يقول عاطف عبد الغني عن الوصايا العشر أنه عندما "انحرفت الرسالة بُعِث محمد صلعم فنزل عليه القرآن يحمل تلك الوصايا: بسم الله الرحمن الرحيم {قل تعالوا أَتل ما حرَّم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا ولا تقتلوا أولادكم من أملاق نحن نرزقكم وإيَّاهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحق ذلكم وصَّاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم إلاَّ بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا نُكلف نفسًا إلاَّ وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصَّاكم به لعلم تذكرون" (الأنعام 151، 152) هي تقريبًا نص الوصايا العشر، ولأنها من كلام الله الذين لم يطرأ عليه تحريف ولا تبديل، فهي لم تصادر خلق الله لصالح بني إسرائيل بل دعت للعدل والمساواة حتى لو كان ذا قربى فالعدل الإلهي لا ينتخب ولا يختار... كلنا لآدم وآدم من تراب"(1).
ج: 1- يقول الناقد بأن ما ورد في سورة الأنعام 151، 152 هو تقريبًا نص الوصايا العشر، ونظرة متأنية للنص نلاحظ الآتي:
أ - لا يحوي النص القرآني أي إشارة للوصية الثانية التي تنهي عن صنع الأصنام والتماثيل بقصد عبادتها.
ب- لا يحوي النص أيضًا أي إشارة أو تلميح للوصية الثالثة التي تنهي عن الحلف الباطل.
جـ- لا يحوي النص أيضًا أي إشارة أو تلميح للوصية الرابعة الخاصة بالراحة الأسبوعية وتقديس يوم السبت للرب.
د - لا يحوي النص أيضًا أي إشارة لبعض الوصايا مثل " لا تزن"، و" لا تسرق"، و" لا تشته بيت قريبك ولا امرأته ولا عبده ولا آمته ولا ثوره ولا حماره".
2- القول بالتحريف تم الرد عليه باستفاضة(2).
3- لم تصادر التوراة خلق الله لصالح بني إٍسرائيل، إنما أوصت التوراة بالعدل والمساواة ومحبة الغريب، والاهتمام بالعبيد، والحيوانات والطيور، وقد ناقشنا هذا الموضوع من قبل(3) ومن الآيات التي سبق ذكرها ما يلي:
- " حكم واحد يكون لكم. الغريب يكون كالوطني. إني أنا الرب إلهكم" (لا 24: 22) أليس هذا قمة المساواة؟!
- سمح الله للغريب بتقديم ذبائح (خر 12: 19، 48، 49، لا 17: 8 - 10، عد 15: 14 - 16، 26: 30).
- " إن جاع عدوك فأطعمه خبزًا وإن عطش فاسقه ماء فإنك تجمع جمرًا على رأسه والرب يجازيك" (أم 25: 21، 22) بل أوصى بالاهتمام بممتلكات العدو " إذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردًا ترده إليه. إذا رأيت حمار مبغضك واقعًا تحت حمله وعدلت من حله فلابد أن تحل معه" (خر 23: 4، 5).
- " لا تضايق الغريب فإنكم عارفون نفس الغريب لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر" (خر 23: 9).. " لا تضطهد الغريب ولا تضايقه. لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر" (خر 22: 21).. " فأحبوا الغريب لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر" (تث 10: 17 - 19).
_____
(1) أساطير التوراة ص 67.
(2) راجع مدارس النقد جـ 5 إجابة س 314 إلى س 318.
(3) راجع مدارس النقد جـ 2 س101.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/672.html
تقصير الرابط:
tak.la/stnjv2a