س133: ما معنى "أبوكريفا"؟ وما هيَ الدوافع لكتابة كتب أبوكريفا العهد الجديد؟ ومتى كُتِبت الأبو كريفا؟
كلمة "أبوكريفا" Apocrupha كلمة يونانية άπʹοκρυφοα تعني "خفي" أو "غامض" أو "مُبهم" أو "عويص"، واستخدم اليونانيون هذا المصطلح، لأنه كان لديهم نوعين من المعرفة والعقائد والطقوس، النوع الأول: مسموح به للجميع خاصة وعامة، بينما النوع الثاني كان مسموح به للخاصة فقط دون العامة، فهو يختص بفئة خاصة متميزة، ولذلك ظلت مخفية عن عامة الناس. كما أُطلقت كلمة "أبوكريفا" على الأعمال التي تستحق أن تُخفى، لأنها تحمل عقائد مضلّلة وتعاليــم كاذبـة، تهدم ولا تبني (راجع ر. ك هاريسون - قصة الكتاب المقدَّس ص 69، ودائــرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 38، 39).
وفي القرنين الرابع والخامس أطلق "القديس كيرلس الأورشليمي" و"القديس جيروم" كلمة "أبوكريفا" على الأسفار غير القانونية، أي الغير صحيحة والتي لم تعترف بها الكنيسة، فقد قبلت الكنيسة الأسفار القانونية الصحيحة والمُوحى بها من الروح القدس، بينما رفضت أسفار أبوكريفا، أي المزيَّفة أو المنحولة، فهـيَ أسفار مزيَّفة بعيدة عن الحقيقة، ومنحولة أي نُسبت لأشخاص لم يكتبوها، فطالما كتب هؤلاء الكتَّاب المجهولون مثل هذه الكتب، ولكيما تجد قبولًا لدى الجموع نسبوها للآباء الرسل مثل أناجيل بطرس وتوما ويعقوب ومتى وفيلبس... إلخ. بينما الرسل لم يكتبوا هذه الكتابات على الإطلاق، ولا الكنيسة اعترفت بها يومًا ما، فهيَ كتابات وُلِدت ميتة ومرفوضة كنسيًا.
وبالرغم من أن كتب أبوكريفا كتب مزيَّفة ومنحولة ومرفوضة من الكنيسة، إلاَّ أنها وجدت رواجًا لدى بعض البسطاء والعامة الذين جذبتهم الخوارق والمعجزات التي تميَّزت بها مثل هذه الكتب، وأيضًا مما ساعد على قبول هذه الكتب أنها خلطت بين الحقيقة والخداع، فضمت بعض الحقائق التي جاء ذكرها في الأناجيل القانونية الأربعة، ولاسيما الأناجيل الإزائية الثلاث الأولى، ويقول "الدكتور القس حنا جرجس الخضري": "ولقد انتشرت هذه الأناجيل في كنيسة القرون الأولى بطريقة سريعة وعلى نطاق واسع. بل أن بعضًا من هذه القصص الخيالية الخرافية المذكورة في هذه الأناجيل أصبح تسلية المسافرين... فإن المسافرين على ظهور جمالهم وخيولهم وعرباتهم القديمة البطيئة السير، كانوا يقصُّون على بعضهم في أثناء هذه السفريات الطويلة قصصًا مسلية يميل معظمها إلى الخيال الخصب المشوّق، إلى ما هو خارق للطبيعة... خصوصًا القصص التي تتكلم عن طفولة يسوع والمعجزات التي كان يقوم بعملها وهو بعد ولد صغير. وخلط البعض قصص هذه الأناجيل المزيَّفة مع قصص الأناجيل القانونية... هذه القصص انتشرت وذاعت بين الناس، وظن البعض أنها جزء من الأناجيل. وفي حقيقة الأمر ما هيَ إلاَّ قصص وردت في الأناجيل المزيَّفة مثل إنجيل توما، والإنجيل العربي، وإنجيل الطفولة، وإنجيل المصريين"(928).
وجاء في "قاموس الكتاب المقدَّس": "الأناجيل غير القانونية: يدخل تحت هذا العنوان كل ما كتبه بعض الكتَّاب في العصر المسيحي المبكّر بعد العصر الرسولي، بما يختص بأخبار سيرة مخلصنا، ونسبوه إلى غيرهم كإنجيل يعقوب وإنجيل نيقوديموس وإنجيل الأبيوبنين وإنجيل المصريّين وإنجيل العبرانيّين... وإنجيل بطرس وإنجيل توما وإنجيل الطفولة وهو إنجيل عربي. المظنون أن إنجيل يعقوب كُتب في القرن الثاني. وأما موضوع هذه الأناجيل فوصف لحالة يوسف والعذراء مريم، والعجائب التي عملهـا المسيح في حداثته، وما شاهده في الهاوية، وغير هذا ما يرضي عقول السذَّج ومن شابههم من العامة الذين يرتاحون إلى مثل هذه الأساطير وأخبار القصصيّين. أما نقض هذه الأناجيل فظاهر لأنها تناقض روح المخلص وحياته على أنها دليل على صحة الأسفار القانونية دلالة النقود الزائفة على وجود النقود الحقيقية الخالصة"(929).
ثانيًا: الدوافع لكتابة كتب أبوكريفا العهد الجديد:
لم تذكر الأناجيل القانونية شيئًا عن طفولة العذراء مريم، كما صمتت الأناجيل تجاه الثلاثين سنة الأولى من حياة السيد المسيح بالجسد، فلم تذكر سوى قصة الميلاد، وزيارة الرعاة، وزيارة المجوس، وذهابه للهيكل في الثانية عشر من عمره، فكانت هذه المراحل المجهولة محط تساؤلات عديدة من المؤمنين فوجدت أسفار أبوكريفا مرتعًا لها، وفي خيال جامح اختلقت قصص ومعجزات خارقة نسبتها للعذراء وللسيد المسيح لكي تشبع نهم القرَّاء. ومن الدوافع لكتابة كتب أبوكريفا الجديد:
1ـ جاءت هذه الكتب للإجابة على تساؤلات البعض عن السنين التي لم تفصح عنها الأناجيل مثل طفولة العذراء مريم، وحياتها في الهيكل، ورحلة الهروب إلى مصر، والثلاثين سنة الأولى من حياة السيد المسيح، والفترة من قيامته إلى صعوده، ويقول "ر. ك. هاريسون": "ونظرًا لندرة المعلومات حول هذه المسائل مثل طفولة يسوع ومراهقته، ومرحلة الرجولة المبكّرة، فقد تعهدت أناجيل "الطفولة" لتزويد القارئ بما كان مفترضًا يُعتبر حقيقة تاريخية. إلاَّ أن الكثير من المواد كانت كلها من عالم الخيال ولا يمكن أن يقبلها القارئ الذكي أو يعتبرها حقيقة"(930). وفيما تحكي كتب أبوكريفا عن تلك السنين المجهولة من حياة العذراء وحياة السيد المسيح، تجدها تجنح نحو المبالغات والخرافات، وتميل إلى زخرفة أحداث الإنجيل، فيقول "الكاردينال جان دانيالو": "الأناجيل المنحولة: منذ القرن الثاني بعد مجيء المسيح، بدأت بعض الجماعات المسيحية تتناقل بعض النصوص، التي لم تقبلها الكنيسة وتعترف بها على أنها أناجيل، فقد سُمّيت هذه الأناجيل بـ "المنحولة" لأنها لا تعبر عن إيمان الكنيسة المستقيم.
وقد اهتمت هذه الأناجيل المنحولة بشكل خاصة في رواية أحداث طفولة يسوع، وذلك إشباعًا لمخيلة الناس الراغبين في معرفة المزيد عن حياة يسوع - ولدى المقارنة ما بين روايات الأناجيل المنحولة وروايتي متى ولوقا نلحظ أن الفارق الأساسي قائم على بساطة الأسلوب وعمق الفكرة - فالأناجيل المنحولة تستسلم لرواية الخوارق الخيالية ولا تهتم بالتعليم اللاهوتي العميق، بينما يمتاز إنجيلا متى ولوقا بأسلوب بعيد عن كل تعقيد، وبفكر أقرب ما يكون إلى الواقع الإنساني والروحي"(931).
وأيضًا لم يذكر سفر الأعمال شيئًا عن حياة الرسل الأطهار باستثناء بطرس وبولس الرسولين، وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "الفضول: فسفر أعمال الرسل القانوني لم يُعتَبر كافيًا لإشباع الرغبة في معرفة حياة الرسل وتعاليمهم، فبعض الرسل قد تجاهلهم سفر الأعمال، كما أن المعلومات عن بطرس وبولس لا تزيد عن لمحات من أحداث حياتهما. وفي مثل هذه الظروف تصبح أي معلومات غيـر موجودة في سفر الأعمال القانوني، مطلوبة بشدة، وحيث أن التاريخ الصحيح لكل رسول من الرسل كان قد لفه الغموض، اُخترعت الأساطير لإشباع الفضول النهم"(932).
2ـــ التأكيد على ألوهية السيد المسيح بطريقة منفّرة، فتُظهِر يسوع في طفولته وصبوته طفلًا مشاكسًا يستغل قوته الإلهيَّة في تحقيق ذاته، فيميت هذا ويحيي ذاك ويستهين بمعلمه... إلخ...
3ــ أشاعت بعض كتب أبوكريفا أفكار الأبيونيين والغنوسيين والوثنيين، لتعطي سندًا إنجيليًا لهذه البدع والهرطقات، مثلما جاء في إنجيل الأبيونيين وإنجيل نيقوديوس وأعمال بطرس... إلخ.، ويعتبر هذا رد فعل للكتب المسيحية الدفاعية التي فضحت البدع والهرطقات المختلفة.
ويقول "الدكتور القس حنا جرجس الخضري": "فالتعاليم الغنوسية تسيطر على كثير من هذه الأناجيل، وكما هو معروف فإن التعاليم الغنوسية تسيطر على كثير من هذه الأناجيل، وكما هو معروف فإن التعاليم الغنوسية تنكر ناسوت المسيح، ولذلك فهيَ لا ترى في يسوع إنسانًا حقيقيًا بل هيئة إنسان يأكل ويشرب وينام، وليس إنسانًا حقيقيًا يجوع ويعطش ويحتاج إلى النوم، بل كان يأكل ويشرب وينام متظاهرًا تحت هيئة بشرية غير حقيقية، ولقد شبَّهوا جسد يسوع بالنور أو شعاع الشمس، فإن النور وشعاع الشمس يمكن لهما أن يخترقا لوحًا من الزجاج دون أن يكسرا هذا اللوح. وهـذا ما حدث (بحسب تفسيرهم)، لمريم العذراء التي احتفظت بعذراويتها (بالمعنى الحرفي للكلمة)، وهذا ما حدث أيضًا ليسوع في حادثة موته. فالمسيح لا يمكن أن يموت لأنه غير قابل بأي حال من الأحوال للآلام.
وإنجيل بطرس (إنجيل مزيَّف) يصف لنا حادثة موت المسيح فيقول: "فجاءوا بلصين وصلبوا السيد بينهما، ولكن السيد كان صامتًا كإنسان لا يشعر بأي ألم... فقد رفض الغنوسيون عقيدة الصلب لأنها لا تتفق ولاهوت المسيح... بل يقتبس الغنوسيون الأناجيل المزيفة التي تجعل من سمعان القيرواني الشخص الذي أخذ مظهر يسوع الناصري وهيئته، ولذلك وضع اليهود أيديهم عليه وصلبوه بدلًا من المسيح لأنه شبّه لهم بأنه المسيح. ويوحنا في أعماله يصف لنا الشخص المُعلَّق على الصليب والذي قال: "لست أنا يسوع المعلّق على الصليب". ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحادثة بالقول: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَـلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" (سورة النساء 156 - 157)"(933).
4ــ جاء في كتب أبوكريفا شرح لما هو غامض في الأسفار القانونية، مع إضافات أسطورية وأفكار هرطوقية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فيقول "وستكوت" عن الأجزاء المتبقية من إنجيل الأبيونيين: "وهيَ تبيّن أن قيمته ثانوية، وأن المؤلّف قد استقى معلوماته من الأناجيل القانونية وبخاصة الأناجيل الثلاثة الأولى، بعد أن جعلها تتفق مع آراء وممارسات الأبيونية والغنوسية"(934).
وهنا يجب أن نطرح سؤالًا هامًا: لماذا تغافلت الأناجيل الأربعة القانونية كل هذه السنين في حياة السيد المسيح، وهيَ تمثل معظم حياته على الأرض؟ ولماذا لم تتطرق إلى حياة العذراء مريم والرسل الأطهار؟
1ــ لم تقصد الأناجيل تدوّين السيرة الذاتية للسيد المسيح، ولو كان هذا هو القصد لتناولت حياته بالتفصيل منذ ميلاده وحتى صعوده، لم تترك محطة واحدة من محطات حياته إلاَّ وتتوقف عندها، ولكن الأناجيل لم تُكتَب لتُشبِع نهم القرَّاء في معرفة كل شيء عن السيد المسيح، ذاك الإله الأزلي غير المحوي، فكيف يسعى الإنسان بعقله المحدود أن يسع غير المحدود، وإذ وهو كائن بالجسد طفلًا في حجر العذراء مريم وتحت رعاية يوسف النجار كان يسوس العالم ويدبر كل شيء ويضبط كل الأشياء بلاهوته... كل ما قصدته الأناجيل هو تقديم قصة الفداء للبشرية، فكتب الإنجيليون بإرشاد الروح القدس من منطلق لاهوتي يهدف إلى خلاص الإنسان، فأوضح الإنجيل قصة ميلاده العذراوي العجيب وقبول العذراء مريم لبشارة رئيس الملائكة الجليل جبرائيل بميلاد المخلص منها بدون زرع بشر، وإيمانها بأن هذا سيكون، وما هيَ إلاَّ أمة الرب، وأوضح الإنجيل تصديق يوسف النجار للملاك وقبوله للعذراء مريم، فكان إيمان العذراء مريم وخطيبها امتداد لإيمان إبراهيم، واختصر الإنجيل طفولة يسوع وصبوته في عبارة واحدة: "وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ" (لو 2 : 52)، وبدأ السيد المسيح خدمته في سن الثلاثين عامًا كما أوصى الناموس بهذا، وبدأ كرازته بقصة عماده من يوحنا السابق الصابغ، وصعوده إلى جبل التجربة وانتصاره الثلاثي على الشيطان، وما سجلته الأناجيل هو قليل جدًا جدًا من أقوال وتعاليم ومعجزات السيد المسيح، وما ذكرته كان بهدف معين أفصح عنه يوحنا الإنجيلي بقول: "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يو 20 : 30، 31).
ويقول "الدكتور القس حنا جرجس الخضري": "إن هدف الأناجيل والرسائل هو تبيان حقيقة روحية هامة: هيَ أن يسوع الناصري ابن مريم، هو المسيح، المسيا الذي تنبأت عنه الكتب المقدَّسة. ولهذا السبب لم يحاول كتَّاب العهد الجديد وصف حياة يسوع الداخلية والخارجية... ولذلك لم يسجل لنا هؤلاء الكتَّاب عن حياة يسوع في فترة الثلاثين السنة الأولى إلاَّ أعدادًا قليلة جدًا.
ولهذا السبب حاولت الكتب الأبوكريفية، أو بعبارة أصح الأناجيل المزيَّفة، أن تنسخ من الخيال قصة بل قصصًا عن حياة يسوع. فمنذ القرن الثاني الميلادي إلى القرن الخامس ظهر عدة أناجيل ورسائل مزيَّفة نسبوها إلى بعض التلاميذ والرسل. ولقد حاولوا أن يقصوا في هذه الرسائل والأناجيل بعض القصص والحوادث التي يدَّعي هؤلاء أنها حدثت مع المسيح ومع أمه ويوسف... معجزات أخرى كثيرة تلوَّنت بالطابع الخرافي. وكان هدفهم من ذلك، ملء الفراغ الذي تركه العهد الجديد بصمته عن التكلم عن طفولة وشباب يسوع"(935).
2ــ عرف التلاميذ السيد المسيح بعد دعوته لهم وهو في سنة الثلاثين، فملأ كل كيانهم وعقولهم وأفكارهم وقلوبهم ووجدانهم، فكان ملء السمع وملء البصر، للدرجة التي لم يحتاجوا فيها لمزيد من المعرفة عن تاريخه، فلم يفكر أحد في التقصّي عن حياته السابقة من العذراء مريم أو غيرها، وحتى لو عرف بعضهم ولا سيما يوحنا الذي عاشت معه العذراء مريم بعد صلب المسيح وقيامته وصعوده، فأنه احتفظ بهذه المعرفة لنفسه، ولم يجد أنه من الضرورة أن يذكرها كأمر لازم لخلاصنا.
3ـ تعلَّم الإنجيليون من أسفار العهد القديم التي تناولت حياة الأنبياء ورجال الله، ولم تدوّن سيرتهم الذاتية، إنما ركزت على رسالتهم، فلم تذكر هذه الأسفار شيئًا عن السنين الأربعين التي أمضاها موسى في قصر فرعون، ولا الأربعين التالية التي أمضاها في صحراء سيناء، ولم تذكر شيئًا عن طفولة إشعياء أو إرميا أو حزقيال... إلخ...
ثالثًا: متى كُتبت كتب أبوكريفا؟:
في حياة الآباء الرسل والجيل الذي عاصر السيد المسيح وسمع أقواله وتعاليه بأذانه وشاهد معجزاته وقواته بعيونه، في ذلك الحين لم يجرؤ واحد على اختراع كتب أبوكريفا، ولكن بعد موت الآباء الرسل وانقضاء الجيل الذي عاصر مخلصنا الصالح، ومنذ نحو منتصف القرن الثاني بدأ بعض الكتَّاب المجهولين في كتابة هذه الكتب المزيَّفة.
_____
(928) تاريخ الفكر المسيحي جـ 1 ص 204، 205.
(931) أضواء على أناجيل الطفولة - دراسة عن طفولة يسوع بحسب إنجيلي متى ولوقا ص 27.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/133.html
تقصير الرابط:
tak.la/yz3cp7m