ج: للإجابة على هذا التساؤل دعونا نُصنّف الضربات التسع الأولى إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى المجموعة الثانية المجموعة الثالثة
1- الدم (خر 7: 14-25) 4- الذباب (خر 8:20-32) 7- البَرَد (خر 9: 13-35)
2- الضفادع (خر 8: 1-15) 5- المواشي (خر 9: 1-7) 8- الجراد (خر 10: 1-20)
3- البعوض (خر 8: 16-19) 6- الدمامل (خر 9: 8-12) 9-الظلام (خر10: 21-23)
ودعونا نشير للملاحظات التالية لندرك أنه من المستحيل أن تكون هذه الضربات أتت جزافًا:
1- في الضربة الأولى من كل مجموعة (1- الدم 4- الذباب 7- البَرَد) نلاحظ التقاء موسى بفرعون صباحًا وهو خارج إلى النهر، وتكررت عبارات تفيد نفس المعنى، فقبل ضربة الدم أوصى الله موسى قائلًا " أذهب إلى فرعون في الصباح. إنه يخرج إلى الماء... وتقول له الرب إله العبرانيين أرسلني إليك قائلًا أطلق شعبي ليعبدوني في البرية" (خر 7: 15، 16) وقبل ضربة الذباب أوصى الرب موسى قائلًا " بكر في الصباح وقف أمام فرعون. إنه يخرج إلى الماء. وقل له هكذا يقول الرب أطلق شعبي ليعبدوني" (خر 8: 20) وقبل ضربة البَرَد قال الرب لموسى " بكر في الصباح وقف أمام فرعون وقل له هكذا يقول الرب إله العبرانيين أطلق شعبي ليعبدوني" (خر 9: 13).
2- في الضربة الثانية من كل مجموعة (2- الضفادع 5- المواشي 8- الجراد) التقى موسى بفرعون في قصره، وتكررت عبارات بعينها " قال الرب لموسى أدخل إلى فرعون وقل له: هكذا يقول الرب إله العبرانيين أطلق شعبي ليعبدوني" (خر 8: 1، 9: 1، 10: 1).
3- في الضربة الثالثة من كل مجموعة (3- البعوض 6- الدمامل 9- الظلام) لم يلتقي موسى بفرعون قبل وقوع الضربة، بل جاءت هذه الضربات بدون سابق إنذار (خر 8: 16، 9: 8، 10: 21).
4- لأن موسى أعتذر عن التعامل مع فرعون في البداية لذلك جاءت الضربات الثلاث الأولى بقول الرب لموسى " قل لهرون" (خر 7: 19، 8: 5، 8: 16) أما الضربات الرابعة وحتى التاسعة باستثناء الضربة السادسة، فقد صدرت الأوامر الإلهيَّة بشأنها لموسى النبي بمفرده (خر 8: 2، 9: 1، 9: 13، 10: 1، 10: 21) وفي الضربة السادسة صدرت الأوامر الإلهيَّة لكل من موسى وهرون (خر 9: 8).
5- أن هناك تدرجًا في الضربات، لعل فرعون يرجع عن قساوة قلبه، فالضربات جاءت كنوع من التأديب، وأيضًا جاءت تحمل الرحمة، فعقب كل ضربة كان هناك فرصة للتوبة. بل أن بعض الضربات سبقها إنذار للمصريين مثل ضربة البَرَد، فلو كانت هذه الضربات قد أتت جزافًا لخلت من التدرج والإنذار.
6- من الضربة الثالثة أعلن العرافون والسحرة فلسهم وحتى النهاية، معترفين بقوة إله إسرائيل قائلين " هذا أصبع الله" (خر 8: 19) بل أنه بعد الضربة الثالثة اختفى العرافون من مسرح الأحداث.
7- عمت المجموعة الأولى من الضربات (الدم - الضفادع - والبعوض) كل أرض مصر، بينما في المجموعتين الثانية والثالثة من الضربات كان هناك تمييزًا بين أرض جاسان وبقية أرض مصر.
8- ألتمس فرعون من موسى الصلاة من أجله ليرفع الله ضربات الضفادع، والذباب، والبَرَد، والجراد، والظلام، وكان هناك تدرجًا في الالتماس:
في ضربة الضفادع قال فرعون " صليا إلى الرب ليرفع الضفادع عني وعن شعبي فأطلق الشعب ليذبحوا للرب" (خر 8: 8).
وفي ضربة الذباب " فقال فرعون أنا أطلقكم لتذبحوا للرب إلهكم في البرية... صليا لأجلي" (خر 8: 28).
وفي ضربة البَرَد " أرسل فرعون ودعا موسى وهرون وقال لهما أخطأت هذه المرة. الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار. صليا إلى الرب" (خر 9: 27، 28).
وفي ضربة الجراد " فدعى فرعون موسى وهرون مسرعًا وقال أخطأت إلى الرب إلهكما وإليكما. والآن أصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط. صليا إلى الرب ليرفع عني هذا الموت فقط" (خر 10: 16، 17).
وفي ضربة الظلام قال فرعون " أذهبوا أعبدوا الرب" (خر 10: 24).
فمن كل ما سبق ندرك أن الضربات لم تأتي جزافًا ولا مصادفةً، بل كانت بترتيب إلهي عجيب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/605.html
تقصير الرابط:
tak.la/26y7zs7