ج: 1- كانت هذه بعض المعتقدات الخاطئة التي صدقتها بعض الشعوب، فقد اعتقد البعض أن روح الإنسان متى فارقت الجسد بالموت، فإنها تسعى جاهدة لسكنى جسد إنسان حي، وقال البعض أن هذه الأسطورة انتقلت إلى التوراة فاعتبرت أن الميت نجس لا يجب لمسه، وَمن يلمسه يتنجس ويحتاج إلى التطهير، ولهذا السبب يعتبر الطعام الموجود في إناء مفتوح لحظة الموت نجسًا، لأن روح الميت قد تكون تسللت إليه لتصل إلى إنسان حي، ولهذا يمتنع أهل الميت عن الطعام، وأول طعام يتناولونه يأتي إليهم من خارج بيتهم. كما يمزق أهل البيت ثيابهم، ويحلقون رؤوسهم، ويخمشون أجسادهم، ويخلعون أحذيتهم، وكل هذا حتى يتلافوا سكنى روح الميت في أجسادهم.
ومن الواضح أن هذه الأسطورة واهية، لأنه لو كان هدف الروح الانزلاق من أي فتحة إلى جسد إنسان حي، فإن شق الثياب، وخلع الأحذية، وحلق الشعر، وخمش الجسد، كل هذا يتيح فرصة أكبر لتسلل روح الميت إلى جسم إنسان حي(1).
2- هل الإنسان الحي الذي تتسلل له روح الإنسان الميت يعيش بروحين؟! وهل لو تسللت داخله أكثر من روح يعيش بعدة أرواح؟! وهل كلما وافته المنية تفارقه روح وتظل بقية الأرواح ملازمة له؟! وهل يموت مرة واحدة أم عدة مرات بعدد الأرواح التي تسكنه؟ وهل القطط لأنهم يقولون عنها أنها بسبعة أرواح تسلَّل إليها سبعة أرواح بشريَّة أو سبعة أنفس قططيَّة؟!!
3- لم يكن الشعب اليهودي قد اختلط بعد بشعوب الأرض، بل كان يعيش في برية سيناء، فكيف أمكنهم في هذه المرحلة المبكرة اقتباس معتقدات وأساطير الآخرين؟
_____
(1) راجع جرها رودوس فوس - علم اللاهوت الكتابي ص 277 - 282.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/805.html
تقصير الرابط:
tak.la/bx4s2yq