أكثر من 25 مصحف يُطبع باللغة العربية في أماكن مختلفة، بينها بعض الخلافات في القراءات، بل في عدد السور كما سنرى في النقطة الرابعة.
_____
(40) تاريخ القرآن ط (2) ص 690.
(41) مخطوطات القرآن مدخل لدراسة المخطوطات القديمة ص 50، 51.
(42) مخطوطات القرآن مدخل لدراسة المخطوطات القديمة ص 51، 52.
(43) تاريخ القرآن ط (2) ص 688، 689.
(44) مخطوطات القرآن مدخل لدراسة المخطوطات القديمة ص 41.
(45) مخطوطات القرآن مدخل لدراسة المخطوطات القديمة ص 44، 45.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/469.html
تقصير الرابط:
tak.la/29h7jhg