ج: 1- سبق الإجابة على هذا التساؤل(1).
2- أي إنسان بلا خطية؟! - لو انتظر الله ليجد إنسانًا كاملًا صالحًا بارًا بلا خطية ليأتمنه على الرسالة الإلهية، فإنه لن يجد مثل هذا الإنسان قط، ولو وُجِد مثل هذا الإنسان فما كان هناك داعٍ للتجسد، فليس مولود امرأة بلا خطية إلاَّ السيد المسيح له المجد، أما النبي فإنه معصوم من الخطأ فقط في وقت كتابته للأسفار المقدَّسة، حيث يصاحبه الروح القدس من أول حرف يكتبه إلى آخر حرف، يرشده وينير بصيرته ويعصمه من أدنى خطأ ممكن، والنبي في حياته الشخصية مُعرَّض للخطأ والسقوط.
3- افترى الرجل المصري على الرجل العبراني الذي ليس له من ينصفه، حتى لو لجأ للقضاء فإن القضاء لن ينصفه، فتدخل موسى من قبل إحقاق الحق، ولم يكن لموسى عداء شخصي مع هذا المصري، ولكن إذ رأى مدى ظلمه وافتراءه على العبراني لم يتمالك نفسه، واشتبك مع الرجل المصري وفتك به، وجاء القتل هنا وليد اللحظة وليس بسبق الإصرار والترصد.
4- لقد ظن موسى أنه بهذه الوسيلة يستطيع أن ينصف بني جلدته المقهورين " وظن أن أخوته يفهمون أن الله على يده يعطيهم نجاة. أما هم فلم يفهموا" (أع 7: 25).. لقد أعتمد موسى على قوته الذاتية في خلاص شعبه ففشل، فلا غنى عن يد الله الرفيعة في الخلاص.
5- أقول لأخوتي من النُقَّاد المسلمين: لماذا تعترضون على ما جاء في القرآن ذاته؟ اقرأوا قصة موسى كما جاءت في عدة مواضع بالقرآن فمنها ما جاء في سورة القصص إذ ذكر قتل فرعون للذكور من أطفال العبرانيين (سورة القصص 4)، وولادة موسى وإلقاء أمه له في اليم ومراقبة أخته له، وعثور امرأة فرعون (في التوراة ابنة فرعون) عليه وإرشاد أخته لمرضعة له هي أمه (سورة القصص 7 - 13)، وقتل موسى للمصري، وذيوع الخبر وخوف موسى وهروبه إلى مدين (مديان) (سورة القصص 15 - 22) ولقاءه ببنات (يثرون) وسقى الماء لقطيعهن، ودعوة (يثرون) له وزواجه بابنته (سورة القصص 23 - 27) ورؤية موسى للشجرة المشتعلة وكلام الله معه، وإعطاءه معجزتي العصا التي تتحوَّل إلى حيَّة واليد البرصاء، ومحاولة موسى الاستعفاء من الرسالة ووعد الله له بأن هرون سيعضده (سورة القصص 29 - 35)، ولقاء موسى بفرعون والخروج وغرق فرعون (سورة القصص 36 - 40).. إلخ. وجاء في سورة الشعراء ذِكْر موسى لحادثة قتل المصري فقال له فرعون "وفعلت فعلتك التي فعلتَ وأنت من الكافرين. قال فعلتها إذًا وأنا من الضالين. ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكمًا وجعلني من المرسلين" (سورة الشعراء 19 - 21) وذكر قصة لقاء موسى مع سحرة مصر وكيف أن عصاه ابتلعت عصيهم " فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون" (الشعراء 45) وشق البحر الأحمر " فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم... وأزلفنا ثم الآخرين. وأنجينا موسى ومن معه أجمعين. ثم أغرقنا الآخرين" (سورة الشعراء 63 - 66).. إلخ.
_____
(1) فيرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ 5 إجابة السؤال رقم 434.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/580.html
تقصير الرابط:
tak.la/37kc9ca