س106 ما هو علم الببلوجرافيا Bibliography؟ وما هيَ أنواع الخط اليوناني الذي اُستخدم في نساخة مخطوطات العهد الجديد؟
أولًا:
علم الببلوجرافيا
تقسيم الببليوجرافيات
1ــ الببليوجرافيات
التحليلية النصية
2ـ الببليوجرافيات
النسقيّة الحصرية
ثانيًا:
أنواع الخط اليوناني الذي اُستخدم في مخطوطات العهد الجديد
1ــ الخط
البوصي ذو الأحرف الكبيرة المنفصلة Uncials
2ــ الخط ذو الأحرف الصغيرة
Minuscules
مصطلح "الببليوجرافيا" مصطلح يوناني ظهر في القرن الخامس قبل الميلاد، ويعني علم "نسخ الكتب" أو "كتابة الكتبة"، فهو مركَّب من مقطعين، الأول: "ببليو" أي كتاب (وبمعنى أدق Biblion أي كتيب فهو تصغير لكلمة Biblios أي كتاب)، والمقطع الثاني "جراف" أو "غراف" Graphia أي ينسخ أو يكتب. إذًا علم الببليوجرافيا يعني علم نسخ الكتب أو كتابة الكتب، وهكذا اُستخدم نفس المصطلح بنفس المعنى حتى القرن الثامن عشر، وقال "ابن خلدون" عن الببليوجرافيا أنها: "مهنة ترتبط بنسخ الكتب، وتصحيحها، وتنقيحها، وتنظيم معلوماتها، وتجليدها، وتوزيعها". وبعد القرن الثامن عشر تطوَّر معنى مصطلح الببليوجرافيا إلى "فن الكتابة عن الكتب"، وعرّفها "قاموس أكسفورد" الإنجليزي بأنها: "نسخ أو كتابة الكتب بمعنى وصف وتاريخ الكتب من ناحية التأليف والطباعة والنشر وغير ذلك، وقائمة الكتب الخاصة بمؤلف أو ناشر أو فكرة معينة أو موضع معين".
إذًا علم الببليوجرافيا يهتم بدراسة ووصف المخطوطات من جهة:
أ - اسم المؤلف والتأكد من نسبة المخطوطة له.
ب - عنوان المخطوطة وتاريخ نساختها.
جـ - فحص مادة المخطوطة سواء إذا كانت من أوراق البردي أو الرقوق أو الورق.
د - فحص نوع الحبر المستخدم وقياس ارتفاعات وأعماق الحبر وزوايا القلم بميكروسكوب الليزر.
هـ - فحص نوع الخط المستخدم، ونوعية الزخارف.
و - دراسة النص وتحديد مدى وقته وتصنيفه... إلخ...
وبواسطة علم الببليوجرافيا يمكن تحديد عمر المخطوطة، كما يهتم هذا العلم بمقارنة المخطوطات التي تتناول موضوع أو سفر بعينه.
ويمكن تقسيم الببليوجرافيات إلى نوعين رئيسيين، هما:
ويُطلق عليها الببليوجرافيات النقدية، وتهتم بالاختلافات النصية بين الخطوط والكتاب المطبوع، مثل دراسة مخطوطات الكتاب المقدَّس العديدة، ومقارنتها بالطبعات المختلفة للكتاب المقدَّس التي بين أيدينا، وهو ما يُسمى بتاريخ الكتاب، وتنقسم الببليوجرافيات التحليلية النصية إلى:
أ - الببليوجرافيات التاريخية. ب - الببليوجرافيات النقدية. جـ - الببليوجرافيات الوصفية.
وتهتم مثلًا بالتعرُّف على الانتاج الفكري داخل منطقة جغرافية معينة مثل مصر أو فلسطين أو بلاد اليونان، فهذا النوع يمثل الانتاج القومي، كما يهتم أيضًا بالإنتاج الفكري في موضوع معين، مثل أقوال الآباء عن الروح القدس، وتنقسم الببليوجرافيات النسقيّة إلى:
أ - الببليوجرافيات العامة. ب - الببليوجرافيات المتخصصة (المحددة).
من قبل الميلاد استخدم اليونانيون نوعين من الخطوط، فكانت الأمور الرسمية تُكتب بحروف كبيرة، وهو ما عُرِف بالخط البوصي، أمّا الأمور اليومية فكانت تُكتب بأحرف صغيرة متصلة، وبنفس هذين النوعين من الخط اليوناني تمّت كتابة ونساخة أسفار العهد الجديد:
والكلمة اللاتينية Uncials تعني بوصة Inch ولذلك دُعيَ بالخط البوصي أو الكتابة البوصية، وهذا النوع من الخط لا يُترَك فيه فواصل بين الكلمات، وجميع الحروف منفصلة مما يمثل أحيانًا صعوبة في تحديد القراءة الصحيحة، وقد تم استخدام هذا الخط في الأعمال الأدبية، وحروف هذا الخط تشبه الحروف الإنجليزية الكبيرة (Capital) التي تبدأ بها الجُمل والأسماء، وبهذا الخط نُسِخَت أسفار العهد الجديد، فجميع مخطوطات العهد الجديد القديمة وصلت إلينا بالخط الكبير، وهيَ تقريبًا خالية من الزخارف، وتحتوي على القليل من الفواصل وعلامات الترقيم، ويحتاج هذا الخط لوقت أطول وتأنٍ في الكتابة.
والكلمة اللاتينية Minuscules تعني "صغير إلى حد ما" واُستخدم هذا الخط بجوار الخط البوصي حتى القرن التاسع الميلادي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. تم تطوَّر هذا الخط إلى الحروف المتصلة، وهو ما يشبه خط الرقعة في اللغة العربية، واستخدام هذا الخط جعل الكتابة أسرع وأسهل وأقل تكلفة وأصغر حجمًا وأكثر انتشارًا، وأنتج لنا هذا الخط مخطوطات رائعة، وأقدم مخطوطة وصلت لنا بهذا الخط ذو الحروف الصغيرة المتصلة ترجع إلى سنة 835 م، ومع نهاية القرن العاشر صار هذا الخط هو السائد في نساخة مخطوطات العهد الجديد، واُستخدمت فيه الفواصل وعلامات الترقيم، وبلغ عدد مخطوطات العهد الجديد بالحروف الصغيرة المتصلة والمسجلة على مستوى العالم 2795 مخطوطة حتى السبعينيات من القرن العشرين، والمخطوطات القديمة من هذا النوع كانت أكثر جمالًا وأقل زخرفة، أما المتأخرة فكانت أقل دقة وجمالًا مع الإسراف في الزخارف.
والمخطوطات القديمة التي كُتبت باللغة اليونانية سواء بالحـروف الكبيرة أو الصغيرة، قد خلت من الفواصل بين الكلمات، وإذا لم تكتمل الكلمة الأخيرة في السطر كانت تستكمل في السطر التالي، مما سبب أحيانًا صعوبة في القراءة، فعندما تتجاور حروف الكلمات يمكن أن تقرأ العبارة بطريقة غير صحيحة، ولذلك يجب أن تدخل كل عبارة في السياق الذي جاءت فيه، وهناك مَثَل إنجليزي يوضح هذه الصعوبة، فعبارة Godisnowhere وهيَ تعني أن "الله هنا الآن" God in now here، أما إذا قرأها إنسان مُلحد فقد يقرأها Gad is no wehere أي أن "الله غير موجود"، ومع هذا فأنه لا توجد قراءة مستحيلة... لماذا؟.. لكثرة عدة المخطوطات، فلو وُجِدَت عبارة يصعب قراءتها في مخطوطة ستجدها سلسة وواضحة في مخطوطات أخرى، وبهذا ينجلي معنى كل عبارة وكل كلمة. ومما كان يسهل القراءة أن الكلمات اليونانية تنتهي بحـرف متحــرك أو مـقـطـع حـركـي Diph thong أو حرف ساكن من الحروف اليونانية الثلاثة:
.(N) ν، (R) Ρ، (S) ς
(راجع الدكتور فهيم عزيز – المدخل إلى العهد الجديد ص 115).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/106.html
تقصير الرابط:
tak.la/nbr8kwx