St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

301- هل تدشين يعقوب للحجر (تك 28: 18-22) أخذ من الأساطير وعبادة الأحجار؟

 

يقول جيمس فريزر أن، اليهو " كانوا يعتقدون في الأصل أن الرب كان يسكن حقًا في هذه الأحجار، وكان إحساسهم بالرهبة في سكنى الرب لهذه الأحجار هو الذي يخلع عليها قدسيتها ومن ثم فقد أعلن يعقوب أن الحجر الذي نصبه في بيت إيل ينبغي أن يكون بيت الرب، ونكرة أن الحجر يسكنه الرب أو أية قوة روحية أخرى لم تكن غريبة على الإسرائيليين القدماء، بل كان يشاركهم فيها كثير من شعوب العالم. فقد كان العرب الجاهليون يعبدون الأحجار، بل أن الحجر الأسود مازال يحتل مكانة أساسية بين شعائرهم المقدسة"(1).

St-Takla.org Image: Jacob's Pillar: After waking from his dream, Jacob erects a pillar from the stone on which he slept the night before, and praises God by anointing it with oil: (Genesis 28: 18-22) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: عمود يعقوب: بعدما استيقظ يعقوب من الحلم، أقام عمودًا من الحجر الذي نام عليه في الليلة السابقة، ومجد الله وصب زيتا عليه لتدشينه: (التكوين 28: 18-22) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Jacob's Pillar: After waking from his dream, Jacob erects a pillar from the stone on which he slept the night before, and praises God by anointing it with oil: (Genesis 28: 18-22) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عمود يعقوب: بعدما استيقظ يعقوب من الحلم، أقام عمودًا من الحجر الذي نام عليه في الليلة السابقة، ومجد الله وصب زيتا عليه لتدشينه: (التكوين 28: 18-22) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

كما يربط جيمس فريزر بين حجر يعقوب وعبادة الأوثان فيقول " من المحتمل... أن الحجر المقدس الذي ينسب إلى يعقوب في بيت إيل كان من هذه الأحجار الصلبة المنتصبة، أو إحدى الأعمدة الخشبية التي كان العبريون يسمونها " ماسيبوث "وهي تلك الأحجار التي كانت ملحقة كما رأينا، بمعابد الكنعانيين والإسرائيليين المبكرة... ومن المحتمل كذلك أن نسل يعقوب كان يتقرب إلى هذا الحجر على هذا النحو طيلة عصور طويلة من بعده"(2).

ويذكر فريزر عادة بعض النرويجيين الذين يطلون الأحجار بالزبد مثلما صب يعقوب الزيت على الحجر فيقول " وتعد هذه الأسطورة أصدق دليل على تقديس الحجرر... ومن المؤكد أن عادة طلاء الأحجار المقدسة بالزيت تنتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. فقد كان هناك في دلفى بالقرب من قبر " نيوتيوليسيوس "حجر صغير كان يصب عليه الزيت كل يوم... ووفقًا لما رآه " نيوفراستوس "إنه كان من سمات الرجل المتطير، إنه إذا رأى أحجارًا ناعمة عند مفترق الطريق، فإنه يصب عليها الزيت من قارورة يحملها معه، ثم يسجد أمامها ويصلى لها قبل أن يستأنف سيره... أما الكاتب المسيحي " أرنوبيوس "فيقول في معرض حديثه عن عبادة الأوثان في أيامه بطريقة عمياء[إنني تعودت كلما أبصرت حجرًا مطليًا بالزيت أن أعبده كما لو كانت فيه قوة تسكنه، ثم أطريه (أي أمدحه) وأتحدث إليه وألتمس الخير من تلك الكتلة الصخرية الصماء]"(3).

ويقول " زيتون كوسيدوفسكى ".. " وقد نصب يعقوب عمودًا من الحجر وغطاه بالشيح ذلك كذكرى لحلمه. أن هذا العمل عادة سامية قديمة، وعبادة الحجارة أقدم عبادة عند القبائل البدائية، فالحجر الأسود في مكة المكرمة هو رمز ومثال لديانات العرب القدماء أيام الشرك، وقد عرفت عبادة الحجارة عند الفينيقيين وفي أرض كنعان وفي فلسطين... ففي مدينة جازر بالتحديد وجدوا سبعة أعمدة مقدسة منصوبة على تلة، وقد اعتقد الساميون أن الإله يعيش هناك فسموها بيت إيل أي (بيت الإله) وقد أطلق يعقوب تلك التسمية على المكان الذي رأى فيه السلم والملائكة في منامه"(4).

 

تعليق:

  1. يتغافل جيمس فريزر عامل الزمن، ويقلب الحقائق، فيقول بما معناه لأن اليهود قدسوا الأحجار واعتقدوا أن الله سكن فيها، لذلك دشن يعقوب الحجر المقدس... أيهما أسبق في الوجود: يعقوب الهارب بمفرده من وجه أخيه عيسو، أم الشعب اليهودي المكون من الأسباط الاثني عشر أولاد يعقوب..؟! فكيف يأخذ السابق (يعقوب بمفرده) من اللاحق (الشعب اليهودي)..؟! هذه واحدة، وواحدة أخرى أن الآباء البطاركة لم يسقطوا في عبادة الأحجار قط، بل كانت هناك علاقة خاصة بين الله وهؤلاء الآباء، فهو اختارهم ليكون شعبًا مقدسًا له، وهم وضعوا فيه ثقتهم ورجائهم، فلا يصح مقارنتهم بعباد الأصنام، وأمر ثالث أن الشعب اليهودي هو الشعب الوحيد الذي عرف الإله الحقيقي خالق السماء والأرض، وإن كان هذا الشعب قد ضعف خلال تاريخه المقدس وعبد الأوثان، فإنه على الفور كان ينال عقاب خطاياه، كما أن كبواته لا تعبر أبدًا عن أصل عقيدته كما نادى بها الأنبياء القديسون وسجلوها في الأسفار المقدسة، وإلا فليقل لنا فريزر أو غيره في أي سفر وأية آية شجع العهد القديم الشعب على تقديس الأحجار؟

  2. ما ذكره فريزر عن النرويجيين الذين يطلون الأحجار بالزبد، وغيرهم ممن يقدسون الأحجار، وما ذكره الكاتب المسيحي "أرنوبيوس" لا علاقة ليعقوب المجاهد بهم؟! ولم يدشن يعقوب الحجر من أجل أن هؤلاء السابقين أو اللاحقين عبدوا الأحجار وقدسوها.

  3. ما جاء في سفر التكوين واضح وصريح، وهو ببساطة أن يعقوب نام في العراء، وهو في طريقه من بئر سبع إلى حاران ورأى حلمًا، وقد أبلغه الله رسالة وطمأنه من خلال هذا الحلم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فقال يعقوب "ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك 28: 17) قال هذا قبل أن ينصب الحجر، ثم بعد ذلك "أخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودًا وصب زيتًا على رأسه. ودعا اسم ذلك المكان بيت إيل" (تك 28: 18، 19) فلم يذكر الكتاب لا من قريب ولا من بعيد أن يعقوب سجد للحجر أو مدحه أو طلب منه شيئًا أن صلى إليه... فقط وضعه علامة لهذا المكان المقدس الذي ظهر فيه الله في حلم له، وعندما عاد يعقوب للمكان بعد عشرين سنة " بنى هناك مذبحًا ودعى المكان إيل بيت إيل. لأنه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه أخيه" (تك 35: 7) فيعقوب بنى مذبحًا للرب، فهو ليس من عباد الأحجار قط.

  4. إني لأتعجب من رأى " زيتون كوسيدوفسكى "الذي تهيأ له أمورًا لم يكن لها وجود في الواقع، مثل قوله بأن يعقوب غطى العمود بالشيح... من أي مصدر أتى بهذه المعلومة؟! ومن أين أتى يعقوب بالشيح..؟! وأتعجب بالأكثر من المترجم الدكتور محمد مخلوف الذي لم يعلق بشيء على رأى كوسيدوفسكى في الحجر الأسود، فهل يقر ما قاله زيتون أن الحجر الأسود رمز لعبادة الأحجار؟!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) الفلكلور في العهد القديم ج 2 ص 187.

(2) المرجع السابق ص 200.

(3) الفولكلور في العهد القديم ج 2 ص 196.

(4) ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 62.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/301.html

تقصير الرابط:
tak.la/36tvr9g