ج: 1- كان اسم حمى موسى "رعوئيل" أي " صديق إيل " أو " صديق الله " فإن الآباء أطلقوا على الله لقب " إيل"، فكان رعوئيل يعبد إيل إله إبراهيم.
2- لُقّب " رعوئيل " باسم " يثرون " أي صاحب الفضيلة أو صاحب السمو أو صاحب الغبطة، ولعل اسم يثرون يمثل لقب الشخص الذي يشغل منصب كاهن مديان.
إذًا لو قال سفر الخروج عن والد صفورة زوجة موسى أنه رعوئيل " فلما أتينَ إلى رعوئيل أبيهن قال.." (خر 2: 18) فإن هذا حق، ولو قال سفر الخروج أنه يثرون " وأما موسى فكان يرعى عنم يثرون حميه كاهن مديان" (خر 3: 1).. " فمضى موسى ورجع إلى يثرون حميه" (خر 4: 18) فإن هذا صحيح وحق أيضًا، ومن المعتاد في الكتاب المقدَّس أن تجد للشخص اسمان، فجدعون دُعي " يربعل" (قض 7: 1) ويقول أحد الآباء الرهبان بدير القديس أنبا مقار " يُقال أن حمى موسى كان يعبد إله إبراهيم، كما يوحي بذلك اسمه " رعوئيل " أي " صديق إيل " حيث " إيل " هو التعبير الذي أطلقه الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب على " الله " الإله القادر على كل شيء" (خر 6: 3) ويُدعى رعوئيل أيضًا باسم آخر هو " يثرون " ومعناه " سمو " ولعل هذا الاسم هو لقبه الرسمي بصفته رئيس كهنة لقبيلته، مثل لقب " الإمام " عند العرب حاليًا"(2).
3- أما " حوباب " ومعناه " المحبوب " فهو ابن رعوئيل حمى موسى، وشقيق صفورة زوجة موسى، وهذا ما جاء في سفر العدد " وقال موسى لحوباب بن رعوئيل المدياني حمى موسى.." (عد 10: 29) ويقول أحد الآباء الرهبان بدير القديس أنبا مقار " يلزم أن نفرق بين رعوئيل يثرون وبين حوباب (المحبوب) الذي جاء ذكره في سفر العدد 10: 29، فهو ابن رعوئيل المدياني وشقيق صفورة زوجة موسى، وإن كان قد دُعي حما موسى، فإن هذا تعبير قديم يعبر عن أي علاقة نسب من جهة الزوجة (قض 1: 16، 4: 11) وقد رافق حوباب بني إسرائيل في رحلتهم كمرشد لهم في دروب الصحراء"(3).
4- هل يمكن أن يكون "حمى موسى" عائد على رعوئيل وليس على حوباب " وقال موسى لحوباب من رعوئيل المدياني حمى موسى " نقول الحقيقة أنه طبقًا لقواعد اللغة العبرية نجد أن حمى موسى تعود على حوباب وليس رعوئيل، وجاء في كتاب السنن القويم " بمقتضى قواعد اللغة العبرانية أن حما موسى هنا حوباب لا رعوئيل أو لا يثرون. ودُعي حوباب بحمى موسى أيضًا في سفر القضاة (قض 4: 11) واللغة العبرانية المترجمة بحمى " ختَن".. ومعناه في العبرانية كما في العربية كل من كان من قِبَل المرأة مثل الأب والأخ على أن الحما في العربية يُطلق على أبي الزوجة وأخيها وعمها، فلا منافاة بين كون يثيرون أو رعوئيل حما موسى أو حوباب بن رعوئيل كذلك"(4).
_____
(1) البهريز جـ1 س482.
(2) شرح سفر الخروج ص 95.
(3) شرح سفر الخروج ص 95.
(4) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم ص 258.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/581.html
تقصير الرابط:
tak.la/k2yjdnq