ج: 1- الرفائع جمع رفيعة وهو ما يُرفَع من الذبيحة لأنه من نصيب الكاهن مثل ساق الرفيعة " والساق اليمنى تعطونها رفيعة للكاهن" (لا 7: 32) وقال الله "كل رفيعة من كل أقداس بني إسرائيل التي يقدمونها للكاهن تكون له" (عد 5: 9) مثلها مثل الترديدات، أي أجزاء الذبيحة التي كانت تُردَّد أمام الرب، ثم يأخذها الكاهن ومعنى " أقداس بني إسرائيل" أي الذبائح المقدَّسة التي يقدمها بنو إسرائيل، ومعنى قول الرب لهارون " أعطيك حراسة رفائعي" (عد 18: 8) أي عهدت لك بهذه الرفائع لتكون من نصيبك أنت وأولادك، وليست من نصيب مُقدّم الذبيحة ولا اللاوي، فأنت يا هرون تكون حارسًا على هذا الشرع... ثم ماذا يفعل هرون بأجزاء الذبيحة التي يمنحها له الله؟ هل يتركها للتعفن والتحلل؟! هل يلقي بها لوحوش الأرض..؟ كلا لقد أعطى الله هرون هذه الرفائع ليأكلها مع بنيه الذكور، وحدَّد لهم المكان الذي يأكلون فيه.
والنصيب الذي يُعطى للكاهن كأنه يُعطى للرب نفسه، فكأن الرب استلم هذه الرفائع وأعطاها للكاهن " لأن صدر الترديد وساق الرفيعة قد أخذتها من بني إسرائيل من ذبائح سلامهم وأعطيتها لهرون الكاهن ولبنيه فريضة دهرية" (لا 7: 34) فكان الكاهن يأكل هذه الأجزاء مع بنيه الذكور في دار خيمة الاجتماع، وبعد بناء الهيكل كان الكهنة يأكلونها في حجرات الكهنة المحيطة بالهيكل.
2- قال الرب لهارون " قد أعطيتك حراسة رفائعي... هذا يكون لك من قدس الأقداس... في قدس الأقداس تأكلها" (عد 18: 8 - 10) فالمقصود "من قدس الأقداس" أو "في قدس الأقداس" ليس مكان لكن حالة، فالمقصود بـ"في قدس الأقداس تأكلها " أي تأكلها كقدس أقداس، تأكلها وأنت في حالة قداسة تامة وهذا ما سبق أن أوضحه سفر اللاويين من قبل " والباقي منها يأكله هرون وبنوه... في دار خيمة الاجتماع يأكلونه... إنها قدس أقداس كذبيحة الخطية وذبيحة الإثم" (لا 6: 16، 17).. " كل ذكر من الكهنة يأكل منها. في مكان مقدَّس تُؤكل. إنها قدس أقداس. ذبيحة الإثم كذبيحة الخطية" (لا 7: 6، 7). إذًا المقصود ليس الأكل في قدس الأقداس الذي لا يدخله إلاَّ رئيس الكهنة في عيد الكفارة فقط لتقديم البخور ونضح الدم أمام تابوت العهد، وليس لأكل الذبائح، الأمر الذي كان يتكرَّر مرارًا وتكرارًا في السنة.
3- قال الرب لهرون " هذا يكون لك من قدس الأقداس من النار كل قرابينهم مع كل تقدماتهم وكل ذبائح خطاياهم... هي لك ولبنيك" (عد 18: 9) ومعنى قوله قدس الأقداس أي الذبيحة الكاملة القداسة، ويؤخذ نصيب الكاهن "من النار" أي مما يوقد في النار، فدم الذبيحة كان يُرش على المذبح، وأجزاء من الذبيحة كانت تُحرق بالنار.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/802.html
تقصير الرابط:
tak.la/wyz4dbd