ج: 1- نعم اسم يهوذا مشتق من الفعل أحمد، ولهذا عند ولادته قال الكتاب عن أمه ليئة " وحبلت أيضًا وولدت ابنًا وقالت هذه المرة أحمد الرب. لذلك دعت اسمه يهوذا" (تك 29: 35).
2- تنبأ يعقوب عن يهوذا قائلًا " يهوذا إياك يحمد إخوتك. يدك على قفا أعدائك. يسجد له بنو أبيك. يهوذا جرو أسد. من فريسة صعدت يا ابني. جثا وربض كأسد وكلبوة من ينهضه" (تك 49: 8، 9) وهذه النبوءة لم تتحقق ليهوذا شخصيًا بدليل أن إخوته لم يسجدوا له، بل سجدوا وهو معهم ليوسف في أرض مصر. إذًا النبوءة لا تخص يهوذا في شخصه، إنما تخص السيد المسيح الآتي من نسل يهوذا الذي صارت يده على قفا الشياطين أعدائه إذ هزمهم هزيمة ساحقة بالصليب " هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود" (رؤ 5: 5).
3- تنبأ أيضًا يعقوب عن سبط يهوذا إنه سيكون سبط الملوك " وإن قضيب الملك سيزول من سبط يهوذا، متى جاء شيلون الخارج من سبط يهوذا من يعقوب، ولشيلون تخضع الشعوب " لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب" (تك 49: 10) وهذا يتعارض مع الاعتقاد السائد بأن رسول الإسلام هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
4- من المعروف أن " شيلون " لقب من ألقاب المسيا المنتظر لدى اليهود الذين مازالوا ينتظرونه حتى الآن، ولا يعلمون أنه آتي، واسم " شيلون " إذا جاء في النكرة فهو يعني الراحة والطمأنينة والأمان، وإذا كان اسم علم فهو يعني مانح الرحمة أو صانع السلام، وهذا اللقب هو من ألقاب السيد المسيح، وقد اعتقد اليهود أن لفظة شيلون تشير للمسيح المسيا المنتظر فجاء في ترجوم أونكلوس " إلى أن يأتي المسيح الذي له الملك وله يكون خضوع الشعوب " وجاء في ترجوم أورشليم " إلى الوقت الذي يأتي فيه المسيح الملك الذي له المُلك " وفي ترجوم يوناثان " إلى أن يأتي المسيح الملك. ما أجمل المسيح الملك الذي سيطلع من بيت يهوذا " وفي التلمود البابلي " ما هو اسم المسيح؟ ويجيب اسمه شيلون لأنه مكتوب حتى يأتي شيلون"(2).
وقد سمح ملوك الفرس الذين احتلوا مملكة يهوذا أن يكون حكام يهوذا من اليهود مثل زربابل وعزرا ونحميا، وكذلك منح اليونانيون هذا الحق لليهود في عصر المكابيين. ولكن في سنة 6 م جعل أوغسطس قيصر اليهودية ولاية رومانية وعيَّن عليها هيرودس أرخيلاوس، وفقد السنهدريم سلطته في إصدار أحكام الموت، ويقول الرابي "راكمان".. " عندما وجد أعضاء السنهدريم أنفسهم مجردين من الحكم بالحياة والموت، أصابهم الرعب وغطوا رؤوسهم بالرماد، ولبسوا المسوح، وصرخوا: ويل لنا لأن القضيب قد زال من يهوذا والمسيا لم يأتِ"(1).
4- يعتبر اسم "شيلة" اختصار لاسم شيلون، وشيلة هو الابن الثالث ليهوذا الذي تبقى له بعد موت ابنيه عير وأونان، فكان بالأولى تطبيق النبوءة الواردة في (تك 49: 10) على شيلة، ولكنها في الحقيقة تنطبق على السيد المسيح وحده (شيلون) الخارج من سبط يهوذا، وليس على أحد غيره، لا من سبط يهوذا ولا من نسل إسماعيل.
_____
(1) دائرة المعارف الكتابية جـ 4 ص 589.
(2) راجع جرجس إبراهيم صالح - الرد على كتاب التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 85.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/559.html
تقصير الرابط:
tak.la/77xz6hs