ج: 1- تم تخصيص الكهنوت في شخص هرون ونسله، ويمثل هرون فرعًا من لاوي (خر 6: 16 - 20) فهرون بن عَمْرام بن قهات بن لاوي، فقهات ليس هو الابن الوحيد للاوي بل له أخوة هم جرشون ومراري. وعمرام ليس الابن الوحيد لقهات بل له أخوة وهم يصهار وحبرون وعَزيئيل. إذًا هرون يمثل فرعًا من قهات، وقهات يمثل فرعًا من لاوي. إذًا كل الكهنة هم لاويون بالنسب، ولكن ليس كل اللاويين هم كهنة، وقد كرَّس موسى هرون وبنيه للكهنوت بحسب وصية الرب " وتُقدِم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء. وتلبس هرون الثياب المقدَّسة وتمسحه وتقدسه ليكهن لي. وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة. وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي. ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتًا أبديًا في أجيالهم" (خر 40: 12 - 15) ونلتقي مع تفاصيل هذا الحدث في الإصحاح الثامن من سفر اللاويين.
2- هناك تمييز واضح بين الكهنة واللاويين في التوراة بما فيها سفر العدد، فمثلًا:
أ - هرون وبنيه هم الذين يقدمون الذبائح " ويرتب بنو هرون الكهنة القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب... ويُوقِد الكاهن الجميع" (لا 1: 8، 9).. " وكلم الرب موسى قائلًا. كلم هرون وبنيه قائلًا. هذه شريعة ذبيحة الخطية.." (لا 6: 24).. " هذه أسماء بني هرون الكهنة الممسوحين الذين ملأ أيديهم للكهانة" (عد 3: 3).
ب - الكاهن هو الذي يجري طقوس شريعة الغيرة".. يأتي الرجل بامرأته إلى الكاهن... فيقدمها الكاهن ويوقفها أمام الرب... يستحلف الكاهن المرأة بحلف... ويعمل لها الكاهن كل هذه الشريعة" (عد 5: 5 - 31).
جـ- هرون وبنيه هم الذين يمنحون البركة للشعب " وكلَّم الرب موسى قائلًا. كلم هرون وبنيه قائلًا هكذا تباركون بني إسرائيل قائلين.." (عد 6: 22 - 27) بينما كلف الله اللاويين بأن يعسكروا حول الخيمة مع الكهنة، ويتخصصون في نقل خيمة الاجتماع (عد 3: 21 - 37).
د - التمييز بين الكهنة واللاويين واضح جدًا في التوراة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فمثلًا كان الكاهن هو الذي يتلقى أول ثمر الأرض بحسب الوصية الإلهيَّة لبني إسرائيل " وتأتي إلى الكاهن الذي يكون في تلك الأيام وتقوله له. اعترف اليوم للرب إلهك إني قد دخلت الأرض التي حلف الرب لآبائنا أن يعطينا إياها" (تث 26: 3) بينما كان اللاويون يساعدون الكهنة في خدمة المسكن كشمامسة، ولا يقومون بعمل الكهنوت مثل تقديم الذبائح ومنح البركة " وكلَّم الرب موسى قائلًا. قدم سبط لاوي وأوقفهم قدام هرون الكاهن وليخدموه... ويخدمون خدمة المسكن. فيحرسون كل أمتعة خيمة الاجتماع... فتعطي اللاويين لهرون ولبنيه. إنهم موهوبون له هبة من عند بني إسرائيل... وتُوكِل هرون وبنيه فيحرسون كهنوتهم" (عد 3: 6 - 10) فمن اختصاص هرون وبنيه الكهنوت ومن اختصاص اللاويين خدمة المسكن، ولا يصح أن يتعدي أحد على عمل الآخر، ولا يعتدي الآخرون على خدمة هؤلاء أو أولئك " وتُوكّل هرون وبنيه فيحرسون كهنوتهم والأجنبي الذي يقترب يُقتَل" (عد 3: 10).. " فعند ارتحال المسكن ينزله اللاويون وعند نزول المسكن يقيمه اللاويون والأجنبي الذي يقترب يُقتَل" (عد 1: 51) والمقصود بالأجنبي هنا كل من ليس هو لاوي.
هـ- كان قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي من اللاويين، وليس من الكهنة، وعندما طمع ومن معه في الكهنوت، قال لهم موسى " كفاكم يا بني لاوي. وقال موسى لقورح أسمعوا يا بني لاوي. أقليل عليكم أن إله إسرائيل أفرزكم من جماعة إسرائيل ليقربكم إليه لكي تعملوا خدمة مسكن الرب وتقفون قدام الجماعة لخدمتها. فقرَّبك وجميع أخوتك بني لاوي معك وتطلبون أيضًا كهنوتًا" (عد 16: 7 - 10). وماذا كانت النتيجة..؟ " خرجت نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين رجلًا الذين قرَّبوا البخور" (عد 16: 35) وأمر الله أن تعمل المجامر صفائح مطروقة غشاء للمذبح حتى تكون " تذكارًا لبني إسرائيل لكي لا يقترب رجل أجنبي ليس من نسل هرون ليبخر بخورًا أمام الرب فيكون مثل قورح وجماعته" (عد 16: 40).
3- جاء في سفر التثنية تعبير " الكهنة اللاويين:.. " لا يكون للكهنة اللاويين كل سبط لاوي قسم ولا نصيب مع إسرائيل" (تث 18: 1) ويقول أ. أ. مَكراي A. A. Mac-Rae " كان لكل من الكهنة واللاويين عمل خاص. وحذف أيهما من هذا الإصحاح (عد 3) يتركه ناقصًا... السبب الرئيسي للإدعاء بأن الكهنوت اللاوي تطوُّرا متأخرًا هو ورود تعبير " الكهنة اللاويين " خمس مرات في سفر التثنية ومرتين في سفر يشوع. لكن هذا في الحقيقة لا يقدم سندًا للنظرية النقدية. فأنه في العبرية توضع الصفة بعد الموصوف كما في اللغة العربية. وهكذا يمكن أن تترجم العبارة... " الكهنوت اللاوي " وهذا ليس معناه أن كل اللاويين كهنة، بل يعني فقط أن كل الكهنة ينتمون إلى سبط لاوي... ويكفي فقط أن يشير إليهم " بالكهنة اللاويين: والتشديد في هذا الحصر يقع أولًا على الكهنة، لمنع إسرائيل من أن يتطوَّر الحال بينهم، إلى مثل ما لاحظه موسى في مصر، حيث استولى الكهنة تدريجيًا على معظم أرض مصر لأنفسهم. وفي كل سفر العدد يتميَّز الكهنة واللاويون تمييزًا صريحًا"(1).
_____
(1) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 1 ص 342، 343.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/762.html
تقصير الرابط:
tak.la/9v54b7z