ج: 1- سبق الإجابة على مثل هذا التساؤل(1).
2- رأى يشوع رئيس جند الرب في الجلجال، والجلجال تبعد نحو 3 كيلومرات شمال شرق أريحا، وكانت تعتبر المركز المؤقت للقيادة أثناء الاستيلاء على أرض كنعان، ففي الجلجال جدَّد بنو إسرائيل عهدهم مع الله بالختان والفصح، وفي الجلجال ظهر الله ليشوع يعضده ويشد من أزره، وفي الجلجال تُوّج شاول أول ملك على إسرائيل (1 صم 11: 14، 15). والذي ظهر ليشوع هو الله ذاته في شكل رئيس جند الرب، ولذلك قبِل السجود من يشوع " وسجد وقال له بماذا يكلم سيدي عبده" (يش 5: 14) وكرَّر الله نفس النداء الذي أصدره من قبل لموسى النبي أمام العليقة (خر 3: 5، أع 7: 3 - 33) " فقال رئيس جند الرب ليشوع أخلع نعلك من رجلك لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدَّس. ففعل يشوع كذلك" (يش 5: 15) بينما الملاك في سفر الرؤيا لم يقبل سجود العبادة من يوحنا الرائي قائلًا " أنظر لا تفعل. أنا عبد معك ومع أخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. أسجد لله" (رؤ 19: 10) لقد ظهر الله لموسى، وعاد وظهر ليشوع، وفي كل مرة كانت الأرض تتقدَّس مما يستوجب خلع النعلين، ويقول " هلال أمين": "لم يرتعب يشوع أو يهرب، بل تقدم نحو الرجل بشجاعة، ومن الناحية الأخرى لم يستل سيفه ولم يدخل مع الرجل في صراع... لم يكن شجاعًا فقط بل حكيمًا أيضًا، وأكتشف يشوع بعد قليل أن الرجل ليس مجرد إنسان بل هو الرب نفسه الذي يتكلم إليه"(2).
3- يقول " ف. ب. ماير": "وإذ كان يشوع يطيل التفكير العميق متمشيًا وحده ذي فجأة {أنه رفع عينيه ونظر وإذا برجل واقف قبالته وسيفه مسلول بيده}.. ولكن من كان ذلك الرجل؟ هل كان طيفًا أم حقيقة، عبرانيًا أم كنعانيًا، صديقًا أم عدوًا؟ لم يستطع يشوع أن يجزم، ولكن قلبه كان طاهرًا نقيًا، ولذلك لم يتردَّد عن الذهاب إليه وابتداره بهذا السؤال {هل أنت لنا أو لأعدائنا} فصارت إليه الإجابة الملكية {كلا بل أنا رئيس جند الرب الآن أتيتُ} فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد، ووقف موقف التواضع والطاعة قائلًا {بماذا يكلم سيدي عبده}.
إذًا فلا سبيل إلى التشكيك في شخصيته، ورغم أنه ظهر كإنسان إلاَّ أنه يقينًا لم يكن إنسانًا ولا ملاكًا. لو أنه كان هذا أو ذاك لرفض في الحال ما قدمه له يشوع من سجود... ونحن نؤمن أن الذي تحدث إلى يشوع على عتبة كنعان لم يكن سوى يهوه إله إسرائيل الذي حصر كل مسرته في بني البشر قبل التجسد بأجيال طويلة، والذي مهد للتجسد بزيارات مبدئية لأرضنا في صور ملموسة.
أما اللقب الذي ينسبه الرب لنفسه هنا فأنه يلازمه في كل صفحات الكتاب المقدَّس. فإشعياء يقول أنه قد جعل {رئيسًا وموصيًا للشعوب} (أش 55: 4). وبطرس يصفه بأنه رئيس الحياة. ورسالة العبرانيين تشير إليه إذ جمعًا حاشدًا خارجًا من السماء المفتوحة يقوده رئيس متسربل بثوب مغموس بدم ويُدعى اسمه كلمة الله (رؤ 19: 11 - 13)"(3).
_____
(1) فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ6 س 585.
(2) تفسير سفر يشوع ص 51حياة يشوع ص 93، 94.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/926.html
تقصير الرابط:
tak.la/92qsqmx