يقول " ناجح المعموري": "تبين لنا من قراءة النصوص المقدَّسة في منطقة الشرق الأوسط أن جميع شعوب المنطقة من بلاد النهرين إلى مصر بما في ذلك الحثيون، قد تلقوا وعودًا مماثلة، حيث كان الإله يعد كل شعب الأرض، ففي مصر نجد المسلة الضخمة في الكرنك والتي شُيّدت في عصر تحوتمس بين عامي 1480، 1475 ق. م. تمجيدًا لانتصاراته في غزة ومجدو وقادش وكركميش (الواقعة على نهر الفرات) وقد دُوّنت عليها عبارة الإله {أمنحك هذه الأرض بامتدادها في جميع الجهات لتكون لك شرعًا. لقد جئت لأزودك بكل السُبل لكي تجتاح الأرض الغريبة}"(1).
ج: 1- قال الله ليشوع " قم أعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل. كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما قلت لموسى. من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحثيين وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم.." (يش 1: 2 - 4) ونلاحظ في الوعد الإلهي ما يلي:
أ - حدد الوعد حدود الأرض، فيحدها من الجنوب البرية أي برية سيناء، ومن الشمال لبنان، ومن الشرق نهر الفرات، ومن الغرب البحر الكبير أي البحر المتوسط، وذكر أرض الحيثيين لأنهم من أكبر شعوب المنطقة وأقواها.
ب - هذا الوعد متجذّر في الكتاب المقدَّس، فهو لم يرَد كوعد عابر، إنما أعطاه الله لإبراهيم " في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرآم ميثاقًا قائلًا. لنسلك أُعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" (تك 15: 18) وتكرر عدة مرات في (تك 12: 7، 13: 15، 17: 8، 24: 7) وتكرر الوعد لإسحق (تك 26: 3، 4) وتكرَّر ليعقوب (تك 28: 13، 35: 12) ولموسى النبي (خر 23: 11) حتى أن موسى النبي قال للشعب " كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم. من البرية ولبنان. من النهر نهر الفرات إلى البحر الغربي يكون تخمكم" (تث 11: 24) وعندما رجع يشوع من تجسس أرض الموعد حلف له موسى بأنه سيمتلك الأرض فيقول يشوع " فاتبعت تمامًا الرب إلهي. فحلف موسى في ذلك اليوم قائلًا أن الأرض التي وطئتها رجلك تكون نصيبًا ولأولادك إلى الأبد لأنك أتبعت الرب إلهي تمامًا" (يش 14: 8، 9).
2- كيف يساوي ناجح المعموري بين الله الحقيقي إله إبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وبين آلهة الأمم التي هي مجرد أصنام لا تسمع ولا تتكلم ولا تعد، فأصحاب هذه الأصنام هم الذين يُقولونها أقوالًا وهي لا تنطق، وإن نطقت فالشياطين هي التي تنطق من خلالها، فهل يساوي المعموري بين الله الحي وآلهة الأمم التي هي شياطين؟!!
3- كيف ينكر ناجح المعموري وعود الله لشعبه بأنهم سيرثون أرض كنعان، بينما القرآن الذي يؤمن به يقرُّ بهذه الحقيقة كما رأينا من قبل (راجع سور إبراهيم 13، 14، والأعراف 128، 129، والمائدة 21 - 24، والمائدة 2)؟!
_____
(1) أقنعة التوراة ص 123، 124.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/913.html
تقصير الرابط:
tak.la/3x32v8x