ج: 1- لا يُخفى عن أحد محبة اليهودي للمال، وحرصه الشديد على استثماره وتنميته، ولذلك كان من الصعب أن يمنع اليهودي عن الربا تمامًا، ولذلك أمره الله أن يتنازل عن الربا إذا كان المُقترض يهوديًا، وسمح له مؤقتًا بالحصول على الربا من الأجنبي. وهذا الموضوع واضح تمامًا، في كلا النصين، فقول الناقد أن النص الأول قد حرَّم الربا على إطلاقه سواء كان المُقترض يهوديًا أو أجنبيًا قول غير صحيح، فقد جاء في النص " إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي. لا تضعوا عليه ربا" (خر 22: 25) فقول "لشعبي" فهو يعني لليهودي وليس الأممي، وهذا ما تكرر في النص الثاني " لا تُقرض أخاك بربا... للأجنبي تُقرض بربا ولكن لأخيك لا تُقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك في كل ما تمتد إليه يدك" (تث 23: 19، 20) ونلاحظ أن هذا النص أعطى تشجيعًا للإسرائيلي أن يُقرض أخيه بدون ربا، عندما وعده بالبركة في كل ما تمتد له يده.
2- خطة الله هي التدرج بالبشرية في جوانب عديدة من حياة الإنسان، فمثلًا سمح بالمعاملة بالمثل " عين بعين وسن بسن " كنوع من تحجيم الشر في العهد القديم، وكان هذا خطوة اكتملت في العهد الجديد بمقابلة الشر بالخير، وأيضًا سمح بالطلاق في العهد القديم كخطوة لشريعة الزوجة الواحدة في العهد الجديد، وعندما قال اليهود للسيد المسيح عن الزوجة " فلماذا أوصى موسى أن يُعطى كتاب طلاق فتطلَّق. قال لهم أن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم" (مت 19: 7، 8) وهذا ما حدث أيضًا بالنسبة للربا فما سبق كان خطوة على الطريق حتى تجسد الله وحرَّرنا من محبة المال وفاض علينا بالبركات الروحية، وأرسل روحه القدوس ليسكن فينا، فطالبنا ليس فقط أن نمتنع عن الربا تمامًا، بل أمرنا قائلًا " من سألك فأعطه. ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده" (مت 5: 42).
_____
(1) دكتور أحمد حجازي السقا - نقد التوراة ص 226.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/686.html
تقصير الرابط:
tak.la/x8rbhjc