ج: 1- ما ورد في سفر حزقيال ليس وصفًا حرفيًا للهيكل والذبائح، إنما نبوءة تشير إلى مجد ملكوت السيد المسيح، ولذلك اقتبس بولس الرسول مما جاء في سفر حزقيال بشأن الهيكل وطبَّقه على الإنسان الجديد، فقال " أما تعلمون أنكم هيكل الله ورح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16).. " فإنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا" (2 كو 6: 16) كما اقتبس أيضًا يوحنا الرائي من نبوءة حزقيال فقال " وإنفتح هيكل الله في السماء وظهر تابوت عهده في هيكله وحدثت بروق وأصوات ورعود وزلزلة وبرد عظيم" (رؤ 11: 19).. " ثم بعد هذا نظرت وإذا قد انفتح هيكل خيمة الشهادة في السماء... وامتلأ الهيكل دخانًا من مجد الله ومن قدرته" (رؤ 15: 5، 8)
2- تقول الأخت الإكليريكية ماريانا فرج عبد الملك(4) " في ضوء فهمنا لهذا السفر وكنيستنا نرى أن هذه الإصحاحات تُفسر رمزيًا وروحيًا، فهذا الهيكل الذي تحدث عن حزقيال النبي يشير لكنيسة العهد الجديد، سواء المجاهدة أو المنتصرة، فكلاهما كنيسة واحد يفصلهما الانتقال من الكنيسة المجاهدة للكنيسة المنتصرة، ولذلك جاءت هنا فروق بين هيكل سليمان وهيكل حزقيال:
في هيكل سليمان كانت تقدم ذبيحة صباحية وذبيحة مسائية، أما في هيكل حزقيال فتقدم ذبيحة صباحية فقط، فأيام هيكل سليمان كان الشعب في ليل إيمانهم (العهد القديم) ظل الخيرات العتيدة (كو 2: 17) أما بعد مجيء السيد المسيح إلينا شمس البر فصارت الكنيسة في نور دائم، فلا داعٍ للذبائح المسائية، ولذلك لا تقيم الكنيسة قداسات مسائية، وقداسات الأعياد تقام فجرًا.
في هيكل سليمان كان هناك رئيس كهنة، أما في هيكل حزقيال فلا نجد رئيس كهنة، لأن السيد المسيح رئيس الكهنة الحقيقي موجود بنفسه.
في هيكل سليمان كان هناك المنارة الذهبية ذات السرج السبعة، أما في هيكل حزقيال فلا توجد المنارة التي تشير إلى عمل الروح القدس، بل يوجد الروح القدس ذاته الذي يعمل من خلال الأسرار الكنسية السبعة.
في هيكل سليمان كان يعيدون عيد الأبواق الذي يذكر الشعب بعهود الله ومواعيده للآباء، أما في هيكل حزقيال فالمسيح قائم، وشهادة المسيح هي روح النبوءة (رؤ 19: 10).
في هيكل سليمان كانوا يعيدون بيوم الكفارة وهو رمز ليوم الفداء العظيم، أما في هيكل حزقيال فلا نجد ذكر ليوم الكفارة، لأن السيد المسيح قدم ذاته كفارة عنا.
في هيكل سليمان نجد تابوت العهد الذي يرمز لحضور الرب وسط شعبه، أما في هيكل حزقيال فلا نجد تابوت العهد لأن الله قائم وسط شعبه (مت 28: 2).
في هيكل سليمان نجد مائدة خبز الوجوه، أما في هيكل حزقيال فلا نجد مائدة خبز الوجوه لأن السيد المسيح موجود عندنا بجسده ودمه كل يوم على المذبح.
في هيكل سليمان نجد دار الأمم، أما في هيكل حزقيال فلا نجد هذه الدار لأن الأمم تم قبولهم في الإيمان المسيحي"(3).
3- جاء في سفر العدد عن ذبيحة المحرقة التي تُقدم كل يوم من أيام الفطير السبعة " تقربون وقودًا محرقة للرب ثورين ابني بقر وكبشًا واحدًا وسبعة خراف حولية" (عد 28: 19) وهذه هي الذبائح التي التزم بها بنو إسرائيل حتى فترة السبي، وعندما ذهبوا للسبي تنبأ حزقيال النبي عن عودتهم وأنهم سيقدمون ذبيحة المحرقة المذكورة سلفًا " في سبعة أيام العيد يعمل محرقة للرب سبعة ثيران وسبعة كباش صحيحة كل يوم من السبعة الأيام" (حز 45: 23) وهنا نلاحظ أنه في سفر حزقيال ارتفع عدد الثيران من اثنين إلى سبعة، وارتفع عدد الكباش من واحد إلى سبعة إشارة للخير الذي سيعم العائدين من السبي.
_____
(1) البهريز جـ1 س86.
(2) د. أحمد حجازي السقا - نقد التوراة ص230.
(3) من أبحاث النقد الكتابي.
(4) إكليريكية طنطا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/827.html
تقصير الرابط:
tak.la/htrf7td