ج: 1- قال الله لشعبه "لا ترهب وجوههم لأن الرب إلهك في وسطك إله عظيم ومخوف. ولكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلًا قليلًا لا تستطيع أن تفنيهم سريعًا لئلا تكثر عليك وحوش البرية" (تث 7: 21، 22) وذلك لأن هؤلاء الشعوب كانوا سبعة شعوب عظيمة "الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين سبع شعوب أكثر وأعظم منك" (تث 7: 1) فلو افترضنا أن كل شعب من هؤلاء الشعوب السبعة يصل تعداده في المتوسط إلى تعداد بني إسرائيل، فمعنى هذا أن تعداد سكان المنطقة سينخفض إلى السبع، وحيث أنه كانت تكثر بالمنطقة الأحراش وتسكنها الحيوانات المفترسة، لذلك كان هناك خطورة على شعب الله، وهذا ما تكرَّر حدوثه في القرن الثامن قبل الميلاد عندما تعرضت مملكة بني إسرائيل للسبي على يد ملك آشور، حيث أجلاهم عن أرضهم، وأحلَّ محلهم أُناس آخرين من بابل وما حولها، فتعرض هؤلاء إلى هجوم من الحيوانات المفترسة (2 مل 17: 25 - 28).
2- في ذلك الوقت كانت الأسلحة بدائية، لذلك كان يكفي أسد واحد ليُفزِع الآلاف، ومما يذكر أن حكومة الهند قبل أن تصلها الأسلحة النارية كانت تصرف مكافأة مالية مجزية لكل من يصطاد الحيوانات الكاسرة ويقتلها ويأتي برؤوسها للحاكم.
3- بالنسبة لعدد بني إسرائيل الذين خرجوا من أرض مصر قد سبق مناقشته مع تقديم الأدلة التي تثبت معقولية وصحة هذا العدد(2).
4- قد يقول أحد: إن كان الله قضى على هذه الشعوب العظيمة، أما كان يقدر أن يقضي على وحوش البرية؟ بلى... كان من الممكن جدًا أن يقضي الله على هذه الوحوش، ولكن إن رأت حكمة الله أن يعالج الموضوع بهذا الهدوء، فمن يعترض عليه؟!
ويقول الأرشيدياكون نجيب جرجس "مواعيد الله وأعماله مع شعبه لا تتنافى مع حكمته، ولا مع القوانين الطبيعية والكونية التي وضعها، وهو بحكمته يعلمنا أن نتريث في أمورنا ونتأنى ونتحكم في أعمالنا مادام هذا خيرنا... ويذكّرنا هذا التدبير الإلهي أيضًا ألاَّ نلقي بأنفسنا في الأخطار بدون داعٍ مادام في إمكاننا تجنبها"(3).
_____
(1) دكتور أحمد حجازي السقا - نقد التوراة ص 150، 151.
(2) فيرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ6 س619.
(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر التثنية ص 122.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/857.html
تقصير الرابط:
tak.la/hzxd87d