س444: هل صُلِب المسيح في نحو الساعة السادسة (مت 27: 45، لو 23: 44)، أم في الساعة الثالثة (مر 15: 25)، أم أنه كان يُحاكم لدى بيلاطس حتى الساعة السادسة (يو 19: 14)؟ وهل الظلمة التي حلت على الأرض (مت 27: 45) كانت مجرد كسوف عارض؟ وهل صرخة المسيح " إِلهِي إِلهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي" (مت 27: 46) إشارة إلى أنه مات مُنهزمًا مقهورًا مغلوبًا على أمره؟ وإن كان اللَّه لا يتخلى عن أتقيائه، فلماذا تخلى عن ابنه البار؟
ج: 1- هل صُلِب المسيح في نحو الساعة السادسة (مت 27: 45، لو 23: 44)، أم في الساعة الثالثة (مر 15: 25)، أم أنه كان يُحاكم لدى بيلاطس حتى الساعة السادسة (يو 19: 14)..؟ عندما قال القديس مرقس " وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ" (مر 15: 26) أي أن القرار أُتخذ بصلبه في الساعة الثالثة التي تشمل الفترة من التاسعة صباحًا وحتى الثانية عشر ظهرًا، وبدأت إجراءات الصلب مع نهاية الساعة الثالثة حيث أحضروا له خشبة الصليب ووضعوها على كتفه الذي تهرأ بالجلدات ليحملها إلى الجلجثة، وسار مشوار الصليب من قلعة أنطونيا إلى تل الجمجمة بخطوات بطيئة نحو ثلاثة آلاف قدم، وقدماه الحافيتان تطبعان بصماتهما الدامية على أحجار الطريق، وقد تلطخ رداءه وتشبَّع بالدماء النازفة من أثر الجلدات والأشواك، فبدأ وكأنه يلبس ثوبًا من برفيل، وتسيل الدماء من رأسه على شكل خطوط لأسفل تلطخ وجهه وخصلات شعره، وتتساقط قطرات على الطريق فترسم طريقًا بالدم يمكن تتبعه من دار الولاية وحتى الجلجثة، وتعرض السيد المسيح للسقوط عدة مرات على الأرض، وسخَّروا سمعان القيرواني ليحمل عنه الصليب حتى ساحة الصلب، وبدأت عملية التسمير ورفع الصليب، وكل هذا بلا شك أخذ وقتًا ليس بقليل، فمع بداية الساعة السادسة (الثانية عشر ظهرًا) كان قد رُفع المسيح على الصليب، ومَلَكَ على خشبة، بينما المجتازون مع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب والجنود لم يكفوا عن الاستهزاء والسخرية منه: "وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ" (مت 27: 45) وليس شرطًا من الدقيقة الأولى من الساعة السادسة، فربما بعد ذلك، واستغرقت الظلمة نحو ثلاث ساعات.
أما قول القديس يوحنا: "وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ هُوَذَا مَلِكُكُمْ" (يو 19: 14) أي أن الساعة السادسة قد أوشكت، ولكنها لم تبدأ بعد فكلمة "نحو" في الأصل اليوناني Periae وتعني قرب البداية (راجع د. غالي - موقع هولي بايبل - هل يوجد تناقض في صراخ المسيح على الصليب). ويقول "القمص تادرس يعقوب": "كان ذلك ما بين الساعة الثالثة والساعة السادسة، إذ رُفِع على الصليب في تمام الساعة السادسة. تحدث الإنجيلي مرقس (مر 15: 25) عن صلب السيد المسيح في وقت الساعة الثالثة حيث حُسِبَ الصلب منذ بدأ جلد السيد. أما الإنجيلي يوحنا فحسبه وقت الساعة السادسة حيث بدأ رفعه على الصليب" (277).
ويقول "دكتور غالي": "أعتقد أن المعنى يتضح بكلمة "نحو". معنى كلمة "نحو" أي يوشك على بداية، أي أن الساعة السادسة لم تبدأ بعد، ولكن اقتربت، وهيَ في ترجمة كنج جيمس "About" التي أيضًا تعني كادت أن تبدأ (أي أنها لم تبدأ بعد) مثلما نقول على مشارف، أو قبل بداية الساعة السادسة... حسب القديس مرقس بدأ الصلب منذ أن صرخ الشعب أمام بيلاطس " أصلبه " وقد وافقهم بيلاطس على طلبهم. وإن كان رفعه على الصليب قد تم في وقت الساعة السادسة، وبهذا يرى القديسان جيروم وأُغسطينوس أن القديس مرقس بقوله هذا حمَّل الشعب اليهودي مسئولية صلبه، صلبوه بألسنتهم قبل أن يُنفذ الرومان حكمهم فيه!!
توضيح: كان اليهود ينظرون إلى زاوية الشمس في السماء لتحديد الوقت، ولم يكن لديهم ساعات تحسب الوقت بالدقيقة والثانية. فلو كانت الشمس في المشرق فهيَ الساعة الأولى وحتى وصولها إلى ربع السماء، ولو كانت في الربع الأول من السماء تكون قد بدأت الثالثة وتستمر حتى قرب وصولها إلى منتصف السماء، وحيثما تنتصف تكون السادسة وتستمر حتى الثلث الثالث من السماء، وفي الربع الأخير تكون التاسعة وتستمر حتى قرب مغيب الشمس، وتبدأ ساعة الغروب وقت غروب الشمس إلى اختفاء آخر شعاع لها" (موقع هولي بايبل).
2- هل الظلمة التي حلّت على الأرض (مت 27: 45) كانت مجرد كسوف عارض..؟ هذه الظلمة لم تكن كسوفًا عارضًا، بل أن هناك نبؤة عن هذه الظلمة نطق بها عاموس النبي في نحو منتصف القرن الثامن قبل الميلاد، حيث قال: "وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَنِّي أُغَيِّبُ الشَّمْسَ فِي الظُّهْرِ وَأُقْتِمُ الأَرْضَ فِي يَوْمِ نُورٍ" (عا 8: 9)، فظهرت الشمس متشحة بالسواد، وأسود النهار مثل تلك الظلمة التي حلَّت بأرض مصر: "فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ فَكَانَ ظَلاَمٌ دَامِسٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ" (خر 10: 22). فهذه الظلمة الدامسة التي شاهدها العالم لم تكن كسوفًا عارضًا:
أ - الوقت الذي صُلب فيه السيد المسيح لا يمكن أن يحدث فيه كسوف: لأنه صُلب في اليوم الرابع عشر من الشهر القمري والقمر بدرًا مكتملًا. ويقول "دكتور وليم إدي": "كانت ظلمة: كانت هذه الظلمة معجزة لأنه لا يمكن أن تُكسف الشمس إلاَّ والقمر هلال، وكان يومئذ عيد الفصح وهو يقع والقمر بدر. وكان لائقًا بالعالم الطبيعي أن يلبس أثواب الحداد إظهارًا للحزن والرعب والتعجب من إثم الناس الذين صلبوا ذاك الذي هو نور العالم وشمس البر. وكانت تلك الظلمة:
(1) إشارة إلى مصارعة يسوع قوات الظلمة الروحية.
(2) توبيخًا للمجدفين عليه وتسكيتًا موقوتًا لهم عن تعييراتهم مع أنها لم تؤثر فيهم أكثر مما أثرت الظلمة المصرية في فرعون (خر 10: 22، 27).
(3) إشارة إلى احتجاب وجه الآب عنه، وحرمانه من التعزية السماوية. ولعل تلك الظلمة كانت كلا شيء بالنسبة إلى الظلمة التي تكاثفت على قلب المسيح وهو حامل ثقل خطايا الناس فجعلته يصرخ قائلًا: "إِلهِي إِلهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ".
(4) إظهارًا لاشتراك عالم الطبيعة مع المسيح في آلامه وإقشعراره من فظاظة إثم قاتليه"(278).
ب - هذه الظاهرة أثارت اهتمام علماء وفلاسفة ومؤرخين: وقد رصد هذه الظاهرة العجيبة، وهيَ إظلام الشمس في وسط النهار "ديوناسيوس الأريوباغي" عالِم الفلك وقال إما أن إله الطبيعة يتألم الآن، أو أن العالم آخذ في الإنحلال، أو أن ما تعلمناه من شئون الفلك كان خاطئًا. ونقل "يوليوس الأفريقي" Juluis Africanus (200 - 245م) شهادة اثنين من الذين شهدوا للظواهر التي صاحبت موت المسيح وهما:
(1) فليجون Phlegon: وهو فيلسوف اغريقي عاش في منتصف القرن الثاني الميلادي وسجل شهادته قائلًا: "في زمن طيباريوس قيصر، والقمر في تمامه، حدث كسوف تام للشمس من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة" (279).
(2) ثالوس Thallus: سجل في الكتاب الثالث ظاهرة الظلمة وذكر أنه يعتقد أن ما حدث هو كسوف كلي للشمس، فرد عليه "يوليوس الأفريقي" قائلًا: "إن العبرانيين يحتفلون بعيد الفصح يوم 14 للقمر وقد حدثت آلام المسيح في اليوم السابق للفصح، وكسوف الشمس يحدث فقط عندما يأتي القمر تحت الشمس، وهذا لا يمكن أن يحدث إلاَّ في الفترة ما بين اليوم الأخير من الشهر القمري السابق واليوم الأول من الشهر القمري الجديد. وليس في أي وقت" (280).
جـ - شهادات بعض آباء الكنيسة: ونكتفي بشهادة "العلامة ترتليان" (155 - 220م) الذي قال للرومان عن يوم صلب السيد المسيح: "اختفى ضوء النهار والشمس في أوج إشراقها... وأنتم أنفسكم (أيها الرومان) لديكم وصف لأعجوبة العالم (هذه) مدوَّن في سجلاتكم" (281). كما أشار ترتليان إلى تقرير بيلاطس البنطي للإمبراطور طيباريوس قيصر والذي جاء فيه: "وعندما صُلِب (يسوع) كانت هناك ظلمة على الأرض تمامًا واختفت الشمس تمامًا، وبدت السماء مُظلمة على الرغم من أن ذلك كان بالنهار، وظهرت النجوم وكان ضوؤها معتمًا في آن واحد، وكما أعتقد فإن عظمتكم لا تجهلون ذلك، لأنه أضيئت مصابيح في العالم كله من الساعة السادسة... وبدأ القمر مثل الدم ولم يضيء طوال الليل بالرغم أن البدر كان في تمامه. وناح " أوريون " Orion والنجوم أيضًا على اليهود للشر الذي فعلوه" (282). كما أشار لهذا التقرير أيضًا المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (264 - 340م).
د - لو كانت هذه الظلمة نتيجة كسوف طبيعي، فمن المستحيل أن تستغرق ثلاث ساعات، ومن المستحيل أن تعم العالم كله، ولذلك يقول القديس متى: "وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوْا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ خَافُوا جِدًّا وَقَالُوا حَقًّا كَانَ هذَا ابْنَ اللَّه" (مت 27: 54).
هـ - بعد هذه الظلمة فجأة أشرقت الشمس، وكأنك أضاءت مصباحًا كان قد طُفئ. لقد رضى اللَّه عن البشرية التي اغتسلت بدم ابنه الكريم مدشنًا طريقًا حديثًا حيًّا للدخول للأقداس: "فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًّا بالحجاب أي جسده" (عب 10: 19، 20).
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "سادت الظلمة على كل الأرض إعلانًا عن سلطانها الذي ساد على العالم منذ لحظة السقوط، وقد تركه السيد يسود إلى حين إذ يقول لكن: "هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَة" (لو 22: 53). ترك السيد للظلمة السلطان إلى ساعة لكي إذ تحاول أن تقتنص النور في شباكها، يحطم النور الظلمة ويفسد شباكها" (283).
ويقول "متى هنري": "القصد الأساسي من هذه الظلمة:
(1) الإشارة إلى صراع المسيح وقتئذ مع قوات الظلمة. كان رئيس هذا العالم وقواته رؤساء ظلمة هذا الدهر، يجب أن يُطرحوا خارجًا ويبادوا. ولكي تكون نصرته أكثر وضوحًا كان يجب أن يحاربهم على أرضهم... ومع ذلك رأيناه ينتصر عليهم ويعظم انتصاره.
(2) الإشارة إلى شدة آلامه المظلمة. عندما بخلت عليه الأرض بقطرة ماء بارد بخلت عليه السماء بشعاعة نور. وإذ كان عليه أن يخلصنا من الظلمة الحالكة وقتام الظلام فقد سلك هو نفسه في الظلمات في عمق آلامه، ولم يكن له نور (إش 50: 10)" (284).
3- هل صرخة المسيح: "إِلهِي إِلهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي" إشارة إلى أنه مات مُنهزمًا مقهورًا مغلوبًا على أمره..؟ تقدم السيد المسيح للموت بإرادته -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- وهو عالِم بكل ما سيأتي عليه، وأخبر تلاميذه مرارًا وتكرارًا عن آلامه التي سيجوز فيها، وعندما أراد بطرس أن يعوقه عن قضية الصلب والفداء أوضح له أن هذا فكر شيطاني حتى قال له: "اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ". أما صرخته على الصليب: "إِلهِي إِلهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي" فهيَ تعبير عن إحساسه بالآلام الكفارية التي يجوز فيها، ولا تعني أنه مات مهزومًا مقهورًا مغلوبًا على أمره، فما زال يدعو اللَّه " إِلهِي إِلهِي"، وصرخته تعبر عن مدى ثقته الكاملة في اللَّه أبيه، ويؤكد هذا صرخته الأخيرة " يَا أَبَتَاهُ في يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي" (لو 23: 46). ويقول "عوض سمعان": "إن المسيح وإن كان قد قاسى على الصليب آلامًا لا نستطيع الإحاطة بها، غير أنه كان في الباطن مسرورًا ومبتهجًا بتحملها نيابة عنا. فلسان حاله بوصفه ابن الإنسان، كان وقتئذ، كما في كل وقت آخر: "أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ" (مز 40: 8).. إن المسيح عندما كان معلَّقًا على الصليب كان واثقًا أنه سيقوم من بين الأموات" (285).
4- إن كان اللَّه لا يتخلى عن أتقيائه، فلماذا تخلى عن ابنه البار..؟ بالطبع أن اللَّه لا يتخلى عن أتقيائه، لأنه مكتوب: "ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي" (مز 50: 15).. " لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ" (مز 91: 15).. " فَيَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ وَمِنْ شَدَائِدِهِمْ يُخَلِّصُهُمْ" (مز 107: 28).. " هُوَ يَدْعُو بِاسْمِي وَأَنَا أُجِيبُهُ. أَقُولُ هُوَ شَعْبِي وَهُوَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهِي" (زك 13: 9) وطالما ساندت المعونة الإلهيَّة الشهداء، لكن السيد المسيح بناسوته لم يجد أي معونة إلهيَّة تعينه في تحمل الآلام الكفارية كنائب عن البشرية، ولم يسمح للاهوته بتخفيف الآلام الجسدية والنفسية التي يجوز فيها، ويقول "عوض سمعان" عن الشهداء: "وإذا شاء اللَّه أن يموتوا شهداء الحق، فأنه يدنو منهم بصفة خاصة ويساعدهم على احتمال آلام الاستشهاد، فيجوزون فيها بفرح وابتهاج كما حدث ويحدث مع القديسين الشهداء، لكن اللَّه لم يعامل المسيح (بوصفه ابن الإنسان) حتى بهذه المعاملة المألوفة، بل تركه وحده، مع أن المسيح لم يكن في وقت ما (إن جازت المقارنة) أكثر سموًا لدى اللَّه من الوقت الذي كان مُعلقًا فيه على الصليب، لأنه هناك أظهر المسيح الطاعة الكاملة لإرادة اللَّه والاخلاص المُطلق له. ولذلك ما كان يتركه لولا أن موته كان موتًا كفاريًا" (286).
_____
(277) تفسير إنجيل يوحنا جـ 2 ص1196.
(278) الكنز الجليل في تفسير الإنجيل جـ1 شرح بشارة متى س516.
(279) أورده القمص عبد المسيح بسيط - هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم ص144.
(280) المرجع السابق ص144.
(281) المرجع السابق ص144.
(286) المرجع السابق ص143.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/444.html
تقصير الرابط:
tak.la/nzcgw4a