ويقول محمد قاسم محمد " فهذا يدل على أن دخول بني إسرائيل لمصر لم يكن في عهد الهكسوس الرعاة. بل في عهد حاكم مصري يراعي تقاليد المصريين ومعتقداتهم. على عكس ما يدعي كثير من المؤرخين"(2).
ج: 1- قال البعض أن يوسف دخل إلى مصر قبل عصر الهكسوس، واعتمدوا في ذلك على:
أ - لو كان فرعون يوسف من الهكسوس لزوجه بإحدى أميرات القصر، ولكن لأن فرعون يوسف من مصر، فهو طبقًا للأعراف لا يتم تزويج أميرات القصر للغرباء، ولذلك زوجه من ابنة فوطي فارع كاهن أون، وهذا الاحتجاج مردود عليه بأنه في عهود ضعف الدولة المصرية كان الفراعنة يزوجون أميرات القصر للغرباء مثلما حدث مع يربعام، وسليمان.
ب - اشترى يوسف كل أرض المصريين لفرعون باستثناء الأرض الموقوفة على المعابد (تك 47: 22) فلو كان فرعون يوسف من الهكسوس ما كان يتساهل مع الكهنة، وهذا أمر مردود عليه أيضًا، وهو أن الهكسوس راعوا مشاعر المصريين الدينية لئلا يزيدوا من حقدهم ضد الهكسوس.
جـ- عند طرد الهكسوس لم يتم طرد بني إسرائيل، وأيضًا هذا احتجاج مردود عليه لأنه عندما طرد المصريون الهكسوس وجدوا بني إسرائيل شعبًا مسالمًا وفكروا في الاستفادة منهم أفضل من طردهم، ولاسيما أنهم لا يمثلون أي خطر على البلاد، وليست لديهم مطامع سياسية.
2- دخل يعقوب وأولاده إلى مصر في عصر الهكسوس (1700-1550 ق. م.) بدليل:
أ - أن مصر لم تكن تعرف المركبات الحربية التي تجرها الخيول إلاَّ بعد عصر الهكسوس، وحيث أن يوسف أرسل مع إخوته عجلات حربية لإحضار أبيه إذًا يوسف كان في مصر في عهد الهكسوس وليس قبله.
ب - الفرعون الذي أقام يوسف وزيرًا، واستقبل أخوة يوسف بالترحاب هو من الهكسوس الذين احتلوا بلاد النيل، وهم من أصل سامي، فتعاطفوا مع أبناء يعقوب الساميين، ولكن بعد أن ثار شعب مصر على هؤلاء المحتلين وطردهم، أساءوا إلى العبرانيين الذين هم أيضًا من أهل سامي(3) وقد استمر احتلال الهكسوس لمصر قرابة قرنين 1730 - 1570 ق.م. وهي الفترة التي جاء فيها بنو إسرائيل لأرض مصر، وقد طرد أحمس الأول الهكسوس(4).
جـ- يقول زينون كوسيدوفسكي أن يعقوب وأولاده جاءوا إلى مصر في فترة حكم الهكسوس " وقد أُستقبل نسل يعقوب هناك بالترحاب لأنه كان يرتبط ببعض صلات القربى القوية من المحتلين (الهكسوس) وقد كان من صالح أولئك أن يجذبوا إلى مصر أكبر عدد ممكن من الأسيويين. ويتحدث المؤرخ العبري "فلافيوس يوسيفوس" عن الهكسوس على أساس أنهم أجداده، ونصوص القرن السادس عشر ق.م. المصرية تتحدث عن قبائل كنعانية استوطنت مصر... وفي تل العمارنة (بقايا عاصمة إخناتون مؤسس الديانة التوحيدية وعابد إله الشمس في منتصف القرن الرابع عشر ق. م.) وُجد تابوت لقائد كان يخدم عند إخناتون اسمه القائد ناحيم وكان أسيويًا. أما وزير ذلك الفرعون يانحام فقد كان أقوى شخصية في القصر رغم إنه من سلالة أسيوية"(5).
_____
(1) البهريز جـ 1 س319.
(2) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 100.
(3) راجع الأب سهيل قاشا - التوراة البابلية ص 18.
(4) راجع فراس السواح - الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم.
(5) ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة الحقيقية في القصص التوراتية ص 85.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/555.html
تقصير الرابط:
tak.la/zsr4n38