س150: ما هي أهداف إنجيل متى؟ وهل هدف "إنجيل متى" إلى قطع العلاقة مع الديانة اليهودية مع الحفاظ على التواصل مع العهد القديم؟ وهل تأثر "إنجيل متى" بالعوامل السياسية التي كانت سائدة حينذاك؟
يقول "د. موريس بوكاي": "ويقول تريكو على هذا الإنجيل ما يلي: "تحت يونانية الثوب يكمن الكتاب يهوديًا لحمًا وعظمًا وروحًا، هو يحمل آثار اليهودية ويتسم بسماتها المميزة. وهذه الإعتبارات وحدها تضع أصل إنجيل متى داخل "الجماعة اليهودية المسيحية" التي تحاول، على حد قول أ. كولمان: "إن تقطع العلاقات التي كانت تربطها باليهودية مع الإحتفاظ في نفس الوقت بخط مستمر مع العهد القديم. إن نقاط الأهمية والنبرة العامة لهذا الإنجيل توحي بوجود وضع متوتر".
وربما كان هذا النص متصلًا بعوامل ذات صفة سياسية، فالإحتلال الروماني لفلسطين يحمل بالطبع رغبة البلد المُحتَل في وقوع الإستقلال، ولذا فهو يدعو اللَّه إلى التدخل في صالح الشعب الذي اختاره من بين كل الشعوب والذي هو مَلِكَهُ الأكبر الذي يستطيع أن يأتي بعونه المباشر في شئون البشر مثلما فعل ذلك مرات كثيرة عبر التاريخ" (62).
ج: أوضح مارمرقس الهدف من إنجيله في الآية الأولى: " بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ" (مر 1: 1)، وكذلك لوقا الإنجيلي: " إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا... رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي... لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ" (لو 1: 1 ــ 4)، وأعلن القديس يوحنا الهدف من كتابة إنجيله: " وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يو 20: 31). أما القديس متى فقد بدأ إنجيله بقوله: " كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ" (مت 1: 1) وأنهى إنجيله بإرسال السيد المسيح لتلاميذه ليكرزوا باسمه في كل الأمم (مت 28: 16 - 20).
ومن الواضح والثابت أن القديس متى كتب إنجيله لليهود المتنصرين ليؤكد لهم أن يسوع هو المسيا الذي ينتظرونه، وإن كانوا قد أساءوا الفهم فظنوا أن المسيا هو مجرد مُحرّر سياسي يخلصهم من حكم الرومان ويملك عليهم ويخضع الشعوب لهم، فأوضح القديس متى أن السيد المسيح هو مُحرّر الإنسان من قبضة الشيطان وسطوة الخطية، وهو مَلك ولكن مملكته ليست من هذا العالم، بل ملكوته ملكوت سمائي... وبالرغم من أن القديس متى قد تعرَّض للظروف الدينية والاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة حينذاك، لكنه لم يتأثر في كتابة إنجيله بالعوامل السياسية، فالفصل بين الدين والسياسة في إنجيل متى واضح وضوح الشمس: " أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا ِللهِ ِللهِ" (مت 22: 21) ولم يقدم القديس متى السيد المسيح كثائر سياسي من أجل تحرير شعبه من قبضة المستعمر الروماني، بل عندما أرادوا أن ينصّبوه ملكًا تركهم ولم يصغِ لهم، وعندما سألوه عن الجزية لم يعترض على دفعها، وعندما طلبوا منه ضريبة الدرهمين للهيكل أوفاها عن نفسه وعن بطرس الرسول بطريقة معجزية.
أيضًا لم يسعى القديس متى في كتابة إنجيله إلى قطع علاقته بالديانة اليهودية مع الحفاظ على صلته بالعهد القديم، لأن كل من اليهودية والعهد القديم وجهان لعملة واحدة، فالعهد القديم نشأ في اليهودية ولم يُعرَف خارج نطاق الشعب اليهودي، واليهودية في مجملها وليدة العهد القديم، والقديس متى أقام جسرًا ذهبيًا بين العهدين القديم والجديد، وفي نفس الوقت لم يهدف إلى قطع العلاقات مع اليهودية، بل وضع أساس التآخي بين الشعب اليهودي والأمم، والسيد المسيح الذي جاء من أجل اليهود جاء من أجل الأمم أيضًا، وكما صنع معجزات وسط شعبه صنع معجزات أيضًا مع الأمم مثل قائد المئة في كفر ناحوم، والمرأة الكنعانية... إلخ.
وفيما يلي نعرض باختصار لأهداف إنجيل متى:
1ــ قدم القديس متى السيد المسيح محط وكمال النبؤات: ففي السيد المسيح كملت وتحقَّقت نبوات العهد القديم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فنحو ثلثمائة نبؤة وردت في العهد القديم عن السيد المسيح، تحقَّقت أكثر من ثلاثين منها في الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة من حياته على الأرض بالجسد، وقد أشار القديس متى لكثير من هذه النبؤات، ففي صدارة إنجيله كتب قائلًا: " كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ" (مت 1: 1) وهذه العبارة بلا شك تحمل مدلولًا نبويًا، فيسوع المسيح هو نسل إبراهيم الذي به تتبارك كل قبائل الأرض كوعد اللَّه لإبراهيم: " وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ" (تك 22: 18)، وقال بولس الرسول: " وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ وَفِي الأَنْسَالِ كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ وَفِي نَسْلِكَ الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ" (غل 3: 16). وذكر القديس متى في الإصحاحين الأولين تحقُّق عدة نبوات:
أ - " هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ" (مت 1: 23) جاءت تحقيقًا لما جاء في (إش 7: 14).
ب - " وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ" (مت 2: 6) جاءت تحقيقًا لما جاء في (مي 5: 2).
جـ - " لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِـنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني" (مت 2: 15) جاءت تحقيقًا لما جاء في (هو 11: 1).
د - " حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ. صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُـمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ" (مت 2: 17، 18) جاءت تحقيقًا لما جاء في (إر 31: 15).
هـ - " وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا" (مت 2: 23) جاءت تحقيقًا لما جاء في (مز 22: 6، 69: 9، إش 52: 14، 53: 1، 2، زك 11: 12، 13).. إلخ.
وسجل القديس متى أقوال وأعمال السيد المسيح كجزء من تاريخ الأمة اليهودية، فالسيد المسيح لم يأتِ من فراغ كحدث مستقل بذاته، بل جاء لتكميل تاريخ إسرائيل، ولذلك ربط القديس متى ميلاد السيد المسيح برجال العهد القديم عن طريق سلسلة الأنساب، كما أكثر من ذكر نبوات العهد القديم عنه، وكانت عبارته المفضلة: " وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ" (مت 1: 22) وما شابهها، مؤكدًا على علاقة العهد الجديد بالعهد القديم، تلك العلاقة التي لا تنفصم، فقد اكتمل العهد القديم من خلال المسيح في الجديد، وتحوَّل النظام الموسوي إلى ملكوت السموات ، ووصايا ومطالب الناموس إلى تطويبات.
2ــ قدم القديس متى السيد المسيح متمم مطالب الناموس: فقدم القديس متى السيد المسيح كشخص يهودي ملتزم بكل مطالب الناموس، ويقول "الأرشمندريت يوسف درة الحداد" عن القديس متى: " كأنه يقول: أن يسوع هو "المسيح" ابن داود، ابن إبراهيم فكيف تتنكرون له وقد تبعه العالم: فهو يُكمّل الشريعة ولا ينسخها (مت 5: 17)، يكمل البر ولا يتجاوزه (مت 3: 15)، يذكر الشريعة بإجلال (مت 5: 17 ــ 19، 12: 5) ويسفّه مخالفيها (مت 7: 23، 13: 41، 23: 28). أهل الشريعة هم عنده "بَنُو الْمَلَكُوتِ" (مت 8: 12) وكتبتهم يُخرِجون من كنوز تراثهم "جُدُدًا وَعُتَقَاءَ" فهم الفقهاء في ملكوت السموات (مت 13: 52)، والأعياد لها عنده حرمتها، فهو يصعد إليها، والسبت له حرمته (مت 24: 20)، وإن دعته الظروف أن يعلن أنه هو رب السبت أيضًا (مت 12: 8) دليلًا على سلطانه الإلهي. ويذكرهم بإبراهيم ووليمة الملكوت معه (مت 8: 11). فهو في ظاهر تفكيره فلسطيني إسرائيلي" (63).
3ــ قدم القديس متى السيد المسيح مكمل الناموس ورب الشريعة: أورد القديس متى قول السيد المسيح " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ" (مت 5: 17، 18). فقد جاء السيد المسيح ليُكمِل الناموس إذ أوضح وصحح المفاهيم الخاطئة لدى اليهود، ومن هذا المفاهيم:
أ - مُلك المسيح: ظن اليهود في المسيح أنه سيكون ملكًا عظيمًا مثل داود وسليمان، يملك عليهم، ويعيد الأمجاد القديمة، ويجعلهم شعبًا مميّزًا عن كافة شعوب الأرض، أما هو فقال أن مملكتي ليست من هذا العالم، وركز بشارته وكرازته على ملكوت السموات، أن تعبير "ملكوت السموات" أورده القديس متى عشرات المرات.
ب - مفهوم السبت: فقد بالغ اليهود في حفظ السبت حتى منعوا أن يُعمل فيه أي عمل حتى لو كان عمل من أعمال الخير، أما السيد المسيح فأوضح لهم مفهوم السبت، وأكثر من صنع المعجزات يوم السبت موضحًا أن السبت جُعل لأجل الإنسان (راجع مت 12: 1 - 13).
جـ - مفهوم الوصية: فهم الكتبة والفريسيون الوصية بالمفهوم الضيق، كما أضافوا إليها من تقليداتهم أحمالًا ثقيلة لم يمسوها بطرف أصابعهم، أما السيد المسيح فأوضح أنه يريد رحمة لا ذبيحة، كما فهم اليهود الوصايا مفهومًا سطحيًا متمسكين بالحرف، فكشف لهم السيد المسيح عن عمق الوصية، فوصية "لا تقتل" لها جذورها من الغضب، فمن يحاسب نفسه على الغضب من الصعب جدًا أن يصل للقتل، وهكذا بقية الوصايا كما هو واضح في الموعظة على الجبل إذ تكرَّرت عبارة " قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ... وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ" (مت 5: 21، 22 - 27، 28 - 31، 32 ــ 33، 34 - 38، 39 - 43، 44)، فالسيد المسيح رب الشريعة الذي أعطى الشريعة في القديم هو الذي أوضحها وأكملها في العهد الجديد.
4ــ قدم القديس متى السيد المسيح ابن داود والوارث لعرشه: فركز القديس متى على لقب المسيح " ابْنِ دَاوُدَ" حتى أنه بدأ به إنجيله: " كِتـَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ" (مت 1: 1) معيدًا للأذهان قول الرب عن داود: " قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَ مُخْتَارِي حَلَفْتُ لِدَاوُدَ عَبْدِي. إِلَى الدَّهْرِ أُثَبِّتُ نَسْلَكَ وَأَبْنِي إِلَـى دَوْرٍ فَـدَوْرٍ كُرْسِيَّكَ" (مز 89: 3).. " وَأَجْعَلُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ وَكُرْسِيَّهُ مِثْلَ أَيَّامِ السَّمَاوَاتِ" (مز 89: 29).. " نَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ وَكُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ أَمَامِي" (مز 89: 36)، وقال الرب عن ابن داود: " وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتًا إِلَى الأَبَدِ" (2 صم 7: 16)، وفي نبؤة إشعياء النبي عنه: " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا... لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ.." (إش 9: 6، 7).. " وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ. وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ.." (إش 11: 1، 2)، وقال الملاك للعذراء: ".. وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ" (لو 1: 32، 33).
لقد أدرك القديس متى كل هذه النبؤات وكذلك ركز على لقب " ابْنِ دَاوُدَ":
† نادى ملاك الرب يوسف: " يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ" (مت 1: 20).
† سأل المجوس: " قَائِلِينَ أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ" (مت 2: 2).
† نادى الأعميان وهما " يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ" (مت 9: 27) وكذلك الأعميان اللذان كانا جالسين على طريق أريحا: ".. صَرَخَا قَائِلَيْنِ ارْحَمْنَا يَاسَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ فَانْتَهَرَهُمَا الْجَمْعُ لِيَسْكُتَا فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ ارْحَمْنَا يَاسَيِّدُ يَاابْنَ دَاوُدَ" (مت 20: 30، 31).
† عندما لجأت إليه المرأة الكنعانية: ".. صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً ارْحَمْنِي يَاسَيِّدُ يَاابْنَ دَاوُدَ" (مت 15: 22).
† تساءلت الجموع: " وَقَالُوا أَلَعَلَّ هذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ" (مت 12: 23).
† في دخوله أورشليم تحقَّقت نبوة زكريا النبي: " هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَـانٍ" (زك 9: 9) (راجع مت 21: 5) ، وقال القديس متى: " وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي" (مت 21: 9).
† سأله بيلاطس البنطي: " أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ أَنْتَ تَقُولُ" (مت 27: 11)
† عند صلبه: " وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً هذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ" (مت 27: 37).
5ــ قدم القديس متى يسوع المسيا (المسيح): لقد عرّف القديس متى السيد المسيح، وتَّتلمذ على يديه وعاين معجزاته وعظم تعاليمه، وعايش موته وقيامته، فاشتاق أن يتعرف على جميع بني جنسه عليه، فيكتشفوا فيه أنه هو المسيا مشتهى الأجيال، ولهذا أفتتح إنجيله بقوله: " كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (مت 1: 1)، وما فتأ أن يؤكد هذا المعنى من خلال إنجيله، فتجده يقول:
† " يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ" (مت 1: 16).
† " وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ" (مت 1: 17).
† " أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (مت 1: 18).
† سأل هيرودس رؤساء الكهنة: " أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ" (مت 2: 4).
† شهد بطرس لألوهيته قائلًا: " أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ" (مت 16: 16).
† أستحلف رئيس الكهنة يسوع: " وَقَالَ لَهُ أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ قَالَ لَهُ يَسُوعُ أَنْتَ قُلْتَ" (مت 26: 63، 64).
† قال بيلاطس لليهود: " مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ. بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ... قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ فَمَاذَا أَفْعَـلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ" (مت 27: 17، 22).
ويقول "وليم مكدونالد": "ويريد متى في إنجيله أن يظهر أن يسوع هو مسيح الأمة الذي طال إنتظاره، والوارث الشرعي الوحيد لعرش داود. ولا يدَّعي هذا الإنجيل بأنه رواية كاملة لسيرة حياة المسيح، فهو يبتدئ بسلسلة نسبه والسنوات الأولى من حياته، ثم يقفز إلى بداية خدمته العلنية عندما كان عمره حوالي ثلاثين سنة. وينتقي متى، مسوقًا من الروح القدس، تلك الأوجه من حياة المخلص وخدمته التي تشهد له بأنه الممسوح من الَّله (أي المسيح). ثم ينتقل الإنجيل إلى الذروة التي هيَ محاكمة الرب يسوع وموته ودفنه وقيامته وصعوده إلى السماء. في هذه الذروة، بالطبع، تم وضع الأساس لخلاص الإنسان. لهذا السبب دُعي هذا السفر إنجيلًا" (64).
6ــ قدم القديس متى يسوع المسيح ابن اللَّه: في المعمودية جاء صوت الآب قائلًا: "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (مت 3: 17).
† على جبل التجلي قال الآب: "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا" (مت 17: 5).
† قال السيد المسيح: " أَبِي السَّمَاوِيُّ" (مت 18: 35)، كما قال: " لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ" (مت 11: 27)، وكثيرًا ما ناجى إياه قائلًا: " يَا أَبَتَاهُ" (مت 26: 42).
† الذين كانوا في السفينة: " جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ" (مت 14: 33).
† اعترف بطرس بألوهيته قائلًا: " أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ" (مت 16: 16).
7ــ قدم القديس متى يسوع مسيح العالم كله: فذكر جداته الأمميات، وفي ميلاده جاء المجوس من المشرق وقدموا له عبادتهم وقرابينهم (مت 2: 1 - 12)، وامتدح السيد المسيح قائد المئة الوثني (مت 8: 10)، كما امتدح المرأة الكنعانية (مت 15: 28) وأرسل تلاميذه ليكرزوا للعالم كله (مت 28: 19).
_____
(62) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص80.
(63) الدفاع عن المسيحية - الإنجيل بحسب متى ص160.
(64) تفسير الكتاب المقدَّس للمؤمن - العهد الجديد جـ1 من إنجيل متى إلى الرسالة الأولى لأهل كورنثوس ص25، 26.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/150.html
تقصير الرابط:
tak.la/mhq2rb5