ج: 1- بسبب تزايد شر الكنعانيين وآثامهم آتى عليهم الحكم الإلهي بنزع حياتهم من على الأرض. وهذا الموضوع قد استفضنا في الحديث عنه(1) وجاء في " التفسير التطبيقي": "لماذا طلب الله من بني إسرائيل أن يدمروا كل شخص وكل شيء في أريحا؟ لقد كان الله يوقع دينونة صارمة على شر الكنعانيين. وهذه الدينونة، أو هذا التحريم، كانت تستلزم عادة تدمير كل شيء (تث 12: 2، 3، 13: 12 - 18) فبسبب ممارساتهم الشريرة ووثنيتهم كان الكنعانيون حصنًا للتمرد وضد الله، فكان لا بُد من إزالة هذا التهديد للحياة القويمة، لأنه إذا لم يُستبعد، فلابد أنه يسري في بني إسرائيل كما يسري السرطان (وهي القصة المحزنة في سفر القضاة)"(2).
2- من المفروض أن بني إسرائيل ينفذون الحكم الإلهي العادل بتحريم هذه الشعوب، أي يقتلون هؤلاء السكان قتلًا، وبذلك تصير هذه البهائم بلا صاحب، فهل تُترك للموت؟ كلاَّ، بل يأخذها بنو إسرائيل ويقتسمونها، وقد سبق الله وأوضح لهم كيفية اقتسام هذه الغنائم، فقال أن تُقسم مناصفة بين الرجال الذين خرجوا للحروب، وبين بقية الجماعة، وأن كل فريق يخرج الزكاة منها للرب، فالذين خرجوا للحرب يخرجون الزكاة بمعدل 1: 500 وتُعطى لألعازار الكاهن، بينما بقية الجماعة يخرجون الزكاة بمعدل 1: 50 وتُعطى للاويين (راجع عد 31: 25 - 30). وهذا الوضع الذي نحن بصدده يشبه إنسان غني أجرم فحُكم عليه بالإعدام، ولم يكن له ورثة، فلمن يؤول ميراثه..؟ إنه يذهب للدولة، وبما أن بني إسرائيل كانوا يمثلون الدولة حينذاك فلذلك آلت إليهم ممتلكات هذه الشعوب.
3- أول مدينة دخلها بنو إسرائيل في أرض كنعان هي مدينة أريحا الحصينة، وقد قصد الله أن يُعلّم شعبه أن لا تنصَب شهواتهم نحو الغنائم، ولذلك حرمهم منها، إذ أمر بإبادة وحرق كل المدينة بكل من فيها وما فيها باستثناء المعادن التي تودع في خزانة بيت الرب (يش 6: 21، 24) وقال يشوع للشعب " فتكون المدينة وكل ما فيها محرَّمًا للرب... وأما أنتم فاحترزوا من الحرام لئلا تُحرَّموا وتأخذوا من الحرام وتجعلوا محلة إسرائيل محرَّمة وتكدروها" (يش 6: 17، 18) وقد رأينا عاقبة عخان بن كرمي بسبب كسر هذه الوصية، ولكن المدن التي امتلكوها فيما بعد فقد سمح الله لهم بأخذ ممتلكاتها كقول الرب ليشوع وهو مزمع أن يدخل عاي " فتفعل بعاي وملكها كما فعلت بأريحا وملكها. غير أن غنيمتها وبهائمها تنهبونها لنفوسكم" (أش 8: 2).
وجاء في " التفسير التطبيقي": "كان توزيع الغنائم من المدن التي ليست تحت " التحريم " أمرًا عاديًا في الحروب، فكان ذلك يمد الجيش والأمة بالأطعمة وقطعان المواشي، والأسلحة التي يحتاجون إليها في وقت الحرب. لم تكن عاي تحت " التحريم " وكان الجيش المنتصر في حاجة إلى الطعام والمعدات، وحيث أنه لم تكن تُدفع مرتبات للجنود، كانت الغنائم جزءًا من الحوافز والمكافآت للذهاب للحرب"(3).
_____
(2) التفسير التطبيقي ص 436.
(3) التفسير التطبيقي ص 439.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/938.html
تقصير الرابط:
tak.la/2ya99fd