س431: هل ضبط الجنود الرومان التلاميذ في وضع غير ملائم فداسوهم بأحذيتهم الثقيلة، وعندما فشلت خطة يسوع الدفاعية نصح تلميذه بأن يرد سيفه إلى غمده لأن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون؟ ولماذا اكتفى بطرس بقطع أذن العبد (مت 26: 51) ولم يضربه في مقتل، ولماذا لم يضرب رئيس الكهنة رأس الأفعى؟ وكيف يضرب بيمينه فيقطع أذن ملخس اليمنى (يو 18: 10) وليست اليسرى؟ ولماذا لم يرد اسم الضارب بالسيف في أناجيل متى ومرقس ولوقا (مت 26: 51، مر 14: 47، لو 22: 50) بينما جاء ذكر اسمه في إنجيل يوحنا (يو 18: 10)؟ وهل قصة ملخس وإعادة أذنه المقطوعة صدى للأساطير؟ وإذا كان السيد المسيح قادرًا على إحضار إثنى عشر جيشًا من الملائكة (مت 26: 53) فعلآم البكاء والنحيب والكآبة؟ وهل هناك نبوات عن حادثة القبض على المسيح حتى يقول " فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ " (مت 26: 54)؟
يقول "أحمد ديدات": "القبض عليهم نيامًا: تم الإمساك بالحواريين في وضع غير ملائم، كما يقول الإنجيل أو بالأصح كانوا نائمين. وداس عليهم عدوهم بأحذية ثقيلة، وكان هنالك جندي واحد من جنود يسوع كان من الصحو وتيقظ الذهن، لدرجة أنه سأل: ".. يَارَبُّ أَنَضْرِبُ بِالسَّيْف" (لو 22: 49). ولكن قبل أن يتمكن المسيح من محاولة الإجابة، كان بطرس قد ضرب بالسيف ليقطع الأذن اليمنى لواحد من الأعداء. لم يكن يسوع قد عمل حساب الجنود الرومان، وإذا تحقَّق أن منضدة إستراتيجيته قد قُلبت رأسًا على عقب، فإن يسوع ينصح تلاميذه قائلًا: ".. رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ" (مت 26: 52)"(225). وقال البعض: "القراءة المتأنية لنصوص الأناجيل حول قصة الاعتقال ترينا أنه من المستحيل معرفة الحقائق التاريخية لما جرى عند اعتقال يسوع، كون الأناجيل نفسها لا تتفق أبدًا في هذا... كما يقول اللاهوتي "هانز كونج" مثلًا عن تقديم القصة بلغة ورموز أسطورية، مثل قطع وشفاء أذن أحد الجنود" (Hans Kung, On Being a Christian P. 330) (226).
ج: 1- هل ضبط الجنود الرومان التلاميذ في وضع غير ملائم فداسوهم بأحذيتهم الثقيلة، وعندما فشلت خطة يسوع الدفاعية نصح تلميذه بأن يرد سيفه إلى غمده لأن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون..؟
أ - عندما اقترب الجمع من البستان كان يسوع قد أنهض تلاميذه من غفوتهم قائلًا لهم: "قُومُوا نَنْطَلِقْ هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُني قَدِ اقْتَرَبَ" (مت 26: 46) إذًا تصوَّر ديدات أن التلاميذ كانوا في وضع غير ملائم تصوُّر غير صادق وغير حقيقي من جانب، كما أن وصفهم (حتى لو كانوا نيامًا) بأنهم كانوا في وضع "غير ملائم" وصف لا يليق، لأن النوم ليس عيبًا ولا هو خطية، حتى يُقال عن النائم أنه في وضع غير ملائم.
ب - تصوُّر ديدات بأن الجنود داسوا على التلاميذ بأحذيتهم الثقيلة لم يحدث على الإطلاق، لأن معلمهم حفظ لهم سلامتهم وأمنهم وكرامتهم، وقبل أن يسلّم ذاته اشترط عليهم أن يدعوا التلاميذ يمضون: "أَجَابَ يَسُوع قَدْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ" (يو 18: 8). ولم يكن هناك اختيار آخر لهؤلاء الغوغاء الذين نهضوا من كبوتهم للتو، فإن رفضوا طلبه فبكل تأكيد لن يسمح لهم بإيذاء أي واحد منهم.
جـ - لقَّب ديدات بطرس بالجندي والتلاميذ بالجنود، مع أن هؤلاء التلاميذ لم يكونوا يومًا جنودًا في الجيش الروماني، ولا ضمن حرس الهيكل، ولكن ديدات أراد أن يصوّر الموضوع على أنه معركة حربية انتصر فيها الجنود الرومان وحرس الهيكل والدهماء على يسوع وتلاميذه.
د - يقول ديدات أن يسوع فوجئ بالجنود الرومان الذين لم يعمل لهم حسابًا، وعندما تحقق أن منضدة إستراتيجيته إنقلبت رأسًا على عقب، استسلم لهم، وهذا يناقض إيمان ديدات بأن المسيح كان يعلَم الغيب حتى أنه كان يعرف ما يدخرون في بيوتهم: "وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (سورة آل عمران 3 - 49).
هـ - تجاهل ديدات ما أنتاب الجنود الرومان ومن معهم من خوف ورهبة، حتى أنهم سقطوا على وجوههم.
2- لماذا اكتفى بطرس بقطع أذن العبد (مت 26: 51) ولم يضربه في مقتل، ولماذا لم يضرب رئيس الكهنة رأس الأفعى؟ وكيف يضرب بيمينه فيقطع أذن ملخس اليمنى (يو 18: 10) وليست اليسرى..؟ تثقَل التلاميذ بالنوم في البستان من شدة الحزن التي إنتابتهم، بالرغم من إفتقاد العبد المتألم لهم أكثر من مرة، لكنهم عجزوا عن أن يسهروا معه ساعة واحدة -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- وإذ الجمع يحاصرهم، وإذ بالرب يسوع يرفع الستار قليلًا جدًا عن سطوته فيتراجع هذا الجمع كله، الجنود مع الغوغاء ويسقطون على وجوههم من أكبرهم إلى أصغرهم، مما شجع بطرس أن يستل سيفه ويضرب دون روية، فضرب ملخس عبد رئيس الكهنة، ربما لأنه أول من امتدت يده ليقبض على يسوع، ويد بطرس المهزوزة والمرتعشة لم تحقق الهدف الذي كان يصبو إليه، وبلا شك كان هذا من عناية الرب ببطرس وزملائه، فلم يشأ اللَّه أن يتحوَّل بطرس إلى قاتل، وأيضًا لو قتل بطرس واحد أو اثنين لفتك به الجمع هو وزملائه. وإذا بصوت سيده يوقفه: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ" (مت 26: 52). وعالج السيد المسيح الموقف بقوته المعجزية إذ دعا إليه ملخس وأعاد له أذنه.
ولم يكن رئيس الكهنة "قيافا معهم في البستان، بدليل قول الإنجيل: "وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَة" (مت 26: 57). وكون بطرس يضرب بالسيف فيقطع أذن ملخس اليمنى، فمعنى هذا إما أن بطرس كان أعسرًا يستخدم يده اليسرى، وإما أنه ضرب ملخس من الخلف. وعندما قال يسوع لبطرس: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِه" أرسى مبدأ أساسيًا أن الإنسان لا يجب أن يستخدم السيف للدفاع عن قضية دينية، فمن المقبول أن الإنسان يُقتَل من أجل عقيدته، ولكن من المرفوض تمامًا أن الإنسان يقتل بِاسم الدين، والذي إدَّعوا الإصلاح الديني في القرن السادس عشر سقطوا في هذا الخطأ الشنيع، فيقول "ف. ب. هول": "وأحد الأسباب الرئيسية لتقييد وتشويه حركة الإصلاح في القرن الخامس عشر هو أن قادتها لجأوا إلى السيف دفاعًا عنها، وبذلك حوَّلوها إلى حركة قومية وسياسية بدلًا من أن تكون حركة روحية"(227). ويقول المثل اللاتيني: "لا يمكن أن تفرض الديانة بالقوة لكنها تتطلب الدفاع عنها لا بالقتل بل بالموت"(228).
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "حينما يستخدم الإنسان العنف في خدمته تحت ستار الدفاع عن السيد المسيح الحق إنما يكون كبطرس الذي يضرب بالسيف فيقطع أذن العبد ويفقده الاستماع لصوت الكلمة. كلمة العنف تزيد المقاومين عنادًا، تفقدهم سمعهم الروحي للحق، فلا يشتهوا الرجوع عن مقاومتهم ولا يتوقون للحق.
بسرور احتمل السيد جراحات مقاوميه لكنه لم يحتمل دفاع تلميذه عنه بالسيف، فأنه ما حمله بطرس من مرارة تجاه صالبي السيد كان في نظره أمرْ من سيف الأشرار، وكما يقول القديس أمبروسيوس: "لا يريد المسيح أن يُدافع عنه ضد جراحات المضطهد، بل أراد أن يشفي الكل بهذه الجراحات ".. " (229).
وقول السيد المسيح " لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ" لا ينطبق على حماية الأوطان، فحيثما أُنتهك الوطن أُنتهكت كرامة وحرية الإنسان، فوصية يسوع هذه ليست ضد الدفاع عن الوطن وحمايته والولاء له.
3- لماذا لم يرد اسم الضارب بالسيف في أناجيل متى ومرقس ولوقا، بينما ذُكر اسمه في إنجيل يوحنا؟... كتب كل من مرقس ومتى ولوقا إنجيله في حياة القديس بطرس فتحاشوا ذكر اسمه حتى لا يتسببوا له في أي ضرر، ولا سيما أن سطوة رؤساء الكهنة كانت ما زالت في قوتها قبل خراب أورشليم، فأشار القديس مرقس للضارب قائلًا: "وَاحِدٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ" (مر 14: 47)، وقال القديس متى: "وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ" (مت 26: 51) وهنا إشارة ضمنية إلى أن الضارب من الأثنى عشر الذين قيل لهم من قبل: "وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ" (مر 3: 14)، وأشار إليه لوقا الإنجيلي قائلًا: "وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ" (لو 22: 50) والمعروف أن المقصود بمنهم واحد من التلاميذ، لأنه لم يكن أحد في البستان غير يسوع وتلاميذه. ولكن عندما كتب القديس يوحنا إنجيله كان الهيكل قد هُدم وزال سلطان رؤساء الكهنة، وأيضًا كان بطرس الرسول قد نال إكليل الشهادة، ولذلك أفصح عن اسم الضارب بالسيف قائلًا: "ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ الْعَبْدِ مَلْخُسَ" (يو 18: 10).
4- هل قصة ملخس وإعادة أذنه المقطوعة صدى للأساطير..؟ في الأساطير لا نجد ذكر للزمان، لذلك يقولون أن الأسطورة ليس لها تاريخ ميلاد، وهيَ تدخل في إطار اللازمن، وبحسب قول الراوي: "كان ياما كان، في سالف الزمان والأيام، يا قوم يا كرام.." وأيضًا لا تجد تحديدًا للمكان في الأسطورة، ولا تذكر أسماء أشخاص حقيقيين كشخصيات تاريخية معروفة، وكل هذا لا يتوافر في قصة القبض على يسوع وقطع بطرس لأذن ملخس، حيث يظهر الزمان في ليلة الجمعة العظيمة التي صُلب فيها السيد المسيح، والمكان بستان جثسيماني والضارب بطرس الرسول، والمضروب ملخس عبد رئيس الكهنة، والإصابة قطع أذنه اليمنى، فالأمر بعيد تمامًا عن روح الأساطير، كما أننا نجد أن الأسطورة تتميز بالمبالغة والتهويل، وتعظم وتفخم في صورة البطل، فهو بعيد تمامًا عن كل ضعف. بينما نجد قصة ملخس تأتي في سياق قصة القبض على يسوع بأسلوب بسيط خالٍ من أي مبالغة أو تهويل، وبطل القصة السيد المسيح الذي أعاد الأذن إلى مكانها، يظهر في المشهد مقيدًا مقادًا مذلولًا مُهانًا... ما أبعد هذا الحدث عن روح الأساطير!!. ولم يذكر القصة كاتب واحد بل أنها وردت في الأناجيل الأربعة التي دوَّنها رجال اللَّه القديسون مسوقين من الروح القدس. وللمزيد من المعرفة يُرجى الرجوع إلى كتابنا: مدارس النقد - عهد قديم جـ4 - هل أُخذ سفر التكوين من الأساطير؟
5- إذا كان السيد المسيح قادرًا على إحضار اثني عشر جيشًا من الملائكة، فعلآم البكاء والنحيب والكآبة ..؟ قال السيد المسيح لبطرس: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ... أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَة" (مت 26: 53).. لاحظ أن السيد المسيح وهو في حالة الإخلاء هذه لم يقل أستطيع أنا أن آمر اثني عشر جيشًا من الملائكة، بل نسب هذا العمل للآب قائلًا: "أَطْلُبَ إِلَى أَبِي"، ولم يكن يسوع مغلوبًا على أمره، لأن ربوات الملائكة رهن إشارته، حتى أنه يستطيع أن يستدعي اثني عشر جيشًا منهم، والجيش يمثل فرقة تُدعى باليونانية "لجيئون" يبلغ عددها ستة آلاف، ولكن لأجل خلاصنا لم يفعل هكذا، بل سلَّم نفسه بإرادته وتمَّم المكتوب في النبؤات، وجاز آلام وموت الصليب، وكتب قصة نجاتنا من الهلاك الأبدي بدمه الذكي المسفوك عنها. وفي نفس الوقت حفظ تلاميذه فلم يمسهم أحد، فهوذا هو هنا لينفذ مشيئة الآب. أما عن بكائه ونحيبه وكآبته فكان هذا أمرًا طبيعيًا لذاك الذي لبس طبيعتنا البشرية وشابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، وقد سبق مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل، فيُرجى الرجوع إلى س426.
6- هل هناك نبؤات عن حادثة القبض على المسيح حتى يقول: "فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ" (مت 26: 54)..؟ قال السيد المسيح: "فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ. أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ" (مت 26: 54)، فما المقصود بهكذا ينبغي أن يكون..؟ المقصود بها بغضة اليهود للسيد المسيح وخيانة تلميذه له، ومحاكمته والحكم بصلبه وموته ودفنه وقيامته، وما أكثر النبؤات التي أشارت لهذه الأمور حتى أنه في الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة من حياة السيد المسيح بالجسد تحققت أكثر من ثلاثين نبؤة، ويكفي الرجوع إلى المزمور (22) وإشعياء (53): "ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ" (إش 53: 7).
_____
(225) ترجمة علي الجوهري - مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والإفتراء ص44، 46.
(226) أورده القس نجيب جورج عوض - قصة الآلام في إنجيل متى ص86.
(227) ترجمة رشدي ميخائيل - دراسة في إنجيل متى ص155.
(228) أورده متى هنري - تفسير الكتاب المقدَّس - تفسير إنجيل متى جـ 2 ص444.
(229) تفسير إنجيل متى ص539.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/431.html
تقصير الرابط:
tak.la/j2y2x3h