ويقول الأستاذ علاء أبو بكر " هل عصى موسى أمر الرب؟ فقد أمر الله موسى بعدم معاداة بني عمون وعدم الهجوم عليهم (التثنية 2: 18 - 19). إلاَّ أن موسى قد أعطى نصف أرض بني عمون لعروعير (يش 13: 24 - 25) فهل عصى موسى أوامر الله؟ أم نسخ الرب أوامره؟ أم أن هذا من أخطاء الكتاب المقدَّس"(1).
ج: 1- تسلسل الأحداث كان كالآتي:
أ - أوصى الرب موسى النبي قائلًا " فمتى قربت إلى تجاه بني عمون لا تعادهم ولا تهجموا عليهم لأني لا أعطيك من أرض بني عمون ميراثًا. لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثًا" (تث 2: 19) والتزم موسى النبي بهذه الوصية.
ب - ازداد شر العمونيين، فحاربهم الأموريون، وقوُّوا عليهم واستولوا على جزء كبير من أراضيهم (قض 11: 23).
جـ- طلب موسى النبي من سيحون ملك الأموريين السماح لهم بالعبور من خلال أرضه، ولكن سيحون رفض طلب موسى، بل خرج لمحاربة إسرائيل، واحتدمت الحرب، وانتصر إسرائيل على الأموريين، فأخذ موسى نصف أرض عمون من يد الأموريين، وأعطاها لسبط جاد. إذًا موسى لم يأخذها من بني عمون لأنه أطاع وصية ربه، إنما أخذها من الأموريين، وأيضًا لم ينسخ الرب أوامره، ولا يعد هذا من أخطاء الكتاب المقدَّس، لأنه كتاب منزَّه تمامًا عن الأخطاء، وإلاَّ كيف شهد له (يا أخ علاء) القرآن مرارًا وتكرارًا، وأمر بالرجوع إليه؟!!
د - في عصر القضاة طالب ملك بني عمون إسرائيل بإرجاع الأرض التي استولى عليها منذ موسى النبي قائلًا " إسرائيل قد أخذ أرضي عند صعوده من مصر من أرنون إلى اليبوق وإلى الأردن. فالآن رُدَّها بسلام" (قض 11: 13) فرد عليه يفتاح الجلعادي قائلًا "لم يأخذ إسرائيل أرض موآب ولا أرض بني عمون. لأنه عند صعود إسرائيل من مصر سار في القفر.0 والآن الرب إله إسرائيل قد طرد الأموريين من أمام شعبه إسرائيل. أفأنت تمتلكه..؟ حين أقام إسرائيل في حشبون وقراها وعروعير وقراها وكل المدن التي على جانب أرنون ثلاث مئة سنة فلماذا لم تستردها في تلك المدة" (قض 11: 15 - 26).
2- يقول نيافة المتنيح الأنبا إيسيذوروس " أن هذه الأرض أخذها بنو إسرائيل من الأموريين حين أبوا أن يدعوهم يجتازون فيها، وحاربوهم، وقد لُقّبت بأرض بني عمون لأنهم كانوا يمتلكونها قبل أن يغتصبها منهم الأموريون ثم طردهم منها بنو إسرائيل وامتلكوها وأعطوها لسبط جاد ولم يخالفوا بذلك أمر الله إذ لم يأخذوها من بني عمون من بادئ بدء"(2).
3- يقول الأستاذ الدكتور وهيب جورجي كامل " بالرجوع إلى (عد 21: 24 - 26، وقض 11: 12 - 28) ندرك أن الأموريين حاربوا الموآبيين والعمونيين، قبل مجيء بني إسرائيل، واستولوا على مساحات واسعة من أراضيهم بين نهري أرنون ويبوق وحينما طلب موسى من سيحون ملك الأموريين السماح لبني إسرائيل بالمرور في هذه المنطقة، خرج سيحون لمحاربتهم بجيش قوي، كان مصيره الإبادة، فآلت تلك الأراضي إلى بني إسرائيل، دون صدام مع العمونيين، غير أن المنطقة ظلت تحمل اسم تخم بني عمون مدة طويلة من الزمن، وقد ضمت إليهم في التاريخ المعاصر"(3).
_____
(1) البهريز جـ1 س137، س514، وراجع أيضًا دكتور محمد مهران - تاريخ الشرق الأدنى القديم - تاريخ اليهود، ودكتور أحمد حجازي السقا - نقد التوراة.
(2) مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب ص 87.
(3) مقدمات العهد القديم ص 95.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/848.html
تقصير الرابط:
tak.la/n8spvxz