ج: 1- أحلَّ الله سر الزيجة، فجاء في نفس الإصحاح من سفر التكوين " لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا" (تك 2: 24) وقال السيد المسيح "أما قرأتم أن الذي من البدء خلقهما ذكرًا وأنثى... فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت 19: 4 - 6).
2- قبل خلقة حواء لم يكن هناك في العالم كله غير آدم بمفرده، وحيث أن الله وضع في خطته أن تنمو البشرية وتكثر لذلك كان هناك ضرورة لخلق حواء، لتكون معينًا ومؤنسًا لآدم من ناحية، ومن ناحية أخرى لكيما تنجب وتُعمر الأرض، فعندما قال الله "ليس جيدًا أن يكون آدم وحده" لم يكن هناك غير آدم واحد فقط، أما عندما شجع بولس الرسول البعض على البتولية كان هناك ملايين من الناس يتزاحمون في هذه الحياة.
3- اقتطع المعترض جزءًا وبنى عليه استنتاجه، بينما لو أكمل الآية التالية " لكنك إن تزوّجت لم تخطئ" (1كو 7: 28) لفهم المعنى، فبولس الرسول لم يُحرم الزواج، ولم ينظر لسر الزيجة كأمر محرَّم أو غير مرغوب فيه بل قال أن " هذا السر عظيم" (أف 5: 32) وأوصى النساء بالخضوع لأزواجهن، وأوصى الرجال بمحبة نساءهم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (راجع أف 5: 22 - 32). وعندما قال " أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة " فذلك لسبب الاضطهاد الشديد الذي لحق بالمسيحيين الأوائل، فمن الأسهل أن يواجه الإنسان الاضطهاد بمفرده، أما لو كان لديه زوجة وأولادًا فإن معاناته ستزداد، ولذلك قال معلمنا بولس الرسول في الآية السابقة " لسبب الضيق الحاضر أنه حسن للإنسان أن يكون هكذا" (1 كول 7: 26) وأيضًا شجع بولس الرسول الشباب والعذارى على حياة البتولية ليتفرغوا لأعمال الصلاة والكرازة والخدمة، ولذلك قال " غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضي الرب. وأما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضي امرأته" (1 كو 7: 33) فالإنسان البتول له حرية أكبر للانطلاق في حقل الكرازة والخدمة بلا قيود ولا حدود.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/353.html
تقصير الرابط:
tak.la/y794kxs