St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

151- ما هيَ ملامح إنجيل متى وسماته؟

 

س151: ما هيَ ملامح إنجيل متى وسماته؟

St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

ج: فيما يلي نعرض لأهم ملامح وسمات إنجيل متى لكي ندرك عظمة هذا الإنجيل المقدَّس:

1ــ شمل إنجيل متى أكبر عدد من الإصحاحات:

شمل إنجيل متى 28 إصحاحًا، يليه إنجيل لوقا (24)، ثم يوحنا (21)، ثم مرقس (16) إصحاحًا. أما من جهة عدد الآيات فيأتي إنجيل لوقا في الصدارة (1151) آية، يليه إنجيل متى (1071)، يليه إنجيل يوحنا (879)، ثم إنجيل مرقس (678) آية. وبينما استخدم مرقس الرسول كلمة " للوقت" كثيرًا في إنجيله، فأن القديس متى إستخدم كلمة مشابهة وهيَ "حينئذ" أو " في ذلك الوقت" نحو تسعين مرة.

 

2ــ اهتم القديس متى بالتسلسل الموضوعي على حساب التسلسل الزمني:

اهتم القديس متى بتعاليم وأقوال السيد المسيح أكثر من اهتمامه بالمعجزات، فهناك (644) آية أي نحو ثلاثة أخماس الإنجيل تحمل كلمات الرب يسوع، يليه إنجيل يوحنا، بينما اهتم مارمرقس والقديس لوقا بالأكثر بالأحداث والوقائع. ولم تشغل المعجزات في إنجيل متى أكثر من مائة آية من (1071) آية، ولم يذكر أي من المعجزات في الإصحاحات السبع الأولى سوى قصة الميلاد المعجزي، وكذلك لم يذكر أية معجزة في الإصحاحات السبع الأخير (ص 22 - 28) سوى قصة الموت والقيامة، في الوقت الذي اهتم فيه مارمرقس بالمعجزات من الأصحاح الأول لأنه يكتب للرومان الذين يُمجّدون القوة، وبدأ القديس لوقا بذكر المعجزات من الأصحاح الرابع.

 وأورد القديس متى في إنجيله خمس عظات طويلة، تنتهي كل منها بعبارة " فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الأَقْوَالَ (أو أمره أو الأمثال أو الكلام)" (مت 7: 28، 11: 1، 13: 53، 19: 1، 26: 1)، بالإضافة إلى توبيخه للكتبة والفريسيين (مت 23)، كما تخلل الإنجيل أحاديث قصيرة مثل:

أ - الحديث عن يوحنا المعمدان (مت 11: 7 - 19).

ب - توبيخ المدن التي لم تتب (مت 11: 20 - 24).

جـ - الحديث عن خطورة الكلام (مت 12: 31 - 37).

د - الحديث عن الطلاق (مت 19: 3 - 12).

هـ - الحديث عن التواضع (مت 20: 22 - 28).

و - بعض الأمثال مثل فعلة الكرم (مت 20: 1 - 16) والابنان (مت 21: 28 - 31) والكرم والكرامين الأردياء (مت 21: 33 - 45).

 والعظات الخمس تصوّر حياة الكنيسة بالكامل، ففي العظة على الجبل (ص 5 - 7) نتعرَّف على سلوكيات أعضاء الكنيسة، وفي عظة الإرسالية (ص 10) نجد ميثاق خدام الكنيسة وسلطانهم، وفي عظة الأمثال (ص 13) نرى صورة الكنيسة التي تمثل ملكوت اللَّه على الأرض، فهي الأرض الجيدة التي تقبل حبة الحنطة وتنتج ثلاثين وستين ومائة، حتى وإن كان ينمو على أرضها الحنطة مع الزوان، وهيَ الشبكة الجامعة من كل نوع، وفي عظة سلوك بني الملكوت (ص 18) تُعلّم الكنيسة أولادها كيف يسلكون بتواضع بلا عثرة وكيف يصفحون ويغفرون، وفي عظة نهاية الأزمنة والأبدية (ص 24، 25) نرى الكنيسة الساهرة التي تنتظر مجيء الرب في مجده مع ملائكته القديسين ليجازي كل واحد بحسب أعماله.

 

 وفيما يلي نُلقي الضوء قليلًا على العظات الخمس الرئيسية في إنجيل القديس متى:

أ - العظة على الجبل (ص 5 - 7): ألقاها السيد المسيح وهو جالس على الجبل وحوله تلاميذه ثم جموع غفيرة أمامه، وأوردها القديس متى في ثلاثة إصحاحات تشمل (111) آية، بينما ذكر منها مارمرقس (16) آية فقط، والقديس لوقا (77) آية، وتدور العظة حول دستور ملكوت السموات.

ب - عظة إرسالية التلاميذ (ص10): وجهها السيد المسيح للرسل الاثني عشر، وأوردها القديس متى خلال (43) آية، بينما أورد منها مارمرقس (20) آية، والقديس لوقا (39) آية، وتدور حول الكرازة بالملكوت.

جـ - عظة أمثال ملكوت السموات (ص 13): وجه السيد المسيح بعضها للتلاميذ وبعضها للجموع، وأوردها القديس متى خلال (53) آية، بينما أورد منا القديس مرقس (25) آية، والقديس لوقا (18) آية، وتدور حول نمو ملكوت السموات كما هو واضح من أمثال الزارع والزوان وحبة الخردل والخميرة.

د - عظة سلوك بني الملكوت (مت 18): وتبدأ بسؤال من أحد التلاميذ عمن هو الأعظم في ملكوت السموات، وتنتهي بمثل العبد القاسي، وجاءت العظة خلال (35) آية، جاء منها في إنجيل مرقس (11) آية، وفي إنجيل لوقا (16) آية، وتدور حول سلوك بني الملكوت.

هـ - عظة نهاية الأزمنة والأبدية (ص 24، 25): وشملت (97) آية، ورد منها في إنجيل مرقس (35) وفي إنجيل لوقا (55) آية، وهذه العظة تعكس مدى اهتمام القديس متى بالجانب الأخروي (الأسخاتولوجي) أكثر من الأناجيل الأخرى، ففيها نرى تمام الملكوت الأرضي وبداية الملكوت السمائي.

 

St-Takla.org Image: Symbol of the Gospel of St. Matthew, with scenes from the nativity and the entrance of Jesus to Jerusalem - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909. صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز إنجيل القديس متى: الإنسان، مع مشاهد من الميلاد ودخول المسيح أورشليم - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

St-Takla.org Image: Symbol of the Gospel of St. Matthew, with scenes from the nativity and the entrance of Jesus to Jerusalem - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز إنجيل القديس متى: الإنسان، مع مشاهد من الميلاد ودخول المسيح أورشليم - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

3ــ سار إنجيل متى وفقًا للإطار التاريخي:

فاهتم القديس متى بتحديد الزمن وربط الحدث بالتوقيت، فتجده يكرر بعض العبارات التي تشير للزمن مثل: " وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ.." (مت 8: 16).. " وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ" (مت 14: 15).. " وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ" (مت 14: 23).. " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ.." (مت 3: 1)، وعندما تحدث عن التجلي قال " وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ" (مت 17: 1)، وعند حديثه عن لعن التينة قال: " وَفِي الصُّبْحِ" (مت 21: 18)، ويكثر من استخدام كلمة "حِينَئِذٍ" حتى أنه أوردها نحو تسعين مرة بينما وردت في إنجيل مرقس نحو (6) مرات، وفي إنجيل لوقا نحو (15) مرة فقط. كما استخدم عبارات: " فِي تِلْكَ السَّاعَةِ" (مت 8: 13).. "مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ" (مت 4: 17).. "مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ" (مت 16: 21).

 

4ــ سار إنجيل متى وفقًا للإطار الجغرافي:

ربط القديس متى أحداث ميلاد السيد المسيح وطفولته ببيت لحم وأورشليم، وربط قصة المجوس بالمشرق، ومجيئهم إلى أورشليم ثم بيت لحم، وربط قصة الهروب بمصر، والعودة للناصرة، وكرازة السيد المسيح بأرض الجليل ومدنها مثل الناصرة وكفر ناحوم وبيت صيدا وكورازين، ثم ذهابه للمدن العشر، وصور وصيدا، ورحلة الصعود إلى أورشليم حيث أحداث الصلب على الجلجثة والقيامة. وعند حديثه عن كفر ناحوم يصف موقعها الجغرافي: " كَفْرَنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ" (مت 4: 13). كما استخدم بعض العبارات الدالة على المكان مثل: "عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ" (مت 4: 18).. " صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ" (مت 5: 1).. " وَلَمَّا دَخَلَ السَّفِينَةَ" (مت 8: 23).. " وَلَمَّا جَاءَ إِلَى العبَر إِلَى كُـورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ" (مت 8: 28).. "عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ" (مت 9: 9).. " خَـرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ" (مت 13: 1).. " وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَنَاحُومَ" (مت 17: 24).. " وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ" (مت 24: 3).. إلخ.

 ويقول "الخوري بولس الفغالي" عن المناطق الجغرافية التي جاء ذكرها في إنجيل متى: "تجمعت هذه الأماكن المذكورة في متى، في ثلاث شُعَب كبيرة (مت 2: 1 ــ 9: 34) ببيت لحم، الناصرة، برية اليهودية، المدينة المقدَّسة، بحر الجليل، كفر ناحوم، أنحاء الجليل. والشعبه الثانية (مت 14: 1 - 16: 20) العالم الوثني، برجنيسارت، صور وصيدا، قيصرية فيلبس. والشعبة الثالثة (مت 21: 1 - 27: 61) أورشليم وما يحيط بها. أريحا، بيت فاجي، جبل الزيتون، الهيكل، ساحة الهيكل، بيت عنيا" (65).

 

5ــ استخدم القديس متى الكلمات المتشابكة، والتضمينات الأدبية، والتوازيات:

فتظهر مثلًا الكلمات المتشابكة في حديث السيد المسيح عن "الطفل"، أو "الولد"، أو "الأولاد"، أو "الصغار" مثل:

† " فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْـهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ... إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ.." (مت 18: 2، 3).

† " فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الْوَلَدِ" (مت 18: 4).

† " وَمَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي" (مت 18: 5).

† " وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ" (مت 18: 6).

† " بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ.." (مت 25: 40).

أما "التضمينات الأدبية" فهو بعد أن يستخدم كلمة معينة يعود إليها ثانية، مثل:

" لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ... لأَنَّهُ حَيْـثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ" (مت 6: 19، 21).

" مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ... فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ" (مت 7: 16، 20).

 كما استخدم القديس متى "التوازيات" سواء الترادفية أو المتعارضة، فمن أمثلة التوازيات المترادفة قوله: " فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل... وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل" (مت 7: 24 - 26)، فعبارة " فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي" ترادفها نفس العبارة بعدها. ومن أمثلة المتوازيات المتعارضة: " فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَـنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا" (مت 16: 25).

 

6ــ يتميز إنجيل متى باستخدام الأسئلة في تعبيراته:

ومن أمثلة ذلك:

" أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟" (مت 2: 2).

" مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟" (مت 16: 13).

" يَارَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟" (مت 18: 21).

" هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟" (مت 19: 3).

" أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟" (مت 19: 16).

" أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟" (مت 22: 17).

" فَفِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنَ السَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟" (مت 22: 28).

" يَامُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟" (مت 22: 36).

" أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟" (مت 27: 11).

 

7ــ يتميز إنجيل متى باستخدام الأرقام:

أكثر القديس متى من استخدام الأرقام المحببة التي لها دلالات معينة لدى اليهود، مثل أرقام 2، 3، 5، 7. كما أن استخدامه الكثير للأرقام يعكس طبيعة وظيفته السابقة في مجال المحاسبة والأموال، ومن أمثلة استخدام الأرقام في إنجيل متى:

الرقم 2: من أمثلة استخدام القديس متى لرقم (2):

أ - " كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ" (مت 1: 1).

ب - " لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ... لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ" (مت 6: 24).

ج - الباب الواسع والباب الضيق (مت 7: 13، 14).

د - الذئاب والحملان (مت 7: 15).

هـ - الشجرة الجيدة والشجرة الردية (مت 7: 16 - 18).

و - البيت المبني على الصخر والبيت المبني على الرمل (مت 7: 24 - 27).

ز - شفاء مجنونين (مت 8: 28).

ح - الأصحاء والمرضى، والأبرار والخطاة (مت 9: 12، 13).

ط - تفتح عيون أعميين (مت 9: 27 ، 20: 30).

ى - السمك الجيد والسمك الردئ (مت 13: 47، 48).

ك - معجزتين لإشباع الجموع (مت 14: 15 - 21، 15: 32 - 38).

ل - العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات (مت 25: 1 - 13).

م - الخراف والجداء، والأبرار والأشرار (مت 25: 33 - 46).

ن - أثنين من شهود الزور (مت 26: 60).

س - اللص اليمين واللص اليسار (مت 17: 44).

الرقم (3): من أمثلة استخدام القديس متى لرقم (3):

أ - ثلاثة مجموعات في سلسلة أنساب المسيح (مت 1: 1 - 17).

ب - ثلاثة أحلام يوسف (مت 1: 20، 2: 13، 19).

ج - ثلاث هدايا المجوس (مت 2: 11).

د - ثلاثة تجارب للسيد المسيح، وثلاث اقتباسات من العهد القديم (مت 4: 1 - 11).

هـ - ثلاث ممارسات الصدقة والصلاة والصوم (مت 6: 1 - 18).

و - ثلاثة أصحاب الوزنات (مت 25: 14 - 30).

ز - صلى السيد المسيح في البستان ثلاث مرات (مت 26: 36 - 44).

ح - أنكر بطرس الرسول المسيح ثلاث مرات (مت 26: 69 - 75).

ط - ثلاث مرات يُكرّر القديس متى عبارة بعينها في مقاطع صغيرة، وهيَ " وَلاَ تَخَافُوا" (مت 10: 26، 28، 31)، " فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (مت 10: 37 - 38)، و" هؤُلاَءِ الصِّغَارِ" (مت 18: 6، 10، 14).

ى - عشر الكتبة والفريسيون النعنع والشبثَّ والكمُّون (مت 23: 23) وأهملوا الحق والرحمة والإيمان (مت 23: 23).

العدد (5): من أمثلة استخدام القديس متى لرقم (5):

أ - معجزة الخمس خبزات التي أشبعت الخمسة آلاف (مت 14: 17 - 21، 16: 9).

ب - خمس عذارى حكيمات وخمس عذارى جاهلات (مت 25: 1 - 3).

ج - صاحب الخمس وزنات ربح خمس وزنات أخرى (مت 25: 15، 16).

العدد (7): من أمثلة استخدام القديس متى لرقم (7):

أ - كل مجموعة من سلسلة الأنساب تتكون من 14 جيل أي 7 × 2 (مت 1: 1 - 17).

ب - شملت الصلاة الربانية سبع طلبات (مت 6: 9 - 13).

ج - الروح النجس يأخذ سبعة أرواح أشر منه ويسكن في البيت الفارغ (مت 12: 43 - 45).

د - سبعة أمثال الملكوت الزارع، والحنطة والزوان، وحبة الخردل، والخميرة، والكنز المخفي، واللؤلؤة، والشبكة (ص 13).

هـ - معجزة السبع خبزات التي تبقى منها سبعة سلال (مت 15: 34 - 37).

و - التسامح إلى سبعين مرة سبع مرات (مت 18: 21، 22).

ز - سبعة أخوة تزوجوا بامرأة واحدة (مت 22: 25).

 

8 - تميَّز أسلوب إنجيل متى بالاختصار والوضوح والمهابة:

ذكر القديس متى الأحداث باختصار متغاضيًا عن التفصيلات، فمعجزة شفاء غلام قائد المئة جاءت في (مت 8: 5 - 13) بينما نجدها بتوسع أكبر في (لو 7: 1 - 10)، ومعجزة إقامة ابنة يايرس جاءت في (مت 9: 18 - 26)، بينما جاءت بتفصيل أوسع في إنجيل مرقس (مر 5: 21 - 24، 35 - 43) وإنجيل لوقا (لو 8: 40 - 42 - 49 - 56).

 وفي سبيل الوضوح يرتب القديس متى الأحداث جيدًا، مستخدمًا الجُمل القصيرة، حتى صار الوضوح سمة غالبة لإنجيل متى، حتى وإن كان إنجيل مرقس أكثر وضوحًا في بعض المقاطع ، مثل: " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ" (مت 15: 5، 6) جاءت بوضوح أكثر في (مر 7: 9 - 13).

 كما يظهر الاختصار والمهابة في قصة شفاء حماة سمعان التي أوردها القديس متى في آيتين صغيرتين: " وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً. فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى. فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ" (مت 8: 14، 15) ويعلق "الخوري بولس الفغالي" قائلًا: "جرَّد متى الحدث من كل ما هو ثانوي ويثير الفضول، فصار النص مهيبًا. كما في إحتفال ليتورجي حيث الحركات كلها مدروسة وهادئة. نحن أمام بطرس... ولا يذكر رفيقاه أندراوس ويعقوب، كما لا يشير متى إلى طلب التلاميذ من أجل المريضة. يسوع هو وحده وجهًا لوجه مع تلك المنطرحة على الفراش والتي تبدو كالميتة. أخذ بيدها فأختفت الحمى، فقامت (كما من الموت) وكانت تخدم يسوع وحده. حين قرأت الكنيسة هذا الحدث رأت فيه إستباقًا رمزيًا لقيامة المسيحي الذي يخدم المسيح" (66).

 

9 - كتب القديس متى لشعبه من اليهود:

وذلك بإجماع شهادات الآباء مثل القديس إيرينيؤس (المجموعة اليونانية 7: 844)، والقديس أكليمنضس السكندري (المجموعة اليونانية 20: 265)، والعلامة أوريجانوس (المجموعة اليونانية 20: 581)، ويوسابيوس (المجموعة اليونانية 20: 265، 22: 942، 23: 3، 6) والقديس جيروم (المجموعة اللاتينية 23: 3، 6)، والقديس يوحنا ذهبي الفم (المجموعة اليونانية 57 - 58: 17) (راجع الأرشمندريت يوسف دره الحداد - الدفاع عن المسيحية - الإنجيل بحسب متى).

 وبلا شك أن تفكير وثقافة اليهود الذين آمنوا بالمسيح يختلف عن تفكير وثقافة الرومان الذين كتب لهم مارمرقس، يختلف عن تفكير وثقافة اليونانيين الذين كتب لهم القديس لوقا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالرومان ينشدون القوة، واليونانيون ينشدون الحكمة، أما اليهود فيتعلقون بتاريخهم واختيار اللَّه لهم كشعب مختار، ولذلك يستخدم القديس متى المفردات التي يستريح لها اليهود، فأطلق على البلاد: " أَرْضِ إِسْرَائِيلَ" (مت 2: 20)، والمدن: " مُدُن إِسْرَائِيلَ" (مت 10: 23)، والشعب: "شَعْب إِسْرَائِيلَ" (مت 9: 33) " بَيْتِ إِسْرَائِيلَ" (مت 10: 6)، واللَّه هو: " إِلهَ إِسْرَائِيلَ" (مت 15: 31) ، وأورشليم هيَ: " الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ" (مت 4: 5)، و" الْمَكَـانِ الْمُقَدَّسِ" (مت 24: 15) و" مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ" (مت 5: 35)، وبنوا إسرائيل هم: " بَنُو الْمَلَكُوتِ" (مت 8: 12)، والهيكل هو: " هَيْكَلِ اللهِ" (مت 21: 12).

 واستخدم القديس متى تعبير " مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" بدلًا من " مَلَكُوتَ اللهِ" بكثرة نحو خمسين مرة، بينما استخدم " مَلَكُوتَ اللهِ" نحو أربع مرات فقط (مت 12: 28، 19: 24، 21: 31، 43)، وهذا يعكس الحساسية المفرطة لليهود في استخدام لفظ الجلالة (يهوه) فيتحاشون النطق به لئلا ينجسوا الاسم المقدَّس ولكن لابد أن السيد المسيح استخدم تعبير " مَلَكُوتَ اللَّهِ" بحرية، وبينما ذكر القديس متى " مَلَكُوتَ اللَّهِ" أربع مرات فقط فإن مارمرقس استخدم التعبير نحو 14 مرة، والقديس لوقا نحو 34 مرة، ويوحنا مرتين فقط (راجع الخوري بولس الفغالي - دراسات بيبلية - 14 - بدايات الملكوت جـ 1 ص70، 71)، فقد ركز القديس متى على تعبير " مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" ، فمثلًا:

أ - ركزت كرازة يوحنا المعمدان على ملكوت السموات: " تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (مت 3: 2).

ب - ركزت كرازة السيد المسيح على ملكوت السموات: " تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ: (مت 4: 17).. " وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ" (مت 4: 23).. " وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ" (مت 9: 35).

جـ - افتتح التطويبات بقوله: " طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُـمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 5: 3). كما وعد المضطهدين بالملكوت: " لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِـي السَّمَاوَاتِ" (مت 5: 12).

د - في الصلاة الربانية علمنا أن نصلي: " لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ" (مت 6: 10).

هـ - أوصانا السيد المسيح قائلًا: "اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ" (مت 6: 33).

و - قال السيد المسيح: " لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي يَارَبُّ يَارَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت 7: 21).

ز - قال السيد المسيح: " إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (مت 8: 11).

ح - أرسل السيد المسيح تلاميذه قائلًا لهم: "اكْرِزُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (مت 10: 7).

ط - قال السيد المسيح: " مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ" (مت 11: 12).

ى - شمل الأصحاح الثالث عشر على سبعة أمثال ملكوت السموات.

ك - قال السيد المسيح لبطرس الرسول: " وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (مت 16: 19).

 ويقول "الخوري بولس الفغالي": "هناك ثلاثة مراحل لهذا الملكوت، الأولى: الملكوت الذي جاء إلينا بواسطة يسوع المسيح "تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ". لقد تدشنَّ في شخص يسوع ونشاطه، وسوف يظهر قريبًا في عظمته. المرحلة الثانية: الملكوت يمتد على الأرض بواسطة الكنيسة، وذلك بعد القيامة. وفي المرحلة الثالثة: نكون أمام الملكوت الأسكاتولوجي... إذًا يدل ملكوت السموات على واقع ديناميكي، هو ينزل من السماء وينكشف على هذه الأرض للتلاميذ، ويتجسد شيئًا فشيئًا في واقع أرضي هو إسرائيل الجديد، هو الكنيسة – غير أن هذه الكنيسة لا تتم هذا الملك قبل نهاية الأزمنة. لهذا فهي تطلب ولا تتوانى: "لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ" (مت 6: 10) يارب" (67).

 وأيضًا استخدم القديس متى بعض التعبيرات اليهودية مثل " رَقَا" (مت 5: 22)، و"قُرْبَانَكَ" (مت 5: 23)، و" جَهَنَّمَ" (مت 23: 33)، و" لَحْمًا وَدَمًا" (مت 16: 17) كناية عن الإنسان، و" وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (مت 24: 3) دون أن يترجم المعنى، بينما ترجم التعبيرات اليهودية القديمة مثل "عِمَّانُوئِيلَ الَّـذِي تَفْسِيرُهُ اَللهُ مَعَنَا" (مت 1: 23)، و" جُلْجُثَةُ وَهُوَ الْمُسَمَّى مَوْضِعَ الْجُمْجُمَةِ" (مت 27: 33)، و" إِيلِي إِيلِي لِمَا شَبَقْتَنِي أَيْ إِلهِي إِلهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي" (مت 27: 46).

 وتحدث القديس متى عن الكثير من العادات اليهودية، مثل تقديم القربان على المذبح (مت 5: 23)، ومحبة الفريسيين للظهور (مت 6: 5، 16) فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم (مت 23: 5) ويحرصون على غسل الأيدي (مت 5: 2)، وإجراء الختان يوم السبت (مت 12: 5)، والحرص على دفع ضريبة الدرهمين للهيكل (مت 18: 24 - 27)، ودفع الجزية لقيصر (مت 22: 21)، ولا يعترف الصدوقيون بقيامة الأموات (مت 22: 23)، ويذكر القبور المبيضة (مت 23: 27)، وإطلاق أسير يهودي في العيد (مت 27: 15).

 

10ــ ربط إنجيل متى بين العهدين القديم والجديد:

إن كان إنجيل مرقس يتميَّز بالسلاسة وسرد الأحداث في قالب قصصي ممتع ومفعم بالحرية، وإنجيل لوقا يتميَّز بالاهتمام بالأمور الإنسانية والوجدانية، ويتميَّز إنجيل يوحنا بتحليقه في اللاهوتيات، فإن إنجيل متى يتميَّز بأنه يمثل الجسر الذهبي الذي يربط العهدين معًا، ولذلك وُضع في صدارة العهد الجديد، بالرغم من أن إنجيل مرقس كُتب قبله، وبالرغم أن البعض رآه كتابًا صعبًا، يبدأ بسلسلة أنساب قد يجهلها القارئ، كما أنه يتحدث كثيرًا عن الناموس والتقليدات والنبؤات، وكأنه يفتقر للأسلوب الأدبي، وهذه نظرة مجحفة لهذا الإنجيل، فالدراسة المتأنية للإنجيل تكشف عن براعة متى الإنجيلي وسعة إطلاعه وعلمه بأسفار العهد القديم، وأيضًا إلمامه الكامل بأحداث العهد الجديد، فاستطاع أن يطوع اقتباساته من العهد القديم لما ذكره من أحداث تاريخية، ويقول "ر. ت. فرانس": "ومع ذلك، فموضوع تاريخية أحداث إنجيل متى، لا يجب أن تدعه يصرف الإنتباه عن الطريقة الرائعة المبهرة التي استخدم بها متى العهد القديم... وفي خلطه للاهتمامات اليهودية التي كانت تتمشى مع التقليد وتعليم الشيوخ، بالتأكيدات المسيحية الحديثة، بأنه قد تمت أقوال ونبؤات العهد القديم في الحياة التاريخية ليسوع الناصري وفي تعاليمه، فأنه كان يصوّر لنا مثل رب البيت الذي يُخرِج من كنزه جددًا وعتقاء (مت 13: 52)" (68).

 وإن كان مارمرقس اقتبس نحو (21) اقتباسًا من العهد القديم، والقديس لوقا اقتبس (22) اقتباسًا، فإن القديس متى أقتبس أكثر من (40) إقتباسًا مباشرًا، بالإضافة إلى الإشارات للعهد القديم التي تعدت المائة مرة، ومن العبارات المفضلة للقديس متى في ربط العهدين: " لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ" (مت 1: 22، 2: 15).. " لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ" (مت 2: 5).. "حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ" (مت 2: 17).. " لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل" (مت 2: 15).. إلخ، فمثل هذه العبارات وردت في إنجيل متى نحو إحدى عشرة مرة، وأورد القديس متى قول السيد المسيح: " إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ" (مت 5: 18).

 

 ومن أمثلة اقتباسات القديس متى المباشرة من العهد القديم:

(1) ولادة السيد المسيح من عذراء (مت 1: 22، 23) مقتبس من (إش 7: 14).

(2) ولادة المسيح في بيت لحم (مت 2: 5، 6) مقتبس من (مي 5: 2).

(3) الهروب إلى مصر (مت 2: 14، 15) مقتبس من (هو 11: 1).

(4) مذبحة أطفال بيت لحم (مت 2: 16 - 18) مقتبس من (إر 31: 15).

(5) لقب يسوع الناصري (مت 2: 23) مقتبس من (مز 22: 6، 69: 9، إش 52: 14، 53: 1، زك 11: 12، 13).

(6) مجيء يوحنا المعمدان (مت 3: 3) مقتبس من (إش 40: 3).

(7) " لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ" (مت 4: 4) مقتبس من (تث 8: 3).

(8) " يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ" (مت 4: 6) مقتبس من (مز 91: 11، 12).

(9) " لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ" (مت 4: 7) مقتبس من (تث 6: 16).

(10) " لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ" (مت 4: 10) مقتبس من (تث 6: 13،10: 20).

(11) تَرْك السيد المسيح الناصرة وسكنى كفر ناحوم (مت 4: 13 - 16) مقتبس من (إش 9: 1، 2، 42: 7).

(12) " طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُـمْ يَتَعَزَّوْنَ" (مت 5: 4) مقتبس من (إش 61: 1، 2).

(13) " طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ" (مت 5: 5) مقتبس من (مز 37: 11).

(14) " طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ" (مت 5: 7) مقتبس من (مز 41: 1).

(15) " طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت 5: 8) مقتبس من (مز 15: 20، 24: 4).

(16) " أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ" (مت 5: 14) مقتبس من (أم 4: 18).

(17) " بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ" (مت 5: 35) مقتبس من (مز 48: 2).

(18) " لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ" (مت 5: 39) مقتبس من (أم 2: 22 ، 24: 29).

(19) " وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونـُوا عَابِسِينَ" (مت 6: 16) مقتبس من (إش 58: 5).

(20) " لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب" (مت 7: 6) مقتبس من (أم 9: 7، 8).

(21) هو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا (مت 18: 16، 17) مقتبس من (إش 53: 4).

(22) " هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ.." (مت 12: 18 - 21) مقتبس من (إش 42: 1 - 3).

(23) " مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ" (مت 13: 13 - 15) مقتبس من (إش 6: 9، 10).

(24) " حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ" (مت 13: 43) مقتبس من (دا 12: 13).

(25) " يَامُرَاؤُونَ حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلًا. يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا" (مت 15: 7، 8) مقتبس من (إش 29: 13).

(26) " هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ" (مت 21: 4، 5) مقتبس من (زك 9: 9).

(27) " رِجْسَةَ الْخَرَابِ الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ" (مت 24: 15) مقتبس من (دا 9: 23، 25، 27، 12: 11).

(28) " أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ" (مت 26: 31) مقتبس من (زك 13: 7).

(29) " وَأَمَّا هذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُـبُ الأَنْبِيَاءِ" (مت 26: 56) مقتبس من (مز 22، مرا 4: 20).

(30) " وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ.." (مت 27: 6، 7) مقتبس من (زك 11: 11، 12).

(31) " اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً" (مت 27: 35) مقتبس من (مز 12: 18).

(راجع أيضًا ديفيد أ. ده سيلفا - مقدمة العهد الجديد ص337، 338).

 

11 - أوضح إنجيل متى الخدمة المرحلية للسيد المسيح:

ففي بداية كرازة السيد المسيح ركز على الشعب اليهودي، حتى أنه عندما أرسل تلاميذه للكرازة باسمه: " وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ" (مت 10: 5، 6) وأيضًا (مت 15: 24)، ولكن بعد القيامة أرسلهم قائلًا: " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ.." (مت 28: 19).. وبينما أوضح القديس متى أن السيد المسيح جاء من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة إلاَّ أنه ألقى الضوء بقوة على مسيح العالم كله، فجدادته راحاب وراعوث وبشثبع وربما ثامار من الأمميات، وفي ميلاده جاء المجوس من المشرق (مت 2: 1 ــ 12)، وامتدح السيد المسيح قائد المئة قائلًا: " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذا" (مت 8: 10)، كما امتدح المرأة الكنعانية: " وَقَالَ لَهَا يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ" (مت 15: 28)، وقال: " إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ" (مت 8: 11، 12)، وهذا المعنى هو الذي قصده السيد المسيح من مَثَلْ الكرم والكرامين الأردياء (مت 21: 35 - 44)، وقال: " وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى" (مت 24: 14).. " حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ" (مت 26: 13).

 

12 - أوضح إنجيل متى الصراع بين القيادات الدينية والسيد المسيح:

فأوضح مقاومة الكتبة والفريسيين والصدوقيين بما فيهم رؤساء الكهنة للسيد المسيح، وذكر تحذيرات السيد المسيح لهم: " وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَــى الظُّلْمَـةِ الْخَارِجِيَّةِ" (مت 8: 12).. " لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ" (مت 21: 43)، أما هم فرفضوا هذه التحذيرات وقالوا: حاشا، وحذر السيد المسيح الشعب من التمثل بهم قائلًا: " فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ" (مت 23: 3)، وفضح ريائهم وإهتمامهم بالمظهر (مت 6: 2، 5، 16)، وضعف إيمانهم (مت 8: 10، 11)، وتمسكهم الحرفي بوصية السبت (مت 12: 1 - 13)، وتمسكهم بتقاليدهم أكثر من الوصايا الإلهيَّة (مت 15: 3 - 9)، ورد على الصدوقيين الذين ينكرون القيامة العامة (مت 22: 23 - 32)، وعندما لم يجد أي بارقة أمل في رجوعهم: " قَالَ كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي السَّمَاوِيُّ يُقْلَعُ" (مت 15: 13)، وصب عليهم الويلات (ص 23).

 

13ــ يتميَّز إنجيل متى بأنه الإنجيل الكنسي:

فهو الإنجيل الوحيد الذي جاء فيه اسم "الْكَنِيسَةِ" أكليسيا مرتين، الأولى عندما اعترف بطرس الرسول بألوهية المسيح، فقال له الرب يسوع: " أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت 16: 18)، والثانية عندما ذكر عتاب الأخ لأخيه: " وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِــنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ" (مت 18: 17). كما ذكر الكنيسة في صورتها البسيطة عندما قال: " لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (مت 18: 20)، ويرى "العلامة ترتليان" إن وجود السيد المسيح وسط تلاميذه داخل السفينة وسط هياج البحر يعبّر عن صورة حيَّة للكنيسة التي تستمد سلامها من المسيح الساكن والمتجلي فيها، بالرغم من الإضطرابات والمضايقات التي يثيرها الشيطان.

 وكان إنجيل متى أكثر الأناجيل انتشارًا في الكنيسة، فاستخدمته الكنيسة في الكرازة والدفاع عن الإيمان، فهو الإنجيل التعليمي الذي اهتم بأقوال وتعاليم السيد المسيح، وهو الإنجيل الملوكي الذي يسعى لنشر ملكوت السموات، وهو الإنجيل الأخروي الذي يجذب أنظارنا للمجيء الثاني والأبدية.

 ويقول "الخوري مكرم قزاح": "بات من المعروف أن الإنجيل بحسب القديس متى كان الأكثر قراءة ورواجًا في الأجيال المسيحية الأولى، بل وفي الأجيال اللاحقة، لما يتميز به من بُعد كنسي وتعليمي. كيف لا والكنيسة أحوج ما تكون إلى أقوال السيد المسيح وتعاليمه الإلهيَّة تستند إليها خصوصًا في فترة نشأتها الأولى وإطلالتها الفتية على الأمم، فكان لهذا الإنجيل، ولا يزال، الأثر الأكبر في تعرُّفنا إلى وجه السيد المسيح، يطبعنا بطابع صفحاته الخاصة وملامحه المميَّزة. والكنيسة على سبيل المثال، تتلو صلاة "الأبانا" كما وردت في متى. والتطويبات التي نشأنا عليها كدستور لحياتنا المسيحية هيَ التي دوَّنها متى. وكذلك الحال مع نسب يسوع والكثير من الروايات والأمثال الواردة في هذا الإنجيل" (69).

 ويقول "يوسف ضرغام": "وقد إستعملته الكنيسة نظرًا إلى تشديده على الناحية الجماعية للكنيسة، فيسوع يعلّم ويعمل داخل الجماعة. إنه إنجيل وضع في الكنيسة وللكنيسة... الكنيسة التي يكتب لها متى إنجيله تبدو شبيهة بكنيسة اليوم بتنظيمها وطقوسها وتقاليدها، كنيسة تتجدد بتركيز إيمانها على سيدها القائم من الموت وهيَ تريد أن تكون كنيسة من أجل العالم. طقوسها الثلاثة، العماد والتوبة والأفخارستيا تنظمت إلى حد بعيد. أصبحت تعمد باسم الآب والابن والروح القدس... والرب أعطى رسله سلطان الحل والربط ليكملوا من بعده خدمة غفران الخطايا. كما أولاهم أن يقدّسوا الخبز والخمر فيحوّلوه إلى جسده ودمه" (70).

 ويقول "الخوري بولس الفغالي": "حين نقرأ (إنجيل) متى بعد أن نقرأ (إنجيل) مرقس، نحس أننا ننتقل من عالم الطبيعة لندخل إلى الكنيسة. علمنا مرقس أن نجد الحيوية في أخباره، فجاءت في بدايتها قريبة جدًا من الواقع. أما متى فنقلنا إلى داخل الجماعة المسيحية، وهناك بدأ يقدم لنا تعاليم يسوع لأبناء عصره" (71).

 كما يقول "الخوري بولس الفغالي" أيضًا: " إن الكنيسة في نظر متى تُبنى حين تحيا مع يسوع وتعلن يسوع. حين تجمع كل أمم العالم وتغطسهم بالمعمودية في موته وقيامته لتجعلهم يشاركون في حياة الآب والروح. الكنيسة حاضرة بحضور المسيح ربها في وسطها وهي ستظل تعمل وتصلي حين تكتشف وجه معلمها البشري والإلهي. وهي تمتد في إنشداد حين ينمو فيها الرجاء بأن تجتمع إليه في ملكوت الآب الذي تقدم عنه الإفخارستيا صورة مسبَّقة.

 بعد هذا تبدو الكنيسة كجماعة "التلاميذ" حيث تتم الشهادة لحضور يسوع الحال في العالم. هيَ تضم الزمان والمكان لأنها تربط الأرض بالسماء في هذا المكان وفي هذا الآن من التاريخ البشري... الكنيسة هيَ حضور الملكوت المتنامي بشكل متواصل وفي العالم كله" (72).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(65) دراسات بيبلية - 14 - إنجيل متى - بدايات الملكوت جـ 1 ص54.

(66) دراسات بيبلية ــ14ــ إنجيل متى - بدايات الملكوت جـ 1 ص68.

(67) دراسات بيبلية - 14 - إنجيل متى - بدايات الملكوت جـ 1 ص72، 75.

(68) تعريب أديبة شكري - التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - العهد الجديد - إنجيل متى ص17.

(69) أورده الخوري بولس الفغالي - الأناجيل الإزائية ص47.

(70) المرجع السابق ص 40، 41.

(71) دراسات بيبلية - 14 - إنجيل متى - بدايات الملكوت جـ 1 ص50.

(72) دراسات بيبلية - 14 - إنجيل متى - بدايات الملكوت جـ 1 ص77.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/151.html

تقصير الرابط:
tak.la/r837wa4