St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

349- هل السيد المسيح ابن النجار (مت 13: 55 )، أم أنه هو النجار (مر 6: 3)؟ وهل يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا أخوة يسوع من أمه مريم ويوسف النجار (مت 13: 25)؟ وما معنى أن أهل وطنه كانوا يعثرون به (مت 13: 57)؟ وهل صار لهم يسوع عثرة مع أنه قال: "وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ" (مت 18: 7)؟ ولماذا أغفل مرقس ولوقا بعض الأمثال التي ذكرها متى مثل الكنز المخفي، واللؤلؤة كثيرة الثمن، والشبكة المطروحة في البحر (مت 13: 44 - 50)؟

 

س349: هل السيد المسيح ابن النجار (مت 13: 55 )، أم أنه هو النجار (مر 6: 3)؟ وهل يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا أخوة يسوع من أمه مريم ويوسف النجار (مت 13: 25)؟ وما معنى أن أهل وطنه كانوا يعثرون به (مت 13: 57)؟ وهل صار لهم يسوع عثرة مع أنه قال: "وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ" (مت 18: 7)؟ ولماذا أغفل مرقس ولوقا بعض الأمثال التي ذكرها متى مثل الكنز المخفي، واللؤلؤة كثيرة الثمن، والشبكة المطروحة في البحر (مت 13: 44 - 50)؟ (راجع علاء أبو بكر - البهريز جـ 2 س193 ص165، 166، وس389 ص390، وجـ3 س227 ص145، ونبيل نيقولا جورج - الأناجيل الأربعة لماذا لا يُعوَل عليها ص116)

St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

ج: 1ــ ما المانع أن تكون كلٍ من عبارة القديس متى والقديس لوقا صحيحة؟ فالقديس متى الذي ذكر أن يوسف والد المسيح بالتبني كان نجارًا، هل نفى أن يكون السيد المسيح نفسه كان نجارًا يساعد أبيه منذ نعومة أظافره؟! كلاَّ. والقديس مرقس الذي ذكر أن المسيح كان يعمل في مهنة النجارة حتى بدء خدمته في سن الثلاثين، هل نفى أن أبيه كان نجارًا؟! كلاَّ. إذًا ما ذكره القديس متى هو صحيح وأيضًا ما ذكره القديس مرقس، ولا تناقض بينهما.

 

St-Takla.org Image: Joseph the carpenter and baby Jesus Christ - Royal Church of Santa Cristina, Turin (Torino), Italy. A Roman Catholic Church from 1640. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 9, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة القديس يوسف النجار مع الطفل يسوع - صور كنيسة القديسة كرستينا الملكية، تورينو (تورين)، إيطاليا. وهي كنيسة كاثوليكية من سنة 1640 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 9 أكتوبر 2014 م.

St-Takla.org Image: Joseph the carpenter and baby Jesus Christ - Royal Church of Santa Cristina, Turin (Torino), Italy. A Roman Catholic Church from 1640. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 9, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة القديس يوسف النجار مع الطفل يسوع - صور كنيسة القديسة كرستينا الملكية، تورينو (تورين)، إيطاليا. وهي كنيسة كاثوليكية من سنة 1640 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 9 أكتوبر 2014 م.

2ــ عرف أهل الناصرة يسوع كنجار ابن نجار، فهو عاش بينهم منذ عودته من أرض مصر وهو طفل صغير، وهو لم يكن من الكتبة ولا الفريسيين ولا رجال الهيكل، بل أنه لم يعش في أورشليم. كما كان أهل وطنه يعرفون أمه وإخوته وأيضًا أبيه يوسف النجار الذي كان قد فارق الحياة قبل أن يبدأ يسوع خدمته وكرازته، فاندهشوا من الحكمة التي ظهرت في حياته، وتساءلوا: "وَقَالُوا مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ... فَمِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ كُلُّهَا" (مت 13: 55، 56) فعثروا به، أي عثر عليهم فهم هوية المسيح، فرفضوه. لقد اتخذوا من معرفتهم ليسوع وذويه دليلًا على عدم صحة رسالته، وهو دليل واهٍ غير مبني على أساس حقيقي، فقد حكموا عليه من خلال نسبه الجسدي، ولم يدركوا أنه ابن اللَّه الحي كلمة اللَّه، مثلما اتخذ نثنائيل من وطنه دليل على عدم صلاحه، قائلًا: "أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ" (يو 1: 46)، وعدم إيمان أهل الناصرة وقف عائقًا فلم يتمتعوا بالمعجزات التي كان يصنعها في الأماكن الأخرى: "وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ" (مت 13: 58).. " فَقَالَ لَهُمْ عَلَى كُلِّ حَال تَقُولُونَ لِي هذَا الْمَثَلَ أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ. كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ. فَافْعَلْ ذلِكَ هُنَا أَيْضًا فِي وَطَنِكَ. وَقَالَ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولًا فِي وَطَنِه" (لو 4: 23، 24)، وقديمًا لم يجد إرميا النبي كرامته في وطنه عناثوث في أرض بنيامين حتى أنهم قالوا له: "لاَ تَتَنَبَّأْ بِاسْمِ الرَّبِّ فَلاَ تَمُوتَ بِيَدِنَا" (إر 11: 21)، واللَّه حذره من خيانة إخوته: "لأَنَّ إِخْوَتَكَ أَنْفُسَهُمْ وَبَيْتَ أَبِيكَ قَدْ غَادَرُوكَ هُمْ أَيْضًا. هُمْ أَيْضًا نَادَوْا وَرَاءَكَ بِصَوْتٍ عَـال. لاَ تَأْتَمِنْهُمْ إِذَا كَلَّمُوكَ بِالْخَيْرِ" (إر 12: 6).

ويقول "البابا شنوده الثالث": "كانوا يعثرون به... العثرة لم تأتِ من السيد المسيح، إنما من فهمهم الخاطئ. ليس العيب فيه. حاشا. بل العيب فيهم. فمثلًا كان السيد المسيح يصنع بعض المعجزات في يوم السبت، كما منح البصر للمولود أعمى في يوم سبت: "فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ هذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّه لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ" (يو 9: 16). واستدعوا المولود أعمى وقالوا له: "أَعْطِ مَجْدًا ِللَّه. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئٌ" (يو 9: 24).

هذا سبب العثرة، ليس فعل الخير الذي عمله السيد المسيح في رحمته على المولود أعمى، إنما سبب العثرة هو إصرار اليهود على أن عمل الخير في السبوت يعتبر خطية!! فإن قال الرب: "وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ " يكون الويل لهؤلاء اليهود الذين كانوا ينشرون العثرة بسبب جهلهم بمعنى حفظ السبت، أو بسبب حقدهم على السيد المسيح.

فإن كان أحد يعثر من فعل الخير، يكون هو المخطئ، وليس من فَعَل الخير. وكذلك كان من يعثر من غير سبب يستوجب العثرة. بعض القديسات كن في منتهى الجمال، وأُعثر البعض بجمالهن، ولا ذنب لهن في ذلك. إذًا يكون العيب في قلب الذي اشتهى ذلك الجمال. ولا نقول أبدًا أن القديسة الجميلة كانت سبب عثرة... فسبب العثرة يكمن في شهوة الخاطئ...

وعبارة: "وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ " تعني الذي يتسبب بأخطائه في عثرة غيره. فمثلًا إنسان ناجح في حياته ومتفوق باستمرار، فحسده البعض على نجاحه وتفوقه. هل نقول أنه كان سبب عثرة لهم؟! كلاَّ، بل نقول أن حسدهم وعدم نقاوة قلوبهم هو سبب العثرة. فاليهود حينما أُعثِروا ببر المسيح، كانوا هم سبب العثرة بسبب عدم نقاوة قلوبهم... فهم لم يُعثَروا فقط من معجزاته في يوم سبت، بل يذكر لنا الكتاب أن مواطنيه كانوا يُعثَرون من كل معجزاته. فكانوا يقولون: "مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟! ألَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ... فَمِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ كُلُّهَا. فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ" (مت 13: 54 - 57)" (932).

 

3ــ نطق السيد المسيح بأمثال كثيرة: "وَبِأَمْثَال كَثِيرَةٍ مِثْلِ هذِهِ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا. وَبِدُونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ" (مر 4: 33، 34)، وسجلت لنا الأناجيل الأزائية من هذه الأمثال الكثيرة أربعين مثلًا، وقد انفرد كل إنجيلي من الإنجيليين متى ومرقس ولوقا ببعض منها، كما وردت بعض الأمثال في إنجيلين أو في الأناجيل الثلاث الأزائية، بينما لم يذكر يوحنا شيء من الأمثال. وقد تم مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل مع ذكر الأمثال الأربعين وأماكن ورودها، فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد - مقدمة (1) س74.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(932) سنوات مع أسئلة الناس - أسئلة خاصة بالكتاب المقدَّس جـ 1 ص72، 73.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/349.html

تقصير الرابط:
tak.la/kxv4348