ج: 1- أخذ الناقد جزء من الحقيقة وترك الجزء الآخر الذي يوضح الحقيقة كاملة، فقد أوضح السفر جيدًا أن يشوع قد قرض العناقيين، ولكن ليس بصفة مطلقة، أي أنه لم يقرضهم من كل الأماكن، بل حدد الأماكن التي لم يعد فيها عناقيون وهي حبرون، ودبير، وعناب، وجبل يهوذا، وجبل إسرائيل " وجاء يشوع في ذلك الوقت وقرض العناقيين من الجبل من حبرون ومن دبير ومن عناب ومن جميع جبل يهوذا ومن كل جبل إسرائيل" (يش 11: 21) ولم يذكر السفر قط أنه قضى على العناقيين في كل مكان. وفوق هذا أن السفر لم يكتف بهذا التوضيح رغم كفايته في الرد على الناقد، إنما أتبع هذا الخبر بخبر آخر مرتبط به تمامًا، وهو أن العناقيين بقوا في غزة وجت وأشدود " فلم يتبقَ عناقيون في أرض إسرائيل لكن بقوا في غزة وجت وأشدود" (يش 11: 22) ومادام لهم تواجد في هذه المدن، فمن السهل بعد هذا أن ينتشروا في أي مكان آخر مادامت الظروف تسمح بهذا... يا ليت الناقد يتعلم أن يقرأ الخبر كاملًا متكاملًا، إذا كان حسن النية، أما إن كان غير ذلك فيا ليته يتخلى عما يبطنه من سوء النية بهدف إزعاج المسيحيين البسطاء غير العالمين ببواطن الأمور، وليعلم جيدًا أن الله يرى ويسجل، وقد لن يترك مثل هذه الأمور بدون دينونة، ومخوف هو الوقوع في أيدي الديان.
2- لو كُتبَ سفر يشوع متأخرًا بعد انقسام المملكة على يد رحبعام بن سليمان، لأشار للأحداث الجسام التي مرَّ بها شعب الله، مثل المآسي التي عبر بها شعب الله خلال فترة القضاة وتعرض سبط بنيامين للانقراض، وإقامة ملوك في إسرائيل، وبناء هيكل سليمان... إلخ، ولكن لا توجد أي إشارة لهذه الأحداث في هذا السفر. ولا يُعقل أن إنسانًا نبيًا كتب السفر في القرن العاشر ونسبه إلى يشوع، فالاحتيال والنصب ليس من مقتضيات النبوءة.
_____
(1) البهريز جـ 1 س 360.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/956.html
تقصير الرابط:
tak.la/tzr9zgt