يقول علاء أبو بكر " هل أباح الرب شرب الخمر أم نهى عنه؟ الغريب أن الرب يأمر بشربها، وفي نفس الوقت يأمر بتجنبها، فقد أمر بشربها (تث 14: 26) ثم أمر ألاَّ يدخل شاربها ملكوته (1كو 6: 9 - 10)"(1).
ويقول عاطف عبد الغني أنه من المستحيل أن يوصي الله عبده بتلبية شهوات نفسه في بيت العبادة(2).
ج: 1- قال سفر التثنية " وأنفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك في البقر والغنم والخمر والمسكر وكل ما تطلب منك نفسك وكُلْ هناك أمام الرب إلهك وافرح أنت وبيتك" (تث 14: 26) فكان الهدف أن يفرح الإنسان عندما يذهب إلى بيت الرب ليقدم عبادته " وتأكلون هناك أمام الرب إلهكم وتفرحون بكل ما تمتد إليه أيديكم أنتم وبيوتكم كما بارككم الرب إلهكم" (تث 12: 7).. " وتفرح بجميع الخير الذي أعطاه الرب إلهك لك ولبيتك أنت واللاوي والغريب الذي في وسطك" (تث 26: 11).
والله لم يُحرّم المادة لكنه حرَّم الاستخدام الخاطئ لهذه المادة، وجاء في كتاب السنن القويم " المسكر هذا يدل على أن شرب المسكر ليس بمحرَّم بالنظر إلى نفسه، بل بالنظر إلى الإكثار منه إلى حد السُكر"(6) وما أكثر الآيات التي حرَّمت الاستخدام الخاطئ للمسكر (أم 20: 1، 23: 29، 30، أش 5: 11، 28: 7، هو 4: 11، لو 1: 15، 6: 10، أف 5: 18، 1تي 3: 3، تي 1: 7، 2: 3، 1بط 4: 3) وكان النذير لا يشرب الخمر " فعن الخمر والمسكر يفترز ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر" (عد 6: 3) وبشر ملاك الرب زوجة منوح العاقر أنها ستلد، وقد أوصاها قائلًا " والآن فاحذري ولا تشربي خمرًا ولا مسكرًا ولا تأكلي شيئًا نجسًا" (قض 13: 4) وقال الملاك عن يوحنا المعمدان " لأنه يكون عظيمًا أمام الرب وخمرًا ومسكرًا لا يشرب" (لو 1: 15).
2- يقول القس منسى يوحنا " قرَّر علماء الكتاب المقدَّس أنه يوجد نوعان من الخمر. منه ما هو مُسكر لاشتماله على الكحول ومنه ما هو غير مُسكر، والنوعان مترجمان إلى اللغة العربية واللغات الأخرى بلفظ " خمر " وكانت هذه المشروبات معروفة عند قدماء اليهود، وقد عرَّف سليمان نوعًا من الخمر المسكر بقوله {لا تنظر إلى الخمر إذا أحمرت التي تظهر حبابها في الكأس في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان} هذه هي الخمر المسكرة.
وفي اللغة العبرانية التي كُتب بها العهد القديم قد ذُكرت أنواع كثيرة من الخمر وكلها تُرجمت بكلمة واحدة. وأما الكلمات الرئيسية المستعملة فهي "ياين" و"سكر" و"تيروش". "ياين" حسب قول الباحثين في التوراة تشير إلى عصير العنب تحت أشكاله حامضًا كان أو حلوًا، مختمرًا كان أو غير مختمر. و" سُكر " كلفظة السكر باللغة العربية تشير إلى عصير حلو مأخوذ مما حوى العنب وقد تُرجمت أحيانًا عسلًا ويقصد بها غالبًا عصير التمر وهي مثل " ياين " تحتوي على العصير المختمر، أما " تيروش " فقد أُطلقت على ثمر العنب الناضج وعصير العنب قبل الاختمار وفيه تُترجم عادة بالخمر الجديدة أو السلافة (أع 2: 13).
وقد أطلق العبرانيون لفظة " ياين " على الخمر المأخوذ من العنب مهما كانت حالته سواء كان مختمرًا أو غير مختمر، وهذا يكفي لإثبات نوعين من الخمر يُسمى كل منهما باسمين مختلفين يذكرهما الكتاب المقدَّس، الواحد غير مختمر وغير مسكر وهو الذي يظهر في بعض آيات الكتاب أن شربه مباح، والآخر مختمر وهو الذي تحرمه آيات كثيرة"(3).
3- تقول الأخت الإكليريكية مريم عادل نصر(5) " في اللغة العبرية توجد عدة كلمات للدلالة على الخمر، وأكثر هذه الكلمات استخدامًا هي:
ياين Yayin: وقد ذُكرت 134 مرة، ويبدو أنها استُخْدِمَت في البداية للدلالة على أي نوع من الخمر سواء من عصير العنب الطازج أو الشراب الكثيف القوام أو الخمور القوية المركزة، فاسْتُخْدِمَت للتعبير عن الخمر الذي أسكر نوح (تك 9: 21) والخمر الذي قدمه ملكي صادق (تك 14: 18) وخمر السكيب الذي كان يُقدم مع الذبائح للرب (خر 29: 40).
سكيرا Skyra: وتشير للخمر المُسكِر.
تيروش Tirosh: وتشير إلى عصير العنب الطازج غير المختمر، وقد ذكرت 38 مرة.
إرب Erp: وتشير للخمر غير المُسكِر.
أونيوس Oinos: وهي الكلمة الوحيدة اليونانية التي اسْتُخْدِمَت في العهد الجديد للتعبير عن الخمر غالبًا في جميع حالاته واستُخْدِمَت الكلمة 33 مرة.
وقد ميَّز الكتاب في آيات كثيرة بين الخمر والمُسكِر، كما هو واضح في الآيات الآتية:
- قول الله لهارون "خمرًا ومُسكرًا لا تشرب أنت وبنوك" (لا 10: 9).
- قول الملاك لأم شمشون "لا تشربي خمرًا ولا مُسكرًا" (قض 13: 4، 7).
- قول الملاك عن يوحنا المعمدان "خمرًا ومُسكرًا لا يشرب" (لو 1: 15).
والفارق الأساسي بين الخمر والمُسكِر هو نسبة الكحول في كل منهما، وهو الفارق بين ما يتم تصنيعه بالتخمير وما يتم تصنيعه بالتقطير، فالخمر التي تُصنع بطريقة التخميز لا تزيد نسبة الكحول فيها عن 5 % أو 6 % وهي غير مُسكِرة، مثل الأباركة aparxh. أما الخمر التي يتم تجهيزها بالتقطير فإن نسبة الكحول فيها تصل إلى 50 % وهذه تدخل تحت عنوان المُسكِر، وهذه تُحرّمها المسيحية ليس كمادة، ولكن بسبب تأثيرها السيئ على من يتعطاها"(4).
_____
(1) البهريز جـ 3 س304.
(2) راجع أساطير التوراة ص 21.
(3) ردود كتابية منطقية على مزاعم وإفتراءات خيالية ص 50، 51 .
(4) من أبحاث النقد الكتابي.
(5) إكليريكية شبين الكوم.
(6) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ2 ص 420.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/867.html
تقصير الرابط:
tak.la/4g43csa