St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

242- قال الإنجيل: " وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّـمُ فِي مَجَامِعِهِمْ" (مت 4: 23)، فهل أتى يسوع على دين موسى، أم أنه أتى بدين جديد؟ وإذا كان قد أتى بدين جديد فكيف ينشر تعاليمه في معبد اليهود؟ وكيف يصل به التعصب إلى اغتصاب أماكن العبادة الخاصة بأصحاب ديانة أخرى؟

 

س242: قال الإنجيل: " وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّـمُ فِي مَجَامِعِهِمْ" (مت 4: 23)، فهل أتى يسوع على دين موسى، أم أنه أتى بدين جديد؟ وإذا كان قد أتى بدين جديد فكيف ينشر تعاليمه في معبد اليهود؟ وكيف يصل به التعصب إلى اغتصاب أماكن العبادة الخاصة بأصحاب ديانة أخرى؟

يقول "علاء أبو بكر": "س147: إذا لم يكن يسوع قد أتى بتوراة موسى شارحًا لها ومتبعًا إياها وناشرًا لتعاليمها، وإذا كان أتى بدين جديد يُعلَم تعاليمه وينشرها في معبد اليهود، ألا يدل ذلك على التعصب بعينه، واغتصاب أماكن العبادة الخاصة بأصحاب ديانة أخرى" (488).

St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت
St-Takla.org Image: Jesus went to the synagogue in his hometown of Nazareth. (Luke 4: 14-16) - "Jesus is rejected in Nazareth" images set (Luke 4:14-30): image (1) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل، وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة. وكان يعلم في مجامعهم ممجدا من الجميع. وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع" (لوقا 4: 14-16) - مجموعة "رفض يسوع في الناصرة" (لوقا 4: 14-30) - صورة (1) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Jesus went to the synagogue in his hometown of Nazareth. (Luke 4: 14-16) - "Jesus is rejected in Nazareth" images set (Luke 4:14-30): image (1) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل، وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة. وكان يعلم في مجامعهم ممجدا من الجميع. وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع" (لوقا 4: 14-16) - مجموعة "رفض يسوع في الناصرة" (لوقا 4: 14-30) - صورة (1) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ج: 1- كان السيد المسيح يهوديًا بحسب الجسد، أي أنه وُلِد من أم يهودية، وهو من نسل داود وإبراهيم: " كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ" (مت 1: 1)، وهو من سبط يهوذا: " فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا" (عب 7: 14)، فمن حقه كإنسان يهودي أن يذهب إلى المجامع اليهودية والهيكل، وهذا ما كان يفعله يسوع المسيح، مواظبًا عليه: " وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ. فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ" (لو 4: 16، 17). " وَكَانَ فِي النَّهَـارِ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ" (لو 21: 37).. ولماذا كان يسوع يعلم في المجامع؟:

أ - لأن المجامع هيَ الأماكن المخصَّصة للعبادة اليهودية، وكرازة السيد المسيح مرتبطة أساسًا بالعهد القديم والعبادة.

ب- تجد في المجامع الفرصة متاحة للتعليم، فنظام الخدمة في المجامع كان يشمل أولًا: الصلوات، وثانيا: القراءات من الناموس والأنبياء، وثالثًا: العظة، وكان رئيس المجمع يختار المتكلّم، ولاسيما إذا كان ضيفًا على المكان.

واستضاءت المجامع والهيكل بتعاليم اللَّه الكلمة المتجسد، ولكن للأسف فإن القيادات الدينية لم تقبل كرازته، مدَّعين أنه يكسر السبت، ومتهمين إياه أنه ببعلزبول يُخرج الشياطين... إلخ. والإتهام بأنه اغتصب أماكن العبادة إتهام باطل، فهو لم يطرد اليهود من المجامع والهيكل، بل أنه أظهر غيرته على الهيكل فطهَّره من الباعة وتجار العملة والسوقة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وعندما أصر اليهود على رفضه قال لهم: " هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا" (لو 13: 35). وعلى نفس المنوال سار التلاميذ الأطهار، وجعل بولس الرسول في رحلاته التبشيرية مجامع اليهود هيَ المقصد الأول الذي يبدأ فيه كرازته، وعندما كان يتعرَّض التلاميذ وبولس الرسول للطرد من المجامع كانوا يتركونها، ولم يدَّعي أحد منهم ملكية مجمع من هذه المجامع، ولم يطرد أحدهم أي يهودي من اليهود المتردّدين على المجمع، ولم يحوّل السيد المسيح ولا أحد من تلاميذه مجمعًا إلى كنيسة، مثلما حوَّل محمد الفاتح كنيسة تي أجيا صوفيا في القسطنطينية إلى مسجد، وكما حوَّل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك كنيسة يوحنا المعمدان بدمشق إلى المسجد الأموي، وكما حوَّل الأخوة المسلمون كنيسة البابا أثناسيوس بالإسكندرية إلى جامع العطارين... إلخ.

 

2- المسيحية هيَ كمال اليهودية، ولا يمكن فصل أحدهما عن الأخرى، فإن كانت اليهودية تمثل أساسات المبنى وجذور الشجرة، فإن المسيحية هيَ المبنى الشاهق وهيَ الشجرة الممتدة نحو السماء، فالمسيحية لم تأتِ من فراغ بل لها جذور عميقة ممتدة في العهد القديم، وقال الرب يسوع: " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ" (مت 5: 17)، فناموس موسى قد أُكمل في المسيح يسوع.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(488) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 4 ص111.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/242.html

تقصير الرابط:
tak.la/v42kaq9