ج: 1- عندما غضب الله على شعبه قال لهم " لا أصعد في وسطك لأنك شعب صلب الرقبة. لئلا أفنيك في الطريق. فلما سمع الشعب هذا الكلام السوء ناحوا ولم يضع أحد زينته عليه" (خر 33: 3، 4).. فلماذا لم يضع أحد زينته عليه؟ أجاب سفر الخروج على هذا التساؤل عندما قال في الآية التالية " وكان الرب قد قال لموسى قل لبني إسرائيل أنتم شعب صلب الرقبة... ولكن الآن أخلع زينتك عنك فأعلم ماذا أصنع بك" (خر 33: 5) إذًا تسلسل الحوادث جاء كالتالي:
أ - أخبر الله موسى ليخبر شعبه بأنهم شعب صلب الرقبة، وأنه لن يصعد معهم ومع هذا فأنه منحهم فرصة للتوبة، فقال للشعب " أخلع زينتك عنك فأعلم ماذا أصنع بك" (خر 33: 5) أي كيف سأتصرف معكم بعد توبتكم بحسب رأفاتي ومراحمي، وخلع الزينة علامة التوبة، وجاء في ترجمة كتاب الحياة " ولكن الآن أنزعوا زينتكم عنكم إلى أن أتخذ قراري بشأنكم" (خر 33: 5).
ب - خلع الشعب زينته " فنزع بنو إسرائيل زينتهم من جبل حوريب" (خر 33: 6) أي منذ سقوطهم في الخطية.
2- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " إذ سمع الشعب (هذا الكلام السوء) أو (المر) أي الأخبار والإعلانات السيئة (ناحوا) أي بكوا و(لم يضع أحد زينته عليه) أي خلعوا حليهم وملابسهم الثمينة علامة للتذلل والندم والانسحاق، وكان الرب قد حثهم على هذا ليهيئ فرصة للتوبة كما سيتضح ذلك في (ع 5).. رغم أن الرب أعلن أنهم (شعب صلب الرقبة) وأن غضبه مُعلن عليهم، فأنه تعالى أوجد لهم مجالًا للتوبة والتذلل حيث أمرهم أن ينزعوا زينتهم، ووعدهم أن يصفح عنهم إذا هم أصلحوا طرقهم. وقوله (فأعلم ماذا أصنع بك) أي لكي تظهر أمامي أعمال توبتكم وانسحاقكم. فأنظر في أمركم وأعاملكم برحمتي والمقصود بهذه التعبيرات إظهار نتائج التوبة، وتشجيعهم عليها"(1).
_____
(1) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الخروج ص 367، 368.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/708.html
تقصير الرابط:
tak.la/9krmfja