يقول ناجح المعموري " هناك نص مكتوب حول المحرَّمات (Tabo) والأوامر التي يجب احترامها خلال يوم السبت البابلي في العراق القديم، حيث يرد حول محرَّمات يوم السبت(1):
1- لا يأكل اللحم المطبوخ على الفحم والمدخن.
2- لا يغيّر ثوبه ولا يلبس ثوبًا نظيفة.
3- لا يشرب خمرًا ولا يركب الملك في عربته.
4- لا يتكلم بزُهو وخيلاء.
5- لا يضع الطبيب يده على المريض.
6- لا يلعن، وفي الليل يقدم الملك قرابينه إلى الآلهة العظام.
7- لا يشرب الخمر، فصلاته مقبولة عند الآلهة".
ويقول الأب سهيل قاشا " أما البابليون فهم أيضًا كانوا يرتاحون في يوم السبت لمصالحة الآلهة بعدم القيام بأي عمل، وقد عُثر لدى الحفريات على تقويم خاص بالأعياد والأيام المختصة لتقديم القرابين وعليه إشارة إلى اليوم السابع والرابع عشر والواحد والعشرين والثامن والعشرين على أنها لا يأكل فيها " راعي الشعوب العظيمة " لحمًا مشوّيًا ولا يبدل ثوبه ولا يقدم قربانًا ولا يركب الملك عربته، ولا تنطق الكاهنة أو الساحر بتنبؤ، وحتى الطبيب لا يضع يده على المريض باختصار إنها الأيام التي لا يقوم فيها أحد بأي عمل، لذلك لا يمكن الشك في أننا ندين براحة يوم السبت أو يوم الأحد في النهاية لهذا الشعب المتحضر بين دجلة والفرات"(2).
ج: 1- أوصى الله شعبه بحفظ السبت بعد خروجه من مصر بشهور قليلة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فلم يكن بنو إسرائيل قد دخلوا بعد إلى أرض كنعان، إنما دخلوها بعد ذلك بنحو أربعين عامًا في عصر يشوع بن نون، أما اتصال بنو إسرائيل بالبابليين فقد جاء أثناء السبي البابلي لمملكة يهوذا في القرن الخامس قبل الميلاد، وبعد أن تسلم الشعب وصية حفظ السبت بنحو ألف عام.
2- هناك إشارة قديمة في سفر التكوين لتقديس اليوم السابع عندما قال الكتاب " وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدَّسه" (تك 2: 2، 3).
3- هناك فروق جوهرية بين ما جاء بشأن تقديس يوم السبت لدى البابليين ولدى العبرانيين، فلم يرد في الكتاب المقدَّس أن الإنسان لا يغير ثوبه يوم السبت، ولا أن الطبيب لا يعالج المريض يوم السبت، ولم يمنع الكتاب المقدَّس الإنسان من التكلم بزهو وخيلاء وأن يمتنع عن الشتيمة يوم السبت فقط، بل كل يوم يجب أن يسلك الإنسان بلياقة، وبينما اعترفت الحضارة البابلية بالسحرة ونبوءاتهم ومنعتهم من التنبؤ يوم السبت فقط، فإن التوراة أمرت بإبادة السحرة "لا تدع ساحرة تعيش"، ومن جانب آخر لم تمنع الأنبياء الحقيقيون من التنبؤ في أي وقت بما فيه يوم السبت.
_____
(1) جورج بوييه شمار - المسؤولية الجزائية في الآداب الآشورية والبابلية - ترجمة سليم الصويصي - بغداد 1981م ص 132 - 133 - راجع أقنعة التوراة.
(2) أثر الكتابات البابلية في المدوَّنات التوراتية ص 263، 264.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/665.html
تقصير الرابط:
tak.la/f3hnx9a